رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وخمسون للسادس والخمسون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
قلبي لسا ناحيته مش متأكدة .. بس اللي متأكدة منه إني مبقتش بحب آدم زي الأول ياماما والله صدقيني
ميرڤت بضيق وعتاب
_ وليه محكتليش يازينة .. ليه مقولتيلش على حاجة زي كدا يابنتي واتكلمتي معايا
_ كنت خاېفة ياماما تتعصبي وتلوميني لو عرفتي وأساسا بنسبالي أنا شلت آدم من قلبي من بدري حتى لو لسا عقلي رافض إنه ينساه أو يشيله منه
_ أنا مش عايزة اخسره ياماما إنتي عارفة إني بحب هشام أوي ومفضليش غيرك إنتي وهو دلوقتي .. ليه سابني ومشي .. قلقانة عليه ومضايقة أوي من نفسي إني السبب في كسرة قلبه .. أنا لا يمكن اتمناله حاجة وحشة أو ابقى عايزة اكون سبب في زعله
تنفست ميرڤت الصعداء وقالت مبتسمة بحكمة
_ مش هيرجع ياماما هشام قرر إنه يبعد عني خلاص .. ده لو مقررش إنه يكمل حياته هناك ويتجوز زي ما قالت ألاء فعلا
ردت ميرڤت باسمة بحنو
_ وإنتي زعلانة إنه مش هيرجع ولا إنه ممكن يتجوز
أجابت بدون تفكير في عينان دامعة
_ الأتنين !
ثم ارتمت بين أحضان والدتها وقالت بصوت مبحوح
ملست ميرڤت على ظهرها برفق وتمتمت بحب
_ ياحبيبتي إنتي مخسرتيش حد أنا جمبك ومش هسيبك أبدا وهشام إن شاء الله هيرجع أنا واثقة
انهمرت دموعها فوق وجنتيها بصمت وهي بين ذراعين والدتها تتشبث بها كالغريق المتعلق بطوق النجاة الوحيد الذي لديه !!! .
على الجانب الآخر في إيطاليا ......
أحست بخطواته من خلفها وثوان معدودة حتى شعرت بذراعيه تمتدان لخصرها ويلفهم حولها بتحكم وحنو فاتسعت ابتسامتها ومالت برأسها للخلف تستندها فوق الجزء العلوي من صدره هامسة بخفوت جذاب
مال برأسه على رأسها ولثم شعرها بحب ثم رفع أنامله وراح يعبث بخصلات شعرها متمتما
_ مبسوطة يا جلنار
هزت رأسها بالإيجاب فوق صدره فابتسم بدفء وهمس من الخلف بجانب أذنها
_ وأنا مش عايز حاجة غير إني اشوف ابتسامتك وسعادتك بس على وشك
ابتعدت عنه واستدارت ثم رمقته مطولا وسألت بتدقيق
_ اشمعنى دلوقتي قررت تاخدنا الرحلة دي .. يعني إيه اللي خلاها تيجي في دماغك فجأة كدا
ضحك وتمتم غامزا
_ حبيت اقضي وقت جميل ولطيف مع مراتي وبنتي بعيد عن ضغط الشغل .. والأهم اسعدكم واشوف الفرحة على وشكم
ابتسمت بنعومة ثم تقدمت خطوة واحدة إليه ولفت ذراعيها حول رقبته تهتف بدلال
_ بس أنا عايز اروح كل مكان واتفرج على إيطاليا كلها يعني طالما جبتني هنا بإرادتك يبقى مش هنرجع إلى بإرادتي أنا وبعد ما ازهق وامل منها
قهقه بخفة ثم قال مداعبا إياها بغمزة عابثة
_ وافرجك العالم كله كمان يارمانة مش ايطاليا بس
تدللت أكثر وردت بغنج ورقة ساحرة أذابته بالكامل
_ متقولش رمانة .. رمانتي احلى !
رفع حاجبه مبتسما بدهشة بسيطة امتزجت بنظرته الغرامية ثم دنى منها وهمس بنبرة لها أثر سحري عليها
_ بس كدا من عنيا يا رمانتي
انفرجت شفتيها باتساع تتطلعه بعشق بينما هو فانحرفت نظراته وأخذت منحنى آخر تفهمه جيدا وأكد شكوكها بغمزته الماكرة فابتعدت فورا عنه واسرعت شبه راكضة للداخل ليضحك ويدخل خلفه ثم يغلق باب الشرف ويهتف مشاكسا
_ يعني هتهربي مني فين دي الشقة كلها اوضتين وصالة !
ضحكت بصمت ثم أسرعت إلى غرفتهم تنوي الاختباء بها لكنه كان اسرع منها حيث بخطوات معدودة فقط هرول خلفها والتقطها قبل أن تلوذ بالغرفة .. فاصدرت شهقة عالية وارتفع بعدها صوت ضحكها المثير وهي تحاول الفرار من بين يديه لكنها وجدته يكتم على فمها بكفه ويرمقها منذرا بجدية ويهمس
_ شششششش هنا هتصحى وطي صوتك
ردت ببرود متعمد
_ وفيها إيه يعني !
انحنى وحملها على كتفه عنوة هاتفا بغيظ
_ هقولك فيها إيه
شهقت وهتفت برجاء وامتعاض مزيف
_ طيب خلاص نزلني والله ومش هطلع صوت تاني .. عدنان نزلني .. عدنان
لم يجيبها وفقط سمعت صوت ضحكته الرجولية الجذابة فلم تتمكن من منع ابتسامتها رغما عنها وبعد ثواني كان يدخل بها الغرفة ويغلق الباب خلفهم !! .....
عودة إلى مصر ......
نظرها كان عالق على ساعة يدها تتفقد الساعة التي تخطت الثانية عشر بعد منتصف الليل .. تأخرت بالعمل ولم تنتبه للوقت جيدا .. والآن تقف تنتظر رؤية أي سيارة أجرة حتى تستقل بها .
ظلت تتلفت برأسها يمينا ويسارا على أمل رؤية أي سيارة بهذه المنطقة لكن طال انتظارها دون فائدة حتى بدأت تفقد الأمل وكانت على وشك أن تسير قدما لخارج هذه المنطقة حتى تستطيع العثور على سيارة تأخذها لمنزلها .
لكن فجأة على الجانب المقابل من الطريق التقطت عيناها ذلك الرجل وهو يقف ويتطلعها مبتسما بشيطانية ووعيد .. شعرت لوهلة بتوقف نبضات قلبها وأنها ستفقد وعيها فأسرعت وتلفتت حولها كالمچنونة پخوف بحثا عن أي سيارة أو أحد لكن الطريق كان فارغ تماما .. وحين عادت بنظرها إليه رأته يقود خطواته السريعة إليها عابرا الشارع .. ارتجفت قدماها وتصلبت بالأرض غير قادرة على الحركة وكأنها تقف منتظرة حتفها !!! ...........
............ ...........
_ الفصل الثاني والخمسون _
يجلس فوق مقعد خشبي طويل دائري دون ظهر وأمامه حاملة اللوحات الكبيرة وموضوعة بداخلها اللوحة البيضاء .. وبيده يمسك بالفرشاة يمررها بدقة فوق اللوحة يرسم بها لوحته المميزة .. توقف عن ممارسة هوايته المفضلة لفترة طويلة والآن قرر العودة لكن بلوحة مختلفة تماما عن أي واحدة سبقتها .
يداه كانت تتحرك بخفة ودقة شديدة حتى لا يخطأ بأي شيء ويفسد جمالها .. وبجانبه صوت الموسيقى الهاديء يملأ أذنيه فيغمره في عالمه الخاص غير مكترثا لأي شيء من حوله .
انتشله من قوقعته الخاصة صوت رنين هاتفه فترك الفرشاة من يده ثم مد يده وبسبابته النظيفة فتح الاتصال ومكبر الصوت ثم عاد وأمسك بالفرشاة ليجيب وهو يكمل عمله
_ أيوة يا محمد
آجابه الآخر بصوت مرتعد قليلا
_ ياباشا أنا قدام المكتبة دلوقتي .. سبت العربية بس خمس دقائق روحت الحمام ولما رجعت لقيت المكتبة مقفولة وآنسة مهرة مش موجودة
ضيق آدم عيناه باستغراب وتمتم
_ مشيت يعني ولا إيه .. وهي ليه قعدت لغاية الوقت ده
متابعة القراءة