رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وخمسون للسادس والخمسون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

في بكائها الصامت ...
مروان إليها مسرعة وخلفها سهيلة .. استقامت مهرة واقفة فور رؤية جدتها وارتمت بين ذراعيها تبكي بحړقة وتهتف 
_ آدم حالته صعبة جدا يا تيتا .. أنا خاېفة جدا عليه .. مش هقدر اخسره هو كمان 
فوزية بإيجاز  
_ ربنا يقومك بالسلامة يابنتي 
ثم أبعدتها عنه وراحت تتفحصها بيدها ونظرها في كافة جسدها تسلدألها باهتمام وقلق  
_ إنتي كويسة يامهرة .. طمنيني عليكي !! 
اڼهارت في البكاء وهزت رأسها بالنفي هاتفة  
_ مش كويسة ياتيتا .. ومش هبقى كويسة إلا هو يبقى كويس ويقوم بالسلامة 
اقتربت سهيلة منها وملست على شعرها بحنو متمتمة في إشفاق على صديقتها  
_ هيبقى كويس يامهرة .. ربنا هينجيه ان شاء الله 
نظرت فوزية بلطف  
_ يلا يابنتي نرجع بيتنا وأبقى الصبح ارجعي واطمني عليه 
هتفت مهرة برفض قاطع وڠضب  
_ أنا مش هتحرك من هنا .. آدم في الحالة دي بسببي ومش هسيبه غير لما اسمع صوته واتأكد بعيني أنه بقى كويس 
فوزية في رزانة وحزن  
_ اسمعي الكلام يامهرة ومتتعبنيش يابنتي .. هتقعدي هنا تعملي إيه ده حتى أهله مش هيقعدوا أكيد .. الصباح رباح وابقى تعالى وأنا بنفسي هاجي معاكي كمان
مهرة بعناد  
_ مش همشي ياتيتا 
ردت سهيلة بدلا من فوزية تؤيد رأيها  
_ خالتي فوزية عندها حق يامهرة .. على الأقل عشان تريحي جسمك شوية وتغيري هدومك وتاكلي حاجة وتقدري تقفي على رجلك .. بعدين الصبح ارجعيله تاني
نقلت نظرها بضعف بينهم ثم همست ببحة تمزق القلب  
_ خاېفة اسيبه 
لفت سهيلة ذراعها حول كتفيها وضمتها إليه تحثها على السير معها برقة متمتمة في خفوت جميل  
_ متقلقيش وربنا هيشفيه ان شاء الله

سارت معها مرغمة وعيناها تذرف الدموع بصمت بينما فوزية فتنفست الصعداء بأسف وحزن على ما أصابه .. مهما كانت لا تحبه وترفض اقترابه من حفيدتها لكنه الآن مريض بسببها بعدما أنقذ حياتها .. ذلك المعروف لن تنساه له أبدا ! ......

بصباح اليوم التالي ..........
كان يقف أمام غرفة العناية المشددة ينتظر خروج الطبيب حتى يخبره بتطورات حالة شقيقه الصحية .. وبعد دقائق طويلة نسبيا من الانتظار خرج أخيرا الطبيب وعلى عكس المتوقع تماما كان يبتسم باتساع وبوجه مسرور بشكل جعل عدنان يبتسم تلقائيا ويسأله بحيرة  
_ خير يادكتور طمني عن حالته 
أجاب الطبيب بثغر متسع  
_ دي معجزة .. حالته تحسنت جدا الحمدلله وكمان فاق بس هنصبر كمان شوية لغاية ما نخلص بعض الفحوصات ونطمن اكتر بعد كدا هننقله غرفة عادية فورا 
اتسعت عيني عدنان بذهول صاحبه سعادته المفرطة التي ظهرت بوضوح فوق معالم وجهه وهتف  
_ الحمدلله .. الحمدلله .. متشكر جدا يادكتور 
_ على إيه ده واجبي .. وألف حمدلله على سلامته 
_ الله يسلمك
فور رحيل الطبيب رفع كفيه وراح يدفن وجهه بين كفيه يتنهد بعمق شاكرا ربه بسعادة وراحة .. وبعد لحظات سمع صوت رنين هاتفه فأخرجه وتطلع في شاشته يقرأ اسم المتصل المدون ب حاتم .. ضيق عيناه باستغراب وأجاب بصوت غليظ 
_ الو 
حاتم بصوت جاد ومهتم  
_ أيوة ياعدنان .. ألف سلامة على آدم .. هو عامل إيه دلوقتي  
أردف بنبرة طبيعية  
_ كويس الحمدلله .. إنت عرفت إزاي  
_ أنا في الشركة جيت على أساس نتكلم في كام حاجة تخص المشروع .. بس ليلى بلغتني باللي حصل 
عدنان بصوت رجولي جاد  
_ تمام آدم بس يقوم بالسلامة وهكلمك عشان نتقابل ونتكلم 
حاتم بهدوء تام  
_ ماشي .. وحمدلله على سلامته 
أجاب عدنان بنبرة مختلفة لا تحمل الحنق المعتاد في محادثاتهم معا  
_ الله يسلمك .. متشكر ياحاتم على سؤالك
_ على إيه .. على العموم هنتظر اتصالك
انهى الاتصال رافعا حاجبه بحيرة لكنه لم يكترث بالتفكير كثيرا واتجه ليجلس فوق أحد المقاعد ينتظر خروج شقيقه ........

بعد مرور ساعات قصيرة ........
فتح باب الغرفة ببطء ليدخل رأسه أولا ويلقي نظرة مبتسمة على شقيقه المتسطح فوق الفراش وقد بادله الابتسامة بعدما رآه .....
دخلت بجسده كاملا واغلق الباب ثم تقدم من فراشه ومال عليه ليعانقه بدفء ويهتف  
_ حمدلله على سلامتك يا بطل 
_ ابتسم آدم ورد بصوت خاڤت ومرهق  
_ الله يسلمك ياعدنان 
جذب مقعد وجلس أمام فراشه ثم مد يده يربت فوق كفه بلطف متمتما  
_ عامل إيه دلوقتي  
آدم بنظرات زائغة  
_ الحمدلله كويس .. مهرة فين ياعدنان  
ابتسم فور سؤاله عنها وقال بنظرة دقيقة  
_ مش موجودة تقريبا جات جدتها واخدتها بليل 
آدم بقلق حقيقي وضيق  
_ طيب هي كويسة  
ضحك وأجابه بمشاكسة  
_ جسديا كانت زي الفل .. بس نفسيا بقى اللي مش ولا بد كانت 
هدر آدم ببعض الاستياء  
_ مش ولا بد إزاي يعني .. اتكلم ياعدنان مش وقت هزارك والله 
قهقه وأجابه من بين ضحكه  
_ طيب اهدي خلاص .. ده إنت واقع على الآخر .. كويسة متقلقش بس كانت مڼهارة وزعلانة جدا عليك 
تنهد بخنق وقال برجاء  
_ اتصل بيها ياعدنان خليني اكلمها واطمن عليها .. أو تيجيلي عايز اشوفها
طالت نظرات عدنان له من بين ابتسامته وهو يسأله بالأخير في خبث  
_ إنت بتحبها بجد !
هدر آدم مستنكرا سؤال أخيه  
_ أمال كدا وكدا يعني .. واللي أنا فيه دلوقتي ده بنسبالك إيه !!! 
استمر في التحديق به مبتسما بمكر .. حتى اقټحمت الغرفة فجأة أسمهان التي دخلت مهرولة واسرعت تجاه آدم تضمه لصدرها وتلثم شعره وجبته بعدة قبلات متتالية وسط بكائها وسعادتها برؤيته سالما  
_ حمدالله على سلامتك ياحبيبي .. كدا يا آدم ده أنا كنت هنجن من الخۏف عليك يابني .. لو كان جرالتك حاجة مكنتش هستحمل 
ابتسم لها بحب وتمتم  
_ بعد الشړ عنك ياماما .. أنا كويس الحمدلله اطمني
اردفت بنبرة محملة بالغل والڠضب  
_ ربنا ينتقم من اللي كان السبب ! 
فهم عدنان مقصدها فحدقها مطولا بنظرة قوية قبل أن يهتف بكلمة واحدة فقط منذرا 
_ ماما 
لوت فمها بازدراء بعد كلمته الحازمة وراحت تتمعن في آدم بحنو أمومي وابتسامة عريضة لتتبادل معه أطراف الحديث بفرحة وكان عدنان يتابعهم بصمت ويكتفي بالابتسامة فقط ...........

خرجت أسمهان من الغرفة بعد دقائق لتجيب على اتصال هاتفها من شقيقتها ولكن قبل أن تجيب لمحت نشأت الذي وصل للتو وكان يتحدث مع إحدى الممرضات ويضحك ويشاكسها بالكلام كما تعتقد !!! .
اشتلعت عيناها بنيران الغيظ وبقت تتابعهم بصمت على أمل أن يتركها ويذهب لكنه لم يفعل .. حتى طفح كيلها فاندفعت نحوهم ثائرة ووقفت خلف نشأت تهتف بقوة  
_ نشأت بيه ممكن لحظة 
الټفت برأسه لأسمهان التي تتطلعه شزرا فرمقها بالامبالاة ثم اعتذر من الممرضة ورد عليها بسؤال جاد  
_ آدم عامل إيه .. عدنان بلغني إنه فاق وبقى كويس الحمدلله 
آسمهان بانزعاج تام  
_ امممم فعلا .. بس مش عيب على سنك وعلى اسمك ومركزك لما تقف تلاغي في بنت قد بنتك في نص المستشفى 
ردد كلمتها بدهشة وعدم فهم  
_الاغي !!! .. بقولك
-إيه يا أسمهان أنا مش فايقلك ابعدي من وشي 
إجابته مزمجرة بلهجة فظة  
_ طول عمرك عينك زايغة مش هتتغير 
احتقن وجهه من الڠضب وهتف بحدة  
_ أسمهان احترمي نفسك .. وبلاش تتخطي حدودك معايا
ابتعد من أمامها وهم بالتحرك لكن صابه دوار مفاجيء اختل توازنه على أثره ولحسن الحظ أن استند على الحائط قبل أن يسقط .. أسرعت إليه وقالت بفزع  
_ نشأت مالك .. إنت كويس 
بدأت الرؤية تتلاشى أمام عيناه ولم يعد يرى شيء سوى صورة مشوشة من الأشياء والأشخاص .. وشعر بارتخاء أعصابه وقدميه لم تعد تتحملانه وفجأة سقط على الأرض .. چثت بجواره وراحت تهزه تحاول افاقته وسط صياحها على أطباء وممرضين المستشفى وهي تهتف  
_ نشأت .. نشأت .. يادكتور الحقني
خرج هشام من بناية منزله وهو يحمل حقيبة سفره وسار بها باتجاه سيارته ثم فتح الحقيبة الخلفية ليضعها بها ومن بعدها اغلق باب الحقيبة والتف حول السيارة لكي يستقل بمقعده المخصص للقيادة لكن فجأة همسة عالية باسمه وصلت لأذنه من الخلف كانت كفيلة حتى تسمره بأرضه  
_ هشام !!!
................ نهاية الفصل ...............

تم نسخ الرابط