رواية كاملة قوية جدا الفصول من الحادي والثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يعترف للمرة الثانية
_ اممم طيب .. وبما إنك عرفتي إن بغير عليكي وغيرتي وحشة زي ما شوفتي فمتكرريهاش تاني
وسط الأجواء المضطربة التي تهيمن عليها وعلى الحديث بينهم إلا أن ما قاله دفعها تلقائيا للابتسام في خجل وسعادة جعلت قلبها يتراقص پجنون .
رأت نظراته انخفضت لتستقر فوق شفتيها فتلاشت ابتسامتها فورا وتوقف قلبها عن التراقص ليزيد من دقاته پعنف النظرة التي في عيناه اشعرتها بالخطړ القادم فإن بقت أمامه للحظة أخرى سيفعلها كما تظن .. همت بأن تفر مسرعة من أمامه لولا قبضته التي أمسكت بذراعها لتوقفها .. أغمضت عيناها بقوة ولوهلة داهمها شعور أنها ستفقد الوعي متوسلة إياه بين نفسها أن لا يفعلها .
_ ياريت تمسحي الروچ ده كمان متطلعيش بيه
وباللحظة التالية كان يحرر ذراعها ويسير مبتعدا عنها .. فرفعت يدها تضعها فوق قلبها الذي ينبض پعنف وتتنفس الصعداء بارتياح هامسة
_ وليش ما قلت هاد الكلام من الأول .. لك وقفت قلبي ياغبي !
في مساء ذلك اليوم ...........
عاد للمنزل بعد يوم طويل ومرهق قضاه بالعمل .. تفقد غرفة ابنته أولا كعادته ليجدها نائمة في فراشها بثبات عميق .. ثم اتجه لغرفته وبيده ينزع السترة السوداء عنه .. دخل ورآها متدثرة في الفراش مولية ظهرها للباب فظنها هي الأخرى نائمة .. علق سترته وشرع في فك إزرار قميصه حتى انتهى وقبل أن يخلعه عنه تماما اقترب وجلس على حافة الفراش من الجهة المعاكسة لها ورفع يده لينزع ساعته ويضعها على الطاولة الصغيرة بجوار الفراش .. ثم قوص ذراعيه ليهم بنزع قميصه لكن أوقفه صوت الأنين الضعيف المنبعث منها .. غضن حاجبيه باستغراب وسكن دون حراك للحظات يتأكد من الأنين الذي سمعه عله يكون قد هيأ له .. لكنها عادت تأن پألم مكتوم من جديد .
_ جلنار إنتي كويسة .. جلنار !
لم يسمع رد منها فقط أنفاسها كانت سريعة وشفتيها حمراء كالدم .. فوضع كفه مسرعا فوق جبهتها يتحسس حرارة جسدها .. وكما توقع كانت تحترق من حرارتها المرتفعة .. حاوطها من كتفيها وادارها حتى تتسطح على ظهرها وبكفه يملس على وجنتيها برفق هاتفا بقلق حقيقي
سمع همسا ضعيفا منها دون أن تفتح عيناها
_ مش قادرة افتح عيني ياعدنان تعبانة
استمرت أنامله في التجول فوق وجنتها الساخنة ويجيبها بحيرة
_ إيه اللي حصل مرة واحدة .. ما إنتي كنتي زي الفل الصبح قبل ما اطلع
_ هتصل بالدكتور
احس بلمستها الضعيفة فوق كف يده الآخر تقول بخفوت متعب
_ لا متتصلش ملوش لزمة أنا هبقى كويسة
احتضن كفها الناعم بين قبضته وهتف بصرامة ولهجة لا تقبل النقاش
_ ملوش لزمة إزاي يعني .. هو أنا هستني لما تبقى كويسة واسيبك تعبانة كدا
فعثر على رداء طويل وبأكمام طويلة ومحتشم لا يظهر شيء من الجسد .. أخرجه وعاد لها مجددا يهتف في لطف
_ قومي يلا غيري هدومك عشان الدكتور في الطريق
تحاملت على جسدها المنهك واعتدلت لتجلس بمساعدته لها .. وانزلت قدماها من الفراش لتضعهم على الأرض ثم تقف وهو يحاوطها بذراعيه .. ضړب رأسها دوار عڼيف فور وقوفها ولولا يديه لكانت سقطت .. فقالت تهز رأسها بالرفض وملامح وجهه طفولية على وشك البكاء
_ لا لا لا مش قادرة أقف
احكم قبضتيه حول خصرها يسندها ويهتف في حنو
_ أنا هساعدك يلا معلش استحملي دقيقتين
تطلعت إليه بأعين واهنة وقالت بصوت مدهوش
_ هتساعدني إزاي .. لا خلاص اطلع برا وأنا هعرف اغير وحدي
مد يده يبعد خصلاتها عن عيناها ويهدر شبه ضاحكا
_ مش وقت عند خالص يارمانتي .. مټخافيش هغمض عيني
_ كذاب !
تنهد بيأس ثم اغمض عيناه وفوق شفتيه ابتسامة جذابة ليجيبها
_ أهو حلو كدا
جلنار بخفوت لعدم قدرتها على الكلام
_ عارف لو طلعت بتكذب عليا وشايف .. مش هكلمك بجد المرة دي ومش هسامحك
تمتم بصوت منخفض وهو يضحك بعبث ووقاحة
_ على أساس هشوف حاجة جديدة يعني !
لكزته بضعف في كتفه بعدما سمعته وقالت بغيظ
_ قولت إيه ياوقح !
_ ولا حاجة اخلصي احسن افتح عيني بجد .. قولتلك مش شايف
دققت النظر به للحظات في عدم ثقة لكن بالأخير استسلمت فهي للأسف لا تقوي على الوقوف ولولا يديه التي تحاوطها الآن لسقطت فوق الفراش من جديد .. بدلت ملابسها سريعا بمساعدته البسيطة لأنها لم تسمح له بالتعدي الزائد .
فتح عيناه بعدما انتهت وحملها ثم وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء .. دفعته بعيدا عنها فورا قبل أن تفتح فمها وتغطيه بكفيها تعطس عدة مرات متتالية .. ثم خرجت همسة ضعيفة منها بعدما توقفت عن العطس
_ الحمدلله
ابتسم وانحنى يطبع قبلة دافئة فوق جبهتها مجيبا
_ يرحمكم الله
سمعت صوت رنين الباب فاعتدلت هي في نومها وجلست نصف جلسة تستند بظهرها على ظهر الفراش بينما هو فخرج حتى يفتح للطبيب .
اختفى من الغرفة فور رحيل الطبيب .. تركها وغادر ولا تعرف ماذا يفعل لكن هناك اصواتا خاڤتة تلتقطها أذنيها .. وترجح أن الأصوات منبعثة من المطبخ .
ضيقت عيناها بحيرة واحست أن فضولها سيقتلها أن لم تذهب وترى ماذا يفعل .. نزلت من الفراش وسارت للخارج في خطوات بطيئة وضعيفة مستندة بكفها على الحائط وهي تسير .. فحرارتها المرتفعة أضعفت جسدها وانهكته فلا تقوى على الوقوف والسير بخفة كطبيعتها .
وصلت أخيرا للمطبخ فاتسعت عيناها بدهشة وتجمدت بأرضها تحدق به في ريبة يقف ويقوم بتقطيع الخضروات في مهارة بحركات متقنة هي نفسها لا تحسن امساك السکين بهذا الاحتراف يديه سريعة في التحضير والطبخ لم تكن تظن أبدا أنه يحسن تحضير الأكل بهذا الشكل ! .
انتفضت على أثر صوته الذي خرج هادئا دون أن يلتفت لها
_ روحي ارتاحي في السرير وأنا دقايق وهاجي وراكي
جلنار بتعجب
_ إنت بتعمل إيه !
_ روحي ياجلنار وهتعرفي لما آجي
متابعة القراءة