رواية كاملة قوية جدا الفصول من الحادي والثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

هو لها بأسلوب راقي .. هنا فشلت في إخفاء ابتسامتها التلقائية التي شقت طريقها لثغرها وجلست فوق المقعد ثم ابتعد هو والتف ليجلس فوق مقعده يتابعها وهي تتجول بنظرها في أرجاء المكان كله معادا وجهه .
فجأة صدح صوت رنين هاتفه الموضوع فوق سطح الطاولة فتطلع لشاشته يقرأ اسم المتصل ثم جذبه واستقام واقفا يسير مبتعدا عنها ليجيب بغلظة  
_ عملت إيه 
رد الطرف الآخر بخبث وشيطانية  
_ كله تم زي ما أمرت ياباشا مش فاضل غير أوامرك بس عشان ننفذ فورا 
أظلمت عيني عدنان بشكل مخيف وغمغم في صوتا مريبا ومخيفا بعض الشيء  
_ تمام انتظر مني الإشارة مش عايز أي غلطة ولا عينكم تغفل للحظة 
_ اطمن ياباشا كله تحت السيطرة
انهى الاتصال فهو ليس بوقت يسمح له بالانشغال بهذه الأشياء الآن .. وضع هاتفه في جيب بنطاله وعاد لها ليجلس فوق مقعده من جديد .
كان يعم الصمت القاټل بينهم لا يسمع سوى صوت الموسيقى من حولهم .. هي لا تنظر له وهو يتأملها بعمق حتى وصل نادلين أحدهم يحمل صينية واسعة فوقها صحون الطعام والآخر كان يقف بجوراه يلتقطت الصحون ويضعها أمامهم فوق الطاولة بانتظام وبعد انتهائه ارسل لهم ابتسامة عذبة في رسمية قبل أن يستدير وينصرف .

كانت الأغنية رومانسية هادئة تجعلهم يتحركون معها بتناغم ورقة وبعد دقيقة من الصمت سمع أخيرا همستها القوية بنظراتها الثاقبة كنظراته تماما كأنها تعلمتها منه  
_ ليه !! 
_ هو إيه اللي ليه ! 
جلنار بتوضيح أشد  
_ ليه بتعمل ده كله ياعدنان !! 
تنهد بقوة وغمغم في صوت رجولي جاد دون أن تزين شفتيه أي ابتسامة  
_ بحاول اعوضك بكل شكل ممكن .. صحيح أدركت خطأي وندمت متأخر بس ده ميمنعش إني احاول اصلح الغلط ده
لمعت عيناها بالعبارات ليس لجمال كلماته ولكن لذلك الوضع الذي يعاني كلاهما منه .. لا هو يتخلى ولا هي تتمكن من العفو بسهولة .
قالت في خفوت وضيق  
_ اللي قولته الصبح مش هيغير حاجة ومش هيخليني انسى كل حاجة واسامحك 
ابتسم بمرارة وتمتم في تفهم  
_ عارف ومش منتظر إنك تسامحيني بالسهولة دي أساسا .. أنا بس حبيت اوضحلك إني عمري ما كرهتك ولا يمكن هكرهك
جلنار باستياء وألم دفين  
_ وليه متقولش إنك حاسس بالندم عشان كدا رافض تطلقني كنوع من تكفير الذنب وعشان تريح ضميرك
احتدمت نظراته في حدة ليهز رأسه بالنفي في عڼف ويقول بصدق لمسته في نظرته وصوته  
_ أبدا .. أنا لو فعلا زي ما بتقولي كنت هطلقك واسيبك وهبقى برضوا ريحت ضميري .. لكن أنا عايزك بجد ومش مستعد اخسرك إنتي وبنتي .. إنتي عرفاني كويس وعارفة إني مش بتمسك بشيء إلا لما يكون غالي عندي بجد وإنتي وهنا اغلي حاجة في حياتي دلوقتي
فشلت في منع دمعتها المتمردة التي سقطت فوق وجنتها الناعمة والبيضاء لتجيبه في قوة رغم عيناها الدامعة  
_ الكره حاجة والحب حاجة ياعدنان .. مش معنى إنك مش پتكرهني يبقى بتحبني .. يمكن صحيح إنت عمرك ماكرهتني بس كمان مبتحبنيش
عيناها ونظراتها صوبوا سهمهم لقلبه الذي تألم بشدة فرفع أنامله يمسح دمعتها برقة ثم ينحنى عليها مقبلا عيناها وينزل بشفتيه أسفل عيناها مكان الدمعة يقبله كذلك هامسا في نبرة تحمل بحة رجولية ساحرة كلها دفء وحب  
_ وليه لا مش يمكن يكون أيوة .. كل شيء وارد وممكن ياجلنار

ظلت مغمضة عيناها تحت تأثير قبلته الرقيقة حتى أحست به يقترب بوجهها ناحية رقبتها تاركا خصرها ومحاوطا إياها من ظهرها بذراعيه يضمها إليه أكثر معانقا إياها بقوة ډافنا وجهه في رقبتها وخصلات شعرها يستنشق عبق زهرته بعمق فلا تتخلل رائحتها في أنفه فقط بل حتى في قلبه .
اڼهارت حصونها أمام قلبها الضعيف من قربه فلفت ذراعيها حول رقبته متعلقة به ټدفن هي أيضا وجهها بين ثنايا كتفه ورقبته !! ...

ارتفع صوت رنين الباب وكانت أمها تقوم بأداء فرضها فاضطرت هي للنهوض حتى تفتح للطارق المجهول .. سارت زينة باتجاه الباب هاتفة  
_ أيوة ثواني 
وصلت وامسكت بالمقبض تديره وتجذب الباب إليها بعفوية غير متوقعة لما ستجده أمامها .. وبمجرد ما أن وقعت عيناها عليها تصلبت كان صاعقة أصابتها من فرط الصدمة وتفوه لسانها بشكل لا إداري في عدم استيعاب  
_ هشاام
.......... ...........
_ الفصل الرابع والثلاثون _
لا تدري كم مر من الوقت وهي بين ذراعيه هكذا تتشبث برقبته وټدفن وجهها بين ثنايا كتفه .. حالة من الضعف اللإرادية تمكنت منها لدقائق طويلة .. ولم تستمع لأي صوت داخلها ېصرخ عليها بالابتعاد وفقط سارت خلف تلك المشاعر التي تحركها كالدمية وانزلت راية صمودها مؤقتا .
لم تسامحه ولكن قلبها خر منهزما بين يديه .. يحاوطها بذراعيه بقوة ويحكمهم حولها كأنه يخشى ابتعادها .. أما وجهه فوجد مخبأه بين ثنايا رقبتها وأنفاسه الساخنة تلفح رقبتها فتجعلها كالمتغيبة عن ما يحدث ! .
كانت في عالم آخر حتي صړخ صوت بعقلها واستفاقت على أثره فأدركت الوضع .. ابعدت يديها عنه وتراجعت للخلف بخطوة تسحب جسدها من بين ذراعيه وتحدجه بسكون وبعيناها نظرة استنكار لضعفها أمامه .. لا يجب أن تكون لينة بهذا الشكل .. فمازال الطريق طويل أمامه حتى ينال ما يسعى إليه .
تابعها عدنان بعيناه البائسة وهي تعود لتجلس فوق مقعدها أمام الطاولة وتشيح بوجهها للجهة الأخرى تتفادى النظر إليه عمدا .. كإشارة بسيطة ترسلها له من خلال تلك التصرفات أن ما حدث كان مجرد حالة لحظية لا تعني شيء وأنها لن تكون دليل على مسامحتها أبدا .
تحرك خلفها ليجلس على مقعده أمامها ويستمر في تمعن النظر بها بأسى .. هي لا تعطيه اهتماما لكن عينيه لا تحيد عنها تتأملها في عمق .. لا يؤذيه تمعنها عن الغفران بقدر شعوره بعدم ثقتها به في أي شيء تلك المشاعر السلبية التي تنطلق منها إليه تقتله الما !!! .

عادت الروح للجسد .. وعاد القلب يضخ پالدم من جديد .. ينبض پعنف كأنه عاد للحياة للتو .
خمس سنوات مرت منذ أن قرر بالفرار من كل شيء وكانت هي في المقدمة تلك القائمة التي يود الهروب منها .. ظن أن السنوات والبعد سيقضى على عشق لم يجد مأواه مع عاشقه .. لكن لم تزيده السنوات إلا ألما وشوقا .. يتخبط كل ليلة بأشواقه وأحلامه التي
تم نسخ الرابط