رواية كاملة قوية جدا الفصول من الحادي والثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بدت لها في البداية
_ شايفة إيه !!
فاقت من تأملها لعيناه على تلك الجملة التي تفوه بها فحدجته بعدم فهم ليكمل بنفس النبرة السابقة يعيد سؤاله بتوضيح أكثر
_ شايفة إيه في عيوني !
ماذا يحدث لي! لماذا اتطلع إليه كالبلهاء هكذا توقف عن هذه السخافات وعودي لوعيك ياحمقاء ! لم يكن عقلها هذه المرة من يتحدث بل نفسها المتمردة .. وفورا ارتدت للخلف تبتعد عنه وتجيب بحزم بسيط
فشل في حجب ابتسامته أكثر من ذلك حيث ارتفعت لثغره ومط شفتيه بجهل مجيبا بنظرة ذات معنى
_ لنفس السبب اللي بيخيلني أنا كمان ابص في عينك واتأملها
جلنار بابتسامة ساخرة
_ وهو ايه ده بقى السبب !
عدنان بلمعة عين مختلفة
_ إنتي فاهمة قصدي كويس
_ لا مش صح
القت بجملتها وقررت إنهاء حرب الأعصاب التي تعاني منها فاندفعت نحو الباب حتى تغادر لكنه قبض على كفها يمنعها من التقدم .. وكأنه قرأ ما كان يدور برأسها اثناء تأملها لعيناه فقرر الرد بفعل بسيط لكنه يعني الكثير .
تسارعت دقات قلبها الشغوف واضطربت بشدة فسحبت كفها بهدوء بعدما ابعد شفتيه وفتح عيناه ثم أسرعت للباب تفتحه وتنصرف لتقف بالخارج أمامه بعدما اغلقته خلفها .
وسط تلك اللحظات سمعت صوت صغيرتها تهتف بتعجب من حالة أمها
_ مامي !!
فزعت واسرعت بإنزال كفها لتجيب على ابنته بجدية تجسدتها بمهارة
_ نعم ياحبيبتي
_ بتضحكي ليه !
أشارت جلنار لنفسها باستنكار تنفي سؤال ابنتها
_ أنا بضحك !!!! .. هضحك ليه .. أكيد مش بضحك يعني ياهنون .. ادخلي اقعدي مع بابي جوا
ثم انحنت على صغيرتها ولثمت وجنتها بحنو قبل أن تستقيم من جديد وتسير مبتعدة عنها .. بينما الصغيرة فبقت تتابع أمها بنظرات متعجبة حتى زمت شفتيها بيأس ودخلت لأبيها ! .
كانت نظرات فاطمة ثابتة على ابن شقيقتها الذي يجلس على المقعد المقابل لها ويعبث بالصحن دون أن يأكل وعلى شفتيه ابتسامة عبثية بسيطة .. وبتلقائية ارتفعت الابتسامة لثغرها هي الأخرى تضحك بعدم فهم وحيرة على حالته الغريبة .
بينما هو فعقله كان مشغول بتلك التي احتلته بشكل عجيب وبسرعة لم يكن يتخيلها .. قضى الليل بأكمله الأمس يفكر في تلك الخطوة التي يرغب بها .. وبعد تفكير مليا وطويلا حسم قراره أخيرا .. سيفعلها لتكون فرصة وبداية جديدة لهم هم الأثنين .
فاطمة بضحكة مستغربة
_ إيه ياولا مالك من أول ما قعدت على السفرة وانت منشكح كدا .. قولي حتي وفرحني معاك !
رفع حاتم نظره لخالته وتنفس الصعداء بعمق قبل أن يغمز لها بمشاكسة ويميل بوجهه تجاهها هامسا
_ هحققلك مناكي يافطوم
استغرقت دقيقة كاملة حتى فهمت ما يرمي إليه فصاحت به بفرحة غامرة
_ هتتجوز ياحاتم !!!
بتلك اللحظة تحديدا كانت نادين تهبط الدرج متجهة إليهم وعند سماعها لصيحة فاطمة بتلك الجملة تسمرت مكانها مدهوشة .. وبقت تستمع لبقية حديثهم ! .
اماء حاتم برأسه في إيجاب لخالته التي تابعت بحماس شديد
_ هااا قولي بقى مين ست الحسن دي !
أشار بعيناه إلى الطابق العلوى من المنزل غامزا بلؤم ففغرت فمها پصدمة وهتفت بضحكة عالية وسعيدة
_ وايه اللي حصل فجأة كدا ياحنين وخلاك تغير رأيك .. مش كان مستحيل ولا يمكن ومينفعش
بادلها الضحك وهدر بمداعبة
_ القلب وما يريد بقى يافطوم نعمل إيه !
قهقهت بقوة وعيناها تلمع بسعادة نقية وبهجة جميلة .. بينما نادين فاشتعلت غيظا وتأججت نيران الغيرة بقلبها .. هل كان يتودد إليها بالنظرات والكلمات ويخبرها بغيرته المباشرة عليها وهو كان ينوي الزواج بأخرى .. يا لها من حمقاء صدقت مشاعره وأنه حقا يبادلها الحب ! .. والآن ېغدر بها بأبشع الطرق على الإطلاق .
رفعت أنفها لأعلى بشموخ وهبطت الدرج بقوة وثبات يليق بها .. حتى لو كان مصطنعا لكنها لن تسمح بالظهور أمامه ضعيفة بعد الآن .. توقفا الاثنين عن الكلام فور رؤيتهم لها تنزل الدرج وتقترب منهم بمعالم وجه ليست طبيعية أبدا .. جلست فوق المقعد المجاور لفاطمة وغمغمت بخفوت دون أن تعيره ادني اهتمام
_صباح الخير ياخالة
فاطمة ببشاشة وجه وهي تتبادل النظرات الخبيثة مع حاتم
_ صباح النور ياحبيبتي
باشرت في تناول طعامها حتى سمعت صوت حاتم العابث
_ مفيش صباح الخير ياحاتم كمان ولا إيه !
أجابت ببرود دون أن تنظر له
_ معلش ما اخدت بالي منك
سكت للحظات يحدق بها وبملامحها في تدقيق واستغراب حتى أكمل عبثه بلهجة أكثر مرحا كنوع من تلطيف الجو
_ ياااه هو أنا شفاف للدرجادي !!
تجاهلته كأنها لم تسمعه من الأساس وتابعت أكلها ببرود مثير للأعصاب .. بينما هو فتلاشت ابتسامته تدريجيا من فوق شفتيه وهتف
_ نادين !
للمرة الثانية تتجاهله عمدا وهو لا يدري السبب وهذا ما أثار جنونه حيث عاد يردف بصوت رجولي غليظ
_ نادين أنا بكلمك !!!
احست فاطمة بأن شجار عڼيف سينشب بينهم إن لم تسرع وتتدراك الموقف قبل أن تندلع الحړب حيث هتفت بضحكة بسيطة محاولة بث البهجة من جديد حولهم
_ كملوا اكلكم ياولاد مش وقت الكلام دلوقتي .. ما إنتوا طول الوقت مع بعض في الشغل والبيت
كانت نظرات حاتم ملتهبة لنادين التي تستمر في تجاهله والتصرف ببرود متعمد وكأنها لا تراه .. فألقى بالشوكة في الصحن پعنف واستقام واقفا يجيب على خالته بصوت محتقن وعينان ثابتة على الأخرى
_ شبعت !
فور سماعها لخطواته التي تبتعد باتجاه باب المنزل نظرت له بطرف عيناها هامسة بصوت منخفض وغيرة أنثوية حاړقة
_ قال شو القلب وما يريد ! .. لك أنا راح اخنقك بإيديا ياكذاب يامخداع
في تمام الساعة السابعة مساءا .........
خرجت زينة من المطبخ تحمل فوق يديها كؤوس العصير وعلى ثغرها ابتسامة واسعة حتى وصلت لهم بالصالون فانحنت عليهم جميعهم واحدا تلو الآخر تمد يديها حتى يلتقطون كأس من العصير ووقفت أخيرا أمام هشام الذي حدجها بغرام لم تلاحظه للأسف ورفع يده يلتقط كأس العصير الخاص به لتعود زينة لمقعدها تجلس فوقه ويبدأون في تبادل الأحاديث الممتعة فيما بينهم .. وتارة يبادلهم هو وتارة يكتفى بتأمله لمعشوقة قلبه .
استفاق على صوت ميرفت التي هتفت بعذوبة وحب أشبه بالأمومي
_ عقبال ما نفرح بيك كدا ياهشام ياحبيبي
ابتسم لها بمرارة وألقى نظرة سريعة على زينة التي تتابعهم
متابعة القراءة