رواية كاملة الفصول من الاول للخامس بقلم الكاتبة الرائعة
تسمع طرقات والدتها على بابا غرفتها الموصد ب أحكام تترجها ب خوف وهلع لمس أوتار قلبها وبشده أن تفتح الباب لها..
فطيمه بقلب ېتمزق : يا بنتي افتحي.. افتحي الله يرضى عنك.. مفيش حاجه تستاهل حزنك دا.. طمني قلبي وافتحي ليا يا مليكه خليني أملي عيني بشوفتك يا ضنايا..
ولم ترد أو تجادلها كا الايام السابقه.. بل بثقل نهضت عن فراشها وصداع شديد يداهمها ب دوار ولكنها قاومت وبشده.. وبترنح ذهبت ل فتح الباب.. وما أن فعلت ذالك حتى رات والدتها توجهه إليها ب لهفه وتقوم ب ضمھا إليها وهي تقول..
فطيمه بكاء : يابنتي.. حرام عليكي يا مليكه.. موتيني عليكي...كدا يا بنتي تعملي في نفسك كل دا.. مع ان مفيش حاجة تستاهل.. مفيش حاجه تستاهل ابدا..
وبادالتها هذا العناق بقوه وهي تشعر اخيرا ب بعض الراحه.. لديها كل الحق فيما تقول والدها.. لا شي يستحق ابدا ما هي به....وابتعدت وهي تقول ب بسمه فاتره..
مليكه : معاكي حق يا ماما فعلا.. مفيش حاجه في الدنيا دي تستاهل.. وعشان كدا انا قررت اسيب مصر.. مش هنقعد فيها تاني.. مش عايزه اصلا اقعد فيها.. جالي عرض شغل في شركه كبيره في دبي.. وانا هوافق على العرض وهما هيظبطو موضوع السفر كلو سوا من بسبورات أو فيزا..
وامسكت يدها بحنو امومي وهي تقول : خطوه حلوه.. وهتساعدك كتير عشان تخرجي من الي انتي فيه دا.. وانا هاكون معاكي يا قلبي..
وفورا كانت تبتسم لها وتخطتها متجه ل المرحاض لتغتسل لتغير هيتئها تلك عارمه على البدأ من جديد..
.وفي شقه زياد.. كان يجلس في شوفته كا الايام السابقه.. شعور ب القلق عليها تسرب إليه قليل.. يكاد يكون والعدم واحد.. ولكنه موجود.. ويزعجه.. وكا عادته في الآونة الأخيرة شاردا.. منفصل عن كل شيء واي شي سوى حينما تدلف إليه زوجته لاتتحدث معه.. تجعله ياكل.. أو يذهب ل الفراش.. عدا ذلك هو شارد.. يفكر بها.. واجفل نظره وهو يقول لها..
زياد : بتقولي حاجه يا نور..
ونظره إليه ب سخط وتهكم شديد واتجهت إليه ل تجلس على قدميه وجعلته يحيطها بيده وهي تقول..
نور : بقالي ساعه بنده عليك وانت ولا هنا.. مالك بس يا قلبي.. ليه من وقت ما نزلت بعد ما الزفته إلى اسمها مليكه دي جت هنا ورجعت وانت مش كويس.. حصل اي..
ونظر ل عينيها تلك التي تكن قادره على جعله ينسى العالم أجمع وهو يقول ب بسمه كاذبأ..
زياد : ولا حاجه بس حاسس اني مخڼوق شويه.. الورشه اتحرقت ومش عارف هابدا ازي..
وبدأت تحرك يدها على عضلاته بطريقه خبيره ومدروسه وهي تقترب ب وجهها منه وتقول ب نعومه هامسه..
نور : تبدأ مع بابا.. هو عايزه يخليك تمسك ادراه شركه ..... وكمان كلمني النهارده عشان نروح نعيش معاه في الفيلا.. وافق يا زياد عشان خاطري..
أنهت حديثها وهي تقبله ب رقه.. ليضع هو يدها بجدائلها وهو يجذبها إليها أكثر ويقتنص منها قبله عاصفة بعدما أشعلت بداخله الكثير والكثير.. لتطول به ألقبله حتى كادت تنقطع أنفاسهم.. ليقوم ويحلمها وهي تصرخ ب مرح وتحرك قدميها في الهواء ب دالال وهي تراه يتجه ل الفراش ويضعها عليه ويقوم ب إزالته تيشرته الخاص ويقول ب لهفه من بين أنفاسه الاهثه ب خنوع غير طبيعي بالمره..
زياد : كل الي انتي عايزه يتم..
قال حديثه وهو يلقى ملابسه أرضا بقوه وينضم إليها في الفراش غافل عن تلك التي تبتسم ب انتصار وغرور...
منذ يومين وهي تعمل.. ومنذ أن اتت ل هنا بعدما حدث وهي تتجاهله.. تقوم بكل واجبات المنزل وشونه ولكن لا تتحدث معه.. لا تحتك به كما كانت تفعل من قبل.. وتصرفات كهذه كادت تفتك به.. ولكن ما أثار جنونه هو هيئتها المثيره التي اكتبستها بفضل ملابس العمل اللعينه تلك.. وما إضافته إنها اكتسبت شخصيه جديده بالمره..شخصيه جريئه.. لا تخاف.. وقويه.. وتنهد ب صمت واشتياق حقيقي لها.. ليغادر فراشه متجه ل المطبخ للحصول على بعض من الماء. ولكنه ما خرج حتى اڼصدم وبشده حينما رائها وفتح عينيه بقوه.. فهذه التي أمامه ليس زوجته الخجوله بالمره.. هي أمراءه يافعه.. مثيره حد اللعنه وجريئه ل الغايه ب ذالك الباس الذي ترتديه ويظهر مفاتنها ب سخاء أمام عينيه الجائعه.. ليراها تمارس عملها على جهاز الكمبيوتر الخاص بها ب تركيز عالي غافله عنه.. لتنتهي اخيرا وتترك الجهاز وهي تقوم ب تحريك جسدها المتخشب قليلا ل أراحته في حركه منها أشعلت نيران لن تطفئها غيرها بالمره..ليرها انتبهت له.. لتنظر إليه ب جمود وبعدها نهضته متجه ل غرفتها.. غير مباليه ب انها ينادي عليها ب لهفه.. ليتنهد هو ييأس وهو يغير وجهه ل الحصول على حمام بارد ل إطفاء تلك النيران ولو قليلا..
صباح اليوم التالي.. في منزل مليكه كانت تقف أمام المراءه تهندم من هيئتها... لتنتبه ل والدتها التي دلفت ل الغرفه وهي تقول ب بسمه مشرقه للغايه ل روئيه ابنتها اخيرا هكذا..
فطيمه : صباح الخير يا مليكه..
ونظره لها وهي تقول ب بسمه لها..
مليكه : صباح النور يا ماما..
فطيمه : هتروحي السفاره..
وعاودت النظر ل المراءه وهي تقول ب جديه : اه يا ماما.. لازم اروح عشان اخلص الورق عشان بكره خلاص مسافرين..
فطيمه ب ذهول : بكره!!!.. دا انتي لسه مكلمه الناس امبارح يا مليكه.. لحقو يخلصو كل حاجه..
وابتسمت بشده وهي تقول : وتفكتري يا حببتي أن شركه عالميه زي دي يصعب
عليها انها تعمل كدا في ويومين خصوصا أن فيزا دبي مش إلى صعب أن حد يطلعها اوي..
فطيمه : والنبي عندك حق يا بنتي.. المهم قبل ما تنزلي لازم تفتطري.. مش هاسيبك يآ مليكه تنزلي كدا..
مليكه ب ابتسامه : حبيبه قلبي انتي من غير ما تقولي.. انا اصلا مېته من الجوع ومتقلقش هافترس الاكل كلو..
لتنتهي اخيرا وتذهب مع والدتها ل تناول الفطور في جو محبب ل قلبها وبعد مده انتهت.. لتنهض وهي تتوجه إليها وتقبل وجنهتها وهي تقول..
مليكه : ادعيلي!..
فطيمه ب حنو وهي تمسد على جدائلها : ربنا يحفظك ويوفقك ويوقفلك في طريقك ولاد الحلال..
مليكه : اللهم امين.. سلام بقا يا قمر..
قالت حديثها وغادرت لتتجه ل المصعد وهي تضغط على إحدى ازراره وتنتظر قدومه.. ليكن أمامها لتفتح الباب وما كادت أن تدلف حتى راته.. معذب قلبها وروحها وهي بجواره تحتضن يده ب تملك وتنظر إليها ب سخريه مؤلمھ.. لتلقي نظره إليه سريعه لتجده لا مبالي ويمسك يده زوجته ب تشبس.. لاتحاول السيطره على هذا الألم وهي تدلف ل تقف في ركن من الأركان وهي تحاول عدم البكاء.. لتشعر أن هذا الشئ لا يتحرك وتبدأ في الشعور ب الاختناق.. لتسمع صوت تلك البغضيه يأتي من خلفها وهي تقول ساخره..
نور : وتفكتري هيتحرك ازاي من غير ما تدوسي على الزورار يا...... غبيه..
قالت آخر كلمه ب همس ولكن إذن مليكه التقطته.. لتغمض عينيها قهرا وڠضبا يكاد يفتك بهم ولكنها تماسكت وهي تظغط على إحدى الازار وبعدها يتحرك هذا اللعېن.. وأخيرا هي بالأسفل تراه يغادر المصعد ويبدأ في الابتعاد.. ليلقي عليها نظره اخيره جامده قبل أن يختفي.. لتقع هي أرضا سامحه ل تلك الدمعه العابره تعبر عن نفسها لتقول ب خفوت..
مليكه : يا رب.. يا رب الرحمه..
صباح اليوم التالي.. استيقظ وهي تشعر ب بعض من الحماس وبدأت في الاستعداد ل السفر وبرغم هذا تشعر ب ألم في قلبها.. تعلم تمام العلم انه لن يزول.. يقل أو يتبدل.. وانتهت اخيرا من إعداد الحقائب لها ول والدتها وتغادر البنايه وهي تشير ل حارس العقار أن يأتي ليحمل الحقائب ليهرول إليها مسرعا ويقول ب حزن...
امبارح استاذ زياد يمشي من العماره وانتي النهارده.. هو فيه اي بس..والله هتوحشونا يا استاذه..
قال حديثه لتقطب هي حبيتها ب استغراب.. ترك البنايه.. والآن تذكرت تلك الحقائب التي كانت معهم أمس.. لتنظر ل شقته نظره اخيره حزينه قبل أن تعطي ل الحارس بعض من المال ليمطرها هو بالدعاء وتطلب من والدتها الصعود ل السياره من أجل المغادرة..
وعلى الجانب الآخر كان هو يرتدي ملابسه ليلحق بها.. فهي قررت ترك البلده والمغادرة وربما ل الابد وهذا الشيء الوحيد الذي لن يستطع تحمله.. ليغادر المكان ب جنون غير عابئ بشئ ويتجه ل المطار ل اللحاق بها.. وبعد أكثر من النصف ساعه وصل.. ليترجل من السياره وهو يجوب ب عينيه بحثا عنها ب لهفه ليراها اخيرا متجه ل بوابه المغادره.. ليقول بصوت قوي..
مليكه.. مليكه استنى...
يتبع