رواية رهيبة الفصول من الواحد والعشرين للسادس والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

يا دكتور بس ده ميعاد الدوا بتاع هدى 
ادهم بارهاق 
_طيب اسبقيني جهزيه وانا جاي وراك 
ذهبت سناء لتقوم بما امرها به ادهم في حين ذهب هو للحمام الملحق بغرفة مكتبه ليغسل وجهه محاولا تجديد نشاطه ثم اسرع لغرفة هدى وطرق على الباب ثم دخل ليجدها جالسة على السرير تبكي في الظلام الدامس للغرفة وليس معها احد فاړتعب ادهم من منظرها واسرع اليها 
ادهم پخوف 
_هدى مالك يا هدى بټعيطي ليه وجدو فين 
هدى پبكاء وشهقات متتالية ادمت قلبه 
_مع..معرفش انا صحيت اش... اشرب ملقتش حد جنبي وال... والاوضة عتمة فخفت اقوم من مكاني .انا.....انا خاېفة قوي يا ادهم 
لم يشعر ادهم بنفسه وهو يجلس بجانبها ويضمها لصدره محاولا ذرع الامان بقلبها عل قلبه هو الاخر يطمئن عليها 
ادهم 
_لا يا حبيبتي مټخافيش ..انا معاكي اهو ...اهدي خلاص 
هدى وهي تتشبث به اكثر وټدفن رأسها بصدره 
_انا خاېفة ق...قوي و وبطني بتوجعني قوي 
ادهم وهو يقبل اعلى راسها 
_حبيبتي خلاص اهدي انا معاكي مش هسيبك والۏجع اول ما تاخدي الحقنة دلوقتي هيروح على طول 
هدى 
_حاضر 
اخذ ادهم من سناء التي وصلت للتو الى الغرفة الحقنة واعطاها لهدى التي ما عات تقاوم مثل الاول بل تسلم له نفسها بهدوؤ وبرضا كامل وبعد انتهائه طلب منها ان تعود للنوم مرة اخرى فالنهار لم يظهر بعد ولكنها رفضت وطلبت منه ان تتحدث معه قليلا وهو بجانبها فوافق علها تهدأ وتنام ورقدت على ذراعه ثم بدأت حديثها 
هدى 
_ادهم مش انت صاحب جدو 
ادهم 
_ايوة 
هدى بتردد 
_طب انت تعرف بابا 
ادهم متفاجئ من سؤالها ما جعله تلعثم في الرد 
_ايه !!اه ...لاء ...انت ليه بتسألي السؤال ده يا هدى 
هدى 
_اصل كل ما أسأل ماما او جدو يقولولي مسافر وانا عايزة اشوفه قوي 
ادهم وهو يقبل جبهتها 
_بكرة ان شاء الله تخفي وتخرجي من هنا وتشوفيه براحتك 
هدى ببراءة 
_لا انا عمري ما شوفته ولا حتى شفت صورته ...بس انا نفسي اقول كلمة بابا قوي المس في المدرسة بتاعتي بتقول لنا كلام كتير قوي عن بابا بس انا مش عندي بابا ...تعرف 
ادهم 
_ها 
هدى 
_كل الكلام اللي المس بتاعتي قالته عن بابا هو كل اللي بتعمله معايا ....ادهم 
ادهم 
_نعم 
هدى 
_هو انا ممكن اقولك يا بابا 
ادهم وقد غزا الدمع عيناه على حال تلك الطفلة المحرومة كليا من اهتمام الام ورعاية الاب 
_حبيبتي قولي اللي انت عاوزاه 
هدى بسعادة طاغية 
_بجد !!يعني اقولك يا بابا 
ثم شردت وكأنها تكلم نفسها ولكن ادهم سمعها بوضوح 
_هيبقى عندي بابا !!!
ادهم بهدوء 
_اه قولي يا بابا ...بس انا بقى هقول هدهد ايه رايك 
فتعلقت هدى في رقبته وهي تهتف بسعادة 
_انا بحبك قوي يا بابا متسبنيش تاني 
ادهم وهو يضمها 
_وانا كمان بحبك قوي ومش هسيبك تاني اطمني ...ويالا ننام بقى عشان ترتاحي 
هدى بتوسل اذهب بالبقية المتبقية من عقله 
_طب ممكن حاجة كمان 
ادهم مدعيا الضيق 
_لا يا هدى انت النهاردة طماعة قوي 
هدى 
_بجد اخر حاجة عشان خاطري ...عشان خاطري 
ادهم بمرح 
_قولي يا تعباني 
هدى 
_ممكن انام في حضنك النهاردة 
ادهم بتفكير 
_امممممم ...ماشي تعالي 
وبالفعل اخذها أدهم في حضنه ونامت هدى على ذراعه متكورة على نفسها وهو لاول مرة بحياته يشعر بذلك الشعور انه احساس جارف بالحب والامن والسعادة و....مشاعر كثيرة مختلطة ولكنها كانت اكثر من كافية بتضميد جراحه من اسرته باحساس الابوة الرائع ودخل ادهم وهدى معا في سبات عميق نقلهم سريعا لعالم الاحلام السعيد 
ولم يلاحظ ادهم ان عبد العزيز كان واقفا عند الباب وسمع حوارهما معا لاخره فقد جاءه اتصال من احد رجاله فخرج من الغرفة ليرد حتى لا يزعج هدى قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب وعندما عاد وجد ادهم معها وسمع كل حوارهما ودمعت عيناه على حالها ولكنه سرعان ماشعر بالسعادة تغمر قلبه اطمئنانا على هدى بعد موافقة ادهم على طلباتها وكأن القدر يساعده في مخططه الذي يدبره منذ شهور عدة 
في صباح جديد مشرق بامال الحب من جديد على البعض وصنع المكائد على البعض كان ادهم مازال نائما في غرفة هدى حتى انتبه على من يحدثه 
عبد العزيز 
_صباح الخير يابني 
ادهم بتوتر وتلعثم وهو يعتدل من مرقده ومبعدا هدى بهدوء من حضنه حتى لا تفزع 
_صباح الخير يا عمي ...معلش ..انا ...كنت ...
عبد العزيز مقاطعا 
_عارف كنت موجود امبارح وسمعت كل حاجة ..ربنا يباركلك يا بني على اد ما انت بتحاول ترضي طفلة غلبانة زي هدى 
ادهم 
_ربنا يديمك يا عمي معلش انا هروح على مكتبي بعد اذنك 
عبد العزيز 
_اتفضل يابني 
وجلس عبد العزيز بجانب هدى وهو يتأمل ملامحها الهادئة وهي نائمة ويتحدث مع نفسه ربنا يكرمك يا ادهم على اد ما فرحت الغلبانة دي ثم قبل رأسها بحنان فياض 
ومرت حوالي ساعتين كانت هدى استيقظت وكالعادة جاء ميعاد الدواء والغيار على الچرح ولكن فوجئ الجميع بدخول سناء ومعها العربة الصغيرة التي تحوي علاجها وادوات الغيار الخاصة بأدهم ولكن الغريب هنا ان ادهم لم يظهر وعلموا منها انها من ستقوم بكل مايلزم هدى ولن تنتظر ادهم 
وهنا توجس قلب عبد العزيز خيفة وشعر ان ادهم تراجع عما قاله لهدى بالامس وانه يحاول ان يخرج من حياتهم 
وهذا بالطبع كان وسط صړاخ هدى وعنفها الظاهر وهي تصرخ باسمه ...باااااابا....
الحلقة الخامسة والعشرون
فزع قلب عبد العزيز لمجرد تخيله لفكرة تخلي أدهم عن هدى ورغبته في ابتعاده عنها فبادر بسؤال سناء 
عبد العزيز بتوجس 
_ه...هو ...احم ...الدكتور ادهم فين يابنتي 
سناء المنشغلة بتجهيز علاج هدى 
_الدكتور ادهم في العمليات حضرتك ...عنده حالة مستعجلة وطلب مني اجي انا لهدى لو هو اتأخر في العمليات
وعندما همت بالاقتراب من هدى فوجئ الجميع بهدى التي قامت من سريرها وهي تسير ببطء في اتجاه الباب لتفتحه وتخرج فأسرع عبد العزيز اليها لامساكها ولكنها كانت ټقاومه بشده وهي تبكي باڼهيار وتصرخ 
هدى صاړخة 
_لالالالا ماليش دعوة انا عاوزة بابا يا جدو ...عشان خاطري سيبني اروح لبابا ...انا عاوزة بابا 
سناء بتوتر ملحوظ 
_مينفعش كدة حضرتك الچرح كدة هيتفتح تاني ارجوك حاول تسيطر عليها وانا هطلب ممرضات معايا ...بعد اذنك
وخرجت سناء من الغرفة راكضة وما هي سوى ثواني كانت عادت ومعها عدد من الممرضات في الوقت الذي كان يحاول فيه عبد العزيز جاهدا الكلام مع هدى علها تهدأ قليلا وتكف عن الصړاخ والحركة ولكنها كانت كمن فقد حياته ويصارع الحياة ليلتقط انفاسه فكانت بلا وعي مجرد صړاخ هستيري وانتفاض بقوة وهنا اطبق عليها الممرضات قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب ليسيطروا كليا على حركتها وتم تثبيتها جيدا في السرير حتى استطاعت سناء ان تعطيها الحقنة التي آلمتها جدا بشكل جعلها تصرخ بقوة من الالم ثم همت سناء بعد ذلك بمحاولة الغيار على الچرح والذي كان بدأ فعلا ېنزف من حركات هدى العصبية وهنا فتح الباب ليدخل ادهم پغضب جامح كاد يحرقهم جميعا احياء
فقد كان في العمليات في جراحة عاجلة وبمجرد ان انتهت الجراحة سارع بالركض
تم نسخ الرابط