رواية رهيبة الفصول من الواحد والعشرين للسادس والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

شعر بفرحتهما معا ودعا الله من قلبه ان يديم عليهما تلك السعادة .
في صباح اليوم التالي كان غارقا في افكاره بتلك الفتاة التي استطاعت ببراءتها ان تسلبه لبه بلا جدال ولكنه عاد لرشده على طرقات على باب مكتبه فتنحنح قليلا ثم سمح للطارق بالدخول 
عبد العزيز 
_صباح الخير يا بني 
أدهم بابتسامة وهو يقف لاستقباله 
_صباح الخير يا حاج اتفضل ...أخبار هدى ايه 
عبد العزيز بحزن 
_صحيت من بدري على نفس الألم 
أدهم وهو يهم بخلع مئزره الطبي 
_حالا هاجي مع حضرتك اشوفها ...بس عموما احنا بنجهز غرفة العمليات قدامها ساعة بالكتير وتدخل متقلقش ان شاء الله خير 
عبد العزيز بتعجب 
_ربنا يستر ويسلم بس انت خارج ولا حاجة 
أدهم 
_لا أبدا أنا جاي معاك أشوفها ...ليه السؤال ده 
عبد العزيز 
_اصل لقيتك خلعت البالطو قلت يمكن خارج ولا حاجة 
أدهم بنظرة ذات معنى 
_لا ابدا بس مش عاوز هدى تقلق مني انت عارف هي بتكرة الدكاترة والحقن اد ايه 
عبد العزيز بحرج وامتنان بالغ 
_ربنا يباركلك يابني ...وان شاء الله لما تخلص العملية على خير واطمن على هدى هفهمك كل حاجة 
ادهم 
_ان شاء الله اتفضل حضرتك
وتوجها الاثنان لغرفة هدى والتي لاحظ أدهم ان ۏجعها قد زاد عن أمس وهذا ماجعله يسرع أكثر بتجهيزها دون أن تعلم 
ادهم 
_صباح الخير يا هدى اخبارك ايه النهاردة 
هدى بتعب شديد 
_مش قادرة خالص الۏجع بيزيد اكتر من امبارح 
أدهم وهو يمسح على شعرها بحنان 
_معلش حبيبتي كلها شوية وهديكي حقنة زي امبارح هتضيع الۏجع على طول 
هدى 
_بجد ...يعني مش هتوجعني ولا ټموتني 
ادهم 
_لا خالص بعد الشړ عليكي معنتيش تقولي كدة ماشي ..وبعدين انا مش وعدتك امبارح ووفيت 
هدى ببراءة 
_لا وعدتني وخلفت 
ادهم بتعجب 
_انا يا هدى 
هدى 
_اه ...انت قلت انك هتجيبلي شيكولاته ...ها جبت
ادهم ضاحكا 
_لا في دي عندك حق انا كدة خلفت وعدي ولازم اتعاقب كمان 
هدى 
_لا خلاص بس توعدني تجيبلي بجد بقى 
ادهم مبتسما 
_ماشي ياستي حاضر ...طب ايه رايك في دي 
واخرج من جيبه قالب من الشيكولاته كبير الحجم فما ان رأته هدى حتى نسيت تماما ما يمر بها من ألم واخذته منه وهي تسرع اليه لتحتضنه وتتعلق برقبته وهنا تعجب أدهم من فعلتها ولكنه لم يجد في نفسه الا ان احكم ذراعيه حولها واحتضنها بقوة وكأنما يحتضنها بقلبه وبين ضلوعه 
أما عبد العزيز وفاطمة اللذان تابعا الحوارمن بدايته فقد تملك الذهول منهما وخاصة انهما يعرفان جيدا طبيعة هدى الانطوائية وهذا ما أثار دهشتهما متى فتحت له قلبها وعقلها بل متى تعلقت به من الاساس
وكأن كلاهما لا يعرفان أن قلوبنا بين يدي الله يقلبها كيفما يشاء ومن رحمته بطفلة مثل هدى أن علق قلب أدهم بها ومن رحمته الواسعة بقلب أدهم المجروح فتح له قلبها فكان كلاهما الدواء والشفاء والعلاج لبعضهما 
نعود لهدى والتي انفتح قلبها على مصرعيه لادهم وهذا بالطبع ليس بسبب قالب الشيكولاته اكيد وانما هو الشعور بالاهتمام وكأن هناك شخص يهتم بك ويحبك ويحنو عليك هو شعور مفقود لدى هدى وخاصة مع أب لا تعرفه وسنعرف حكايته بعد قليل وام دائمة السفر تهرب من واقعها بالسفر والعمل وجد لديه من الاعمال والامړاض ما جعله الاختيار الاسؤ لتربية طفلة في عمرها .
هدى وهي مازالت متعلقة بعنق ادهم 
_انا بحبك قوي يا ادهم لانك افتكرتني 
ادهم بصدق 
_حبيبتي انا فكرك على طول 
ثم انزلها برفق على الفراش هامسا لها 
_جاهزة عشان الحقنة زي امبارح 
هدى 
_ماشي بس اوعى توجعني 
ادهم 
_لا مټخافيش ان شاء الله مش هتوجعك
وخرج ادهم من الغرفة وعاد بعد فترة وجيزة ومعه صديقه الدكتور كرم اخصائي التخدير في المستشفى وعندما اقترب خاڤت منه هدى بل نستطيع ان نقول انها اټرعبت فجلس ادهم بجانبهامحاولا طمأنتها وجذب انتباهها له وهو يتحدث اليها في نفس اللحظة التي شرع كرم في تخديرها 
ادهم 
_هدى قوليلي صحيح انت بتحبي تتفسحي فين 
هدى 
_انا مش بخرج خالص من البيت الا للحضانة 
ادهم 
_يعني مفيش مكان بتحبي تروحيه مع ماما وجدو
هدى 
_لا مش بروح في أي مكان بس انا نفسي اروح .....ل .......با ..با
وغابت هدى عن الوعي فاسرعت الممرضات بتجهيزها للجراحة ودخلت هدى غرفة العمليات ومعها ادهم في حين انتظر عبد العزيز خارجا الذي كان يضرب الممر ذهابا وايابا والقلق والړعب من فقدانها ينهش قلبه في حين كانت فاطمة تحاول جاهدة تهدئته ولكن كل محاولاتها عادت بالفشل وبعد مرورم ساعة كاملة كانت كأنها الدهر خرج ادهم من الغرفة وهو مبتسم ليطمئنهم ان هدى بخير وانها ستنقل لغرفتها بعد قليل فما كان من عبد العزيز الا ان احتضنه وهو يشكره ويشكر فضل الله عليه بان حفظها له
بعد نصف ساعة اخرى ادهم هامسا 
_هدى ...هدى اصحي بقى كل ده نوم 
هدى بنعاس 
_ها ...انا عاوزة انام 
ادهم 
_لا هدى قومي يالا عاوز اتكلم معاكي 
هدى 
_طب هاتلي ميه انا عطشانة 
ادهم 
_حاضر بس قوليلي الاول عاملة ايه دلوقتي 
هدى بضيق 
_عاوزة انام وانت عاوز تلعب صح عشان كدة بتصحيني 
فضحك ادهم مقهقها غامزا لها 
_الله ما انت فهماني اهو يالا قومي بقى فوقي 
هدى بعند وهي تغمض عينيها 
_لا ماليش دعوة مش هلعب انا عيانة
ادهم وقد اطمأن عليها بعد استيقاظها من المخدر
_طب خلاص نامي يا حبيبتي وانا كل شوية هاجي اطمن عليكي 
هدى بقلق وهي تحاول الجلوس 
_هتروح فين هتسيبني 
ادهم بعد ان ساعدها لتأخذ وضع الجلوس المائل قليلا 
_لا طبعا انا مقدرش اسيبك انا هخرج شوية اجيب شيكولاته واجي 
هدى 
_هتجيب ليك لوحدك 
ادهم 
_لا طبعا هجيب لهدهودتي لو سمعت كلامي واكلت واخدت العلاج 
هدى ببراءة 
_حاضر والله هسمع الكلام بس مش تتاخر عليا عشان خاطري 
ادهم بصدق 
_مقدرش اتاخر عنك
ثم قبل راسها وغادر الغرفة وهو مرتبك من مشاعره تلك التي يتذوقها لاول مرة في حياته ولا يعرف ماهيتها بالضبط 
اما على الجانب الاخر فقد شرد عبد العزيز فيما حدث امامه ايعقل ان الحظ يحالفه بتلك الدرجة ام انه واهم حقا لايعرف ولكنه حسم امره يجب اطلاع ادهم على كل شيء حتى اذا تراجع عن حب هدى وابتعد يبتعد الان وليس بعد ظهور سلمى فهي ليست حمل چرح اخر يكفيها جرحها الاول وهنا اتجه عبد العزيز لمكتب ادهم ليطلعه على سر حياة سلمى وهدى عل القدر يساعده فيتقبل ادهم الموضوع وينجح فيما فشل فيه هو ويعيد الحياة لوردتيه سلمى وهدى
الحلقة الثانية والعشرون
مازال أدهم هائما في فلك هدى ...مازالت الافكار تلعب لعبتها معه بل بالاحرى تلك المشاعر التي جذبته بقوة وجعلته تائها هائما بها زفر بضيق وهو يفكر ماذا سيظن به عبد العزيز ان لاحظ شدة تعلقه بها ايمكن ان يبعدها عنه وعند تلك الفكرة نبض قلبه بقوة خوفا من بعادها ولكن اخرجه من شروده طرقات قوية على الباب فسمح للطارق بالدخول فوجد عبد العزيز امامه وكأن افكاره فجأة تجسدت أمامه فتوتر وارتبك من فكرة انه جاء ليعلمه انه سيأخذ حفيدته
تم نسخ الرابط