رواية كاملة جديدة الفصول من الواحد و العشرين الي الخامس والعشرون والاخير بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

مدة الفحص....ولم تفق الا علي صوت انس وهو يقول ايه ي حسناء سرحانه ف ايه .
حسناء بإرتباك لا ولا حاجه .
أنس بحزن ولا حاجه ازاي ي حسناء....انتي بقالك فتره ع الحال دا....علي طول سرحانه ومكتئبه ومابقتيش تتكلمي معايا زي الاول ورافضه تقوليلي السبب اللي غيرك بالشكل دا .
امتلأت عيناها بالدموع وارتمت بأحضانه وقالت أنا مش عايزه افتكر الايام دي....ليه كل حاجه بتحصل بتفكرني بيه....انا مش عايزه اقعد ف البلد دي انا عايزه اسافر تاني....انا كنت ناسياه هناك .
شدد أنس من احتضانها وقال بحنان خلاص اهدي ي حسناء....وانا هعملك اللي انتي عايزاه....بس قوليلي مين دا اللي بتتكلمي عنه .
زاد بكاؤها وعلي صوت شهقاتها وقالت بطريقه هيستيريه لا لا مش عايزه اتكلم عنه....مش عايزه افتكر الايام دي .
أنس بحزن طيب خلاص مش عايز اعرف....بس عشان خاطري ماتعيطيش....واخذ يربت علي كتفها حتي هدأت وقالت بصوت مهزوز أنا عايزه اقعد لوحدي .
أنس وهو يقبلها من جبينها حاضر ي ستي....انا همشي دلوقتي عشان عندي مشوار مهم وهعدي عليكي عشان نتغدي برا يمكن مودك يتحسن .
أومات له الاخري واحتضنته وقالت متتأخرش عشان ياسين .
قبلها انس من جبينها ثانية وقال حاضر مش هتأخر....ومن ثم خرج من الغرفه مغقلا بابها خلفه ليترك الاخري لأحزانها وذكرياتها المؤلمھ....جلست حسناء بجانب ذلك الصغير وظلت تتأمل ملامحه....ولا شعوريا بدأت دموعها في السقوط....وتركت العنان لذاكرتها في استرجاع تلك الايام البائسه....كم تمنيت لو انك لم تولد....فأنت الشئ الوحيد الذي كلما رأيته تذكرت ذلك القاسې....كانت غربتي علي اهون من الرجوع الي هذا البلد....كم حاولت ان اتناسي أمره والا افكر به....ولكن لم استطع....فرأيتك ايها الصغير تذكرني بكل تفصيله به....فأنت لا تشبهه في شكله فقط بل في تصرفاته ايضا....حتي أصبحت نسخة مصغره منه....وبعد حديث طويل دار بخاطرها تذكرت امر شئ مهم....ماذا ان علم حمزة بشأن ابنه....ماذا ان أخذه....لا لا لن يأخذه....حتما سأغادر هذا المنزل واعود حيث جئت....فأنا لن ادع ذلك الوغد  بجانبه .
وبعد فتره ليست بالكبيره استيقظت وبدأت في البكاء ثانية والتقطت هاتفها واتصلت بأنس....وبمجرد ان سمعت صوته زاد بكاؤها واڼهارت تماما ولم تعد قادره علي الحديث....كان الاخر يكاد ېموت قلقا عليها....حاول تهدئتها ولكن لا فائده....لذا قرر الذهاب لرؤيتها....لم يمض الكثير من الوقت وأتي....ليجدها تجلس القرفساء علي سريرها وتنتحب پقهر....وبمجرد أن سمعت صوته جرت نحوه واحتضتنه وظلت تقول پهستيريا لو عرف هياخده ي أنس....انا عارفاه قاسې ومابيحبنيش وهياخده مني....خلينا نمشي من هنا قبل مايعرف....مشيني من هنا ي أنس عشان خاطري .
أنس بعدم استيعاب يعرف ايه!....وياخد مين!....انتي بتتكلمي عن مين ي حسناء .
حسناء من بين شهقاتها هقولك بس اوعدني انك مش هتخليه ياخد ياسين مني 
أنس وهو يشدد من احتضانها حاضر....بس اهدي عشان تعرفي تتكلمي....وتعالي نخرج عشان ياسين .
وبعدما خرجا من الغرفه وهدأت تماما قالت بحسم انا عايزه امشي من هنا .أنس ماشي موافق....بس ممكن اعرف السبب .
حسناء بإرتباك ع عشان....مش عايزه ابو ياسين يشوفه .أنس بعدم استيعاب ايه دا....يعني هوا ماكنش يعرف انك حامل .حسناء وهو منكسة الراس ايوه .
أنس بعصبيه انتي ازاي تعملي حاجه زي دي ي حسناء....حرام عليكي....انتي ازاي انانيه كده....مش قادر اصدق بجد اللي انتي عايزه تعمليه....مش مكفيكي انه قعد كل السنين دي ومايعرفش ان عنده ابن .
حسناء بدموع انا لما اطلقت ماكنتش اعرف اني حامل اصلا....وبعدين يستاهل....هوا ماعملش فيا قليل .
أنس مهما عمل كان من حقه انه يعرف حتي لو بعد الطلاق....مش يمكن لو كان عرف كنتوا رجعتوا لبعض وابنك ماتحرمش من ابوه كل السنين دي .
حسناء لا انا مش عايزه ارجعله ومش عايزاه يعرف حاجه عن ابنه....انا هاخده وهنسافر .
أنس بعصبيه ازاي يعني عايزه تسافري....ياسين لازم يعرف ان ابوه عايش....بذمتك ابنك مش صعبان عليكي وهوا بيقول لواحد مايقربلوش حاجه ي بابا....لا وانا اللي كنت فاكر ان ابوه مش عايز يعترف بيه....اللي انتي عايزه تعمليه دا غلط وانا مش ممكن اقبل بيه....ابوه لازم يعرف....وانا بنفسي اللي هدور عليه .
حسناء پبكاء لا عشان خاطري ي انس....حمزة لو عرف مش هيسيبهولي .أنس بصوت عال اكيد ودي اقل حاجه هيعملها....وهيبقي حقه....انا مش عارف ازاي جالك قلب تعملي كده .
حسناء بدموع يعني اعمل ايه دلوقتي !!أنس بقلة حيله مافيش قدامك حل غير انك تقوليله وهوا ليه حرية الاختيار ي اما الموضوع يتحل ودي ويسيبهولك ويبقي يشوفه من وقت للتاني ي اما بقي هيرفع قضيه ويطالب بحضانته .
حسناء اكيد هيرفع قضيه عشان ياخده مني....انا مستحيل اقوله .أنس بصوت جهوري برضو عايزه تعملي اللي ف دماغك....انا مش هسكت ي حسناء وهدور علي ابوه .
حسناء بتوسل لا عشان خاطري ماتعملش كده....انا قولتيلك عشان تساعدني مش عشان تعمل كده .انس باستنكار اساعدك ف ايه....انتي اټجننتي....انا لا يمكن اقبل بحاجه زي دي....وفري علي نفسك الكلام ي حسناء عشان مش هرجع ف كلامي ولو تعرفي عنوانه او اي حاجه عنه اتفضلي قوليها .
حسناء پهستيريا لا لا لا مش عايزه افتكر حاجه عنه....مش هسيبله ابني....انا بكره البني آدم دا ومستحيل ارجعله تاني....ومن ثم خارت قواها وسقطت مغشي عليها ليفزع الاخر ويتجه صوبها ويحملها ومن ثم يضعها علي الاريكه ويحاول افاقتها....وما هي الا لحظات واستعادت وعيها....وبمجرد انا فتحت عيناها ظلت تتحدث بصوت خاڤت عشان خاطري ماتقولوش....فيحتضنها بحنان ويقول هش....خلاص ي حبيبتي مش هقوله .
حسناء اوعدني ي أنس .أنس بإيجاز انا قولت مش هقوله....وكمحاولة منه لتغيير الموضوع اكمل وبعدين فكك بقي من الكآبه اللي انتي فيها دي والبسي يلا عشان نتغدي برا .
حسناء لا انا مش عايزه اخرج....خلينا هنا انهارده حتي عشان ياسين .أنس خلاص ي حبيبتي اللي انتي عايزاه .
وينقضي النهار سريعا حتي اتي المساء....كانت حسناء ملازمه لابنها لا تفارقه....فقد بدأت مخاوفها تتحكم بها لدرجه جعلتها تقرر عدم الخروج....فالحل الوحيد لتجنب حدوث مصادفه تجمع بين الاب وابنه هو المكوث في هذا البيت الي ان يحين وقت الرجوع حيث اتوا....وتتابع الايام دون وقوع احداث تذكر....فحسناء كانت ترافق ابنها منذ الصباح حتي ينام....وفي احدي الايام اضطرت حسناء للذهاب مع أنس لأمر عاجل وتركت ياسين .
في قصر أنس مراد 
نجد ياسين يلعب في حديقة القصر بصحبة تلك المربيه الشابه التي اتت حديثا الي ان يأتيها اتصال فتتركه وتذهب بعيدا....اما هو فقد دفعه الفضول لاستكشاف ما يوجد خلف تلك الاسوار....لذلك نجده يسير بخطي أشبه للركض إلي أن اصبح في الخارج....وبمجرد خروجه ظل يجري لهوا وكأنه قد تحرر من السجن لتوه حتي اتت سياره وكانت علي وشك الاصطدام به....ولكن السائق استطاع تفاديه ومر الامر بسلام....كان الطفل يبكي مذعورا مما كاد ان يحدث له فينزل ذلك الشاب المنشغل بحاسوبه في الخلف الذي ازعجه بكاؤه....وكلما سار ذلك الشاب بإتجاهه تراجع ياسين وزاد نحيبه....وبعد محاولات عده من ذلك الشاب استطاع أخيرا ان يسكته واقنعه بالذهاب معه....لم يكن يدري ذلك
تم نسخ الرابط