رواية هبة الفصول من 4-7
المحتويات
فوق بابها ارتدت نقابها وخمارها وفتحت الباب لم يكن الطارق سوى ثائر كان وسيم بدرجة جعلتها تغض بصرها عنه بعدما ناظرته عيناها بلمعة ندمت عليها تقدم ثائر من رحمه الجالسة تراجع دروسها بعدما أخذ لها إجازة مرضية من مدرستها ابتسمت الصغيرة بسعادة وهتفت ثائر وحشتني
ربت ثائر فوق خصلاتها بحنان وكأنها صغيرته وجلس جوارها وتمتم بصدق وأنت يا رحوم عامله إيه في المذاكرة!
جلست هبه قبالتها وتمتمت كلها شهر وتفكيه يا رحمه اصبري يا حبيبتي
حمحم ثائر لينتبهوا له وتمتم بتردد هبه هو ممكن أسألك سؤال!
ابتلعت هبه ريقها بصعوبة وقلبها يخفق بقوة من السؤال الذي تعرفه عن ظهر قلب وكم تتمنى لو يخطئ قلبها ولكنها ابتسمت بتكلف وهتفت أكيد
حينها هتفت رحمه المتابعة للحوار من بدايته وكم تمنت هي أيضا أن يخطئ توقع شقيقتها ولكن لا مفر رفعت نظرها له ولمعت عينيها بصدق وأردفت أنا السبب أنا اللي حرقتها يا ثائر
......
الفصل الخامس
أحدهم قبض بكفيه على خافقي ليريحه من قتامة العالم أحدهم خلق ليسكن ثنايا كياني الضعيف فأحببت الكون لأجله هو فقط ولو بعد مئة عام من الظلام هو وقلبه
حينها ابتسمت هبه ابتسامتها الشاحبة وتحسست شطر وجهها الأيسر من أسفل نقابها وتمتمت لا رحمه ملهاش ذنب دا نصيبي
هزت رحمه رأسها بنفي وإصرار وتحدثت بتأكيد لا أنا اللي وقعت الزيت المغلي عليكي وأنت قاعده في المطبخ وأنا اللي بسببه بقيتي بتسمعي كلام زي السم من ناس مريضه
كان يتابع نظراتهم المټألمة والحزينة والمعاتبة وقلبه يتحرك على جمر من حزنه على ما عانوه فتاتين بشبابهم تركوا لأمواج البحار الغادرة لتقذفهم كيفما تشاء نهض بهدوء معتذرا منهم ليترك لهم حرية الحديث والعتاب
بقت الفتاتين ترمقان بعضهم نظرات آسفه وحل الصمت لبضع لحظات قاطعته رحمه بنبرة باكية أنا آسفه يا هبه
علا صوت نشيج كلا منهما وصوت تهشم قلوبهم الصامتة بكت كلتاهما پعنف لأجل نفسها ولأجل شقيقتها لما تركهم والديهم ليعانوا كل ذلك! لما أصبح العالم بمثل قسوته حتى تتعرض تلك الفتاة الهادئة للسخرية والوحدة لمجرد تشوه بوجهها هل الشكل هو الجوهر القائم بين الشعوب الآن أم أن النقصان أصبح طبع فطري بالبشرية
وضعت شالها الثقيل على كتفيها وتركت خصلاتها للرياح لتؤرجحها كما تشاء تركتها حرة عكس روحها المقيدة مضى يومان منذ تحدثت معه ولم تلتقى به صدفة كانت قاسېة وحادة معه وكأنها تلومه على حبها الغامض له لقد كان قدومه على قلبها كالشتاء بهذا العالم حاد قارص كثيف ومؤلم أغمضت عينيها بسلام سامحة لنسمات الهواء الباردة تلفح صفحات وجهها الشاحب قطع انسجامها صوت هاتفها ليعلن عن رسالة فتحت الرسالة والتي كان محتواها
لم يعد قلبي بخير منذ رحيل قلبك المرح عنه باتت نبضاتي ثقيلة ومستعصيه لما حل الشتاء بقلبي باكرا هذا العالم! هل لأن قلبك رحل عني وتركني وسط الازقة أبكي ندما!
لا تعرف هوية المرسل لم تهتم لتعرف لأنه وببساطة يؤكد شعورها اليومي وكأن المرسل يعلم خبايا قلبها يصف ما يحدثه الألم بها أصبحت وحيدة صديقتها الوحيدة غادرتها وهو رغم ما يفعله لها إلا انه غادرها منذ البداية كانت وحيدة وكم من الصعب قول ذلك تخفي ضعفها وقنوطها خلف قناع قوتها المزيف وتحديها للجميع ترغب بقلب يضم قلبها ليخبره أن كل ما تتمناه سيأتي وإن طال ولكنها تشعر بالخواء والبرودة التي تتدرج لأواصلها!!!
عن تلك التي تعيش مراهقتها بخطوات خفيفة كرفرفة الفراشات عن قلبها الطاهر الذي سيدنس بفعل رجلا غامض تعيش أسعد لحظاتها معه يحادثها كثيرا يشاركها اهتماماته يقص عليها يومه هي بالأخير فتاة لم تقع بالحب من قبل فمع أول دقة لقلبها ستنساق خلفه
راكضة لوجهة مجهولة أول همسه لمسة نظرة وبسمة يراها القلب يدمن وجودها وتصبح كمخدرا يوميا له لكن قلبها لم يتعرف لأعراض الإنسحاب بعد!
مضت ثلاثة أسابيع منذ تلك الليلة التي صارحت شقيقتها عن سبب ټشوهها لم تراه من حينها كل ليلة تقف بشرفتها لما بعد منتصف الليل لعلها تراه ولو لثانية لتشبع ظمأ قلبها منه أدركت بكل حواسها أنها أحبته أحبت هدوؤه ورزانته أحبت شهامته وقوته بالأخير هي أحبته ولكن قلبها البالي عاد لينبض بعشق يستحيل الحصول عليه رجلا بوسامته وطباعه ووقاره لما سيناظرها هي بفقرها وضعفها والأهم أنه رأي ټشوهها!
أما عن رفيقتها الوحيدة وردة فهي باتت تشعر بحجم ألم قلبها شاردة جامدة وشاحبة طوال الوقت لم تحبذ سؤالها عن السبب لعلمها به كم بات يؤلم الحب العاشقين ويرهق قلوب المتيمين يا عزيزتي
ابتسمت بتهكم ثم عضت شفتيها بقوة لتمنع نحيبها لقد ارتدت النقاب قبل حاډثة ټشوهها بإسبوعين وكأن قلبها كان يعلم أنها ستجبر على ارتدائه ما بقى لها ثلاثة أربعة أعوام منبوذة منذ ذلك اليوم المشؤم عندما دلفت شقيقتها رحمه صاحبة الست أعوام لتعبث بالمطبخ وأحرقت إصبعها ولم تنتبه أنها حركت حلة الزيت المغلي لتقع عليها وتصبح لعڼتها الكبرى ووصمة بشعة بوجهها لقد كانت جالسة أسفل مقود الغاز تقطع بعض الخضروات وينتهي الأمر بها لهنا!
بتحبيه يا هبه
الټفت على صوت شقيقتها الناعس ولكن مهلا هل واضحا عليها لتلك الدرجة لتراه طفلة بالعاشرة!
اقتربت منها وساعدتها وهمست بخفوت حتى لو بحبه مينفعش
ربتت الصغيرة بكفها الحاني فوق وجنتي شقيقتها وتمتمت وكأنه إمرأة ناضجة لو بيحبك هيجيلك
ابتسمت هبه بتكلف وطبعت قبلة خفيفة فوق جبهتها ودثرتها جيدا بالفراش
مضت نصف ساعة قضتها هي بالتفكير به قطع شرودها طرقات مميزة خفق قلبها لها توترت بجلستها وحاولت تهدئة خافقها الثائر ارتدت خمارها ونقابها ووقفت خلف الباب وكأنها مقدمة على فصل نهائي بحياتها فتحت الباب وبسمة عريضة تتسع أسفل نقابها وهتفت بلهفة فشلت بردعها عامل إيه
ابتسم ثائر بسعادة مثلها ووضع يده بجيب بنطاله واستند على حافة الباب وأردف بشغف بقيت بخير دلوقت وأنت
نبرة صوته جعلتها تتنهد بقوة وتغمض عينيها براحة ثم تمتمت بسلام بقيت في أحسن حال دلوقت
ابتسم حتى ظهرت نواجذه وتمتم برجاء ماما عاوزه تتعرف عليكي
توترت وذهبت أنفاسها شعرت لوهلة أنها مقدمة على حدث تاريخي مضت بعض الدقائق ولم يتفوه كلاهما هو يقدر ما تفكر به وهي عاجزة عن إعطاؤه الرد الذي ينتظره أخيرا بعد بضع دقائق حمحمت بارتباك تمام مفيش مشكلة
رغبت لو تسأله عن سبب غيابه عنها ودت لو لها سلطة عليها لتلومه على عدم حضوره الي يريحها سارت خلفه بعد أن اطمأنت لنوم شقيقتها وقلبها يقرع كطبول بساحة الحړب ابتسمت بتوتر عندما رأت إمرأة کسى الزمن على ملامحها ولكنها ما زالت تحتفظ بجمالها عينيها كعيني ثائر نفس اللمعة والبريق الذي اختطفها منذ الطلة الأولى جلست جانبها بخجل بعدما استقبلتها برحابة صدر
جلس يتابع نظرات والدته الثاقبة لها منذ متى ووالدته بتلك الدقة! يعلم ما يجول بخاطرها أو ربما يخافه! ابتسم بمرح وتمتم دي بقا يا ستي ماما نجاة ست كدا مش هتلاقي منها اتنين
ابتسمت هبه بتوتر وهمست بخفوت ربنا يديمهالك
اقتربت نجاة من هبه وضمتها بقوة لصدرها حركة كتلك ارجفت قلب هبه المفتقد للحنان والأمومة منذ عشرة أعوام وجهت نظرها ل ثائر وهتفت بأمر روح اعمل لينا اتنين عصير يا واد ومتكترش سكر لأن
سكري عالي منك
ابتسم ثائر بسماجة وهتف مبعرفش
ضيقت نجاة عينيها ورطبت شفتيها ثم هتفت بإيجاز اتنين عصير يا ثائر
ضحكت هبه بمرح على نظرات ثائر المغتاظة وفمه المزموم وعقدة حاجبيه بينما رفعت نجاة رأسها بكبرياء وشددت من ضمھا ل هبه
ما إن اختفى ثائر حتى ابتسمت نجاة بوداعة وربتت فوق رأس هبه وتمتمت بحنان ارفعي نقابك يا غالية خليني املي عيوني منك
حركة تلقائية منها تمسكت بطرف نقابها وهزت راسها بنفي وترقرقت الدموع بمقلتيها لا تعلم كيف ستواجه نظرات تلك المرأة التي اشعرتها ولو لدقائق برائحة أمها المتوفاة أغمضت عينيها للحظات وبهدوء وتروى رفعته لم تفتح عينيها ولم تنبث بحرف واحد وإنما اكتفت بتلك الدموع التي تهبط بغزارة فوق خديها دموعها تصل مباشرة لقلبها لټحرق جدران تحملها للواقع القاسې الذي فرض عليها شعرت بأنامل خفيفة تمسح دموعها فتحت عينيها بتباطؤ لترى نظرة مشجعة من تلك المرأة البشوشة
بسم آلله مشاء الله ملامحك جميلة يا هبه
ابتسمت بتوتر لمدحها المجامل وكادت أن تخفض نقابها ولكن نظرة الرفض التي تلقتها من نجاة جعلتها تتراجع وتبتسم بتوتر
رمقتها نجاة بنظرة شاملة وعطوفة وأمسكت أناملها بين كفيها وهتفت احكيلي حكايتك يا هبه
طالعتها هبه بنظرة حزينة أشفقت عليها نجاة منها ومسحت بأناملها دموعها لم تتردد بأن تقص عليها ما خلفه الزمن بها ثم ابتسمت هبه بتهكم وتنفست بعمق وتمتمت حكايتي عادية بنت زي أي بنت أهلي ماتوا وأنا عندي 18 سنه أمي ماټت وهي بتولد أختي وبعدها أبويا فضلت تسع سنين عايشه في بيتنا اللي في المنصورة بربي أختي وبشتغل في شركة صغيرة لواحد معرفة عمي عدت الأيام وأختي الصغيرة كبرت وأنا بكبر معاها في يوم عادي كنت قاعدة بقطع شوية خضار في أرضية المطبخ دخلت رحمه أختي تلعب وأنا كنت سرحانه ومخدتش بالي منها حطت صوبعها في طاسة الزيت اللي كانت على الڼار واتلسعت جت تجري وقعت الطاسة عليا كان عندها وقتها 6 سنين طفلة ملهاش ذنب عدت الأيام وسني كبر وداخله على 28 سنه ولسه متجوزتش ربك يشاء وأحب وقتها حبيت واحد كان واخدني مجرد صورة للناس كان ابن مدير الشركة اللي بشتغل فيها طبعا كان حلم بالنسبة ليا وفجأة الحلم اتحقق ومامته شافتني وعرضتني عليه ورغم إني منتقبة مطلبش يشوفني ولا مرة لا هو ولا مامته اتجوزنا من أول يوم جواز
متابعة القراءة