رواية هبة الفصول من 4-7
المحتويات
بلهاء تبعتها سبة بذيئة لنفسها وجلست بإهمال على الفراش وتمتمت بحالمية شديدة يعني القمر دا بيحبني! هيييح
وضعت بدائرة مظلمة جعلتها غافلة عن هوية الأمور من حولها كون الأمر مثالي ليس بصالح قلبها لاشك أن للقصة بقية ستهلك خافقها العفوي هي بالأخير أنثى منبوذة من العالم وقع قلبها بيد رجل خبيرا سيشكلها كيفما تشاء رغبته ولكن هل ستظل على ضعفها وصمتها أمام من ېحطمون أسوار دفاعها!
عقدة حاجبيها من اهتمامه الجديد عليها وفركت جبهتها بتعب وأردفت عادي مرهقة شوي من الشغل الكتير شكرا لسؤالك
أشاح بنظره عنها بسبب تبلدها الغير مبرر معه!! وتمتم وهو يفترس شفتيه ورده مالك متغيره معايا ليه!
صدحت ضحكاتها الساخرة بقوة ثم نبرتها الحزينة المغلفة بالقوة بتهزر! تعرف عشان أنت تضحك كان ثانية انا عانيت قد إيه! تعرف عشان تسلي وقتك أنا قابلت نظرات مش كويسه قد إيه! تعرف أنت كلامك أثر فيا إزاي! عيونك شيفاني وحشه أو فيا عيب ممكن تحتفظ بيه لنفسك لأنه ملوش لازمه ولا قيمه مش تتفاخر بيه تحت مسمى أنك بتهزر! أنت عارف وقع حروفك دي على قلب الشخص اللي اتنمرت عليه دا خلاته عايش إزاي! تعرف كام ليلة فضل يبكي پقهر وقلبه يوجعه بسبب سخريتك منه! عاوزه اعرف إحساسك وأنت بتعيب في خلق ربنا ومبسوط في كدا متعرفش إنك كدا بتدمر روح اللي خليته عاش لحظات التنمر والضعف دي! متعرفش أنه فقد ثقته في نفسه وفي المجتمع وبقا منعزل!
انتفضت واقفة واتجهت نحو مقعده ووقفت مربعة ذراعيها وتحدثت بيقولوا العيون بتعكس نقاء القلوب واللي قلبك أنت واللي شبهك عكسه هو السواد والنقص بس تخيل أنك عشان تكون روش والبنات تحبك تروح تتريق على بنت ماشيه في آمان الله وهي تسمع كدا!!! كلامك كفيل يوصلها للاڼتحار المصېبة إني اللي بيعايب ويقلل من الناس بيكون أقل الناس آه والله بيكون فيه عيوب الدنيا كلها لو مش شكليا بيكون داخليا وبدليل أنه بيغطى عليها بكلامه ونظراته تعرف كام بنت کرهت شكلها بسبب كلمه ملهاش لازمه من واحد من عينتك! واحد لمجرد مزاجه وقلة أدبه اتطاول عليها وخلاها نكته ليه وهو وأشباه الرجال اللي حواليه في نهاية كل ليلة عقلنا بيعمل فلاش باك لكل همسه ونظرة قبلناها من شخص قريب أو بعيد ووقتها
صمتت ورده قليلا لتلتقط أنفاسها وسط نظراته المتوترة وعضلات وجهه المتشنجة وعاودت هجومها عليه
نهى الله عن التنمر في قوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ۖ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ۖ بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ۚ ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون سورة الحجرات الآية 11
والتنمر مش مجرد سخرية من الشكل أو اللون أو اللغة لا والاستحقار والإذلال يشيخ دا يمكن الشخص دا عند ربنا أحسن منك ياريت لو شوفتني في مكان داخل أو خارج الشركة مترميش حتى السلام اتفضل
خرج براء تحت نظراتها الجامدة التي تنافي ضجيج قلبها التفتت خلفه تطالعه بنظرة لائمة وحزينة وأغلقت الباب عليها من الداخل وحينها فقط سقط قناع قوتها للمرة الأولى وتهاوت من فوق قمة شاهقة وافترشت الأرضية لتروي بدموعها القهرية قحط روحها العطشة سقطت مقاومتها ولسانها السليط ونظراتها الجامدة وحلت بها لحظات الاڼهيار سمحت لنفسها للمرة الأولى بالضعف والبكاء لأجل الحب!! لأولى مرة تسقط صخرتها المتمكنة من أعلى كيانها لتجعلها كرضيعة تشتهي طعامها ها هي ضعيفة باكية حزينة موجوعة ذابلة شاحبة ومټألمة!!
هي أنثى خلقت بجمالها الخاص ورونقها الفريد وقلبها الأوحد هي طفلة هوجاء بشغبها وشغفها للحياة وتفتحها للواقع هي فتاة نضجت بحبها لقلب غافلا عن دقاتها الهائجة لبسمته كيان ضعيف تصلبت قواه بفعل صڤعات وطعنات الزمن قلب تحجرت حجراته بفضل بشاعة البشر هل سيكون لها الملاذ والخلاص من هواجس مظهرها بيوم ما! هل سيلقى قلبها من يأنسه ويضمه ثم يقبل ثناياه!
علينا دوما بحساب خطواتنا التي ستؤهلنا لطرق ربما ستؤلم قلوبنا ها هي تسير خلفه وهو حاملا شقيقتها نحو شقتهم الجديدة لربما سيكون ذلك الأفضل بل هي تفضل الأختباء عن العالم والانعزال بروحها الهالكة لقد حلمت بيوم بأسرة سوية وطفلين يكونون دواء بيتهم ولكنها الآن منساقة لنهاية علاقة فاشلة خطت بدايتها ببعض المشاعر المراهقة وقفت أمام البيت وزفرت أنفاسها بعدم راحه وأردفت بجدية لا نقاش بها عدتي تنتهي وهسيب البيت وارجع بيتي أنا وأختي وإيجار الفترة دي هيوصل لحضرتك
هز رأسه بتأكيد على حديثها وداخله يبتسم بخبث على ما سيحدث بعد ذلك أنزل رحمه بفراشها وعاد لها وجدها شاردة وبعض العبرات تتلألأ من مقلتيها حمحم بنبرته القوية وأردف بتوضيح البيت بقا بيتك رحمه نامت لو احتاجتي حاجه أنا شقتي اللي قصادك علطول تصبحي على خير
راقبت خروجه بنظرات زائغة خافقها اللعېن بات يستجم عند رؤيته بعض الراحه أصبحت تأتيها عند حضوره ارتباكها وخجلها من ما يبدر عنه بداية لوقوعها لقد اختبرت ذلك من قبل وهي ليست مراهقة لتتهرب من ما يعتمر قلبها ما كان يجب عليها أن تأتي كانت ستتصدى ل فاضل وسينتهي الأمر أما الآن فهي مجبرة على رؤيته والتحدث معه نظرت بالساعة لتجدها السابعة مساء لقد حان موعد دواء شقيقتها.....
روحها الهادئة لم تعد كسابق عهدها بل تمردت على صمتها وخرجت لتواجه العالم بحزنها وقنوطها عشقها السابق لرجلا أرهق كيانها بكلماته جعلها ضعيفة كقطعة من الزجاج المزخرف ما إن تلمسه يتهشم ولكنها لم تقف لهنا بل واجهت ودافعت وتغلبت على طغيان من ظلمها وخدشت روحه بكيانها ووجدانها المهشم ولكن من المؤسف أنها على مشارف السقوط ببئر العشق وأباطرته مجددا فهل
ستكرر نفس المأساة وتترك قلبها ينجرف خلف مطامع تتيمها!
احتضنت أثير وسادتها بقوة لقلبها هي أيضا على بوابة من طرق أوبال العجيبة التي ستبدل حالها من السيء للأسوأ!! ابتسمت بخجل عندما تذكرت ضحكته جاذبيته وسامته ابتسامته صوته ووجوده الطاغي عليها وضعت يديها على وجهها بخجل شديد فور تذكرها لتلك القبلة التي عصفت بها وجعلتها غائبة عن الواقع وشاردة به وبه فقط انتبهت على صوت رسالة على هاتفها ضحكت بشدة فور رؤيتها لصورته المغفلة مرفقة ببعض الأوجه البلهاء....
عشان تبقى تركز في نفسك ومتبصش لبعيد تاني يا دكتور
أرسلتها وبسمة مغرورة على ثغرها المكتز
أعملك إيه يا هانم وأنت نازله زي أميرة من أسطورة قديمه
تسارعت دقات قلبها بسبب غزله الواضح لها ورجفة يديها الممسكة بالهاتف
ماما عامله إيه
بعثتها كمحاولة فاشلة منها لتغير حديثه الذي يربكها
غيري في الموضوع براحتك بس مسيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة ومحدش هيرحمك
أغلقت هاتفها عند رؤيتها لرسالته المخجلة مرفقة بوجه يغمز لإثبات حديثه الوقح حضنت هاتفها لصدرها وأغمضت عينيها لتذهب بسبات عميق بعالم خلقته هي بخيالها وأحلامها الطفولية وبراءتها.....
على الناحية الأخرى أغلق هاتفه وصدحت ضحكاته المستمتعة على خجلها الفطري اللذيذ هي أنثاه وزوجته العفوية واللطيفة التي أوقعته بها بلا محاولات منها أراح ظهره على المقعد الوثير من خلفه وتمتم لنفسه ياريتني شوفتك من زمان يا أثير
حينها سمع ضحكة والدته الطيبة وهي تردف لو كنت قابلتها الأول يا ابن شريف مكنش زمانك ناضج زي دلوقت عيونك مكنتش هتشوف عيوبها ولا تحبها زي دلوقت
ابتسم برضى تام عن حديث والدته ونهض جالسا أسفل قدميها وتحدث بعشق خللته الأيام بين ثناياه أثير دي زي أكسير شربته من وقت ما شوفتها يا أمي أربع سنين براقبها من بعيد شوفتها پتبكي وشوفتها حزينة وضعيفة ووحيدة شوفتها منبوذة ومذلولة ونادرا ما كنت أشوفها بتضحك شوفتها خاېفة تواجه ونفسها تواجه أثير زي طفل لسه بيتعلم المشي بس مع كل خطوة بيقع لأنه خاېف أو لأن محدش بياخد بكفه ويشجعه أنا لو ندمان على حاجه تبقى أني متقدمتش ليها من وقت ما حبتها لما بتضحك بتخفي وشها عشان مره واحده زميلتها قالت ليها خدودك قافله على عيونك لما بتتكلم بتوطي في الأرض عشان محدش يقول ليها تخنك خافي ملامحك لما بتتوتر عيونها بتلمع وتمسك هدومها أثير زي أمنية تفضل تتمناها طول حياتك وفجأة لما توصلها تبقى من فرحتك عاجز عن إنك تحتفل بيها
ملست دعاء على خصلات والدها بحنان وتمتمت للدرجادي بتحبها يا راكان
ضحك بقوة ولمعت عيناه وأردف بحبها! يا أمي أنا وصلت لمرحلة تعبت قلبي من حبي ليها
أشفقت الأم على مشاعر صغيرها المھددة بالفشل وهمست بخفوت وهتعرفها الحقيقة امتى يا راكان
شرد راكان قليلا ثم نهض متوجها لغرفته كهروب من الواقع وصاح بجمود يعكس تيارات القسۏة بداخله لما يجي الوقت المناسب مش هضيعها من إيدي....
بداية ليست مبشرة لعلاقة شيدت على كڈبة ولو كانت صغيرة بداية ستهدم قلب طرفين مشوهين بفعل تجاربهم المريرة مع العالم مهما كانت حجم كذبتك ستبقى بالنهاية كڈبة ولو كانت بيضاء من أبسط حقوق محبك أن تطلعه وتشاركه عما بصدرك ويخيفك من خسارته هو بجموده وغموضه يصبح مراهق بحضورها هو بقلبه يظن أنه سيبدل خۏفها ويغفل عن كذبته التي ستنهي واقعهم الغرامي المؤقت!!! فهل ستكتمل علاقتهم!
بعد تلك الأحداث المضطربة بيومين ببيت هبه أغلقت الهاتف مع ورده بعد وصلة من اللوم والخصام بسبب عدم إعلامها بما حدث معها كانت الساعة
تشير للسابعة عندما سمعت طرقات خفيفة
متابعة القراءة