رواية الشغف العاشق الجزء الاول من 1-10
المر بجميع ألوانه حتى فاض بها و تركته لتعود اليوم إلى منزل والدها و الذى قد تزوج فيه شقيقها.
ضغطت على زر الجرس فتح إليها الباب فظهر لها الصغير و وصل إليها صوت والدته الجهوري تسأله بحدة كالعادة
مين يا واد يا محمود
سألها الصغير
أنت مين
وضعت يدها على رأسه و بطيف ابتسامة أخبرته
أنت نستني يا محمود أنا عمتو ليلى
ليلى! ادخلي اتفضلي
ولجت ليلى إلى الداخل و تجول عينيها المكان من حولها توقفت لدى المقعد ثم جلست و فى يدها حقيبة ثياب صغيرة لم تغفل عن عيون هويدا التى قاتلها الفضول فسألتها
أنتم رجعتوا من ليبيا إمتى
أجاب بإقتضاب
أنا اللى رجعت بس
سؤال أخر حتى يخيب ظنها و خۏفها إنها تريد المكوث معهم
لاء أن...
قاطعها رنين الجرس فقالت الأخرى
أهو أخوك جه روح يا محمود افتح لأبوك
ذهب الصغير و فعل كما أمرته والدته دخل والده يحمل كيسا ورقيا ملئ بالموز اختطفه ابنه من يده و هلل بفرح
شوف الواد بڈم ..ا تسلم على أبوك يا ابن هويدا
صاحت بها زوجته و تزجره و تشير إليه بعينيها نحو هذه الجالسة و لا يراها سوى من الظهر فألقى التحية
السلام عليكم
استدارت برأسها ثم نهضت نظرت إليه و الندم يغمرها من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها تفوه و قلبه ينفطر عندما رآها فى تلك الحالة المزرية فقال
حمدالله على السلامة يا ليلى
نور الشمس يشبه ابتسامتها التى تأسر قلوب كل من ابتسمت إليهم تتجول هنا و هناك داخل المتجر و عينيه تراقبها عن كثب ضغط إحدى العمال على زر المذياع فأطلقت تلك الكلمات مع أعذب الألحان بصوت كوكب الشرق
علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه
عمر ضايع يحسبوه إزاي علي
انت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه...
قاطع تلك اللحظات الرومانسية الحالمة مجئ عرفة الذى كان على وجهه علامات الحزن حاملا على كاهله هما ثقيلا ألقى التحية على رب عمله فبادله الأخر التحية ثم سأله
جلس على الكرسى أمام المكتب و أجاب بحزن دفين
ليلى أختي رجعت من السفر و حالها متبدل على الأخر
كانت زى البدر المنور بقت مطفية و فى عينيها نظرة حزن تقطع القلب
سأله يعقوب بإهتمام
لا حول و لا قوة إلا بالله هى متخان٧قة مع جوزها
أجاب و الشعور بالعجز يتملك من قواه
أطلق زفرة بق٨هر و حنق شديد فأردف
يا من يدلني عليه كنت مسكته قطعته بسناني
تنهد يعقوب و عاد بظهره إلى الوراء قائلا
بص يا عرفة أنا عارف كلامي ممكن يضايقك بس هى عملت فى نفسها كدة اتجوزتوا برغم رفضكم ليه و ابوك الله يرحمه مي٢ت و هو زعلان عليها باعتكم و اشترتوا فشئ
طبيعي هيعمل فيها اللى عايزه و هو واثق إنها هاتستحمله عشان بتحبه
أنا هخليها ترفع عليه قضية طلاق و أنا هاقف معاها.
سأله الأخر بفطنة
و تفتكر هى هتوافق
رفع كتفيه و لا يعلم الإجابة فأردف الأخر
سيبها هى
بنفسها اللى تطلب الطلاق و أراهنك عمرها ما هتقدر تبعد عنه أو تطلق منه
يبقي هى اللى أختارت زى زمان
مال الأخر بجذعه إلى الأمام و أخبره
تبقى غلطان أختك دلوقتى فى حالة تقدر تقنعها إن اختيارها كان غلط من الأول
أومأ إليه بالموافقة ثم قال
ربنا يسهل
نهض قائلا
عن إذنك لما نشوف أكل عيشنا
استني يا عرفة كنت عايز أخذ رأيك فى حاجة
أجاب بحفاوة
عينيا ليك يا معلم
تسلم اقعد بس الأول
جلس مرة اخرى فأردف الأخر بصوت خاڤت إلى حد ما
إيه رأيك فى الآنسة رقية
أجاب بعفوية
شهادتي فيها مچروحة ماشاء الله عليها شاطرة جدا فى شغلها و الزباين مرتاحين اوى فى التعامل معاها هو فيه حاجة حصلت
حدق إليه يعقوب لثوان ثم عاد للنظر إلى غرفة و أخبره دون تردد
أنا عايز أتجوز رقية
الفصل الثالث
بعد مرور أربعون يوما من وفاھ الحاج حسين والد رقية قام يعقوب بعقد قرانه عليها بعد أن قام بشراء منزل إليها و قام بإعداده من كل شىء كما قام بشراء ثوب زفاف أبيض إليها لترتديه اليوم و ها هى تجلس على يسار المأذون و هو على يمينه يمسك يدها من أسفل المحرمة القطنية يردد خلف المأذون ما يمليه عليه و قام عرفة و رجل أخر من المعارف بالشهادة على ذلك الزواج المبارك و بعد انتهاء الإجراءات و المراسم اختتم المأذون بذلك الدعاء
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما على خير إن شاء الله
و بعد المباركات و التهنئة أخذ يعقوب زوجته التى تشبه الأميرات فى جمالهن و بهائهن ثم ذهب إلى المنزل الذى أعده إليها يحملها على ذراعيه و تتشبث فيه بخۏف و خجل فى آن واحد ولج من الباب بعد أن قام بفتحه ثم دفعه بقدمه خلفه سار بها حاملا إياها حتى أنزلها
حاوط وجهها بين كفيه و نظر إليها بعشق و هيام يلقى عليها كلماته بصوته الأجش
تعرفي يا رقية أنت أحسن حاجة حصلت لي فى حياتي
ابتسمت بخجل و تخفض بصرها إلى أسفل ټارة ثم تنظر إليه لثوان ټارة أخرى قائلة
أنا بقى اللى ربنا بيحبني إنه رزقني بيك يا يعقوب هقولك على حاجة
هز رأسه بلهفة لتردف
أول مرة شوفتك لما جيت تعزيني حسيت وقتها بإحساس غريب أوى شعور كدة مقدرتش أوصفه و لا أحكم عليه غير لما جيت لك المحل قولت معقولة يمكن ده الحب اللى بيقولوا عليه من أول نظرة لحد ما طلبت منى الجواز من غير ما أفكر وافقت
غمرها بين ذراعيه ليحتضنها قائلا
أنا بقى اللى من أول ما شوفتك حسيت فيك حاجة بتشدني إحساس عمري ما حسيته مع أى واحدة
ابتعدت قليلا من بين ذراعيه فسألته بإندفاع أو ربما كان فضولا ليطمئن قلبها
يعني أنت ما حبتش راوية بنت عمك برغم أنكم بقى لكم متجوزين عشر سنين
تنهد و كأنه يخرج ما يجيش به صدره من مشاعر قد دفنت منذ سنوات و جاءت هى لتحيها من جديد.
هتصدقيني لو قولت لك إن كان جوازي من بنت عمي مكنش برغبتي
ضحكت رغما عنها فسألته بمزاح
كان ڠصب عنك و لا إيه
ابتسم و قام بالضغط على خدها بإصبعيه ثم أجاب
أنا عمر ما حد يقدر يغصبني على حاجة و اللى عايزه بعمله بس أحيانا بنبقى قدام أمر واقع ملهوش بديل
حاوطت عنقه تسأله بدلال و عشق يفيض من عينيها ذات لون العسل الذهبي
طيب و أنا وضعك إيه معايا أمر واقع و لا إختيار
طبعا إختيار و أجمل و أحلى إختيار
أكد إجابته بمعانقتها بعشق و وله يشعر و كأنه كالنسر الذى يحلق فى السماء بعد أن ظفر بأنثاه التى تربعت على عرش قلبه المتيم بها من الوهلة الأولى.
كان يقرأ فى الجريدة مرتديا عويناته الطبية ربما القراءة تجعله يتهرب من أسئلة زوجته الفضولية بالطبع لا يريد أن يخبرها بزواج يعقوب فى الوقت الحالي كما أوصاه الأخر حتى لا يصل الخبر إلى زوجته راوية.
وقف الصغير أمام والده طالبا منه
بابا بابا
أجاب الأخر دون أن يرفع بصره عن الجريدة
يا نعم
مد يده و أجاب
أنا عايز ٤٥ قرش أجيب أزازة ساقع
أخبره والده
روح خد من أمك
خرجت من المطبخ للتو تحمل صينية يعلوها كوبين من الشاى تضعهما أعلى المنضدة قائلة
و أمه شطبت خلاص القرشين