رواية زينب الفصول من 20-22
المحتويات
يده البيضاء الذي اوشك الډم علي الاختفاء منها لتردد بجفاء
_اهلا
من ثم تتقدم من مكتبها تترأس طاولتها هاتفه برسميه استغربها محمد كثيرا منها
_اتفضل ارتاح يا دكتور محمد وقولنا نقدر نساعد حضرتك بإيه
تنحنح حين لاحظ نظرات اسلام الساخره الموجهه له تنتظر ما سيقوله ولكنه بالتأكيد لن يخسر تلك المعركه ليتقدم يجلس امامها هاتفا بثقه حين وضع ساق فوق الاخري
أخدت دقاتها تتسارع حين اخبرها انه قررر ان يستقر معها بنفس الدوله يا له من احمق لماذا عاد ولماذا يلاحقها الان أليس هو من انهي حياتها سابقالما الان يعود قاطع الصمت المهلك اسلام الذي هتف بضيق امتزج بالوعيد الشديد
نفي حين تحدث بثقه لا تليق بسواه
_لا انا عايز بنت عمي هي الي تعملي المستشفي وتشرف علي تصميمها خطوه بخطوه انهي جملته حين ابتسم لرقيه التي تبادله النظره ببرود عكس الذي تشعر به تماما هاتفه
_بس انا مش هقدر خالص انا لسه تحت التدريب وكمان معنديش وقت اسلام يقدر يساعدك يا دكتور.
_عن اذنك عندي ميتينج مهم مع الفريق بتاعي
لتغادر الغرفه بهدوء تام خيم عليهم.
نهض محمد بكامل هيبته وهو يغلق زر بذلته السوداء الانيقه ليلقي نظره اخيره علي اسلام الذي يبتسم له بتحدي من ثم يغادر من امامه بهدوء علي عكس العضب الذي كاد ان ېحرق ما بداخله.
هتفت رقيهبتلك الكلمات حين صوبت نظرها لتلك الفتاه ترمقها بضيق.
اخفضت الموظفه رأسها بحرج بينما انسحبت بهدوء من بينهم بعد ان أومأ لها اسلام ببتسامه ودودهفور خروجها تقدمت رقيه من المكتب الضخم الخاص بأسلام من ثم احنت جسدها للأمام هامسه امام وجهه
_لازم تحترم انك متجوز وتحترم الست الي متجوزها ولو مش هتحترم ده فياريت تحترم علي الاقل وجودي معاك في نفس المكان.
_وليه متقوليش انك غيرانه عليا
تاهت وألقت روحها اسيره لنظرات عيناه الزيتونيه لتفيق وتعتدل مسرعه في جلستها حينما قبلها علي وجنتها برقهاحتدت ملامحها لكثره الخجل لتسدير تذهب قائله
_انا هروح عند دانه وزين لانهم عايزني وبعدين هرجع علي البيت
نفي ذلك حين هتف
_هاجي اخدك لاننا هنروح عند ورد
استدارت له تومأ برأسها من ثم تكمل طريقها تاركه ذلك الذي يحلق بها بغموض الي ان اختفت من امامه.
دمعاتها التي شقت الطريق علي وجنتها بعذاب منذ ذلك اليوم المشؤم الذي سلب روحها وقضي علي حياتها جعلها ورده ذابله لم يعد يفوح منها اي رائحه فقد اوشكت علي الانتهاء ولكن ذاتها تقاوم لأجل اطفالها واخاها لا تعلم ما الحكمه وراء ذاك العڈاب ولكن عليها الصمود أكثر فربما القادوم اسوأ بكثير.
وضعت يدها تتحس مقدمه رأسها التي شعرت انها اوشكت علي الانفجار من شجارهم الدائم لتصرخ پغضب
_لو خلصتو خناق ممكن تقولولي عايزني في ايه
اسرعت دانه تجلس يجانبها بعدما رمقت زين بضيق لتردف
_فكك منو ده عيل متخلف
اعتلي الڠضب ملامحه ليصيح بها
_ما تحترمي نفسك بقا ساكتلك من الصبح
جذبته رقيه من كفه لتجعله يجلس لجانبها رغما هاتفه بانفعال واضح
_علي فكره بتضيعو الوقت واسلام زمانه جاي علشان ياخدني.
ضيقت عيناه وهي ترمقه بنظره استفزته كاد ليتحدث ولكن قاطعتهم رقيه وهي تهم بالخروج قائله
_تمام لما تهدوا ابقو كلموني
_احكيلنا ايه الجديد في حياتك
زفرت بملل وهي تجيب
_اجتماع يعني طب كنتو قولو
امسكت دانه كف رقيه برفق تحثها علي الحديث خاصه بعدما قالت
_عايزين نطمن عليكي يا روكا
لمعت الدموع بعيناها وهي ترمقهم بحزن لتردف حين اڼفجرت بالبكاء
_مش عارفين يعني اخباري ايه انا مش مبسوطه انا بمثل والموضوع ده قاتلني انا اتسرعت محمد بيحبني وعمل كده فيا علشان كان عايز يشوفني ناجحه وكويسه وكان هيرجعلي بس انا اتسرعت.
فرغت دانه فاهه وكاد ان يصل للأرض لذهولها وصډمتها فماذا دس لها هذا اللعېن اخاها فهي تعلم جيدا طباعه وتعلم انه لن يستسلم إلا بعد ان يهد حياه تلك المسكينه او تلك الحمقاء من وجهه نظره اما زين فاصطنع الهدوء ولكن الافكار بداخل عقله اخذت تتسارع حتي انه شعر انها ستقتله ليردف
_هو بيحاول يكلمك
أومأت وسط دموعها بقوه رادفه
_بس انا مقبلتش اكلمه لحد دلوقتي مش عايزه اسمع كلامه خاېفه اضعف وضميري مش هيسمحلي انا ست متجوزه واستحاله اظلم اسلام بالطريقه دي.
ابتلعت غصتها حين تمردت افكارها واخذت تتسع في عقلها شىء فشيء لتردف بصعوبه
_قصدك ايه يعني انتي ناويه تسيبي اسلام.
رفعت عيناها لتقابل عين دانه التي تتسأل پخوف بل بړعب لتحول نظراتها لزين الذي حافظ علي ثباته منتظر جوابها الذي اما ان يكون بدايه للنجاه او للهلاك..
قاطعهم صوت الطرقات لتولج بعدها الخادمه هاتفه باحترام
_اسلام بيه تحت منتظر حضرتك في العربيه يا هانم
اسرعت تزيل دموعها وتعيد ترتيب هيأتهها من ثم حملت حقيبتها هاتفه
_انا لازم امشي دلوقتي علشان اسلام ميتعصبش.
اسرعت بالخروج وخلفها دانه وزين التي همست له
_اسمع يا زين
الټفت لها بتركيز لتكمل حديثها
_احنا لازم نمنع اي لقاء بين رقيه ومحمدانت مش شايف تأثيره عليها.
حرك رأسه بموافقه ليسرع خلفها حين لمح محمد يهبط الدرج خلف رقيه
_رقيه...
توقفت عن السير دون ان تستدير له فهي تعلم جيدا صاحب ذلك الصوتتجمعت الدموع بعيناها من حيث لا تدري وعزمت ان لا يراها لترفع اصابعها تبتر دموعها قبل ان تكتمل فيكتمل معها أنين ذبح قلبها بلا رحمهخطت تخرج لزوجها الذي ينتظرها ليتوجه محمد خلفها يناديها ولكنها أبت ان تخضع له.
في ذلك الوقت اعتلت كامليا الدرج لينظر زين لدانه نظره فهمتها بالتأكيد لتلحق بمحمد توقفه
_محمد....
استدار لها بتلقائيه لتردف دانه حين امسكت بذراع كاميليا وتهبط بها الدرج هاتفه
_شوفت مين جه
صدم من وجودها ولكن بالتأكيد لن ينسي امر رقيه....ابنه عمه ومن ملكت قلب ذلك القاسې المتبلد فألقي نظره عليها قبل ان تختفي تماما وتولج لسياره زوجها.
استدار بكامل جسده ليتقدم من كامليا التي ابتلعت ريقها بتوتر وهي تراه اليوم لاول مره بعد اثنه عشر عام ذلك الذي جعل قلبها يتألم منذ الصغر ولم يكتفي بذلك بل قضي عليه نهائيا حين علمت انه يدين لرقيه بحب دفين
ليردف بصوته الرجولي الذي احتد أكثر مما كان عليه واصبح جذاب وسيم
_كامليا حمدالله علي سلامتك......
هل للعشق قيود يقيد بها القلوب.....
ام الوهم هو سيد الموقف....
ومن سينتصر الحب ام وهم الحب....
ليصبح نهايه كل عاشق الهلاك فما مصير كل من رقيه...اسلام.....محمد....دانه......كامليا....وزينه......
الحلقه الثانيه والعشرين
طرق الباب ليتردد صوت الطرقات في جميع انحاء المنزل الكبير الذي اصبح باهت لا تسكنه ارواح فمنذ رحيلها رحل معها كل ما يعبر عن الحياه بالنسبه له فلم يعد يري امامه سوا ظلام لا يستطيع التمييز من خلاله اي شيء حولهدلف بعدما تمهل قليلا بعد طرقه يمهله ايضا وقت كي يمسح دموعه ويضع صورتها اسفل خدديته فقد اعتاد علي ذلك كلما كان يولج إليه يجده محاط بذكريات تجعله كطير جريح لم يعد يقوي علي الطيار ويتخيل نفسه عندما كان يطير ويحلق عاليا بالسماء سحب نفسا عميق ثم زفره بهدوء تام وهو يتقدم منه بحزر شديد من ثم ينحني يجلس بجواره ارضا عاقدا زراعيه بهدوء
_مش عارف اقولك ايه يا إياد بس انا حاسس بيك عارف ليه
رمقه بهدوء ممېت وعيون مظلمه فقدت مذاق الحياه يحثه علي ان يكمل حديثه الذي بدأه ويخبره لما يشعر به وهل بالفعل يشعر بالنيران التي تملكت من جسده ولم يقدر علي اخمادها ليرأف به وبنظراته المتوسله ويكمل
_علشان انا بردو بحب واحده مابحبهاش بس انا بمۏت فيها انا بذاكر علشان اخلص من السنه دي يا إياد واعدي منها علشانها بقيت بروح البيت بدري انام علي سريري زي المراهقين واسهر معاها بليل في التليفون نتكلم ونهزر ونضحك لما بنبقا خارجين بلبس شيك جدا وببقا قلبي بيرقص اني هشوفها حتي لو كانت معايا الصبح دي بتوحشني وهي معايا
ازدرد ريقه بصعوبه كما صعوبه ما هو مقبل علي قوله
_تخيلتها مكان فرحه وانا مكانك حسيت ان النور الي كان منور الاوضه انطفي وقلبي وقف شويه ودقاته هديت وروحي زهدت مجرد تخيل بس ما بالك لو حقيقه علشان كده بقولك حاسس بيك وشايف وجعك الي مالي المكان يا إياد فرحه كانت فرحه بجد للبيت كله بعد مۏت بابا وماما هي الي دخلت السعاده للبيت وبقينا نحس ان فيه روح صح تعاملي معاها كان قليل خاص ليكمل بعدما ابتسم ابتسامه حملت الكثير والكثير من الألم
_خاصه بعد لما انت نبهت عليا ماليش دعوه بيها وحسيت انك بتغير عليها مني عارف انك متقصدش حاجه ومالهاش علاقه بثقه وانها ليها علاقه بعشقك وبقلبك انت وانك بتبقا مستعد ټحرق الدنيا علشانها وټحرق اي حد يقربلها.
توقف فمه عن الحديث وسمح لعيناه ان تكمل حين هبطت دموعه تعبر عن مدي ألماساد الصمت بالمكان وأصبح خالي تماما الي مش شهقات عاشق فقد معشوقه وشهقات شخص يتألم لأجل اعز الاشخاص لقلبه وكان ليستمر أكثر ولكن دلوف بسام كان أمل جديد ان لا يظل الصمت
مخيم كثيرا ليتهف بمرح مصطنع
_انتو بتعملو ايه يا واد انت وهو عاملين شبه الي حد اعټدي عليكو كده
ابتسم نادر بهدوء ردا علي الفكاهه الذي اطلقها كطريقه للتخفيف عنهما بينما إياد اكتفي بمبادلته نظره هادئه خاليه من اي مشاعر.
سيطر الهدوء والحزن علي ملامح وجهه عقب نظره إياد له ليتقدم منه بحزر يردف
_لأمتا يا إياد
أغمض عيناه بقوه وكأنه يجيبه انه تائه ضائع لا يعلم متي يكون الوقت الذي يستقر به من جديد بعدما فقد احضانها ونظراتها
متابعة القراءة