رواية زينب الفصول من 20-22
المحتويات
مصطفي بتوهان
_هااا
ضحكه عاليه خرجت منها بعفويه فور رؤيته بتلك الحاله ولكنها لم تلك تعلم ان ما فعلته يزيد الطين بله حيث انه شعر بروحه تسحب حين استمع لاول لمره لضحكاتها الرنانه التي جعلته يتوه حتي ظن انه بحلم ما ولا يريد ان ينهض ابدا فقد اسرته ذات العيون العجيبه والمختلفه مثلها تماما منذ الصغر وها هي تعيده لسجن اسرها مره اخري ولكن بطريقتها تلك الحوريه الناضجه اقتربت منه تضع يدها علي وجنته المضاده لملمس يدها الناعمه فكانت ذقنه الناميه بعض الشيء تجعلها تشعر بشعور غريب من ذلك الرجل الجذاب الذي عذب قلبها معه كثيرا الذي طال ولم يخبرها ما هي مكانتها بقلبه ولكن قررت اليوم ان تستعمل دهاء المرأه الفاتنه وتجعله يعترف لها بكل شيء يملكه داخل قلبه فلم تكتفي بملكه هو فقط جثمان بلا روح بل تريد الروح ان تتجانس مع روحها ويصبحان روحا واحده لا يفرقهم سوا المۏت
احتدت ملامحه بعض الشيء وتحولت عيناه للون الاسود القاتم لشده غضبه ولكنه حافظ علي اتزانه امامها ووقف ينظر لها بهدوء حثها علي الاستكمال
_انا لما كنت صغيره كنت بخاف منك جدا خصوصا انك دايما كنت بتقولي انك مبتحبنيش علشان لبسي وشكلي مش بيعجبوك كنت دايما بتقولي خافي مني ومتخلنيش اذيكي حتي بعد ما كبرنا يوم فرح اخويا عمري ما نسيت تريقتك عليا وعلي فستاني وشكلي وانت بتقولي بجد قرفان ابصلك وبردو نهيت كلامك بخافي مني كنت عايزني اعمل ايه وجدي قررر يجوزنا وانت اكتر حد في الوقت ده كنت بتقدر تأثر عليا وتخليني اكره نفسي زي ما كنت بكرهك انا لما اترجيت جدي يوم كتب الكتاب اني متجوزكش كان خوف والله عمري ما قصدت اعمل كده قدام الناس علشان احرجك حتي وقت ما قولتلك متقربش مني ابتلعت غصتها واكملتكنت بقولها خوف والله انت يا مصطفي عذبتني اووي زمان كلامك كان بيوجع فيا تخيل شخص بيتعمد يطلعني وحشه قدام نفسي هعمل ايه مش هعمل غير اني هكرهو وهكره نفسي واي حاجه تخصه فبالك لو الشخص ده بقا جوزي.
حاولت الحديث ولكن سبقتها شهقاتها تعبر له عن كم ندمها وانها اسفه اقترب منها يزيل دموعها التي اغرقت وجنتها الناعمه الصافيه ليجذبها....يتبع
الحلقه الواحده والعشرين
.
جذبها بهدوء الي احضانه حتي انها ذهلت من ما فعله ليردف بدموع
_عمري ما كرهتك طول عمري شايفك ليا وبحبك يا وعد انا كنت بحب اضايقك مش اكتر كلامي كان هزار صحيح كنت بتغاظ اووي لما شباب العيله يتغزلو فيكي وفي جمالك والاقي كلهم عينهم منك مكنش بيكون قدامي غير اني اضايقك عارف ان طريقتي كانت غلط بس مكنتش اقصد انك تكرهيني صدقيني والله.
توقفت الساعات والدقائق والثوان بل العالم بأكمله حينما وجدته يقف خلف الباب الذي فتح من قبل أروي الغاضبه تأملته بدموع جعلت الرؤيه امامها غير واضحه فقط ميزت هيبته وهو يقف ويضع يده داخل جيب سرواله بكل هدوء فكان مريب بعض الشىء لدرجه انه جعل خفقات قلبها تتسارع.
_ممكن نتكلم مع بعض شويه يا فريده
لا تعلم من اين لها تلك الدموع التي تهبط كما لو ان عيناها سماء ودموعها مطر غزير فتك بألارض ودمرها
_اتفضل
تقدم بضع خطوات حتي توصل أخيرا لأريكه مقابله لباب المنزل تتوسط بعض المقاعد الصغيره فكان منزلها متوسط ومتواضع للغايه جعلته يتألم بعض الشىء فتح زر بذلته الرماديه ببعض من التوتر من ثم استقر أخيرا يتوسط الاريكه لتتقدم هي الاخري بخطوات بطيئه تخبره بها انها ليس علي ما يرام.
_فريده الي حصل بينا كان غلط واحنا مش صغيرين ولازم نصلح الغلط ده انا عندي بنت ومتمناش ان ده يكون مصيرها علشان كده انا وانتي هنكتب كتابنا وهتبقي مراتي وهتاخدي حقوقك كامله وتفضلي علي ذمتي فتره وبعد كده ننفصل علشان كلام الناس
طوق الهدوء الغرفه وصمتو كلاهما بعد كلمات فارس التي هزت عرش حياتهم بمعني الكلمه ولكن هناك صوت صوت كفيل ان يجيبه علي كل كلماته التي مزقت فؤادها وخاطرها فتلك انفاسها الحاره وشهقاتها المتتاليه أثر انها تحاول كپتهم أمامه ليواصل حديثه بشىء من الجديه والاتزان
_بصي يا فريده فكري كويس واعرفي ان الي بعمله ده ممكن يدمر اسرتي وممكن يبقا الفاصل بيني وبين مراتي بس انا مقدرش يا فريده مقدرش اقابل ربنا وانا غلطان غلط زي ده صحيح الي عملته فاحشه وذنب لا يمكن يغتفر ولكن هنحاول ان ربنا يغفرلنا.
لينهض متجه للباب يخرج قبل ان ينهار امامها فور خروجه ركضت أروي تصفع الباب بقوه بازقه خلفه پغضب من ثم توجهت لتلك القابعه بمكانها كما انها لا تستطيع الحركه
_ليه متكلمتيش وقولتيلو اننا مش محتاجين عطف سيادته علينا قال يتجوزك قال.
بكت بصوت افقد أروي حدتها لتردف بكلمات متتاليه بهستريه
صعد الدرج علي عجله من امره اختلط بتزمر حين توصل للأسفل ولم يجد مفاتيح سيارته في جيب سرواله وكالعاده تبين انه تركه بالاعلي ليتجه مسرعا يجلبه كي لا يتأخر أكثر من ذلك علي معاد المحاضره الاولي كان يخطي علي الدرج مسرعا وهو يتطلع لشاشه هاتفه يراقب الساعه ولم ينتبه لمن يقابله هو الاخر يعبث بهاتفه ليصتدم به بقوه جعل هاتفه يسقط منه ويتهشم.
رفع بصره لأعلي ليري من ارتكب تلك الچريمه من وجهه نظره...
لانت ملامحه المحتده حين وجد زين ينظر له ببرود وابتسامه ساخره تعتلي ملامحه غير عابئا بما فعله وانه اسقط هاتفه وحتي لم يبدي اعتزاره عن ذلك بل يقف امامه شامخا وكأنه ليس من فعل ذلك.
تحدث محمد اخيرا يخبره بنظره ټهديد
_اعتزر
ردد زين بسخريه
_ولو معتزرتش يعني يا تري تقدر تعمل حاجه
تحولت عيناه لسواد مهلك وهو يقترب ويهمس له بصوت كالفحيح
_اسمع يا زين لو انت مفكر انك كبرت ومبقتش اقدر اعمل فيك حاجه زي الاول تبقا غلطان
ابتلع غصته بحركه سريعه كي لا يلاحظ ارتباكه ولكن كيف لا يلاحظ وقد شحب وجهه تماما حين ردد متصنع القوه والڠضب بحديثه علي عكس ما بداخله من ړعب فمن هو لا يتحدي محمد الفلكي حتي وان كام زين الفلكي
_انت فعلا متقدرش تعمل معايا حاجه يا دكتور محمد
وكاد ان يكمل طريقه لكنه توقف حين الټفت له مجددا ورفع اصابعه في وجهه وتحدث بنبره تمزج بين الټهديد والڠضب
_رقيه تبعد عنها تماما بدل ما بجد تشوف ان زين الفلكي كبر وانك بالفعل متقدرش تعمل معاه حاجه.
رد محمد عليه ببتسامه جذابه لا تليق سوا به ذلك الذي يقف امام طفل رضيع بالنسبه له فقد رباه أمس ليقف اليوم امامه بهيبه يتحداه ويتوعد له من اجل شقيقته اكمل زين طريقه تاركا من يحلق به بنظرات غامضه خلفه.
نهضت من جواره بخجل سيطر علي حركاتها حتي كادت ان تتعثر أكثر من مره ولكنها نجت اخيرا وتوصلت للمرحاض بسلام ليقهقه مصطفي عاليا حين اعتدل هو الاخر في الفراش يلتقط هاتفه ويعبث به ليجد رساله من تلك الذي كان سيقضي معها ليلته ليبتسم بسعاده حين قام بحذفها قائلا
فقد طال الوقت لذلك اليوم الذي تفتح قلبها له وتخبره بكل ما تحمله داخله من عتاب له وحدث ذلك بالفعل ليكون اليوم اسعد مخلوق علي وجه الارض قاطع الدوامه الذي يغرق بها دلوفها إليه بعدما خرجت من المرحاض ببتسامه خجوله للغايه نهض من محله متجه لها ليهتف
_مش عارف اقولك ايه غير اني اسعد انسان في الدنيا كلها.
ليقبل جبهتها بحنان بالغ من ثم ادخلها بين زراعيه يعانقها بكل حب بل بكل عشق وسرور.
ضمته إليها بشده حرمت سنوات من هذا العناق الذي جهل قلبها احساسه لوقت طويل ليجعله الان يرفرف كما لو انه طائر حر بين السماء فقد تناست تماما اي خجل او مشاعر اخري غير احتياجها له لينعمو بحبهم قليلا قبل ان يأتي القدر بعاصفه اخري تجعل حياتهم اسوأ مما كانت.
انتهت اخيرا من تصفيف شعرها ووضع القليل من مساحيق التجميل لتجمع اخيرا اغراضها في حقيبتها وتسرع بالخروج حين اتاها صوته المتزمر من اسفل
_يلا يا رقيه اتأخرنا.
هبطت الدرج وهي تتفحص حقيبتها خوفا من تكون نسيت شيئا مهم لتشهق وهي تعود للأعلي مسرعه
_نسيت حاجه يا اسلام دقيقه وجايه.
ابتسم علي عفويتها وطريقتها المحببه لقلبه فهي مؤخرا اعتادت عليه بعض الشىء واظهرت طبيعتها في التعامل معه وامامه لتهبط بعد قليل بملامح غاضبه ونظرات تصوبها نحو اسلام المبتسم بكل هدوء لتردف حين سبقته للخارج
_علي فكره انت السبب علشان نمت متأخر بسبب حضرتك فمتبصليش كده.
صعد للسياره وصعدت هي الاخري بجانبه ليضحك بخفوت مما استفز رقيه كثيرا لتسدير له بوجهه يحمل من الڠضب اطنان
_ممكن افهم حضرتك بتضحك علي ايه.
لم يحرك نظراته من علي الطريق ليهتف بهدوء اثار ڠضبها أكثر
_افتكرت حاجه ضحكتني.
زفرت پعنف وهي تستكمل حديثها الغاضب بنبره عاليه اكثر مما كانت
_انا اصلا مكنتش عايزه اركب علشان كنت
عارفه انك هتس....قاطع حديثها حين اوقف السياره مره واحده ووجه نظراته الغاضبه لها ليردف بنبره حاده جعلتها تبتلع باقي كلامتها
_صوتك ميعلاش ولو كنتي فاكره اني بستفزك لا انا بحافظ عليكي بدل ما اوجعك بالكلام مش اكتر.
ليرمقها اخيرا بنظره غامضه من ثم يستكمل طريقه الذي بدأه بعد قليل توصلو امام شركات العدل ليترجل من السياره وهي خلفه تزفر بضيق من معاملته التي
متابعة القراءة