رواية زينب الفصول من 20-22

موقع أيام نيوز

الحلقه العشرين
التف الاربعه حول مائده طعام بسيطه ولكنها تميزت بالفخامه لانها من صنع يد روفان التي جلست بجانب يحيي كما جلست نسرين التي تأكل بشراهه علي عكس نادر الذي يلتقط الطعام بحرج بالغ تنحنحت روفان لتنظر لها نسرين هاتفه ببلاهه
_اجبلك مياه يا روفان
شهيق اخذته روفان حتي يعطيها من الصبر قسطا ربما تفهم تلك الحمقاء ماذا تريد ان تخبرها ولكنها بكل غباء رفعت كتفيها للأعلي بلامبالاه ثم اكلمت طعامها.

ابتسم يحيي حين فهم ما يدور بعقل روفان لهتف بهدوءانت مكسوف ولا ايه يا نادر ده بيتك
ابتسم نادر ابتسامه لا تليق سوا به لتجعله وسيم هادئ تطمئن له القلوب حين رؤيته
_ابدا ده حتي الاكل يجنن تسلم ايد الي عمله
اسرع يحيي بوضع يده حول كتف روفان التي تمكث بجانبه مبتسمه هاتفا
_دي اول سفره تحضرها روفان من يوم ما اتجوزنا تخيل انك فتحتلي طاقه القدر
قهقه نادر ونسرين التي ارتشفت الماء بكل غباء وسط نظرات روفان الغاضبه لها. ضغط يحيي علي يدها مشيرا لها ان لا بأس سيقوم بحل الموضوع ليهتف علي الفور
_معلش يا نسرين ممكن تجيبي العصير من جوه نسيت اجيبه يمكن نادر يحب يشرب مع الاكل
اعترض نادر كثيرا وكانت للتتراجع نسرين الحمقاء عن النهوض ولكن اسرعت روفان بضيق
_لا طبعا روحي يا نسرين
توجهت للمطبخ بينما اعتزرت روفان هي الاخري حتي تلحق بها هاتفه
_مظنش انها هتعرف تجيب الكوبايات هروح اساعدها
لحقت بها في الحين بينما ابتسم يحيي بهدوء هاتفا
_علي فكره مش عايزك تتوتر احنا مبناكلش بنأدمين
ضحك نادر بصوته الرجولي العزب مرددا
_انا خاېف بس اعمل غلطه كده ولا كده نسرين تتصرف معايا
قهقهه يحيي بقوه حتي كاد ان يختنق بسبب الطعام الذي كان في فمه ليسرع نادر يناوله كوب من المياه التي توضع جانبه هاتفا
_مش كده يا راجل انت مستعجل علي مۏتي اووي كده
تناوله منه ليرتشف منه بعدما هدأ من نوبه الضحك
اما بالمطبخ دلفت مسرعه لتسحبها من زراعها هاتفه بضيق
_قاعده تاكلي زي الجاموسه وسايبه الراجل ولا عارفه تعرفيه علينا ولا تفتحي اي مواضيع
وقفت تحك رأسها قليلا تفكر بحديثها لتهتف بجديه
_تصدقي عندك حق بس اعمل ايه يعني جعانه ومجاش في بالي
اسرعت روفان بحمل صنيه الاكواب بينما ناولتها زجاجه العصير هاتفه
_قدامي يا انسه لما نشوف اخرتها معاكي ايه
استند علي حائط الغرفه كالذي كان بحرب واصيب بسهم وسط صدره شعر ان قلبه ېتمزق عيناه تزرف دموع بلا توقف لا يعلم اهذا لاجل صديقه ام لاجله هو الذي عادت امامه الذكريات هي نفسها هل القدر يلعب معه لعبه دنيئه كهذه كيف له ان يتعرض اغلي اصدقائه الي ما تعرض له هو!
جسده الصلب الذي يحمل قوه لا مثيل لها اصبح ضعيف هاش حتي لسانه اصبح غير قادر علي نطق كلمه هرول إليه اياد الذي ما ان رأه يخرج من غرفتها حتي تقدم منه بلهفه بالغه هاتفا
_طمني يا فرحه كويسه
عيناه الرماديه التي تغلفت بطبقه رقيقه من الدموع عبرت له عن كم ما بداخله من اوجاع ولكنه تحامل حين وجد اياد يبتلع غصته بصعوبه وكأنه فهم ماذا يحدث ولكنه يرفض ذلك حتي يأكد له هو ليردف بعدما وضع يده علي كتفه
_شد حيلك يا صحبي البقاء لله
خارت قواه بعد تلك الكلمات ليجلس ارضا بتعب نفسي أرهقه يعرف ما شعور صاحبه الان يعلم بماذا يشعر وكيف يعاني يعلم كم الۏجع والألم الذي ينهش في قلبه كأنه حيوان مفترس ليس له من الرحمه ولو ذره سمحت له عيناه بزرف الكثير من الدموع وهو يضع وجهه بين كفيه يستمع لنحيب صديقه الذي اسرع بالدلوف لها.
توجه اياد مسرعا يزيل عنها الغطاء ليراها تنام بهدوء ويدها فوق بطنها المنتفخ وكأنها حتي بمۏتها تخشي عليه من الاذي نفض رأسه يمينا ويسارا يكاد يجن ليردف بأرهاق ليس جسدي وانما روحي فقد ارهقت روحه بل انسحبت وهو يستمع لتلك الكلمات اللعينه التي تفوه بها صديقه المقرب بهدوء جذب يدها وكأنه يحسها علي النهوض ولكن لا جدوي مما يفعل فهي لا تستجيب ليسمح اخيرا لدموعه وشهقاته بالخروج اخذ ېصرخ بقوه وهو يترجاها بأنين ان تستيقظ وتذهب معه ولكنها لم تستجيب
_فرحه قومي عارف انك زعلانه مني بس انا والله مش قصدي والله العظيم ما قصدي ازعلك انا كنت هصالحك كنت هقولك اني بحبك اووي ومقدرش علي زعلك والله بالله عليكي قومي متحرقيش قلبي انا مش قادر
تركته تركته وحيدا يحمل ألام لا حصر لها تمزقت روحه لكثره الۏجع الذي نال منها في تلك اللحظه المفطره والمشبعه بالحزن عنيدته الصغيره تركت يده بكل قساوه تركته للأيام الموحشه من بعدها مؤلم ذلك الفراق مؤلم حقا.
هبط للأسفل بكل هيبه بعدما ارتدي ملابس قطنيه مريحه لتجعله وسيم وكأنه ليس برجل ذو ثلاثين عاما ابتسم بخفه حين وجدها تعبث بهاتفها بتركيز شديد ليهتف حين اقترب أكثر يجلس بجانبها
_انتي مركزه كده مع مين
وكأنها مغيبه عن الوعي هتفت
_دانه دي ھټموټني تخيل بتختار لبس النوم من دلوقتي حتي بص قليله الادب بعتالي ايه
شهقت وكأنها افاقت الأن لما تتفون به بينما ابتسم اسلام بجاذبيه كبيره مكملا بنبره خبيثه
_حلو انا بقول خلي دانه تختار ليكي معاها
_انا بقول نطلع ننام عندنا شغل الصبح
صړخت به بفزع
_انت مچنون نزلني هنقع
اسرعت تقف علي الفراش لتصبح بمثل طوله تقريبا لترفع اصبعها في وجهه مهدده له
_وانا مطلبتش منك تشيلني
اقترب منها حتي كادت ان تسقط من الجهه الاخري للفراش ولكنه اسرع وامسك بها ليجذبها داخل احضانه مسرعا يهتف
_مش قولتلك انتي مش متجوزه سوسن
رفعها قليلا لينظر داخل عيناها بينما هي اصبحت وكأنها خرجت من هذا العالم الي جنه داخل عيونه الجذابه ذات الرموش الكثيفه ابتسم بخفه حين لمح التغيب بداخل عيناها يعلم اسلام انه جذاب حد المۏت فهو اسلام العدلي الذي يحمل من الوسامه اطنان حتي وان كانت هي رقيه الفلكي جميله الجميلات تركها وانسحب تماما يعتدل علي الفراش يأخذ وضع النوم انتبهت اخيرا لما هي عليه لتسرع وتنهض من جانبه ليسبقها حين اخبرها
_مش هتنامي 
تحدثت وهي تتوجه للخزانه تخرج منها ثياب ثم تتوجهه للمرحاض قائله
_هغير هدومي الاول
دلفت للمرحاض بينما اغمض عيناه هو الاخر يحاول ان يخلد للنوم ولكن صوت هاتف رقيه الذي اعلن عن وصول رساله جعله يعاود فتح عيناه من جديد جذب الهاتف دون مقدمات او تردد منه ليجد رساله من محمد الفلكي ونصها الأتي
رقيه اذيك
كاد ان يكسر الهاتف بأصابعه الغاضبه ولكنه وضعه مسرعا حين استمع لصوت باب المرحاض يفتح وتخرج من خلاله رقيه التي ارتدت منامه خضراء جعلتها امرأه فاتنه حقا
توجهت للجهه المخصصه لها حتي تنام بها بجانب زوجها لتجد هاتفها محلها تناولته وكادت تضعه بجانبها ولكن جذب انتباها اشعار يتوسط الشاشه احتدت ملامحها وهي تري رسالته التي بعثت من دقائق معدوده اخذت شهيق لتجعله زفير بعد وقت قليل كي تهدأ لتضعه جانبها پعنف جعل اسلام ينتبه له من ثم تخلد للنوم ولكنها لم تكتفي بذلك بل اقتربت من اسلام أكثر حتي التصقت بصدره وكأنها تريد ان تستمد قوه حتي لا تعود للهاتف وتراسل ذلك الۏحش المدمر لها من وجهه نظرها شعر بها تحاول الاقتراب منه ليجذبها أكثر هو الاخر ويلف يده حول خصرها ويغمض عيناه مره اخري ولكن هذه المره خلد كل منهما للنوم بارتياح وهدوء داخل قلوبهم.
جلس ممسك بالهاتف بعدما ارسل لها ولكنه مر الكثير من الوقت وهي لم تعود بالرد عليه ليلقي بهاتفه پغضب جانبه من ثم يقف ويقترب من النافذه ينظر من خلالها علي الحديقه الخلفيه التي طالما مكثت بها معه.
فلاش باك
اقتربت منه بينما هو يجلس مندمج بكتاب ما يقرأ منه بتركيز شديد لتردف پغضب حاد وهي ترمي بذلك الكتاب البغيض من وجهه نظرها امامه هاتفه
_الرياضه دي صعبه اووي انا بقالي ساعتين بحاول في المسأله دي مش عارفه
رفع بصره إليها ليجدها تنظر له بضيق شديد وملامح طفوليه غاضبه ابتسم بعض الشىء فهو يعلم جيدا وقبل ان ينظر للمسأله انها ليست معقده بل المعقده هي لانها لا تحب تلك الماده نهائيا.
اغلق الكتاب ووضعه لجانبه هاتفا
_ايه الي مضايقك يا روكا
ليمسك بالكتاب الذي امامه علي الطاوله ويرمي به بعيدا عنهم تحت نظراتها المذهوله من فعلته ليردف
_لسه متخلقتش ولا هتتخلق الحاجه الي تضايق صغيرتي الحلوه
ابتسمت باتساع لتكمل حديثها بدلال بالغ
_اصلا انا زهقت حليت كتير اوي لما ما بقتش عارفه احل حاجه
احتدت ملامحه بعض الشىء وهتف بضيق
_مش قايلك ميه مره متفضليش تذاكري في الماده اكتر من ساعتين من غير فاصل
توجهت تجلس لجانبه بملامح طفوليه متذمره
_كان لازم علشان الحق اخلصهم قبل بكره انت ناسي انك بتخرجني بكره
ضحك بخفه علي حال تلك العنيده ليخبرها برفق
_انا عايزك مهندسه قد الدنيا تكوني قد نفسك كده والماده دي بالذات مهمه اووي في مجالك علشان كده عايزك تكوني شاطره فيها يا روكا والشطاره مش اننا نذاكر ساعات وليالي لا كمان لازم تحبي الماده وتعتبري الرياضيات بالذات لغز وانتي بتحليه حبيها وعامليها عن انها حقايق غامضه وانتي بتكشفيها وشوفي قد ايه هتكوني مستمتعه وبالنسبه للخروجه يستي انا هخرجك حتي لو ايه حصل وبعد كده متضغطيش علي نفسك كده وعلي دماغك
احست بشعور يرواضها انها تود ان ترتمي لاحضانه ولكنها خجلت لفعل ذلك وصمدت امامه هاتفه
_كلامك ريحني اووي يا ابيه هقوم اكمل 
ضحك بخفه وهو يمسح علي شعرها وكأنها بقطه صغيره يحن عليها
_روحي ومتضغطيش علي نفسك زي ما قولتلك
أومأت له بينما ركضت الي المكان الذي استقر به كتابها بعدما القاه محمد واخذت تكمل طريقها حتي تصل لهدف معشوقها حتي تكسب حبه كما ظنت هي.
بااااك
طرق الغرفه ودلفت إليه والدته تهتف بهدوء حنون
_ايه يبني لسه ممنمتش ليه لحد دلوقتي 
اقترب منها من ثم جذب كف يدها برفق وقبله هاتفا
_مفيش يا امي بس مش جايلي نوم
وضعت يدها تمررها علي ظهر ابنها العريض لتردف بحكمه
_انا صحيح مش عارفه المشاكل الي جواك بس متاكده انك مهموم يبني بس عايزه اقولك يا حبيبي ان الحاجه الي انت عايزها لو هتدمر حد تاني بلاش تعملها لان دعوه المظلوم وحشه يبني وبتهد بيوت
ابتسم بلطف لوالدته يثبت لها انه اقتنع بحديثها ولكن بداخله قد حثم امره وامر معشوقته وانهي حيرته حين اتخذ قرار ان تعود اليه والي احضانه مهما كان التمن.
افاق من شروده علي يد تحاصر كتفه بحنان بالغ يعرف تلك اليد بالتأكيد ولكنه ظل علي حاله وكما هو لتحركه حتي اصبح
يقف امامها
_مالك يا حبيبي سرحان في ايه
دون مقدمات انحني إليها يشدد من احتضانها وكأنه
تم نسخ الرابط