رواية امل الجزء الاخير
المحتويات
من الأساس ليستأذن معتذرا
أنا أسف سعادتك ممكن دقيقة
رد بتريث لا يخلو من الإندهاش
ادخل يا بني بس خد نفسك الأول ليه اللهفة دي
سمع عصام ليتقدم نحوه على الفور واضعا إحدى المستندات الهامة ليرد مفسرا
ما انا جايلك بمعلومات مهمة اوي البنت اللي كنت كلمتك عنها قبل كدة في قضية مودة طلع لها تاربخ مذهل وملف قديم في الأداب
دي كانت متربية في ملجأ كمان رغم ان خالها كان عايش اي ده اي ده تلت قضايا تدخلهم وتطلع منهم زي الشعرة من العجين
رفع انظاره إليه متابعا
دي مش سهلة ولا هينة بقى
ما انا قولتلك يا فندم شكلها معجبنيش.
قالها عصام متفاخرا بعض الشيء بصدق حدسه فجاءه قول ألاخر الحازم
أيوة حاضر أنا جاية.
صدر الصوت المستفز من داخل المنزل قبل أن يفتح الباب فتطل بهيئتها التي تشعل الډماء بالرأس لتزيد عليها بوقفتها المائلة ترمقها من تحت أجفانها ثم ليخرج الصوت من بين تلويكها للعلكة بداخل الفم
اهدتها صبا ابتسامة صفراء وهي تجيبها
اه انا يا أنسة سامية عندك مانع ادخل اطمن على جارتنا وبنتها التعبانة.
ردت بميوعة وبصوت يطرقع ليثير القشعريرة على أسماعها
لا طبعا معنديش وبنفس الوقت مقدرش اقولك ادخلي كدة من نفسي دقيقة بقى اروح استئذن أهل البيت عن اذنك .
قالتها وتحركت للداخل بحركات بطيئة بتمايل لتريها جمال قدها في هذه العبائة القطنية التي تقسم جسدها لمناطق منعزله كل جزء يمثل خريطة مع نفسها اندمجت صبا معها حتى اختفت بداخل إحدى الغرف لتمتم بحنق مع نفسها
واقفة عندك بتعملي ايه يا صبا
هتف بها شادي وقد كان خارجا من غرفة والدته سمعت هي لترسم على وجهها العبوس قائلة
أنا موجفتش كدة من نفسي البت دي بنت خالك هي اللي جاتلتلي استنى على ما تستأذن حد منكم يدخلني عشان بقولها عايز اطمن على جارتنا.
قالتها بنبرة لائمة جعلته يقترب على حرج مرحبا بلطف
فور ولوجها لداخل المنزل اغلق الباب ليتبعها فقد بدا من هيئتها تغيرا لم يخفى عليه حتى وهي ترفع رأسها إليه بسؤالها العادي
رحمة النهاردة عاملة ايه هي والست الوالدة
أجاب بلهجة عادية رغم تحرقه للسؤال عما بها
رحمة كويسة والحمد لله.
اومأت بشبه ابتسامة جانبية ليس لها معنى أدخلت في قلبه القلق فهذا الغموض وهذا التردد أبعد ما يكون عن شخصية صبا لذلك لم يقوى على منع نفسه من سؤالها
ردت بصوت كان أشبه بالهمس وبكلمات متقطعة
الحمد لله.... كويسة......... انا بس كنت عايز اسأل عن رحمة.
ما قالك كويسة ولا هو تكرار وخلاص.
قالتها سامية التي خرجت من غرفة الأطفال على صوت حديثهم الټفت إليها صبا بنظرة مغتاظة واكتفت بالصمت حينما تولى شادي الرد عنها
في إيه يا سامية وانتي مالك
احتقن وجهها بعد إفحامه لها حتى كادت أن تجادله برد قوي ولكن صبا لم تنتظر وتحركت باستئذان نحو غرفة رحمة لتتبقى هي مع شادي الذي أجفلها بسؤاله
هو انتي لما قولتي لصبا استني استأذن اصحاب البيت كنت داخله عند الأطفال تأخد منهم الأذن.
سهمت بوجهها أمامه لتردد بعدم تركيز وقد طارت من رأسها كل الحجج.
هااا
يعني ايه من بطن تانية
سألتها رحمة باستفسار ملح وقد كانت جالسة على طرف التخت بجوارها مطرقة الرأس كالذي يحمل فوق ظهره هما ثقيلا حتى إجابتها صدرت بخواء
يعني من نفس البدنة بس مش نفس الجد أو بمعنى أصح واد عمي من بعيد.
لكن من نفس العيلة.
هو فعلا من نفس العيلة.
امال ابوكي عمل ايه بقى ما هو نفس الأمر.
لأ مش نفس الأمر.
قالتها صبا لتتوقف دقيقة زافرة بقنوط قبل أن تتابع
المرة دي العريس مش ساكن في البلد ولا هيسكني فيها دا غير انه شغال مهندس في شركة بترول على حسب كلام ابويا وابوه مأصل من كبارات العيلة يعني ع الفرازة زي ما بيجولوا
بتفرس شديد في ملامحها وكل رد فعل يصدر منها سألتها رحمة
طب وانتي ايه مزعلك مش يمكن لما تشوفيه يعجبك ما هو طول ما والدك بيتكلم بالحماس ده يبقى ابوكي اتأكد انه هيعجب.
يعجبه هو مش انا.
قالتها بعصبية جعلت رحمة عادت لتسألها بنفس المنطق
وانتي ايه اللي يعجبك يا صبا
تلبكت باضطراب تبحث عن إجابة في عقلها المتشتت من الأساس حتى خرج ردها
مش عارفة بس انا حاسة نفسى مش عايزة.
مش عايزة تتجوزي يا صبا
للمرة الثانية تسألها بشكل مباشر وازدادت هي اضطرابا في قولها
ما انا جولتلك مش عارفة....... ومش لاجية رد يرجع ابويا عن قراره يعني مضطرة احضر المقابلة دي اللي حددها مع العريس وأهله وربنا يستر بجى.
يستر في إيه يا صبا انه يطلع مش حلو عشان ترفضيه بقلب جامد ولا يطلع كويس عشان تراضي ابوكي
حيرة ارتسمت على صفحة وجهها بشكل واضح مع شيء الاخر بدا في نظرتها غامضا وغير مقروء جعل رحمة تشاركها الصمت في انتظار رد مقنع لها علها تفهم.
قطع شرودها صوت هاتفها قبل أن تستجيب في الرد
ألوو يا مدام صفاء.......... ازيك انتي عاملة اية..........
نعم مالها مودة.......... ايه يا نهار اسود........... لا طبعا وهعرف منين.
أنهت المحادثة لتنتفض بحزن زاد على توترها
عن اذنك يا رحمة انا ماشية.
اعترضت توقفها بقلق
قلقتيني يا صبا ايه اللي حاصل مع صاحبتك
اشارت بكف يدها تقول بصوت مخټنق
صاحبتي مستجبلها ضاع الله يكون في عونها بقى
نهضت تود الذهاب ولكن توقفت على دخول شادي يحمل ابنة اخته يداعبها كالعادة وهي تطلق الضحكات بصوت عالي ظلت لبعض الوقت ترمقه بصمت قبل أن تجبر قدميها على التحرك مردفة
عن اذنكم يا جماعة.
قالتها وذهبت على الفور نظر في أثرها باستغراب قبل أن يعود لشقيقته متسائلا
إيه الحكاية مالها صبا
على الكرسي الذي ظل مقيدا به لعدة ايام هتف العم كريم فور رؤية
رئيسه الذي ولج إليه الان يستعطفه عل قلبه القاسې يستجيب
مش ناوي بقى تسيبني يا بيه ربنا يخليك انا عندي عيال .
اقترب كارم مع بعض رجاله ليجلس واضعا قدما فوق الأخرى يقول بلطف زائف
يا عم كريم انا عايز اساعدك بس كمان انت لازم تساعدني.
والله يا باشا لو اعرف مش هتأخر انا قولت على كل اللي اعرفه اساعدكم بإيه تاني بس
لم يتأثر او تهتز به شعرة لهيئة الرجل المزرية واستجدائه له يعلم ببرائته ومع ذلك لا يطمئن له كما أنه يريد الحصول على أي معلومة منه قد تفيده لا يصدق أن كل هذه الفترة من مرافقة الاخر لم يرى بها ولو مرة واحدة شيء لفت انتابهه.
اهتز هاتفه في جيب السترة ليوقف الرجل عن الكلام بكف يده وباليد الأخرى وضع الهاتف على أذنه ليجيب محدثه من الجهة الأخرى
أيوة يا عدي أنا معاك اهو......... ايه امتي حصل الكلام ده........ يعني انت مسافر دلوقت........... لا يا سيدي ما تشلش هم الشغل روح انت شوف مصلحتك.
تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله .
انهى المكالمة ينهض عن مقعده سريعا وقد حسم أمره
سعادة الباشا انت هتسبني وتمشي تاني برضوا ابوس ايدك افرج عني بقى.
القى بنظره نحو الرجل ليأمر إحدى الرجال المرافقين له
فكوا عمي كريم وخلوه يرجع لبيته.
سمع الرجل ليهلل بكلمات الشكر والإمتنان نحوه
ربنا يعمر بيتك يا بيه إلهي يا رب ما يحطك في ديقة أبدا وينصرك على مين يعاديك.
حدجه بنظرة مخيفة يحذره
مش عايز اوصيك يا عم كريم اليومين اللي قضتهم معانا يتمحوا من ذاكرتك تمام ولا احب افهمك
بجزع شديد ردد من خلفه بإذعان
والله العظيم فاهم دي مش محتاجة وصاية دا انا ابقى راجل غبي لو عملت غير كدة.
رمقه بابتسامة جافة لا تخلو من الټهديد
برافوا يا عم كريم وانا هوصي الرجالة يقبضوك قرشين حلوين تروق بيهم عن نفسك وعن ولادك مش هما بنتين والولد برضوة ربنا يخليهملك.
أمام الصائغ الذي كان ينتقي أجمل القطع ويضعها أمام العروس بتشكيلة راقية تجعلها تحتار في الأختيار
ها يا عروسة نقيتي إيه
سألها حسن مشجعا حتى تتكلم بدون حرج فتدخلت نرجس تسبقها بأعين كادت أن تخرج من محجريها من الأنبهار
هتنقي ايه ولا ايه دي كلها حاجات تهبل يا ريتنا جينا هنا يوم البت أمنية ابراهيم الخايب دخلنا عند واحد سكة كل حاجته أي كلام .
صعق حسن من رد المرأة التي احرجت شهد كما احرجته هو ووالدته فجاء رد الصائغ بزوق يخفي ضيقه
معلش يا هانم دي ارزاق ربنا يوسع ع الجميع خلينا احنا مع عروستنا القمر.
قال الأخيرة مخاطبا شهد التي امتقع وجهها من فعل زوجة أبيها المستفز تشتت تركيزها عن الإختيار الأمثل حتى كادت أن تشير على أي واحدة لولا
مجيدة التي قالت بمزاح تقصده
عروستنا القمر تنقي براحتها يا عم جورج بلاش تستعجلها وتعالى انت ركز معايا انا .
بفلعلتها الزكية في سحب الرجل نحوها لتتبادل معه الحديث ومع هذه المدعوة نرجس في بعض الأمور الخاصة بعمل الحلي والأنواع الجديدة والقديمة منها تركت المجال للعشيقين حتى يتم الأختيار بدون ضغط بعد هذا التوتر الذي انتشر في الأجواء وقال حسن ملطفا
اللي يشوفك وانتي كيوت كدة ومش عارفة تردي ع الراجل ما يصدقش ان دي سيادة المقاول اللي بتتحكم في رجالة بشنبات.
استطاع بخفته زرع ابتسامة جميلة على ثغرها لتقول باعتراض
ما بلاش لاطلعلك بالمقاول اللي جوايا وانتي حر ساعتها بقى محدش هيتكسف غيرك..
ضحك بتوسع يقارعها
والله ولو عملتيها في الشارع حتى هعرف برضوا اتصرف وارجعك لأصلك رقيقة وكيوت من تاني انا خلاص بقيت مالك مفاتيحك عرفتيها دي ولا تحبي اقنعك بيها
باندهاش شديد ردت تجادله بمرح
تقنعني بإيه يا مچنون
اقنعك بالمفاتيح.
مفاتيح إيه
مفاتيح قلبك هي دي محتاجة زكاء يا شهد.
قالها بانفعال مصطنع جعلها تنطلق بضحك مكتوم لا تعرف التوقف عنه وقد استطاع أن يجبرها بخفة ظله على الاندماج معه الأخد والرد بأريحية دون التعب بتفكير مضني فيما يصح أو لا يصح يعلم ما يحزنها وما يضحكها وكأنه بالفعل قد ملك مفاتيحها.
عريس..... لصبا.
تفوه بها وقد اعتلى ملامحه شحوب مفاجئ وجوم غطى على تعابيره زاغت عينيه أم أنه شرد لعالم اخر هذا ما شعرت به شقيقته بعد أن أخبرته بهذا الأمر عن قصد فتابعت
ما هو دا الطبيعي أمال يعني كانت هتقعد كدة من غير جواز العمر كله
دفعة قوية من الهواء الذي انحبس داخل صدره طردها بزفير طويل ليخرج صوته
بإحباط متعاظم يردف الكلمات الثقيلة على لسانه بصعوبة جمة
لا
متابعة القراءة