رواية امل الجزء الاخير
المحتويات
انها الخاسرة لو حدث واشتركت معهما في الشجار الغير متكافئ على الإطلاق حزمت امرها للهروب تكتيكيا
دا باين فطار الفول تربس دماغكم بلا خيبة
قالتها وهي تتحرك ببطء بعيدا عن محيطهما حتى كادت تتخاطهم لتعدوا هاربة ولكنها تفاجأت بالمرأة البدينة تباغتها بأن حاوطتها من خصرها لترفعها كطفلة بيدها قائلة
على فين يا حلوة هتهربي برضوا قبل ما نرحب بيكي ولا انتي فاكرانا نسينا الواجب
اوعي يا بت مين دي اللي تناوليها ترحيبك هو انتي خيبتي ولا ايه أوعي كدة بدل ما اضيعك.
الټفت لتقابلها المرأة الأخرى قائلة بتشفي
ما احنا برضوا كنا فاكرينك كبيرة ع الترحيب لكن دا كان الأول قبل ما تيجي الإشارة دا انتي متوصي عليكي بالجامد.
مين دا اللي موصي عليا بالجامد
ااااه انتوا مجانين
ضحكتا الاثنتان لتعلق احداهن
هو انتي لسة شوفتي جنان واديكي زي ما انتي شايفة اهو الساحة خالييية يعني التظبيط هيبقى ع الكيف.
دمدمت بشفاه مرتعشة وقد علمت بصدق نواياهن الخبيثة وما قد دبر في الخفاء لها
قالت الأخيرة وهي تضغ يدها في جب صدرها في الاعلى لتخرج مجموعة من الأوراق المالية فتطلعت لها المرأة البدينة تجلجل بضحكة عالية لتردف بحسم
هو انتي لسة هتعزمي علينا ما احنا هنشوف بنفسنا.
قالتها كإشارة بدء لتهجم هي والأخرى يكيلن لها باللكمات والضربات الموجعة في كل انحاء الجسد وهي غير قادرة على تفادي ما تتلقاه من الاثنتان وصوت ضرخاتها يصل لخارج المبني ولكن لا أحد يستطيع المساعدة حتى رفيقتها سكسكة كانت تستمع بقلة حيلة ولا تجرؤ على الاقتراب حتى لا ينالها هي الاخرى نصيب من الضربات.
منور يا هندسة شرفت الموقع وانستنا.
اهلا يا عبد الرحيم هي شهد فين
الست شهد اخدت عربيتها وميشت حالا أكيد هتجيب اختها الست أمنية.
تطلع نحو الساعة التي تزين رسغه فخرج صوته بضيق
دلوقتي دي اللجنة زمانها على وصول هي إيه اللي أخرها كدة
مط شفتيه بعدم معرفة قائلا
الله أعلم حضرتك .
اومأ له حسن لينصرف وتناول هاتفه يتلاعب بشاشته بغرض الاتصال بها ولكن وقبل أن يضغط على اسمها أجفله الاخر بنداءه
نظر نحو ما يشير اليه عبد الرحيم فتأكد من صدق ما أخبره به مما اضطره لتأجيل الاتصال حتى ينوب عنها في استقبالهم الان.
توقفت شهد بسيارتها أمام المبنى الذي كان يقف وينتظرها أمامه ترجلت منها لتعدو بخطوات مسرعة نحوه قبل أن تصل إليه وتسأله
اختي فين
مال برأسه نحو مدخل المبني ليسبقها بالدخول بهدوء مستفز فلحقت به لتدلف داخله بقلب وجل تبحث بعينيها يمينا ويسارا مرددة
هي فين
سمع منها وتابع يصعد الدرج الأسمنتي الخالي من الحواجز ثم خرج صوته كتمتمة
تعالي ورايا على فوق انا طلعت بيها على الدور التاني عشان الهوا الجو هنا كتمة.
تقلصت ملامحها بضيق لتصعد هي الأخرى وتلحق به دلف لإحدى الغرف ودلفت خلفه تجول بعينيها في أنحاء الغرفة
هي فين بالظبط انا مش شايف......
توقفت الكلمات على طرف لسانها فجأة وقد راودها الشك فالتفلت رأسها إليه بحدة لتفاجأ به يغلق مدخل الغرفة بإحدى البراميل الثقيلة والتي يستخدمها العمال عادة في محارة الحوائط والسقف وذلك بأن أسقطه أمامها
احتدت عينيها بنظرة ڼارية نحوه وقد استدركت للفخ ألذي أوقعها فيه ولكنها ابدا لن تكون ضعيفة لشخص جبان مثله ولذلك خرج صوتها بازدراء تخاطبه
ايه قصدك م اللي انت بتعمله دا يا ندل يعني كل اللي حاصل ده وقصة اختي وتعبها لعبة منك
ضحك يتكئ على البرميل من خلفه ليرد بسخرية
لا وحياة عيونك الحلوة ما لعبة اختك فعلا مختفية ومحدش يعرف بمكانها غيري.
انتفضت والڠضب يعصف بها لتهدر قائلة پعنف
بقولك ايه يا ابراهيم أمور الهبل والشغل اياه ده بتاع الزمان ما يخيلش عليا فوق لنفسك واصحى كدة للي بيكلمك اختي فين ياض
جلجل بضحكاته ليرد بسخرية
لا خوفتيني يا بت وكشيت في جلدي من الړعب منك ايه يا معلم يا شهد دا انا المعلم ابراهيم برضوا لتكوني نسيتي يعني
رمقته بنظرة متدنية تقارعه بصيحة
معلم مين ياض وهي دي برضوا عمايل معملين ما تفوضك من الوهم بتاعك دا ابراهيم ووسع من طريقي عشان انا لا عندي مرارة ولا عندي وقت.
ضحك بخشونة وتحشرج اثار تقززها لينهض فجأة بوجه تحول لطبيعته المتجهمة يعقب قائلا
يعني هتمشي وتسيبي اختك اهو امال ايه حكاية دور الخۏف ده اللي رسماه
من ساعة ما جيتي ع المحروسة.
عايز ايه يا ابراهيم
صاحت بها سائلة بانفعال قابله بابتسامة جافة قائلا
عايز نتحاسب يا شهد.
دار حولها يستطرد بفحيح
عايز حق الوعد اللي خدته من ابوكي واخلف بيه حق السنين اللي فضلت مستنكي فيها وبتمنى نظرة رضا وفي الاخر ضاع عمري بلاش في انتظارك أناا عايز حقي فيكي يا بنت المعلم ناصر.
دفعته في الاخيرة بكفيها على صدره ليرتد بأقدامه للخلف وتحركت لتتخطاه وتخرج ولكنه كان الأسبق بأن قبض على مرفقها يهدر غاضبا
عايزة تهربي زي كل مرة وتنفذي اللي في مخك طب المرة الاخيرة وروحتي كتبتي كتابك على البقف اللي بتتحامي فيه هو وعيلته المرة دي عايزاني اضيع الفرصة عشان ترجعي بعيل.
حاولت نزع ذراعها تنهره كازة على أسنانها
سيب إيدي يا حيوان واللي انت بتقول عليه بقف ده بكرة هخليه يأدبك.
دا لو سيبتك تقعدي لبكرة.
قالها ولكنها باغتته بضړبة بركبتها اسفل معدته أجبرته ليتراجع متأوها پألم يدمدم بسبة وقحة استغلت الفرصة لتبعد البرميل لمسافة سمحت لها بالخروج فهتف مناديا من خلفها يوقفها
طب بلاش اختك مدام مستغنية عنها مش عايزة تعرفي ابوكي ماټ ازاي
حدجته بنظرة كارهة بوسط الدرج لتردف بتصحيح
اختي مش هسيبها وهجيبها من عينك يا حيوان بس ايه حكاية ابويا ده ماله ابويا
ضحك يتمخطر بخطواته يردد بتأني متسليا بالقلق الذي يرتسم على ملامحها
ما هو ده انا اللي عايز افهمولك يا حبيبة قلبي ان انتي لو خرجتي من المبنى
ده اختك هيتعمل فيها اللي اتعمل في ابوكي الحج ناصر الدكش الراجل اللي كان طول وعرض قد الحيطة لما وقع من سلم الدور الخامس في المبني اللي كان بانيه جديدة وفرحان بيه لأ ومن سلم زي ده مفهيوش دربزين.
توقف يقهقه بضحكة زادت من فزعها وإحساس الخطړ بداخلها يخبرها ان القادم منه ليس بالخير فأكد لها غامزا بطرف عينه
ايوة يا شهد اللي في بالك هو اللي حصل ابوكي ماوقعش عشان داخ فجأة وفقد اتزانه زي ما اتشاع يوميها لا يا قلبي دا انا اللي زقيته من ضهره عشان اخلص عليه بعد قفلها في وشي وهددني انه هيجوزك لأي فرد من عيلتك في الصعيد ولا إنك تجوزيني ايه رأيك بقى اعيد الكرة من تاني مع اختك وبرضوا الحجة موجودة والشهود مفيش أكتر منهم.........
يا أبن ال.......
صړخت بها تعود مرة أخرى لتهجم عليه بقبضتيها أو تفتح كفيها لتنهش جلد وجهه بأظافرها مرددة باڼهيار
أنا هموتك انا هاخد حق ابويا منك يا جاحد يا عديم الرحمة يا حيوااان.
وكأنه كان في انتظارها تلقف كفيها الاثنان ليديرهم لخلف ظهرها ليقبض على الاثنان بين قبضته القوية فتكلم بنية واضحة للغدر وذراعه الاخر يجاهد للسيطرة على تشنج جسدها الذي يقاومه پعنف
المرة دي مش هسيبك يا شهد غير وانا واخد حق كل السنين اللي فاتت وبعدها ليكي القرار يا ترجعي لعقلك معايا وتتجوزيني يا تروحي للمهندس بعد انا ما اخد غرضي منك.
صړخت ټضرب بقدميها وتهاجمه بكل خليه من أعضائها تناشد من ربها القوة تريد الأخذ بثأر أبيها من هذا القاټل الذي يحاول الان سلبها أعز ما تملك مستغلا قوة بدنه الهائلة عنها وصړاخها يصدر بزمجرة لبوة شرسة محپوسة في قفصها
أنا هخلص عليك هندمك عمرك له يا ابراهيم.
ضغط ليرفعها من فخذها فيحملها ويسير بها نحو الغرفة التي وجدها أمامه مرددا بعزم
متحاوليش يا شهد انا النهاردة يا قاټل يا مقتول.
مقتول.
صدرت فجأة مع ضړبة على رأسه بقالب من الطوب وخر على أثرها صريعا على الأرض مضرجا في دمائه أسفل أقدامها.
تطلعت إليه بړعب ثم ارتفعت عينيها خلفه لتفاجأ بشقيقتها تهتز بوقفتها بعدم اتزان وكأنها مضړوبة على رأسها هي الأخرى وقبل ان تسألها ما بها وجدتها تسقط امامها على الارض فاقدة للوعي صړخت عليها بجزع
أمنية مالك عمل فيكي ايه الزفت ده
حينما لم تجد منها ردا تناولت هاتفها تتصل عليه وكان رده كالعادة سريعا
أيوة يا شهد انتي فين انا بقالي ساعة بتصل بيكي.
الوو يا حسن تعالي اللحقني.
في وقت لاحق
فتحت جفنيها للنور اخيرا ووعيها يعود تدرجيا فتتضح الصورة رويدا رويدا والدتها تخبئ وجهها بطرحتها ولا تكف عن البكاء شهد على أحد المقاعد يضمها زوجها بذراعه وكأنه يخفف عنها شقيقتها الصغرى من الناحية الأخرى جالسة بالقرب منها وقد كانت الاولى التي تنتبه عليها
أمنية انتي فوقتي
قالتها رؤى فنهض الجميع ليلتفوا حولها وأولهم كانت شهد التي جلست على طرف التخت سائلة بقلق
عاملة ايه دلوقتي دماغك لسة تعباكي
بذكر الأخيرة تذكرت لترفع يدها إلى جبهتها تتحسس الرباط الطبي فخرج تأوها منها
اه.
يا بت متلمسيهاش عشان متتعابيش
هتفت بها نرجس فخرج السؤال من أمنية
هو انا لسة دماغي تعبانة
الف سلامة عليكي يا أمنية احمدي ربنا انها جات على كدة وربنا نجاكي.
قالها حسن لتضيف عليه رؤى بسؤالها
هو انتي ايه اللي حصلك الزفت ابراهيم عمل ايه معاكي
بسؤالها المباشر عادت أمنية لتنشيط ذاكرتها من الأفكار المتزاحمة حتى وصلت لنقطة البداية وقت ما كانت بداخل السيارة معه في الأمام حينما توقف بها أمام احدى الابنية الجديدة.
وقفت ليه يا ابراهيم
عادت بسؤاله مرة أخرى والريبة تتسرب داخلها منه ليفاجأها باقتراب رأسه منها يتطلع لها بتمعن قائلا
هو انتي عنيكي حلوة النهاردة ولا الشمس هي اللي منوراكي
ها.
أربكها بقوله فمن من الإناث لا تتأثر بكلمات الغزل تلجلجت وزحفت السخونة لوجنتيها وقد أخجلها هذا القرب المفاجئ وقبل أن تتمكن من تجميع كلمة مفيدة باغتها بضړبة غادرة من رأسه القوية بجبهتها أفقدتها الوعي على الفور فلم تشعر بنفسها إلا بعد وقت لا تذكره.
لتجد نفسها نائمة على أرض قاسېة بغرفة غريبة ومكشوفة لا بها نافذة ولا باب يستر رفعت رأسها
متابعة القراءة