رواية امل الجزء الاخير
لها نرجس تردف الكلمات من تحت أسنانها
عيب عليكي يا أمنية الكلام انا بتكلم على منظرك قدام الناس ثم كمان ابن اختي بيأكد انه معملش حاجة دي اختك هي اللي بتفتري عليه....
تدلى فك أمنية بذهول شديد تتبادل النظرات المصعوقة لبلاهة والدتها أم هو الحقد الذي يعمي القلوب فيحجب عنها روية الحقيقة ولكن في كل الحالات تجنبها هو الأفيد.
بقولك ايه يا فريال انا رايحة اكمل رقص لو قعدت اكتر من كدة هيجرالي حاجة عن اذنك يا أختي.
تبسمت لها الاخيرة بتشجيع غير عابئة باحتجاج والدتها والذي كان بمصمصة شفتيها مغمغمة
ارقصي يا اختي على خيبتك اهي ضيعت ابن خالتك منك وسابتك في الهم والشغل عشان هي تتهنى يا عالم بقى مين هيرضى بيكي
انتهى الحفل وعاد كل فرد إلى مؤاه صبا التي أكملت ليلتها بالحديث على الهاتف مع حبيب قلبها ليسمعها من كلمات الغزل الجميل وذكر ما تم في حفل اليوم لمناقشة الترتيبات لحفلهم الذي اقترب ميعاده وهذه التفاصيل الجميلة التي تعشقها الفتيات.
جاءها صوت بضحكة ماكرة ليسألها
وانتي بقى عايزاني اشيلك يا صبا مش خاېفة ابوكي يطخك بالبندجة.
بادلته الضحكة ولم ترد ما بين اعتراض وأمنية ترادوها صمتت تاركة أمرها له فجاء رده يفاجئها
طب والله ليحصل يا صبا.
هو اللي يحصل
سألته بعدم فهم فضحك يردد بسعادة مراهق في بداية شبابه
ايه
صدرت منها عالية وقد اثارها الحماس بقوله ف استعادت رشدها سريعا لتتابع بصوت خفيض
انت بتجول إيه يا عم انت
ضحك ليكمل حديثه الممتع معها برسم الأحلام والمشاكسة والمشاجرة احيانا في تدريب يومي حتى بجمعهم بيت واحد
دلف لداخل جناحه معها بعد استقلاله أول طائرة عائدة للوطن وعلى عكس ما توقع وجدها مستيقظة في هذا الوقت المبكر وكأنها لم تنم ليلتها من الأساس
نور .
سمعت بإسمها منه ف الټفت بلهفة تترك الشرفة راكضة نحوه فتلقفتها ذراعيه يرفعها عن الأرض بضمة قوية وكأن الغياب مر عليه سنوات وليس يوم واحد بليلته.
مالك ليه العياط دا كله حصل حاجة في غيابي
نفت تهز رأسها دون صوت فتابع بأسئلته يستكشف الأمر المريب
مفيش طيب ماما تعبت معاكي ولا جرالها حاجة
فعلت نفس الأمر ونهنات بكاءها ازداد علوها حتى صړخ بعدم احتمال
أنا قلبي وقع في رجلي يا نور جيبي من الاخر الله يخليكي.
سمعت وحاولت التماسك لتتحرك من أمامه حتى تناولت ملف طبي من أعلى الكمود لتضعه أمامه تناوله بحركة سريعة يلقي نظرة استكشاف لمحتواه حتى ارتفعت رأسه إليها يردد بعدم فهم أو بالأصح يخشى التصديق
يعني ايه فهميني.
من بين بكاءها الحارق كانت تخرج الكلمات بابتسامة غريبة
اللي فهمته صح يا مصطفى.... دا تحليل الډم اللي بيقول..... إني حامل.
تجمد يطالعها ساكنا بأعين توسعت بشدة فعادت هي للبكاء تومئ برأسها مؤكدة
والله زي ما بقولك يا حبيبي انا حاسة من فترة بس كنت بكدب نفسي الدكتورة شافت التحليل وهي كمان مكانتش الفرحة سايعاها انا.......
قطع استرساله بأن خطڤها ليسحقها بين ذراعيه وصوته يتردد ببحة ترافقها دمعة ساخنة سقطت على أطراف عينيه
بتتكلمي بجد يا نور يعني هخلف طفل منك يا نور.
على صوت بكاءها مع التماس الضعف والارتجاف الذي تخلل نبرته مشفقة عليه بشدة لقد ذاق الأمرين في الصبر عليها ولم يمل حتى حدث المستحيل اخيرا.
ظلا الاثنين على هذه الحالة حتى هدأت أنفاسهم ليسقط جالسا بها على التخت فقد كان بحالة غير عادية من عدم التوازن تميد به الأرض أم أنه دوار لف رأسه أم هو القلب الذي اصبح يضرب پعنف بين جنباته أم هي برودة أصابت أطرافه
وفي مكان آخر
داخل غرفتها وقد استيقظت باكرا كعادتها لتؤدي فرضها وحين انتهت من الورد اليومي لتجد الساعة تقترب من السابعة هبت منتفضة تتذكر موعد الأولاد وسفرهم
وصلت إلى غرفة حسن الأقرب إليها لتطرق بصوت عالي أجفله مع ندائها
قوم يا حسن انا عارفاك خوم نوم وانتي يا شهد قوم انتي كمان.
انتفض من امام المرأة التي كان يهندم أمامها هيئته
انا صاحي يا ماما اقسم بالله صاحي وعارف بميعاد الطيارة وشهد كمان صاحية اطمني.
وصله صوتها المشاكس كعادتها من خلف الباب
خلاص يا خويا متعصبش نفسك براحة كدة هروح انا اشوف الحلوف التاني صباحية مباركة يا عرييس.
عقب من خلفها مغمغما باستهجان
عريس فين بعد حلوف دي دايما ست الحبايب تختمها.
تفوه بالاخيرة نحو شهد اللي كانت تضحك من خلفه ليتابع مستطردا بمرح
ولا إيه يا عروستي
اقتربت تشاركه المساحة الصغيرة أمام المراة لتصفف شعرها بجواره قائلة
انتي بتاخد رأيي امك دي عسل.
والله انتي اللي عسل.
لها بعشق يتابع بروحه المرحة بتغزله
يا شهد حياتي وقلبي كمان يا عسسل.
وفي الغرفة المجاورة
وقد كان ينتظرها على طرف التخت بغيظ يفتك به حتى إذا طلت اخيرا بهيئتها المهلكة ترتدي مئزر الحمام وشعرها المبتل يحاوط وجهها ويزيد من فتنته وهدوء اثار استفزازه ليهتف بها ساخطا
ما كنتي كملي نومك احسن في البانيو ساعة مستنيكي.
القت الفوطة الصغيرة من يدها بإهمال فلم يعجبها رده وردت غير مبالية
ولا اما انت مزنوق أوي كدة ما كنت خرجت للحمام اللي في الصالة حبكت يعني اللي في الأوضة.
افتر فاهه بذهول لينهض مستقيما يقابلها بحنق مرددا
مزنووق! كل
تفسيرك راح ع الزنقة وكمان عايزاني اخرج في أول يوم ليا على حمام الشقة دي كانت امي تاكل وشي بتريقتها.
تخصرت تميل برأسها باستخفاف ردا على كلماته غير واعية بحجم ما تفعله به
وانا اعملك ايه يعني ما انت اللي جايبه لنفسك بخناقك على أول الصبح دا بدل ما تسمعني كلمتين حلوين على بداية اليوم.
قارعها بانفعال ظهر بتقليد طريقتها في الكلام مرددا
كلام حلو وهيجي منين الكلام الحلو وانتي عصبتيني من أولها دا غير انك مأخرانا اصلا.
اشټعل حجري الفيروز بعينيها لترمقه بنظرات حاړقة تحتج على سخريته منها
أنا صوتي مسرسع كدة بتتريق عليا أمين ما انا لو صوتي وحش كدة اتجوزتني ليه عشان تعكنن عليا في اول يوم كمان......
ميعاد الطيارة يا أمين هو انت نسيت
نظر إلى الساعة بيده فارتفعت راسه قائلا بعجالة
لسة فاضل نص ساعة تعالي بقى.
........ تمت ........