رواية امل الجزء الاخير

موقع أيام نيوز

تخدمهم.
تركت أنيسة ما بيدها لټضرب كفا بالاخر مرددة بذهول
دا على كدة انتي جبارة بجد بقى يا مفترية بتشغلي الرجالة اللي ليهم وضعهم في شغل البيت امال لو خلفتي بنت كنت هتعملي معاها ايه
لا لو خلفت بنت كنت هدلعها واخليهم هما يخدموها.
يا شيخة.
والنعمة زي ما بقولك كدة طب يعني امرمط بنتي واخليها تخدم جوز الشحوطة دول بالزمة دا عدل
لا طبعا.
اردفت أنيسة بالاخير لتنطلق في موجة من الضحك المستمر بعدم قدرة على التوقف حتى تذكرت لتسألها
مقولتليش صح هما فين انا مش شايفة حد فيهم.
عبس وجه مجيدة تجيب عن سؤالها بقلق
ما هو أمين لسة مرجعش من ورديته وحسن مع شهد في زيارة لبيت ابو ليلة عشان المشكلة اياها بتاعة النت وصورة صبا والكلام عليها اتصل بيا من شوية وقالي انهم هيتأخروا ع الغدا ربنا يستر بقى.
رددت أنيسة خلفها بالدعاء لتردف بحزن هي الأخرى
وانا كمان لينا اتصلت بيا قبل ما اجي وقالتلي انها هتعدى على اخوات شهد ومرات ابوها تجيبهم معاها على هنا ياللا بقى ربنا يعديها على خير.
في جلسة ضمت الجميع على مقاعد الصالون العتيق وقد بدا على هيئاتهم الإنصات والإستماع الجيد مجبرين بأمر الرجل الكبير والذي رضخ بعد فترة من الإلحاح المزعج لشادي والضغط من شهد باستغلال لمعزتها المعروفة إليه.
كانت مودة توضع بالدلائل عما تردف به
وادي الصور اهي صور عيد الميلاد اللي حضرناه مع البت دي اللي كانت زميلتنا معلش التليفون قديم بس حمد لله شاشته كويسة
انا خدت اللقطات بالكاميرا بتاعته قبل ما يطب علينا عدي باشا صاحب الفندق اللي بنشتغل فيه ويفاجأنا انه صاحب المطعم كمان.
تناول شادي منها الهاتف ليضيف موضحا قبل أن يمرره على البقية ويردد اثناء تقليبه بالمقارنة مع الصورة الأخرى بهاتفه
واخدين بالكم يا جماعة دا نفس اللبس بتاع صبا ودي نفس الزوايا بتاعة المطعم والطرابيزة والتورتة إللي عليها وحتت الجاتوه في التلت أطباق اللي ظاهرة.
ولما هو كدة كيف اتاخدلها الصورة لوحديها مع البيه بتاعكم تركيب صور يعني ولا ايه انا مش فاهم.
بذهن صاحي تسائل بها حجازي فكان الرد من مودة
لأ مش تركيب صور بس هو اللي حصل ان البنت صاحبة عيد الميلاد وقعت كوباية العصير على الجيبة اللي كنت لبساها فڠصب عني قومت وسيبت الطرابيزة عشان انشفها في الحمام والبت الزفتة دي قامت معايا بغرض انها تساعدني فخليت الطراببزة على صبا والبيه الكبير ودا مكان عام زي ما انتوا عارفين هي احرجت ما تقوم وتسيبه مجاش في بالها ان بنت الحړام دي هتلقط لها صورة من بعيد عشان تشوه سمعتها ربنا يجازيها.
بحمائية تصدر من قلب أم موجوعة على ابنتها سألتها زبيدة پغضب
وبت الحړام دي ټأذي بتي ليه ايه ما بينهم عشان تعمل معاها كدة
قبل أن تجيبها جاء التساؤل الأخر من مسعود بعقله اليقظ
وجبل دا كله انا اللي عايز اعرفه دلوك انتي عرفتي الكلام دا كله منين 
صبا التي مازلت تضمها شهد برعاية ودعم تبادلت النظر بقلق مع من تعلقت عينيها عليه منذ بداية الجلسة بل ومنذ دخوله المنزل مستميتا في الدفاع عنها بإصرار لم يفتر ولو لحظة ليبث إليها الإطمئنان مع كل لفتة او كلمة تخرج من فمه في هذه المعركة الشرسة في تحديد مصيرها.
عادت تنتبه إلى صديقتها والتي ارتدت اليوم ثوب الشجاعة في اظهار الحقيقية بشكل زكي وموجز وقد تم قص الجزء الخاص بعدي عزام بناء على اتفاق مسبق معها منعا لزيادة الأضرار فهي الأعلم بطبيعة اشقائها ووالدها
شوف يا عم ابو ليلة لو هجاوبك انا عرفت منين فلازم تعرف ان الموضوع دا كله يخصني أنا البنت المؤذية دي ورطتني في قضية سړقة واتحبست وكان هيضيع مستقبلي لولا ان ربنا وقف جمبي واتقبض عليها هي متلبسة بالمسروقات أنا بقى خدت براءة بفضل صبا اللي جابتلي محامية الله يسترها دافعت عني ببلاش وهي اللي لبست مصيبتها في الاخر فقررت ټنتقم من بنتكم وطلعت الصورة دي ونشرتها وهي في السچن انا سمعتها والله بوداني قبل ما اخرج ربنا يجازيها.
رددت خلفها زبيدة تدعو بحړقة على من تسببت في كل ما حدث
يجازيها ويوجفلها اللي ياخد حج بتي منها ربنا عليها وعلى كل ظالم ما يراعي شرف ولا عرض بنات الناس.
هوني على نفسك يا حجة زبيدة ربنا اكيد هجيب حق بنتك والتشهير بيها.
عقبت بها شهد ليضيف على قولها حسن
ونحمد ربنا بقى ان مودة عرفت اللي حصل بالصدفة عشان نفهم احنا واخواتها قبل ما يحصل ما لا يحمد عقباه
خرج صوت فراج مجادلا بعدم اقتناع رغم كل ما يراه من دلائل
وايه الفايدة بريئة ولا معاها الحج ما هو كدة كدة الضرر ماسكنا بالكلام اللي اتشاع عنيها الشباب كلها في البلد ماسكة تلفونات وعارفة مين هي صبا النسب الزين في واد كبيرنا وكبير العيلة فض على كدة ومفيش منه رجا عشان كانت بتتجلع اهي تحمد ربنا لو لجيت اي حد يرضى بيها. 
انتفضت پغضب حانق ترفض بإباء غير مبالية
وانا كمان مش عايزاه ولا عايزة أي حد يجل مني ولو بنص نظرة حتى.
صاح هو الأخر يقابل ڠضبها باستهجان
شايف بتك وجلة أدبها يابوي كل اللي حاصل ولسة عينها جوية.
هتف شادي يسبق والدها والجميع بعصبية وانفعال لم يقوى على كبته
ما تفهم بقى يا أخ فراج احنا الاهم عندنا دلوقتي هو اننا اثبتنا براءتها قدامكم عشانك انت واخوك ووالدك وأي حد هنا في القعدة يعرف يرد كويس أوي على أي حد يجيب سيرتها اما بقى عن موضوع الجواز فصبا جوهرة وأي حد يتشرف انه يمشي في ضيها مش يمتلكها ويتجوزها.
تلاشت الأصوات وخيم الصمت على الرؤس التي توقفت بنظرات ساهمة نحوه هذا الانفعال وهذه المبالغة في رد الفعل لم تكن من الغباء ان تمر مرور الكرام على من فهم الدنيا واختبرها على رجل مثل أبو ليلة او العاشق الذي يرى بعين المحب سهم العشق الذي أصاب غيره كشهد وزوجها حسن اما زبيدة فهي ليست بحاجة لتأكيد أو تخمين ليتبقى الشيقيقين حجازي والذي كان يرمقه بتمعن وتسائل عنه وفراج الذي استفزه وقوف هذا الرجل كسد منيع ضد رغبته في عودة شقيقته إلى الصعيد والتي كانت في حالة من التضخم لهذه المشاعر الجديدة عليها انبهار أو إعجاب او هو شيء اخر يملأ العين ويسر القلب حتى يكتفي به عن أي شيء آخر. 
دوى جرس المنزل لينتبه الجميع إلى الطارق والذي تبين بعد فتح باب المنزل وإدخاله انه صاحب المشكلة الأساسية عدي عزام!
بكت كثيرا حتى غفت لتظل متكومة محلها على الفراش ولم تستقيظ سوى بعد أن أصدر صوتا بأن ضړب بقبضته على الجدار القريب من المدخل فانتفضت ترفع رأسها إليه ثم جلست بجزعها وقلبها يضرب بين جنباتها من الخۏف تنتظر فعل اخر منه وقد تسمر بجمود يطالع هيئتها المزرية شعرها الجميل الذي تشعث بالنوم بشرتها الناعمة والتي تناثرت بها البقع الحمراء من كثرة البكاء حتى انتفخ أسفل عينيها والتي التهبت هي الأخرى كذلك لنفس السبب.
خشن صوته لأصدار الأمر بتجهم
قومي اغسلي وشك ونضفي نفسك. 
قالها وهم أن يتحرك ولكنها أوقفته بتساؤلها 
هتعمل فيا ايه يا كارم خلاص قررت تتخلص مني
تجعدت ملامحه ونظرة حانقة تطل من عينيه ليرد على قولها پغضب
حد قالك اني قتال قتلة انا بعاقب بس اللي يغلط وانتي بقى مليش نفس اعاقبك دلوقت.
التقطت إجابته لتردد بلهفة وعدم تصديق
بجد يا كارم يعني مش ھټموټني ولا هترميني لسمك القرش يعني هرجع لابني من تاني....
قطعت لتجهش في البكاء مرة أخرى وقد بلغ بها الړعب من هيئته السابقة حتى سلمت بمۏتها على حق.
بنهنهات ضعيفة تخشى حتى ان تخرج بصوت فتثير غضبه وهي لا تعلم بتأثيرها عليه في تلك الحالة وهذه الطريقة التي تهزم غروره ووحشيته تجعله على وشك أن يخر راكعا أمامها ليطلب منها الصفح ان يحتضنها ليهدئ من روعها أن يطمئنها كطفلته ولكن هذا أبدا لن يحدث وغضبه منها حتى الآن ما زال مشټعلا.
اخلصي قومي يا رباب وبطلي عياط انا اساسا وجهت اليخت ع الرجوع وكلها نص ساعة ولا أقل ونبقى ع البر.
حينما عاد من عمله الذي تأخر فيه اليوم على غير العادة لأمر ضروري وهام فوجد المنزل ممتلأ بالافراد المدعوين لمأدبة الغداء كانت والدته وحولها الفتيات رؤى والأخت الأخرى لشهد في جانب وهذه المدعوة نرجس والسيدة أنيسة في جانب اخر القى التحية مرحبا وعينيه تبحث
عنها
مساء الخير يا جماعة منورين
ردد الجميع من خلفه التحية وزادت والدته بقولها
اخيرا جيت يا أمين روح غير هدومك ياللا وتعالي عشان ناكل اخوك وخطيبته زمانهم على وصول.
قطب متسائلا باستغراب
ايه ده هو انتوا لسة ما أكلتوش دا ميعاد الغدا عدى من زمان ايه يا مجيدة انتي جايبة الناس تجوعيهم
ضحك الجميع وارتفع حاحبيها بذهول لتغمغم بحرج قبل أن تجيبه
شوفي يا اختي الواد حصل ظرف طارق يا حضرة الظابط والعرسان اللي معمولة العزومة على حسهم اتأخروا يعني مينفعش ناكل من غيرهم يا ناصح.
مال بوجهه أمامها بابتسامة مشاكسة فضحكت كالبقية لتعقب رؤى بمرح
متقلقش يا حضرة الظابط احنا اساسا من ساعة ما جينا بوقنا متقفلش طنت مجيدة قايمة معانا بالواجب اشي فاكهة إشي مسليات يعني مفيش مكان للجوع اساسا. 
تبسم ليعود لمناكفة والدته بخبث
إخص يعني كدة مش هياكلوا بنفس مفتوحة ع السفرة. 
شهقت مجيدة لتأمره بغيظ
امشي يا واد من وشي امشي.
خلاص يا ستي ماشي اهو متزقيش
قالها وهو يبتعد من أمامها بدراما وقد امسكت له أحدى الأطباق بټهديد لدفعها نحوه وأصوات النساء حولها تصدر بضحكات مقهقهة. 
انتعش هو الأخر ليستدير ذاهبا نحو غرفته ولكن برؤيته لظل خيالها في الشرفة غير وجهته على الفور ليصل إليها وقد كانت جالسة على مقعد خشبي وحدها متكتفة الذراعين بجوار الأزهار المتنوعة
تطالعهم باستمتاع حتى ارتفعت عينيها إليه فور أن انتبهت لوجوده فخاطبها قائلا
مكنتش أعرف انك بتحبي الزهور كدة
تبسمت تجيبه بدلال فطري وهذه النعومة بشخصيتها رغم تقلبها الدائم
والله دا طبع فيا من الأول بس انت بقى اللي فهمت غلط المرة اللي فاتت......
ضحك متذكرا
قصدك يوم الخناقة لما رؤى كسرت القصرية اللي امي دفعتني تمنها بعد كدة
ضحكت هي الأخرى معقبة على قوله
معقول! يعني طنت مجيدة دفعتك تمنها
اه وربنا دي ست قادرة اساسا ودا من اعز ممتلكاتها استني هنا هو انتي فرحانة فيا
سألها الأخيرة باستدراك متأخر لتؤكدة به بهز رأسها وهذه الشقاوة التي تفقده صوابه ليدعي الامتعاض بقوله
دا انتي قلبك اسود اوي.
اوي وجدا كمان عشان تستاهل.
قالتها ليشاركها الضحك قبل أن تتوقف فجأة وتذكره
اه صحيح أنا نسيت اما أسألك لسة برضوا ملقتش القلب
رمقها بنظرة حانية
تم نسخ الرابط