رواية امل الجزء الاخير
المحتويات
يا بيبي
جاءه الرد بصوتها الرقيق
كويسة يا حبيبي والحمد لله وانت عامل ايه
طرد دفعة من الهواء الساخن ليرد وهو يقف أمام المراة ليمسح على النقط المتبقية من الماء على أطراف وجهه
يعني عايزاني ابقى ازاي بس في بعدك مش ناوية تحني وترجعي بقى
تلجلجت قليلا وخرج قولها بارتباك
ااا يا كارم ما انا كنت عايزاك تيجي الأول عشان نقعد مع بعض بس انت مبتجيش.
ما انا قولتلك يا بيبي ان شغل الشركة كله كان متكوم فوق راسي اليومين اللي فاتوا على العموم عدي راجع الليلة يعني اعدي بالمرة بقى اخدك انتي والولد ولا انتي موحشكيش كوكي حبيبك
قال الاخيرة بتمهل وإغواء وصوت أنفاسه الساخنة وصلت إليها ليذكرها بسحر لمساته الخبيرة وتأثيرها عليها إعترضت تصيح به
اطلق ضحكة انتشاء وتسلية ليقول بثقة
ماشي يا رباب هتكلم جد بس انتي مش شايفة ان زيارتي لبيت ناس بيكرهوني منظرها مش حلو يا بيبي تعالي البيت وافتحي براحتك معايا مية موضوع كفاية بقى انا صبري بدأ ينفذ.
شاب قوله لمحة من السيطرة والټهديد رغم محاولاته الدائمة في معاملتها بلطف ابتلعت ريقها الجاف لتردف بإلحاح ورجاء
صمت قليلا قبل أن يجيبها على مضض برغبة قوية منه لعدم الضغط عليها تقديرا لما مرت به
ماشي يا رباب هعدي عليكي عشرة الصبح نتكلم شوية قبل ما اروح شغلي كدة كويس
كويس طبعا كويس يا كارم .
ولحسن الحظ او سوءه بالأصح لم ينتبه هو جيدا لنبرتها وقد وصله اتصال اخر على نفس الهاتف ونظرا لأهمية الأمر طلب منها انهاء المكالمة من جانبها ليرد على المتصل الاخر
ايوة يا بني وصلتوا لحاجة
اجابه الاخر بمغزى
كان عندك حق يا باشا لما خلتنا نراقب كريم السواق الأمانة دلوقتي معانا.
هتفت بها بعدم تصديق في البداية قبل ان يتدارك سريعا ليأمر رجله بحزم
الواد دا يجي الفيلا عندي في الحال وخلو بالكم مش عايز أي حد يحس بيكم.
كفاية كفاية خليني امشي بقى.
وكأنه لم يسمع بل زاد بضمھا يلثمها بحرارة قاربت العڼف ازعجها بشدة لتتشجع في إبعاده عنها بقوتها المعهودة قبل ذلك.
يا ابراهيم بقولك كفاية كفاية يا أخي.
انتي بتكرريها تاني معايا يا بت مش مالي عينك انا
زمت شفتيها تقول بدلال وهي تلملم ما بعثرته يداه على ملابسها
ليه يا حبيبي عايزني اسيبلك نفسي لحد ما تضيعني
رمقها ببغض شديد ليشيح بوجهه عنها زافرا بحنق وقد افسدت مزاجه بعد أن نسي بها قليلا همه ولكنها عاودت
انا بحبك اه وبعملك اللي انت عايزه عشان واثقة فيك يا ابراهيم لكن مش هبلة عشان اسلملك كدة واحنا لسة ع البر.
التف إليها رافعا طرف شفته العليا باستنكار ليتحرك بخطواته حتى وصل إلى أحد أجولة الحبوب جلس عليه ليخرج من جيب قميصه علبة السچائر سحب واحدة يضعها بفمه قبل أن يشعلها بعود الثقاب الذي كتم نيرانه أسفل حذائه واستمر على صمته لتستطرد راغبة في مشاكسته
انت زعلت مني يا ابراهيم
رد بصوت خشن
وانتي مالك ازعل ولا اتفلق حتى مش خاېفة على نفسك يا ختي
تبسمت بابتهاج داخلها وظن خادع بتأثيرها عليه فقالت بمغزى
والله ان كنت هماك اوي كدة اهو المأذون موجود وانا موجودة ولا هي المحروسة وخطيبها كانوا أحسن مننا لما شبكوا وكتبوا الكتاب في ليلة واحدة.
الحمقاء الغبية ضغطت على زر الخطړ دون قصد وبغفلة منها أكملت وهي ترتدي حجابها بدون أن تنتبه على ملامحه التي توحشت حتى نهض ليقف مستمعا لها بتحفز وهو على حافة الإڼفجار
اهو دلوقتي البشمهندس بقى جوزها رسمي يعني لو طلب منها أي شي هتسلمه من غير جدال لا دا تلاقيه بترحيب منها كمان ما هي قاعدة بقالها سنين عطشانة وفجأة لقت البحر اللي ټغرق فيه.......
قطعت متفاجئة به أمامها ونظرة من قعر الچحيم أدخلت في قلبها الړعب وقبل أن يخرج السؤال منها باغتها بصڤعة قوية بكفه الكبيرة سقطت على الجهة اليمني من وجهها لتهتز بعدم اتزان حتى كادت أن تقع او يحدث برأسها ارتجاج قبل أن تتماسك لتطالعه بذهول وخيط دماء سال من جانب فمها ترافقه دمعة ساخنة بشفاه مرتعشة وكأن الكلمات اختنقت بجوفها وبدون أدنى ذرة من ندم مد ذراعه يشير بسبابته أمامها بصوت شرس
امشي اخرجي حالا غوووري من وشي.
..
برأس مثقل وملابس ارتدتها سريعا خرجت من غرفتها تجر قدميها جرا ومحاولات جاهدة لمقاومة النعاس من أجل أن تستفيق جيدا لبداية يومها.
نرجس وانتي كانت خارجة من المطبخ تحمل طبق الشطائر التي صنعتها عقبت بتهكم ساخر فور أن وقعت عينيها عليها
يا الف مبروك اخيرا يا اختي اتهز بيكي السرير وقومتي!
اقتربت رؤى تتناول الشطائر لتضعها في الحقيبة وعبوس وجهها خير دليل على المعاناة التي تكتنفها هذه اللحظة بتأثير متأخر لما فعلته بالأمس لتزيد من غيظ الأخرى والتي بلغ بها الحنق لتلكزتها بقبضة يدها على ساعدها.
فخرج صوتها متأوهة پألم
اه ليه كدة يا ماما
اقتربت نرجس برأسها منها تهمس كازة على أسنانها
ما هو كله من التنطيط ورقص الجنان بتاع امبارح اللي ما ريحتي رجلك ساعة على بعضها تستاهلي كل اللي يجرالك اياك يارب المدرسة بتاعة
المجموعة تفوقك بالعصاية على نفوخك لما تلاقيكي مبلمة معاها زي البهيمة كدة.
كلماتها السامة مع استعادة ما حدث بالأمس من أفعال مخزية جعلها تنتفض بوجهها مرددة
وفيها ايه لما ارقص ولا اتنطط حتى مش فرح اختي ولا احنا كل يوم بيجينا الفرح
قالتها رؤى لتتفاجأ بفعل والدتها التي لوكت فمها بتنمر صريح وعدم قدرة على إخفاء مشاعر الڠضب بداخلها مرددة
لأ يا اختي مبيجيش كل يوم الفرح بس لما يكون فرحنا بجد يعني فرح اختك شقيقتك مش المحروسة اللي داست على كرامة امك برجليها لما كتبت الكتاب من غير ما تبلغنا طب اعملي خاطر لزعلي ولا قهرتي حتى.
مازال الهمس هو سيد الموقف رغم حدة الشجار الدائر بينهما نرجس بجبن منها كالعادة ورؤى تخشى على مشاعر شقيقتها لو سمعت فجاء ردها بحزم
قالت بقى ولا مقالتش هو انتي بيهمك أوي مصلحتها ولا بتدخلي برأيك في أي شيء يخصها انا مش فاهمة والله ايه لزوم القلبة الكبيرة دي يعني مش كفاية منظر بتك اللي يكسف امبارح لما اتسحبت تمشي ورا خطيبها قدام كل المدعوين في القاعة وقت كتب كتاب اختها على فكرة بقى منظركم كان مكشوف أوي.
كالعادة وحينما تغلبها بالمنطق رغم صغر سنها زجرتها نرجس تنهي الحوار
امشي يا بت امشي غوري روحي على الدرس بتاعك يا للا غوري.
استلمت رؤى لتذهب مكتفية بهذه القدر من الكره على بكرة الصباح وكي تلحق موعدها مع المجموعة .
طالعتها نرجس حتى غادرت ثم تحركت نحو ابنتها المفضلة والتي تلزم غرفتها منذ الأمس مغلقة عليها بابها في أمر لا يحدث إلا نادرا طرقت بخفة على الخشب المثقل منادية
بت يا أمنية قافلة على نفسك ليه لسة مصحتيش
حينما لم تجد ردا واصلت نرجس الهتاف
انتي يا بت ما تفوقي يا منيلة كل دا نوم
خرج صوت الأخرى بعد قليل بتأفف
في ايه ما تسبيني يامة في حالي عايزة انام عايزة انام الله.
طيب خلاص متتعصبيش انا بس كنت عايزة اطمن عليكي نامي براحتك يا عين امك.
قالتها نرجس قبل أن تعود لأدرجاها تاركة الغرفة وصاحبتها والتي كانت بداخلها مكومة على سريرها متكتفة الذراعين بأعين متوسعة وذهن واعي تعيد برأسها مشاهد من الماضي وما يحدث معها الان في الحاضر لقد أذلها بالفعل هذه المرة ضربها وطردها دون وجه حق ماذا فعلت ليسحق كرامتها هكذا وهي التي تعطيه بلا مقابل وتنفذ كل أوامره.
تعلم أن العشق لطالما أعماها عن عيوبه وكم تغاضت عما يفعله معها من سباب او انفعال على أتفه الأسباب دائما ما تجد له المبرر لكن الان أين هو مبرره أم يظنها غبية ولن يصل لذهنها السبب الأساسي لكل هذه العاصفة الهوجاء منه لقد كان مجرد شك والأن أصبح تأكيد.
ما كان قديما لم يكن كڈبا ما سمعته في ذلك اليوم كان هو الحقيقة ذلك حينما كانت في عمر الثانية عشر وقد كانت عائدة من دوامها الدراسي فلم تجد أي فرد من العائلة وقبل أن تهتف منادية على والدتها وصلتها رائحة الطعام الشهي لتعلم أين هي
توجهت متحركة بأقدامها نحو المطبخ لتتوقف على مدخله صامتة حينما رأت النقاش المحتدم بين والدتها وخالتها سميرة والتي كانت تتحدث بنبرة اتهام
انتي لو كان هامك ابن اختك بجد كنتي أقنعتي جوزك يا نرجس ع الأقل ياخد وقته في التفكير مش يقلب ع الولد القلبة السودة دي.
دافعت الأخيرة عن نفسها تقسم
وحياة ربنا يا شيخة كلمته حاولت معاه مرة واتنين وتلاتة لكنه مقفل على دماغه بقفل مصدي دا بقى كاره يسمع اسمه حتى.
شهقت تتخصر باستهجان قائلة
اسم الله يا ختي ومش طايقه ليه بقى هو الراجل ده كان يطول واحد زي ابني ولا اكمنه مدلع المحروسة هيستكترها عليه لا يا عنيا دا الغالي وألف واحدة تتمناه.
ضړبت نرجس بكف على الأخرى مرددة
أديكي قولتيها بنفسك أنا بقى في إيدي إيه
زفرت سميرة لترد مشددة على ألكلمات
اتصرفي يا ختي مش انا اسعى واجيبلك جوازة لوز بدل البخيل القيحة اللي كنتي متجوزاه في الأول وتيجي انتي على طلب صغير زي ده وتقولي معرفش حاولي تليني دماغه الواد مطين عيشتي ھيموت عليها المنيل.
همت نرجس أن تهادنها ببعض الكلمات ولكنها انتبهت لوجود ابنتها والتي كانت ملتصقة بجانبها على إطار الباب لتهتف بها سائلة
واقفة عندك ليه يا بت
أنا رجعت من المدرسة وكنت عايزة اكل يامة
قالتها كرد على السؤال قبل ان تنهرها خالتها
روحي على اوضتك الأول واتشطفي على ما امك حضرت الغدا ياللا يا أمنية .
انصاعت للأمر لتخرج وتتركهما يكملون الباقي من الحديث وقد اكتفت هي بما سمعته لتظل الذكرى برأسها طوال السنوات التي مرت بأحداثها المختلفة لتنقلب الاية ويصبح ابراهيم هو من نصيبها بعد أن كبرت وقد
أقنعت نفسها بأنه نسي الأخرى مع أنها هي نفسها لم تنسى وقد كانت شهد هي منافسها الرئيسي على قلب الرجل الوحيد الذي ملك قلبها.
بمجرد أن فتحت له الخادمة باب المنزل دلف بخطواته السريعة يسالها على عجالة بدون انتظار
جاسر باشا فين روحي اندهيلوا بسرعة .
كان قد وصل إلى البهو الداخلي ليفاجأ بزهرة تهبط الدرج حاملة ابنها الصغير وبادرته القول
جاسر
متابعة القراءة