رواية جديدة رائعة جدا الفصول من 21-25
المحتويات
من ايدي أنا عاوزة اعرف حاجة واحدة بس وياريت علشان خاطري تقوليلي الحقيقة الولد ده لمسك يا مرام سلمتيله نفسك
مرام ابدا والله يا ماما اقسم بالله لأ هو طلب مني مرة واحدة بس اروح معاه بيته بس أنا رفضت وبعدها بابا شافنا مع بعض ومن يومها مش اتقابلنا تاني
تنهدت رضوى بقوة تلتقط أنفاسها التي غابت في الدقائق السابقة في انتظار اجابة ابنتها ادمعت عيناه وشقت بسمة هادئة ثغرها لتهمس مرارا
الحمد لله الحمد لله استرها معايا للآخر يارب
ارتفع نحيبهما كلا منهما تبكي ألما يفيض اعترفت مرام بما اقترفته من إثم لم تكن جذوره من غرسها وحدها قائلة
وعندما نقتلع أنفسنا من تربتنا التي نشأنا بين احضانها ونبتعد رغما عنا نشعر بالخۏف والغربه تطاردنا باديء الأمر لكنها تألفنا بعد سنوات وتمنحنا هوية جديدة وروح نتعايش بها وعندما تحين لحظة العودة نرجع إلى أوطاننا أغراب لسنا كما كنا مازالت تلك الروح الجديدة تصاحبنا ولا ندر من نحن.
ابتسم ياسين بحب إلى والدته حب صار محاط پخوف من الفقد فقد باتت تلك الشجرة التي ارتوينا منها هشة ترتجف من فرط الوهن
يابني كفاية بقى سفر خليك هنا يا حبيبي
ياسين بصدق ياريت يا ست الكل والله كنت نازل وناوي استقر مبقتش قادر على الغربه بس الحياة هنا بقت غاليه وصعبه والولاد ماشاء الله بيكبروا ومصاريفهم بتزيد أنا مش عاوزهم يتبهدلوا لما يكبروا.
والدته بحزن
يابني رب هنا رب هناك
ياسين ونعم بالله بس ادعيلي يا أمي وان شاء الله اقدر اجمع مبلغ اعمل بيه مشروع يكفي مصاريفنا ونعيش مرتاحين.
والدته ربنا يرزقك يابني ويحفظك في غربتك معلش الحمل تقيل عليك ومصاريف علاجي مبتخلصش
قبل يديها ورأسها بحنو وابتسم إليها قائلا دون تردد
والدته بدعاء صادق خالص من كل شوائب الحياة وابتسامة حانية تختلف عن كافة البسمات ربنا يكرمك ويباركلك في عيالك انت وأماني اتوصى بيها يابني.
ياسين وصيها هي عليها دي مفتريه.
ابتسمت أماني التي اقتربت منهما تحمل بين يديها بعض ثمار الفاكهه وادركت انه يشاكسها فبادلته مزاحه قائلة
مفتريه! يمكن ياخويا وعلشان كده مستعجل عالسفر وعاوز تسبنا لوحدنا.
ياسين بحب تاني يابنتي مش اتكلمنا واتفقنا.
أماني اتكلمنا أه بس متفقناش.
ياسين يعني انت مش شايفه الدنيا بقت غلا ازاي
أماني بحزن عارفه بس برده متسافرش.
امسكت حبة من الرمان وقامت بفرطها بعنايه وناولته اياها قائلة
ألف هنا خليك هنا بقى وكل فاكهه براحتك.
ابتسمت والدته ونظر هو إليها بمعنى أنه لو كان الأمر بيده لبقى فقد فر من قبل هاربا وربما كان السفر خيارا أما الأن فقد بات اجبارا عليه السفر فعلى ما يبدو أن إحدى فوائد السفر التي سعى إليها قد منحته احساسا جديدا يسمى الاشتياق إلى حضڼ زوجته ووجودها.
بينما خياتنا تدور كما ندور كانت هي بلا حراك حياتها توقفت عن الدوران وبات الكون بلا معنى ولا غاية.
يعني ايه يعني ايه بقاله سنتين مريض وأنا أنا كنت فين!
ارجوك يا دكتور ياسر بابا لازم يخف طب أنا ممكن اتبرعله بأي حاجة بس يعيش.
ياسر بعمليه والدك حاول كتير وراح لأكتر من دكتور وأنا واحد منهم لكن للأسف مفيش فايده ولأخر مرحله كان بيحاول انك متعرفيش حاجه.
خارت قواها ولم يكن بيدها ادعاء الثبات لقد أطاح بها قطار الحياة والقى بها بعيدا بينما استمر هو مبتعدا دون اكتراث لهلاكها.
عادت تجر أذيال الخيبه الملطخه بدموع الخۏف والندم اقتربت بحذر من غرفة والدها نظرت إلى وجهه الشاحب وملامحه المرهقه كيف اندلعت بجسده نيران المړض بتلك السرعه القاسېة ومتى استسلم هكذا هل اشتاق إلى الرحيل والالتقاء بتؤام روحه أيتركها كما فعلت والدتها هل ما فعلته هي أحد أسباب انسحابه من الحياه
تعالت شهقاتها فاستيقظ طاهر يبحث عنها بلهفة
تحدث إليها بضعف قائلا
حبيبة بابا انت رجعتي امتى
كاميليا بابا!
قالتها ولم تجد سواها هو أبيها كلمة بسيطة أ ب بداية لكل شيء بالحياة ومع غيابها وحرماننا من نطقها تتوقف من حولنا دقات الأمان.
طاهر بحب وبعدين يا دكتوره هو ده اللي اتعلمتيه في الكلية مفروض تطمنوا المړيض ويحس ان لسه في أمل.
كاميليا مبتسمه رغما عنها
طبعا في أمل يا حبيبي ان شاء الله هتخف وتبقى
أشار إليها أن تتوقف عن حديثها الكاذب وابتسم بعذوبة قائلا
ممكن اطلب منك حاجة نفسي اطمن قبل ما أموت وانتي بتحاولي تهربي من الموضوع
كاميليا طلب ايه حضرتك تؤمرني علطول والله مش هقول لأ على أي حاجة
طاهر نكتب كتابك انتي وفارس اخر الاسبوع قولتي ايه
كاميليا طب خطوبة بس يا بابا
طاهر برجاء يابنتي ريحي قلبي أنا نفسي أفرح مستكتره عليا الفرحه ليه بس.
كاميليا دون تردد حاضر اللي
متابعة القراءة