رواية نوفيلا الفصول الاولي
المحتويات
القائمة و لكنها ابتسمت بسعادة فالحلوى سر سعادتها دائما.
عادت إلى المنزل وحيدة و قد ذهب شادي إلى صديقه في أمر طارئ بعدما أوصلها.
وجدت والدتها في غرفة المعيشة تشاهد التلفاز تجاورها مريم التي كانت تضع كريما ما لتنعيم أصابعها ابتسمت نسرين بسخرية و اتجهت إلى غرفتها ليعترض طريقها صوت والدتها قائلة ببرود
أنا مش قولتلك متروحيش للزفت الدكتور ده تاني.
ردت نسرين بقوة لا تمتلكها حقا و التفتت إليها
بس أنا عايزه اروح.
نهضت الأم پغضب و صاحت
مش هتروحي يا نسرين تاني و لو روحتي هحرمك من كل حاجه هفصل النت و هاخد منك الموبايل و الروايات اللي في اوضتك ديه هولع فيها كلها.
ليه بتكرهيني كده!
استطردت بينما تشير إلى مريم التي تتابع عملها بلامبالاة بما يدور حولها
أنا مش بنتك زيها!
أدارات وجهها و لم تجيبها لتمتم نسرين
حاضر مش هروح تاني.
ألقت كلماتها ثم اسرعت إلى غرفتها تجهش بالبكاء بينما الأم فقد ابتسمت بسعادة و قد تحقق لها ما تريد دون ان تبالي بأن سعادتها تلك على حساب قلب نسرين و كأنها تنسى تماما كل شيء مادامت ابنتها الحبيبة مريم بخير.
مر أسبوع تلو الآخر مملا و بطيئا على نسرين و قد التزمت تماما بقرارها بعدم ذهابها إلى العيادة مرة أخرى مبررة قرارها بأعذار تافهة لم يبدو على شادي إنه قد صدقها و لكنه لم يملك فعل شيئا فإذا لم ترغب هي في مساعدة نفسها و السعي من أجل حياتها فماذا بيده أن يفعل!
لا تنكر إن صورة رماح الوسيم تداعب خيالها بين الحين و الآخر و قد اشتاقت إلى رؤياه رغم محاولاتها الشديدة للإنكار إلا إنها في قرارة نفسها تدرك تماما إنها انجذبت إليه خلال زياراتها القليلة للعيادة ربما للطفه معها أو للفظ التحبب قمري الذي يدعوها به و لكنها سرعان ما تنفض تلك المشاعر عنها تماما مدركة إنها لا مغزى لها فمن المؤكد إن حياتها البائسة لن يقتحمها وسيم كرماح.
في ليلة ما بعد مرور اسبوعين بينما كانت كعادتها تسترخى فوق الفراش بعد قضاء يوم طويل و مرهق كأيامها المعتادة ارتفع رنين هاتفها عقدت حاجبيها عندما لم تتعرف على هوية المتصل فلم يكن الرقم مسجلا.
نسرين معايا!
ردت بحيرة فهي لا تعرف أحدا ليتصل بها
أيوه أنا مين معايا
أنا رماح يا نسرين.
انتفضت في دهشة فهي لم تتوقع أبدا أن تسمع صوته في الهاتف.
استطرد رماح بعدما وصل إليه صوت انفاسها المضطربة
مجتيش ليه!
ارتبكت للغاية و تلعثمت قائلة
أنا..أنا..
قاطعها متسائلا
اضايقتي مني في حاجه!
ردت سريعا تنكر الأمر
لا أبدا..
صمتت قليلا ثم اردفتأنا بس....
لم تستطيع المتابعة فلم تجد كلمات تعبر أو تفسر حالتها.
تنهد و قال بنبرة حانية
أنا عايز اشوفك تاني يا نسرين متوقفيش زيارتك للعيادة.
تمتمت بحزن
أنا مش هاجي العيادة تاني.
تسائل
ليه!
أتلك نبرة خوف التي تسمعها في صوته!
فتحت فاهها أكثر من مرة في محاولة منها أن تجد ردا دون أن تذكر حديث والدتها الچارح فلم تجد ما تنطق.
خيم الصمت قليلا لا يقطعه إلا انفاسها المتلاحقة بصعوبة.
قال بصوت أجش
نسىرين أنا لازم اشوفك ضروري.
لم تفهم سبب اصراره على رؤيتها و لكنها وجدت
نفسها ترد
أنا هاجي العيادة بكره.
استطاعت الشعور بابتسامته في صوته عندما قال بارتياح بالغ
خليها بره العيادة فيه كافيه فتح جديد جنب العيادة إيه رأيك
لم تكن أخلاقها أبدا ان تقابل شابا غريبا في مقهى ما و لكن رغبتها في معرفة سبب اتصاله به وتلك الرغبة الملحة في لقائها دفعتها إلى الرد بخفوت و بنبرة مترددة
موافقة.
تنهد بارتياح و قال بلطف
و أنا هبقى في انتظارك.
صمتا قليلا ثم قالت بنبرة خجولة
أنا هقفل.
تنهد بعمق و قال بنبرة لطيفة
تمام يا قمري تصبحي على خير.
و أنت من أهل الخير.
ظلت تتأمل رقمه على شاشة هاتفها فترة لا بأس بها لا تصدق إنها كانت تتحدث معه منذ قليل.
شعور بالخۏف انتابها بينما تفكر هل من الممكن أنه يفكر
متابعة القراءة