رواية نوفيلا الفصول الاولي
المحتويات
هائلا العديد و العديد من الفتيات ينتظرن ادوارهن فجلست في مكان فارغ تنتظر انتهائه من العمل تأملت ما حولها بنظرات شاردة لتلاحظ إن أغلب الفتيات يلتقطن مرآة صغيرة بين الحين و الآخر للاطمئنان على زينتهن المبالغ بها في ظنها لمجرد موعد مع طبيب التغذية.
لاحظت اعينها بأحراج إنها كانت اكثرهن بدانة و اقبحهن مما دفعها إلى الانزواء في مقعدها و كأنها ترغب في اختراقه تشعر بالدنيوية و هي محاطة بفتيات منهن الجميلات و الرشيقات ممن يجذبن انتباه أي شاب.
دفعها الأمر إلى أن تتسائل بحيرة ما الذي قد يدفع شابا كرماح يرى يوميا من الفتيات أجملهن لا تدرك سببا لاحتياجهن إلى طبيب ليختار في النهاية فتاة مثلها.
انتبهت إلى خروجه من الغرفة يودع مريضته لتتأمله نسرين قليلا و تلك الابتسامة اللطيفة على ثغره.
ألتفت عائدا إلى غرفته ليلاحظ وجودها فتبتهج ملامحه و يتقدم إليها يرتسم على ثغره أجمل ابتساماته.
قال بتلك النبرة الحانية التي يستخدمها معها دائما
ردت بخجل تتجنب النظر إلى عينيه الساحرتين
مكنتش عايزه اعطلك.
اتسعت ابتسامته قائلا بنبرة محبة
أنت تعطليني زي ما أنت عايزه.
أخفضت رأسها في خجل لتبرق عينيه بحب و هو يتأمل رأسها المنحني.
قال عندما وجد نفسه قد أطال النظر إليها مما تسبب في خجلها
هبلغهم إني همشي و اجيلك تاني.
أومأت في صمت ثم راقبته و هو يخبر الممرضة بقرار ذهابه تلاحقه نظرات الفتيات المعجبة.
عاد إليها سريعا قائلا بلطف
يلا بينا.
اتجها معا متجاورين إلى الردهة في الأسفل لتلاحظ وجود الفتاتين في مكانهما.
توقفت في مكانها و احرقت العبرات عينيها كأسيد حارق عندما ارتفع صوت أحداهما قائلة بسخرية
قالت الأخرى
يا بنتي و لا مېت ونش هيقدر يشيل الأحجام ديه.
تقدم بخطوات بطيئة تجاههما و التقط الهاتف فوق مكتب الاستقبال يطلب رقما ما.
ما أن رد الطرف الآخر حتى قال بحزم
فيه بنتين من التمريض هيجولك دلوقتي صفي حسابهم و مشيهم من هنا و مش عايز اشوف وشهم تاني.
شحب وجه الفتاتين و أصبح يحاكي لون المۏتى حاولت احداهما التحدث إلا إنه قد رفع كفه أمامها و قال ببرود
كرامة خطيبتي من كرامتي و اللي يخلي دمعة واحده تنزل من عينيها يبقى جنى على نفسه خلاص.
عاد مرة أخرى إلى نسرين التي كانت تراقبه بأعين لامعه مشدوهة بفعل تصرفاته و ما أن التقط كفها يقودها إلى الخارج حتى أصابها الأدراك فجأة إنها ليست معجبة فقط بل هي عاشقة إلى حد النخاع.
ألا يتحدث عما حدث سابقا
تحبي ناكل فين يا قمري!
أمتلأ قلبها حبا لذلك الرجل الحنون و قالت بجراءة لم تتخيل أن تمتلكها يوما ما
إي مكان تبقى فيه هيبقى أحلى مكان في عيني.
ذهب رماح ليحاسب على الطعام بينما هي فقد كانت تراقبه من بعيد أكان الطعام أكثر لذة في وجوده!
لم يكن يخجل من وجودها معه أو النظرات التي ترمقاهما بسخرية و همساتهم بكلمات على غرار
هو أحلى منها بكتير..إيه اللي جبره يبقى مع واحده زيها...ده معندوش ذوق خالص إيه منظر اللي داخل بيها.
و آلاف الكلمات و لكن دعاباته و ابتسامته كانت تحاوطها برعاية و تصم اذانها عن همسات من حولها.
عاد سريعا إليها قائلا بلطف
يلا بينا يا قمري.
أومأت في صمت بينما هي تسير بجواره لا تسلم من سخرية الناس الواضحة في نظراتهم رغم إنها لم تكن المرة الأولى التي تدرك بها مدى قبح جسدها إلا إنها لم ترغب أبدا في أن يسمع رماح تلك الكلمات مرة أخرى فيكفي ما حدث في المشفى.
خطفت نظرة إليه لتجد ملامحه جامدة دون أي تعبير مما أقلقها و لكن سرعان ما أصبحت لطيفة و هو يلتفت إليها قائلا بغيرة و ضيق
أقوم اقتلهم دلوقتي.
رفعت أعين حائرة
متابعة القراءة