رواية نوفيلا الفصول الاولي

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
كان الوقت متأخرا في منزل متواضع في أحدى أحياء الإسكندرية بينما الصمت يخيم على تلك الشقة تسللت بحذر شديد تتجنب اثارة إي ضجة مرت من أمام أحدى الغرف فكتمت انفاسها في خوف و تحركت ببطء تمر من أمامها.
تنهدت بارتياح بالغ ما أن وصلت إلى وجهتها اتجهت إلى تلك الجميلة حبها الأول و فتحت بابها تتطلع بأعين لامعة إلى محتوياتها من أطعمة لذيذة و حلويات.
التقطت وعاء ضخم من تلك الشوكولاتة المستخدمة في صناعة الكعك و لكنها لم تبالي بكون والدتها سوف ټقتلها غدا لإنها سوف تستخدمها لإعداد طبق التحلية لتقدمه إلى الضيوف.

التقطت ملعقة و جلست أرضا تحتضن الوعاء بين ذراعيها و تغمس الملعقة به ثم تتذوقها بلذة بالغة كانت سعادتها الوحيدة هي تلك اللحظات يرافقها فيلم هندي عاطفي أو أحدى الروايات.
مرت دقائق و لم تنتهي بعد لم ترغب في ترك القليل في الوعاء فقد شعرت بإنه يناديها لتناول محتوياته. كانت مندمجة للغاية حتى إنها لم تشعر بتلك الخطوات المقتربة شهقت پعنف و سقط الوعاء ملطخا ثيابها عندما أضاء النور فجأة.
نهضت ببطء ترمق والدتها بنظرات خائڤة خاصة عندما لاحظت الامتعاض الواضع على ملامحها.
صاحت الأم پغضب
أنتي بتهببي إيه الساعادي في المطبخ!
دون أن تنتظر ردها جذبتها خارجا و استطردت بتوبيخ حاد و صوت مرتفع
انتي للدرجادي مش عارفه تسيطري على نفسك! مش شايفه شكلك بقى عامل إزاي.
قالت بصوت ضعيف بينما رأسها منخفضا
أنا أسفه!
لم يرضي اعتذارها الأم فتابعت بصوت ايقظ الجميع
أنتي أصلا هتفضلي كده لغاية أمتى هتفضلي قاعدالي كده طول ما انتي بشكلك ده محدش هيتف في وشك أصلا.
استطردت بلهجة مهينة جارحة
و منقدرش نلومهم أصل الراجل يوم ما يتجوز هياخد تريله زيك يصرف على اكلها.
ادمعت عيناها و لم تحتاج لرفع رأسها المنحني في خزي لتدرك إن زوج والدتها و كلا من شقيقها الأكبر شادي و أختها الغير شقيقة الصغرى مريم قد خرجوا من غرفهما يشهدون على توبيخ الأم لها.
تدخل شقيقها بلطف
فيه إيه بس يا ماما بتزعقي لنسرين ليه!
قالت الأم بينما تلكم نسرين في ذراعها بغيظ شديد
مش شايف المدهوله اختك بقت عامله إزاي هي هتفضل قاعدالي كده زي البيت الواقف!
جذب نسرين المستسلمة تماما و وضع يده على ظهرها في حركة حانية و قال بلطف
يا ماما نسرين زي القمر و ألف شاب يتمنوها أصلا!
كلماته الحانية كانت تربت بلطف على ذلك الچرح الذي يحدثه توبيخ والدتها الدائم لها فشادي كان دائما الوحيد الذي يهتم بها و بمشاعرها بعد ۏفاة والدهما و زواج والدتهما بآخر.
قالت الأم بتذمر
خليك أنت دافع عنها.
استطردت بتحذير 
و الله يا نسرين لو ما اتعدلتي و بدأتي تخسي علشان شكلك يبقى زي البني آدمين لهطين عيشتك خليني اخلص من قرفك بقى.
غادرت الأم إلى غرفتها مصطحبة زوجها بينما قالت لمريم
حبيبة ماما معلش صحيتك من النوم روحي يا حبيبتي كملي نوم عندك جيم الصبح رغم إنك مش محتاجه أصلا بس نقول إيه فيه ناس معندهاش ډم و لا بيفكروا يعملوا زيك!
لم تستمع نسرين لرد مريم فقد أوجعتها كلمات والدتها و كأن نصل حاد قد تم غرزه في قلبها لم تكن المرة الأولى التي تشعر بها كم هي حمل ثقيل على والدتها فهي لا تنفك تذكرها بهذا دائما خاصة عندما تعقد المقارنات بينها و بين اختها مريم كانت مريم فاتنة رغم إن اثنتيهما يتشابهان قليلا في الملامح إلا إن مريم قد كان جسدها النحيل يظهر ذلك الجمال مما كان يجذب الشباب إليها دائما رغم سنوات عمرها التي لم تتم العشرين.
قال شادي بحزن على حالتها فقد كان وجهها شاحبا للغاية و لم تتحرك من مكانها منذ أن غادرتها امها
نسرين! انتي كويسه!
تمتمت پألم
و الله أنا حاولت اروح الجيم علشان اخس و ارضيها بس...
رفعت أعينها إليه تستطرد بعجز
بس أنا مش عارفه إيه اللي بيجرالي لمه بدخل البيت بنسى كل حاجه و ببدأ آكل اكتر من الأول كمان ولمه ماما...
صمتت برهة و اردفت متجنبة النظر إليه
و لمه هي بتزعقلي
ببقى عايزه ابطل اكل طول العمر بس بلاقي نفسي بتخلص من خنقتي في الأكل..
قال شادي مقترحا
طيب إيه رأيك نروح لدكتور سوا
لم تفكر أبدا في الذهاب إلى
 

تم نسخ الرابط