رواية نوفيلا الفصول الاولي

موقع أيام نيوز


ذلك الغريب.
فركت يديها معا في توتر بينما تتخذ مكانا بجوار شقيقها في انتظار دورهما في عيادة الطبيب رفعت رأسها لتجد المكان مزدحما فكما سبق أن اخبرها شادي بينما هما في سيارته إن ذلك الطبيب من أشهر الأطباء رغم صغر سنه إلا إنه حاز على حب جميع المرضى و صار الأقبال عليه أكثر من أي طبيب آخر.
أنسة نسرين محمود عباس!
ما أن سمعت اسمها حتى تشبثت في ذراع شقيقها في توتر و كأنها طفلة قد قادوها في رحلة بغيضة إلى طبيب الأسنان.
همس شادي و هو ينحني برأسه تجاهها
متقلقيش يا بنتي ده مجرد بس هيتكلم معاكي و يحددلك الحاجات اللي تاكليها. الموضوع مش مستاهل التوتر ده.

أومأت في صمت فهو محق و لكن شعور الترقب بداخلها كان يزداد كما إنها تخجل كثيرا من اللحظة التي يعرف بها الطبيب وزنها الضخم كما إنها أعدت آلاف السناريوهات عن ردة فعله المصډومة و التي غالبا ما كانت تنتهي بإحراجها الشديد.
ابطأت خطواتها لتكون خلف شادي دون أن تلاحظ ابتسامته مدركا مدى توترها الذي لا سبب له.
دلف إلى الداخل معها ليبتسم ما أن اسرع الطبيب الشاب لاحتضانه قائلا بسعادة
مش معقول و الله! بعد السنين ديه نتقابل.
احتضنه شادي و قال
وحشتني و الله يا رماح.
و أنت كمان يا ابني
ثم استطرد بتساؤل ما أن ابتعد عنه
بس أنت جاي هنا ليه!
ابتسم بينما نسرين تتابع الموقف من خلفه دون أن تنظر إلى الطبيب رغم إن نبرة صوته كانت مألوفة بالنسبة إليها.
رد شادي
أنا هنا مع أختي الصغيرة نسرين لو تفتكرها.
عندما ذكر شادي شقيقته استطاع رماح أن يلاحظ ذلك الجسد خلفه ليبتسم ما أن لاحظ محاولاتها في التخفي خلف شقيقها. ابتعد شادي من أمامها مما سمح له برؤيتها لتتسع ابتسامته فقد تعرف إليها و عندما لم تبذل أي جهد لترفع رأسها و تنظر إليه فقد قال دون أن يبعد عينيه عن رأسها المنحني
طيب اتفضل أنت يا شادي و متقلقش عليها احنا هنتكلم بس دلوقتي و نبدأ نخلي فيه نظام نمشي عليه بعد كده.
أومأ شادي و الټفت مغادرا يتجاهل نظرات نسرين المترجية ما أن غادر حتى قال رماح بلهجة مشاكسة
غريبة يعني أمال فين لسانك بتاع امبارح!
رفعت رأسها سريعا لتشهق في صدمة بعدما أدركت التفسير لكون صوته مألوف للغاية فما هو إلا ذلك الغريب الذي ازعج منامها ليلة أمس.
تسائلت بدهشة
أنت بتعمل إيه هنا!
غمزها بمشاكسة و رد بمرح
أنا ابقى الدكتور يا قمري و كمان صاحب أخوكي.
استطرد بصوت أجش بينما يتقدم ليقف قريبا منها
شوفتي الصدف الحلوة!
رمقته بضيق رغم إنها لا تنكر شعورها بالسعادة لرؤيته مرة أخرى فهو صاحب أول كلمة لطيفة تقال لها طيلة سنين عمرها.
ابتسم عندما وجدها تحاول ادعاء الضيق دون أن تدرك إنها مكشوفة للغاية أمامه فبراءتها لم تعرف الخداع و التظاهر أبدا و هذا ما أدركته عينه الخبيرة منذ أن رآها لأول مرة.
رجع إلى مقعده مرة أخرى و أشار لها لتجلس و قد استعاد جديته كطبيب.
تسائل بروتينية كما اعتاد مع مرضاه جميعا
إيه سبب إنك تقرري تيجي العيادة هنا يا نسرين
ظهرت الحيرة في عينيها فهي لم تتوقع مثل هذا السؤال و لذلك ربما لم تعد إجابة نموذجية منمقة فقررت اختيار الصدق و ردت بتمهل
أنا عايزه اخس...ابقى زي البنات.
صمتت قليلا ثم استطردت متجنبة النظر إليه و قد تذكرت كلماته ليلة أمس
عايزه يبقى شكلي جميل و اقدر ألبس و اخرج و أحب و اتحب.
تنهدت بعمق قائلة في نهاية حديثها
عايزه
اعيش حياة طبيعية.
حرك رأسه بعدم رضى ثم تسائل
لاحظتي إنك مقولتيش حاجه نفسك فيها كل كلامك عن اللي البنات التانيه بتعمله!
بهتت ملامحها و هي تفكر في كلامه ليستطرد بينما عينيه تتابع وقع كلماته عليها
فكرتي نسرين عايزه إيه علشان تبقى سعيدة!
كان السؤال في غاية السهولة في ظاهره و لكن وقعه عليها كان صعبا فقالت بنبرة واهية مدافعة عن نفسها بضعف
ما أنا بفكر في نفسي ديه الحياه اللي هتسعدني.
رمقها بعدم تصديق و لكنه اكتفى بالصمت فقد مر عليه حالات كثيرة مثل نسرين و مع نهاية جلساتهن معه تغيرت الكثير من المفاهيم في حياتهن.
طيب يا نسرين اقفي على الميزان بس ارفعي راسك لفوق مش عايزك تشوفي
 

تم نسخ الرابط