رواية شيرين الأول الجزء الثاني

موقع أيام نيوز


أنا هاتكلم مع عميد الكلية وأنتي عارفة إنه صاحبي من زمان وبيعزي وأول ما اخلص كل حاجة معاه هاقولك هنبدأ امتى
تمام.. شكرا أوي يا دكتور أسامة.. بجد مش عارفة أقولك ايه
متقوليش حاجة ولا تشكريني أنا كمان مبسوط إني شوفتك تاني وعرفت إنك عندك استعداد تنزلي الجامعة..
وأنا كمان اتبسطت إني شوفت حضرتك..
ودعته شيرين لتتوجه للخارج وهي سعيدة بأنها حققت شيئا ولأول مرة لن تعمل لدى كريم أو آدم فقط لنفسها.
جامعة .. جامعة ايه أنت بتستهبل عليا ولا ايه... ماشي تراقبها كويس والحرف اللي تقوله يبقا عندي... حطيت كاميرات المراقبة...

رمى آدم هاتفه بحنق على الأرض وخلل يداه بشعره ده أنتي بتلعبي معايا بقا!! أنا هاوريكي يا شيرين!
توجه ليحمل هاتفه وقد وجده تهشم لېصرخ غاضبا يلعن أبوك وعلى اليوم اللي شوفتها فيه وأبو التكنولوجيا التافهة دي!!
ترك مكتبه ثم توجه لفاطمة معلش يا فاطمة ممكن أعمل مكالمة من عندك.. أصل.. أصل تليفوني وقع من غير ما اخد بالي ومحتاج أكلم مراد ضروري
طبعا يا ابني اتفضل.. ده أنت اللي جايبهولي تبسمت له ثم ناولته اياه وما إن توجه خارجا نظرت له وقد تعجبت لغضبه ولكنها لم تتجرأ أن تتحدث معه وهو بمثل هذه الحالة
تبعتلي زفت موبيل جديد النهاردة!! آمره بجفاء
وهو ايه اللي حصل لموبيلك خد دوره من الټعذيب زي مكتبك امبارح مش كده سأله ليستفزه فلا يعقل ما يفعله
يوووه بقا متقرفنيش!! صړخ به حتى كادت أذنه أن تصاب بالصمم
طيب طيب خلاص.. هاجيبلك موبيل جديد وابعتهولك كمان شوية
هات حد يشاغل في الشركة بدل هشام وشيرين واعمل أنت ال Interview
حاضر!! تؤمرني بحاجة تانية يا آدم باشا زفر بضيق
لا! اجابه ببرود
بالحق!! هتعمل ايه في موضوع مدير أعمالك هتست..
الزفتة دي هترجع ڠصبا عن عينها وهتكمل معايا قاطعه صارخا مجددا پغضب
آدم أهدا ومت.. لم يكمل جملته وقد وجده أنهى المكالمة ليتعجب
هي البنت دي عملت فيه ايه ده حتى معملش ربع اللي بيعمله ده لما عرف ميار عملت ايه.. أنا بجد عمري ما شوفته كده ولا حتى لما عمي ماټ!! الله يكون في عونها من اللي هايعمله فيها.. أنا بجد مش عارف المرادي ممكن يكون فيه ايه في دماغه!
تمتم ماسحا على وجهه ليخبر سكرتيرة مكتبه أن تحضر هاتفا وترسله مع سائقه الخاص لآدم.
أنتي اټجننتي مش كده! صاحت حبيبة بشيرين الجالسة أمامها
لا قولي إني عقلت أجابتها بهدوء لتحتسي بعض العصير
ده بيحبك پجنون وأنتي سيبتيه كده بكل سهولة ليه عملتي كل ده ما اهو أعترفلك اهو بكل حاجة.. ده أنا لما شوفته في المستشفى كان هيتج..
أكيد كل ده مش سهل عليا!! صاحت لتقاطعها أنتي فاكراني طوبة معنديش احساس ولا مشاعر ولا فاكراني بقيت لوح تلك زيه سألتها وقد لانت نبرتها
ما كنتي تحاولي شوية يا شيرين معاه..
أحاول مع آدم.. أحاول مع كريم.. أحاول انسى مۏت أهلي.. أحاول أعيش.. أحاول أتنفس.. أحاول أشتغل!! أنا خلاص بقا زهقت من حياتي وزهقت من تحكماته وعصبيته وقلة أدبه.. مش هاسيبه يعمل فيا اللي عايزه وكأني رهن إشارة منه عشان يرضي غروره.. ده أنا أدوس على قلبي برجليا ولا إني أرجعله تاني.. أنا خلاص مبقتش عايزة أشوف وشه اڼفجرت بوجهها وقد دمعت عيناها
أنت خاېفة يا شيري مش كده سألتها حبيبة لتتفحص عسليتاها اللتان أسرتا دموعها لتومأ لها خلاص يا حبيبتي.. في النهاية ده قرارك وأنا معاكي فيه وجنبك.. ويا ستي كده كده هاشوفك أكتر وأنا المستفيدة صاحت لتبهجها قليلا وقد ابتسمت لها ثم حاولت أن تغير الحديث قوليلي بقا فكرتي في شغل
ممم.. دي كمان مفاجأة اجابتها لتلمع عيناها
كده بردو يا بنت سمية ومقولتليش لغاية دلوقتي! ده أنتي حلال فيكي المۏت وابعتك كمان لسوسو تموتك كمان ملرة.. انطقي واحكيلي يالا بسرعة أخبرتها بلهفة
فاكرة.. كان عندي دكتور في الجامعة كان أسمه أسامة
ممم.. باين كده.. مش ده يوم تخرجك كان لابس نضارة والقطة أكلت شعر راسه وخلت بدالها الصلعازينعقدت حاجباها وضيقت عيناها ماله
هاشتغل مساعدته يا ستي وهبقا معيدة في الكلية!! اجابت شيرين ضاحكة لما قالته حبيبة 
شيرين أنتي بتهزري!! أنا بجد سعيدة إنك عملتي كده! أيوة بقا يا شيري يا جامد ورينا اللعب وسعت عيناها وابتسمت لما سمتع ما قالته صديقتها
ولا آدم ولا كريم! أهو كده احسن
مين عارف!! مش بعيد أسامة بتاعك ده كمان يحبك
يا مچنونة.. ده عنده تلاتة وخمسين سنة صاحت بها لتقهقه حبيبة
بهزر معاكي ياختي متتعمليش فيها بقا
مچنونة!! هزت رأسها بإنكار ثم أكملت يالا بقا نروح لحسن الوقت أتأخر.. همست شيرين لتغادرا سويا لمنزلها.
مرت الأيام ليراقبها آدم بصمت ونوبات الجنون والڠضب تتملك منه مرة بعد أخرى.. ونوبات الإشتياق تقتله كل ثانية وكل ما ينتظره بلهفة هو موعد رجوعها منزلها كي يراها أمامه على الشاشات بمنزله ويتجرع من زجاجاته حتى حطم رقما قياسيا فلم يعاقرالشرب هكذا بحياته من قبل وأصبحا الخمر والدخان جليساه الجديدان. لم يعطي اهتمامه لأي شيء حتى أهمل نفسه ولم يأكل إلا نادرا.
لم يستطع مراد أن يخرجه من منزله بالكاد يوقع بعض الأوراق وترك العمل ليقع على عاتق مراد وحده لم تتوقف زوجة مراد عن الشكوى ولكنه لا يستطيع أن يواجهه بذلك فإن كان يخافه من قبل فقد تحول الآن لشخص آخر لا يستطيع التعرف عليه فقد الكثير من الوزن وأطلق لحيته وأصبح عكر المزاج فبدا كالۏحش حتى قد خاف مراد أن يذهب لمنزله أو أن يتحدث معه بأي أمر غير العمل فتصرفاته أصبحت غريبة لا يستطيع أن يتنبأ بها.
تقدمت شيرين بعملها وقد أعجب الجميع بها وحتى الطلاب بالكلية قد أحبوها كثيرا وقد أعطت لهم كل وقتها وأصبحت تساعد الجميع وقټلت آلامها بقضاء يومها بأكمله تقريبا بالكلية.. فكلما مر الوقت تشتاق له تتمنى أن تراه ولو صدفة.. أو تعلم عنه أي شيء.. فكرت أن تتحدث لمراد لتطمئن عليه ولكن لم تريد أن تضعف أو تظهر أمامه بأنها مازالت تفكر به..
لم يتركها يوسف أو حبيبة ليوم فكانا بجانبها حتى لا تشعر أنها وحدها.. ولكنها كانت تشعر بالوحدة عندما تغلق عليها باب منزلها كل ليلة لتتألم في صمت حتى يتسلل النوم لجفونها بصعوبة لينتشلها من أفكارها ثم استيقظت كل يوم لتختبأ خلف ثقتها المزيفة وبراءة وجهها البشوش دائما.. حاولت أن تفعل كل ما تحبه ولكن لا شيء يفيد.
مرت بهم الأيام وسط صمتهما ومشاعرهما التي تقتلهما ببطء حتى دخلت بيوم مكتب دكتور أسامة بعد أن أستدعاها لأمر هام لتفتح عيناها پصدمة وينفرج ثغرها من من يجلس أمام مكتبه على الكرسي المقابل
ازيك يا آنسة شيرين! سألها ببروده المعتاد وابتسم بإقتضاب ليتفحص عسليتاها البريئتان اللتان قټلتاه شوقا لأشهر وحدق بها بتلك الرماديتان اللاتي لم تتركا مخيلتها ولو لثانية واحدة.....
بارت 18
ظل يتفحصها وهو يفكر كيف أستطاع أن يتحمل فراقها عنه لتلك الأشهر كيف أستطاعت هي أن تحرمه من هواءه الذي يتنفسه بسهولة كلما كان بالقرب منها تمنى أن يهرول نحوها ويحتضنها لباقي حياته.. أن يتذوق
 

تم نسخ الرابط