رواية شيرين الأول الجزء الثاني

موقع أيام نيوز


كل فتيات العالم
شكرا أخبرته مبتسمة لتلمس يده ليفآجأ هو من ردة فعلها الأكل حلو أوي والمنظر كمان من هنا جميل بجد كنت محتاجة إني أغير جو شوية القعدة في البيت مملة فعلا.. بس كمان في حاجة تانية أخبرته ثم توجهت نحوه لينظر لها
فيه ايه سألها متعجبا
هتاكل ڠصبا عنك يا آدم يا رأفت صاحت به تطعمه بيديها
ده واضح إنك بقيتي شبهي اوي! سألها بإبتسامة مغرورة
يالا بقا متضيعش الوقت.. القعدة هنا حلوة وعايزة اتبسط بيها شوية قبل ما نرجع تجاهلت سؤاله لتطعمه بيدها مثل ما كان يفعل معها الأيام الماضية
مش ممكن! ده أنتي فعلا بقيتي شبهي تمتم وقد سمعته جيدا ولم يقل شيئا بعدها فقط تناول معها الطعام وتفحص ملامحها البريئة وتصرفاتها الطفولية التي أصبح يعشقها.

مرت ساعتان عليهما ولم يشعرا بالوقت.. تجولت باليخت فقد عجبها حقا نظرت له وهو يتفحصها لتفكر هي بما قاله أنها أول من يحضرها إلي هنا فلم تريد أن تصعب الأمر عليه فقط سمعته وتقبلت ما قاله بدون جدال..
تفقدت الساعة لتجدها قاربت الحادية عشرة أوووف.. ايه الحظ ده أتأخرنا اوي! زفرت في حنق يالا نمشي بسرعة صاحت بقلق
أنا كلمتهم والدكتور قاعد لغاية الساعة اتنين.. لسه قدامنا وقت
طب ليه ماقولتليش تنهدت بحزن
عشان من الطبيعي إنك متحسيش إنك قلقانة وأنتي معايا آخبرها پغضب وهي لم تدري لما ڠضب هكذا لتتعجب بداخلها لإنفعاله الذي آتى من اللا شيء.. يالا آمرها بهدوء مرعب لتتبعه للخارج
بعد قليل ذهبا للطبيب ثم أخبرها أنها أصبحت على ما يرام وفك الجص من يدها وقدمها وكتب لها بعض الأدوية لتساعدها على تمام الشفاء.. كادت أن تطير فرحا بعد خروجها من غرفة الطبيب.. مشت بسرعة كمن يجري فكانت مثل الطفلة الصغيرة فتبسم آدم لتصرفتها تلك أخيرا.. هم وانزاح كنت حاسة إني متكتفة بالجبس ده صاحت لتخبره بسعادة
ابقي خدي بالك وأنتي سايقة عشان متتكسريش تاني
لم تكترث شيرين بما سمعت ولم تكن في مزاج يسمح بأحدى مجادلاته فقط جرت حتى وصلت للسيارة ليتمتم خلفها بخفوت حتى لا تسمعه أنا شكلي كده بحب عيلة صغيرة مچنونة
دخلا السيارة ثم فجأة التفتت له وملامحها غريبة حتى قد ظن أنها جنت عايزة آيس كريم.. والقهوة اللي بحبها.. وكمان ممم.. سكتت لبرهة ثم أكملت خليها بقا مفآجأة
أنا مبحبش المفآجأت همس محذرا
مش مهم أنا متأكدة إنها هتعجبك صاحت بنبرة واثقة
خلاص مبقاش فارق معاكي هتضايق ولا لأ.. أظنك عارفة كويس لما بتنرفزيني بيحصل ايه سألها بحدة
لا الموضوع مش كده أنا بس واثقة إن المفاجأة هتعجبك أجابته بنظرة طفولية ليهز رأسه بإنكار كمن سيجن
قاد آدم السيارة متجها ليحضر لها المثلجات والقهوة ولكن لم يعرف ما قصدت بالمفآجأة فهو لا يحب أن يدع شيئا للحدوث دون علمه ولكن حاول السيطرة على نفسه ولم يرد أن يفسد اليوم عليها فهي بدت سعيدة حقا وكان هو سعيد لسعادتها تلك وتمنى أن يراها هكذا دائما..
مر الوقت ليعود لمنزله ولكن تركته كي يعمل وأقنعته أنها تريد التحدث لحبيبة وترتيب بعض الأشياء كما تريد أن تأخذ حماما ساخنا وبعد ساعتان نظرت لنفسها بالمرآة وتنهدت يا أنا يا أنت يا آدم يا رأفت!! همست بقلق ولكنها كانت تبدو واثقة مما كانت تريد فعله.
أنتظرت حتى دخل غرفته وتريثت قليلا ثم طرقت بخفة على الباب ودخلت حاملة صينية طعام لهما فهي تعلم أنهما لم يتناولا الغداء حتى الآن لتجده كالعادة عار الصدر ويرتدي بنطالا أسود اللون لم تدع فرصة ليؤثر عليها بجاذبيته الطاغية التي تفقدها عقلها دائما وحاولت ألا تعطيه تركيزها لأنها تعلم جيدا إذا نظرت له ستفقد القدرة على الكلام.
ويا ترى ده ليه سألها مشيرا للطعام
مجرد تغيير اجابته بعدم أكتراث
أنا عمري ما أكلت في اوضتي قبل كده
وماله.. اعتبرها أول مرة دنت منه جالسة على الأريكة لتضع الصينية على طاولة صغيرة أمامهما يالا.. بدأت بإطعامه وهي مبتسمة ثم أطعمت نفسها كذلك ايه رأيك سألته لينظر له مضيقا عيناه
كمان بتعرفي تعملي أكل
لما بكون فاضية بس اجابته بإبتسامة
مديرة أعمال ذكية وطباخة شاطرة وايه كمان رفع حاجباه متعجبا
ممم.. خاللي كل حاجة لغاية ما تعرفها بنفسك اجابته ليهز رأسه ببروده المعتاد ولكن يشعر أن خلف كل ما تفعله هذا شيئا وسيعلمه
الأكل عجبك بجد سألته بجدية
لو الأكل ما مبيعجبنيش استحالة آكل منه خليكي واثقة في ده أنا مبجاملش في الأكل اجابها بغروره المعتاد
يا بارد يا قليل الذوق أنت عمرك ما هتتغير أبدا!! صړخ عقلها ولكن حافظت على ابتسامتها وما أن فرغا حتى أبعدت الطاولة قليلا لتقترب منه والټفت نحوه وتأكد الآن أن كل هذا الإهتمام كان وراءه شيئا كل ما تمناه لحظتها أن يحافظ على هدوءه وألا يفقد أعصابه وسيطرته عندما تتفوه بشيء غبي!
فاكر لما قولتلك إن فيه مفآجأة سألته ليهمهم هاززا رأسه ولكن لم ينظر لها وعبث بهاتفه منتظرا أن تتحدث بما تريده فهو يعلم جيدا أن هناك آمرا ما سيزعجه وراء كل ما تفعله همست بقليل من الحزن وقد فقدت الأمل بتصرفاته وهي متأكدة من داخلها أنه لم يروقه طعامها وأنتظرت أن ينظر لها ولكن تحول مجددا ليعاملها ببرود وكأنه القارة الجنوبية المتجمدة
ومين قال كده سألها غير مكترث
طريقتك وأسلوبك ده
لا أنتي غلطانة أخبرها ببرود ليجعلها تجن ولكن حاولت ألا تظهر هذا
آدم.. نادته محمحمة ولكنه لم ينظر لها فقط همهم ببرود الله يحرقك يا ديب فريزر الكلب فكرت وكاد صبرها أن ينفذ ثم أكملت بصلي
مش شايفة إني مشغول شوية همس ببرود مدعيا أنه يفعل شيئا هاما لتقترب شيرين منه فجأة تكاد أن تنام على صدره فقط لتنظر ماذا يشغله
مشغول بلعبة!! تعجبت وقد نفذ صبرها تمام.. خليك للعبتك.. هابقى اجيلك بعدين أخبرته وأرادت أن تنهض ليجذبها من يدها لتقترب منه ثم نظر لها متفحصا عيناها لتفقد تركيزها تماما وكادت أن تتحدث فأسرع هو
عايزة ايه سألها بصرامة
أنا مش.. بصراحة.. كنت عايزة تلعمت لتشعر بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها
أنا عارف إن فيه حاجة ورا كل ده وفي الغالب هيعصبني.. فياريت تتكلمي عشان خلاص تكة ومش ضامن عصبيتي بعد كده
مم.. مفيش.. يعني.. أغمضت عيناها پعنف وعضت شفتاها بتوتر ليبتسم لثانية من فعلها الطفولي ثم أفتعل ملامح الڠضب حتى لا تلاحظ هي
شيرين! ناداها بهدوء وصوته الأجش جعلها ترتعب
نعم..
افتحي عينك وبصيلي آمرها بنبرة مخيفة لترمش وتفتحما ببطء ليكمل اتكلمي آمرها مجددا لتبتلع ريقها
عايزاك توافق تخليني ادي تصريحات لكام جهة إعلامية ارجوك يا آدم وافق بلاش تتعصب وتتنرفز صدقني هاخد موافقتك ورأيك في كل حرف قبل ما أعمل اي حاجة كل حاجة هتم زي ما أنت عايز التصريحات دي هتكون مهمة اوي الفترة الجاية.. لو سمحت مترفضش وأقبل ودي هتكون آخر حاجة أطلبها منك
اڼفجرت بالكلام وسط أنفاسها المتعالية لتنظر له بړعب في انتظار ردة فعله ليترك يدها ويعبث بسبابته على شفته السفلى ثم نهض ليتجول في غرفته واضعا يداه في جيباه بغرور.
نظرت له شيرين وقد علمت أنه هذا الۏحش
 

تم نسخ الرابط