رواية فاطيما الفصول من الثامن عشر للاخير
المحتويات
أحزان طيلة العمر
استمعت إلي وصولهم وفتحت لهم الباب بابتسامة بشوشة جعلتها كالحوريات من رقتها
أشارت اليهم بيديها للدلوف مرردة بترحيب
أهلا وسهلا بيكم نورتي بيتي المتواضع
تبادلوا السلامات جميعا وجلسوا في غرفة الاستقبال
كانت فريدة تنظر إلي المكان بانبهار فنظافته ورائحته العطرة اخترقت أنفاسها كانت متعجبة كيف لمريم ومن أين أتت بتلك الشقة ذات الأساس العصري المنمق فالبطبع ثمنها غاليا ولكن نفضت التفكير عن رأسها حينما استمعت إلي جميل يردد
شوفي يامريم يابنتي أنا جاي النهاردة مش مع رحيم كأب أطلب ايدك لااااا أنا جاي النهاردة وأنا في مقام والدك وهو يطلبني منك وأنا اللي أتشرط عليه
تمام يابنوتي القمر
رعشة خفيفة اجتازت جسدها داخليا فكيف لذاك الخلوق أن يخطف روحها بحنانه البالغ وأقسمت بداخلها أنه أب لم تلده الأيام لها
وأردفت بنبرة خجولة
شكرا ياعموا أنا والله مش عارفه أودي جمايل حضرتك دي كلها فين
اتسع بؤبؤ عينيه وأردف بنبرة تحذيرية مصطنعة
بنت عيب في بنوتة تشكر باباها علي واجبه تجاهها متقوليش كدة تاني
كان رحيم وريم وفريدة ينظران إليه بفخر لكون ذاك الرائع الذي لم يوجد أمثاله كثيرا أبا لهم وبالتحديد رحيم الذي ود أن يحتضنه ويقبله بنهم شديد لحنانه علي حبيبته
أنا جاي النهاردة يابابا وحابب أطلب منك مريم علي سنة الله ورسوله
أماء جميل برأسه مرددا بحكمة
وعندك استعداد تدفع مهر بنتنا الغالية ولا لا
ابتسم رحيم بعشق وأجابه وهو ينظر داخل عيناها بهيام
ده إللي تطلبه البرنسيسة مريم أفحت في الصخر علشان أجيبه لها لحد عندها وزيادة كمان
أعجبه رد رحيم بشدة وتسائل بجدية
عندك استعداد تواجه أي صعوبات تقابلك علشان خاطر بنتي ولا هتقع وتتخلي عنها في نص الطريق
تنهد رحيم بحب وأجابه بثقة
الطريق لو كله شوك همشيه معاها وأشيلها علي راسي وأتحمل ألمه ولا إنها تتوجع لحظة
أشاد جميل بتنبيه
خلي بالك مش هيحصل كويس لو زعلتها في يوم من الأيام أو جيت عليها أو عملت لها أي حاجة أو جرحت شعورها قولا أو فعلا ساعتها هقف صفها ومش هسمي عليك
ابتسم رحيم بخفة وأردف بدعابة
مين إللي يعمل كدة ده أنا غلباااان
ابتسم الجميع علي دعابته وهتف جميل ناهيا استجوابه بأخر
طيب خطوة الخطوبة وكتب الكتاب بالنسبة لي ميثاق مفيش رجوع فيه انت واثق من نفسك ومن اختيارك وانك مش هيجي يوم وټندم
أندم !
وتابع وهو ينظر لها بعشق
لو الزمن رجع بيا
ألف عمر لاختارتها في الألف ألفا
ولفتحت لها بابا ثانيا من أبواب قلبي وعززته بثالث واجلستها ف ثنايا القلب ثانيا فعسى المقام بالمقيم يليق فمرحبا بها أولا وثانيا وعمرا وأخيرا فلا الخصام طبعنا ولا الفراق طريقنا
كانوا ينظرون إليه بعيون منبهرة من عشقه اللامتناهي لتلك اليتيمة وكأن الله وضعها في طريقها كي يعوضها حنان الأم فكفاها بحنانه
وعوضها به أبا كانت الكلمات والنظرات الممتنة له لاتكفيه علي حديثه الذي أثلج صدرها وجعلها تهواه كثيرا
وحدثته عيناها بهيام
كيف لك أن تسحبني لعالمك بتلك الدرجة من العشق لك رحيمي
أنا ذائبة عاشقه متيمة وأكاد من فرط الجمال أذوب
لاعبارات الشكر تكفيك ولا قصائد الحب ترثيك ولا حكايات الغرام الذي عشت أقرأها وأسمعها تمثل ذرة واحدة من حبك ومن حنانك الذي رطب قلبي وجعله يجوب في هيامك
أما هو كانت عيونه في حضرتها لاتري غيرها وكانت أنفاسه تتلهف للقرب منها ولكن حدث نفسه
مهلا ياأنا مهلا ياقلبي اهدأ وانتظر فالصبر أخره جبر لاتتعجل
فأنا في انتظارك حبيبتي حتي نلتقي وللقاء لذة أعدك بأن مذاقها سيجعلكي تحلقين في سماء الهيام والغرام فلنتمهل
ولكن عدي حالك لأجل ذاك اللقاء الذي حتما سيكن حربا بين عاشقان فرقهما الزمان ولكن عادا بأمان وعودتهم لن تمر مرور الكرام
تحدثت فريدة قائلة بابتسامة
مبروك يا حبايبي ربنا يتمم لكم علي
خير يارب وأفرح بيكم
وتناولوا المباركات وقاموا بقراءة فاتحة الكتاب واتفقوا علي أن كتب كتابهم بعد أسبوعين من الأن وأخيرا التقي الرحيم ومريميته بعد عناء وطول انتظار
في منزل هيام شقيقة مالك وبالتحديد في الساعة الخامسة صباحا كانت تجلس علي تختها وهي تتصفح هاتفها باستمتاع وصوت الفيديو الذي تسمعه عال بعض الشيء
ولم تبالي لذاك النائم بجوارها وكأنه من عدم
تململ في نومه متأففا ولم يعد يتحمل حماقتها أكثر من ذلك
رفع الوسادة من علي رأسه ونظر إليها متحدثا پغضب
أنا مش فاهم إنتي إزاي عايشة كدة !
ولا بتعملي حساب لبني أدمين ولا عندك ذرة إحساس بغيرك
لوت شفتيها بامتعاض وهتفت بحدة
اصطبحنا وااصطبح الملك لله على
متابعة القراءة