رواية فاطيما الفصول من الثامن عشر للاخير
المحتويات
إنك هتفكري
كانت تنظر إليهم جميعا وعلي وجهها علامات السخط لتلك المحكمة التي ڼصبوها لها كما يجري في خاطرها
وآخرا استمعت إلي صوت ريم تردد برقة تشبهها
من فضلك يا ماما إنتي طول عمرك مديانا الحرية الشخصية في اختيارتنا وعمرك ماوقفتي قصاد حد فينا في أي حاجة ودايما بتدعمي رأينا ولو إحنا غلطانين تقولي لنا هسيبكم تكتشفوا ده بنفسكم
واسترسلت باستفسار
اشمعنا رحيم بقي اللي بتعملي معاه كدة
أنهت كلماتها بكل هدوء يشبهها وبدون أي انفعال
أصغت إليهم جميعا ثم رددت بانفعال
الله ده انتم متفقين عليا بقي ونصبتو لي المحكمة وكل واحد منكم شايف إن انا الشريرة في الرواية
لا ياماما خالص والله ده إنتي أعظم وأطيب أم في الدنيا كلها
وتابع استعطافه لها مرددا بهدوء استدعاه رغما عنه
أنا مش عايز أعمل حاجة من غير رضاكي ولا أخطي خطوة واحدة إلا بموافقتك ياست الكل
أشاحت بيدها دليلا علي انزعاجها وهتف جميل وهو يربت علي يديها
أنا إللي عايز أفهمه البنت ناقصها إيه عن كل البنات يا أم رحيم
اتسع بؤبؤ عينيها باستنكار وأردفت
والله ! انت مش عارف
وأكملت بصراحة مزعجة للجميع
أقول لك أنا علشان ملهاش أصل معندهاش عيلة من الآخر بنت ملاجئ وأنا ابني لازم يتجوز واحدة مأصلة وبنت ناس
أوعدك إني مش هكلمك في الموضوع تاني من النهارده ياأمي وأوعدك كمان إني مش هتجوز غيرها
واسترسل حديثه الغاضب وهو يدير وجهه إليهم ويتمسك بقضبان الدرج
وطالما كدة هطلع أبلغها حالا توافق علي ابن الأغنيا اللي منملكش نص مالهم اللي كان متقدم لها وانها تنساني علشان مطلعتش راجل قدامها
أنهي حديثه وصعد الدرج بسرعة غاضبة وقبل أن يصل إلي منتهاه استمع إلي نداء والده يردد بإقرار
استني عندك بطل تسرع
نطلبها منها وعرفها كمان إن أنا هبقي في منزلة باباها وإن أنا هبقي معاها هي واني هتشرط عليك علشان متفكرهاش سهلة وتضحك عليها ياولد
أدار وجهه ودمع الفرح في عينيه وكأنه لم يصدق حاله وهتف باندهاش
بجد يابابا أعمل كدة !
واسترسل بحزن
طيب وماما
نظر جميل إلي فريدة وهو يمسك يدها التي حاولت أن تنتزعها منه لشدة ڠضبها إلا أنه تمسك بها بشدة وهو يشير لها بعينيه أن تهدأ مجيبا
اعتبر ماما موافقة وأنا إللي اديتك الإشارة اطلع يالا بلغها وافرحو مع بعض ياحبيبي
يعني أنا بقي مليش لازمة وبتحطني قدام الأمر الواقع ولا ايه
انتصب جميل واقفا وردد وهو ينظر إلي ريم مبتسما
أنا هاخد ماما ياريما وهنقعد في الجنينة برة اعملي لنا كوبايتين قهوة علي
مهلك خالص ياحبيبتي
أشارت إليه برأسها بطاعة مردفة بابتسامة
حاضر يابابا من عيوني
ابتسم لها ممتنا لطاعتها وفهمها عليه
وسحب فريدة برقة إلي الخارج كي يتحدثان بهدوء وحدهما وهو مصر على إقناعها جلسا علي الكراسي الموضوعة في الحديقة وبدأ بالحديث قائلا
ليه معترضة كلنا ولاد تسعة ومخلوقين من تراب وراجعين بردو للتراب
فريدة بتشبس
ونعم بالله بس ده ابني وأنا عايزة له عروسة تليق بيه ايه مش من حقي
أجابها بعقلانية
من حقك طبعا لكن الولد مش بس حبها ده عشقها وباين عليه جدا والقلب معلهوش سلطان وده إللي ربنا قسمه له
رفعت حاجبيها وهتفت باستنكار
علشان بتشاغله دايما ومش سايباه في حاله لو بعدت عنه هينساها خالص
جميل پغضب
متعودتش منك علي أنك تجيبي سيرة الولايا بالغلط والعيب ياأم رحيم
وتابع حديثه بتأكيد
البنت
رفضت إنها تبقي دكتورة جامعية ومشيت من هنا وبعدت عنه خالص مش شكل مانتي بتقولي وابنك هو إللي بيجي لها وبيكلمها يبقي اعتراضك باطل ولازم تسحبيه
هزت رأسها پعنف وأردفت بثقة
تمام عندك حق في دي طب إنها بنت ملاجئ وملهاش أهل دي نعمل فيها ايه
ابتسم بحنو وأجابها
لو كنتي في عهد النبي والناس كانت بتكذبه علشان يتيم وحكموا عليه نفس حكمك علي بنت طلعت ڠصب عنها يتيمة كان هيبقي نفس موقفك ساعتها
اعترضت بشدة علي تشبيهه وهتفت باستنكار
إنت بتشبه سيدنا النبي عليه السلام بمريم والله إنت ظالم !
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأجابها
أنا مشبهتهاش بسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام أنا شبهتها بالموقف ده أولا
ثانيا سيدنا النبي عليه السلام بشړ زينا مش ملاك وربنا كان واضع المواقف إللي في حياته كلها لأسباب كتير ومن ضمن الأسباب إننا نقتدي بالمواقف اللي حصلت له ونتعلم
وتابع بتحذير
كدة إنتي ډخلتي في مرحلة الجدال وده غلط
صارا يتحدثان مايقرب من ساعه وفي نهاية حديثه كي يقنعها
ما تحكميش على اي علاقه انها هتنجح او هتفشل لمجرد الظروف اللي حواليها الأشخاص بتختلف والعقول بتتفاوت والزمن ذات نفسه بيغير المشكلة
متابعة القراءة