رواية فاطيما الفصول من الثاني عشر للسابع عشر
المحتويات
تقيل عليها عقبال ما تنزل
انتهت من كلماتها وتركتهم وذهبت الى المطبخ وهي في حيرة من امر ولدها وحدثت حالها بتعجب
ازاي يا مالك يا ابني تعمل حاجه شكل دي من غير ما تاخد رأيي انا مش مصدقه والله يلا هنشوف لما تمشي ونقعد نتكلم في الموضوع ده
ومكثت وقتها وهي تحدث حالها تارة بانزعاج وتارة بهدوء الى ان انتهت من طهيها
بعد مرور نصف ساعة انتهوا من تناول الطعام وجلسوا يتبادلون أطراف الحديث الى ان أحس مالك بإرهاق جوليا فنظر اليها قائلا
تحبي اوصلك للفندق لأن واضح عليكي التعب جدا
نظرت له بامتنان لشعوره بتعبها وأجابته بموافقة وهي تنظر إلي والدتة بعيون تشع سعادة ووجهت لها الحديث
ربتت عبير على ظهرها بحنو ورددت
ولا يهمك يا حبيبتي والبيت مفتوح لك في أي وقت تشرفي وتنوري
وبعد انتهاء السلامات ودعتها جوليا بال وكأنها تعرف عادات مصر وتحفظها عن ظهر قلب
خرج بها مالك من المنزل وأوصلها الى الفندق التي تمكث به بعد ان ودعها بمحبه ثم عاد الى منزله وجد والدته تنتظره على أحر من الجمر وما ان دلفا حتى وجهت له اسئلتها المباشره بعتاب
اولا انت ازاي تخطب من غير ما تعرفني يا ابني هو انا قد كده ما بقيتش مهمه بالنسبه لك
ثم انت ازاي تخطب واحده ولا تعرف عادتنا ولا تقاليدنا والله اعلم حياتها قبل كده كانت عاملة ازاي !
قطب جبينه باندهاش وأجابها بتساؤل
والله يا ماما هي مسلمة زيي زيها وانا قعدت شهر كامل هناك واتعرفت عليها غير ان احنا كنا بنتعامل مع بعض في الشغل
واسترسل حديثه بتوضيح
وبعدين انا ارتحت لها وارتحت جدا في التعامل معاها وده
كل اللي يهمني يا أمي
لم يعجبها رده فهي أكبر منه سنا وقلب الام يخبرها بأن هذه الزيجة لا تتماشى ابدا مع ولدها واشادت بنصح
لا ينكر انه انزعج من حديث والدته ولكن هو من خطا خطوته دون اي تشجيع من أحد نمي عن ارتياحه لها وهتف مطمئنا لها
مش عايزك تقلقي يا امي صدقيني لو حسيت ان اي حاجه مضايقاني مش هكمل عايزك بس تدعي لي بالتوفيق
ثم قرر ان يفاتحها في الموضوع الذي ابلغه به الطبيب عن حالته
والذي لن ينساه طيلة المدة الماضية وتحدث بملامح وجه مكفهرة
عايزه اقول لك يا ماما على حاجه بس تعاهديني انها ما تطلعش ما بيني وما بينك لحد ما نعرفها
ربتت على ظهره وطمأنته بتأكيد
قولي اللي انت عايزه يا حبيبي وما تقلقش سرك في بير
رمى بجسده للخلف وزفر أنفاسه پقهر وألقي علي مسامعها ماأشاد به الطبيب بالتفصيل
وما إن أنهي حديثه حتي صار صدره يهبط ويعلوا من شدة تأثره ووجيعة قلبه التي أډمت روحه وهو ينظر إلي والدته الذي وجد وجهها شاحبا كشحوب الأموات مما استمعت اليه اذنيها
لاحظ شحوب وجهها ودق قلبه بړعب علي حالتها البادية والتي لا تبشر بالخير وهتف وهو يحتضن كفاي يداها
ماما ممكن لو سمحتي متاخديش الكلام علي أعصابك أنا الحمد لله بقيت بخير والدكتور طمني إن العقار ده تأثيره طلع من جسمي بفضل العلاج والمتابعة واني بقيت كويس جدا الحمدلله
اندلعت ثورة قلبها ړعبا وهلعا علي حديث ولدها وأدمعت عيناها ونطقت باستفسار
إنت متأكد يابني من الكلام ده مش يمكن يكون الدكتور ده غلطان واتلخبط في التحاليل مابينك وما بين حد تاني
قلب عينيه بۏجع وهو يمسح على وجهه من شدة التأثر لما حدث له وأجابها
كلام الدكتور سليم مية في المية يا امي انا عملت تحاليل عند مركزين تانيين ونفس الكلام اللي قاله الدكتور ده هو نفس الكلام اللي قاله التانيين
واستطرد حديثه متسائلا باندهاش
تفتكري يا امي مين اللي يعمل فيا كده من اللي حواليا هو بالتأكيد مش حد غريب
وتابع بسرد الأسماء
معقوله تكون نهال هي اللي عملت فيا كده!
بس ليه دي اتطلقت مخصوص علشان خاطر ما بخلفش
ولا اخويا اللي من لحمي ودمي وارجع واقول ايه اللي هيخليه يعمل فيا كده!
ولا اختي اللي لو طولت ادي لها عيني وعمري ما استخسر فيها حاجه!
وارجع برده واقول احنا ولاد حلال ومتربيين وانتي علمتينا ان احنا نحب بعض فعمرها ما هتعمل معايا كده!
ابنك بقى جواه متدمر تايه حزين من اللي عرفه واللي يا ريتني ما كنت عرفته
اما والدته كانت تستمع له بقلب ينفطر ألما وحزنا على كلماته ولكن عقلها يجوب تذكرا
متابعة القراءة