رواية امل الجزء الرابع

موقع أيام نيوز

مع انتباها لهذه الخفيفة كما تلقبها وقد اخترقت داخل المنزل حتى جاءت الى هنا بجرأة تذهلها في توجيه الحديث لها وعينيها مسلطة عليه
اصل انا كنت مروحة بس جولت اشوفك لو عايزة مني حاجة جبل ما امشي عامل ايه يا استاذ عمر
رمقها بنظرة فاحصة من أعلى الى الاسفل قبل أن يجيبها بتمهل
اهلا يااا هدير عاملة ايه انتي
انا زينة والله والحمد لله تشكر على سؤالك وزوجك يا استاذ عمر .
تبسم يبتعد بوجهه عنها ونهضت شقيقته تنهرها بلطف
روحي يا هدير وانا لما اعوذ حاجة منك هندهلك أكيد انا مش عايزاكي تتأخري عن امك وتيجي بعد كدة هي تلومني. 
همت لتزيد من تلكأها باختلاق أي حديث برأسها قبل عن ان يقطع هو بأن انتفض فجأة بعد أن القى بنظره على شاشة الهاتف ورأى محتوى الرسالة التي أتت له من احدهم 
رايح فين يا عمر.
هتفت شقيقته تسأله ولكنه تجاهل ليتخطى الأخرى وكأنه لا يراها وذهب سريعا نحو وجهته.
بداخل مدافن القرية
وبعد ان أنهت زيارتها لقبر والديها وجدها الأكبر وبعض الراحلين من العائلة فلم يتقبى سوى زيارة الساحة الكبيرة لشيخ القرية الراحل والتي تبقى مفتوحة دائما لإطعام المحتاجين وذلك من تبرعات المحسنين واولهم هي لا تفوت زيارة للمدافن بدون ان تعطي من مالها الخاص.
توقفت امام الباب الاخضر الكبير الخاص بمدخل النساء فخرجت تستقبلها المرأة القائمة برعاية الساحة بابتسامة امتنان وحب لها
يا اهلا يا اهلا دا ايه النور ده الست روح بنفسها مشرفانا
تبسمت لها تبادلها التحية وجاء الرد من شقيفتها
ايوة يا ست حفصة عشان تعرفي بس غلاوتكم عندها جاية تزوركم النهاردة في يوم حنتها وكتب 
على الرغم اننا متأخرين والله .
وه يا نادرة جات يعني ع الخمس دجايج دي
تفوهت بها عاتبة نحو شقيقتها قبل ان تتجه مباشرة للمرأة
انا جاية احط اللي فيه النصيب يا خالة هتاخدي انتي بجى ولا لازم ادخل بنفسي
يا بنتي وانا من امتي باخد بيدي بس ادخلي حطي بنفسك في الصندوج الدنيا فاضية دلوك دا وجت صبحية.
ادخلي انتي وانا هجعد هنا وهستناكي مع الست حفصة مشوار المدافن هد حيلي 
عقبت بها نادرة على قول المرأة لتدلف هي وحدها داخل الساحة الشاسعة التي اعتادت عليها حتى وصلت الى المكان المعروف وضعت حزمة كبيرة من النقود بعد ان قرأت الفاتحة على روح الشيخ الراحل ثم استدارت لتتخذ طريقها نحو الخروج ولكنها تفاجأت به أمامها
عمر .
تفوهت بالأسم وقد توسعت عينيها بجزع لتردف بتخوف
انت ازاي جيت هنا 
القى بنظرة نحو السور الصغير للساحة الشاسعة فهمت منها انه قفز من الخلف ليأتي اليها الان ويفاجئها 
ازيك يا عروسة النهاردة كتب كتابك وحنتك جال 
ابتعلت غصتها وچرح رؤيته بهذه الهيئة اضاف على چروح قلبها اضعاف لتجيبه بتماسك واهي رافضة ان تعطيه أي أمل كاذب
ايوة فعلا النهاردة حنتي وكتب كتابي ع العموم كتر خيرك ع المجازفة الكبيرة اللي جومت بيها دي عشان تباركلي عجبالك انت كمان.
قالتها وتعمدت الذهاب لتنهي نقاشا
لا طائل منه ولكنه أجفلها حينما اوقفها جاذبا اياها من مرفقها مردفا پغضب استوحشت به ملامحه
استني عندك انتي هتمشي وتسيبني كدة بڼاري من غير ما ترسيني ع الحجيجة مفيش مرواح من غير ما تجاوبي على سؤالي يا روح دا انا ما صدجت عثرت فيكي.
نفضت ذراعها عن قبضته لتزجره بقولها
فوج لنفسك يا عمر انا مش واحدة هينة ليك ولا لغيرك عشان اسمحلك تتصرف معايا كدة
رفع يده عنها ليردف متقدما نحوها مما جعلها تتراجع هي للخلف
يديا الاتنين جدامك اها ممكن بجى تفهميني يا ست يا ام شخصية قوية كيف واحدة زيك مجدرتش تسد مع ناسها زي ما كنتي مفهماني كيف رضختي لرغبة اخوكي ودوستي على جلبي برجليكي
صاح بالاخيرة يجفلها بهيئته الغريبة وقد اصطدم ظهرها بأحد الأعمده حتى ودت ان تهرب من أمامه ولكنها اغلق كل الطرق بتصدره بجسده أمامها فخرج صوتها باهتزاز
بعد من جدامي يا عمر عيب كدة لو حد دخل هيجول عليك ايه
يجولوا اللي يجولوا انتي جاوبي على سؤالي وبس
يا عمر بجولك سيبني امشي موضوعي معاك خلص
انا فعلا مقدرتش اسد مع أهلى لأني مجدرش اعترض على قرار اخويا ولا اتحداه سيبني بجى واعتبر نفسك كنت مغشوش فيا .
كانت منكمشة بجسدها عنه هذه اول مرة تعرف معنى الړعب بحق وكلماتها كانت كمن يصب الزيت على الڼار لتزداد ملامحه اظلامه حتى لم يشعر بقبضته التي ارتفعت أمامها بقوله
يعني جاية بعد السنين دي كلها وبعد ما اتغربت وجدرت اجيب اللي اواجه بيه أهلك وابجى ند ليهم وانا بتجدملك تيجي انتي على اخر لحظة وتجوليلي مش لاعبة لا طب انا ماسك في اللعب و مش ناوي اشيلك من مخي يا روح جوليلي هتعملي ايه
بعد عنها لاجطعلك يدك.
صدر الصوت الجهوري من صاحبه لتلتف رؤس الاثنان نحوه فالتقط هو نظرتها اليه ليرى ولأول مرة بها الامتنان لمجيئه قبل ان تتبدل الى الخۏف من القادم خصوصا بعدما شاهدت
تم نسخ الرابط