رواية امل الجزء الرابع
المحتويات
حتى لو كانت اخته راسك هتفضل دايما مرفوعة يا واد ابوي .
ورغم حنقه من فعلتها وعدم استشارته قبل ان تتحرك وتنفذ هذا القرار الموجع لها الا انه لم يقوى على كبح ابتسامة الفخر
امام هذه العزة والثقة التي تتحدث بها لا يملك المرء رفاهية الاعتراض فما باله وقد تحققت اخيرا امنيته بأن ترتبط بأقرب الأشخاص اليه ابن عمه عارف
انت متأكد من قرارك ده يا ولدي
سأله والده للمرة الثالثة او الرابعة لا يذكر ومع ذلك عاد اليه بتفس الإجابة دون تردد او اهتزاز
متأكد
يا بوي والله متأكد المهم انت تصدج بقى.
ما تجلجش عليا يا حج يامن ولا تفتكر ان هحل موقف على حساب كرامتي .
التقط يامن الأخيرة ليردف معبرا عن ظنونه وهواجسه
امال ايه بس يا ولدي انت طول عمرك عايزها ودي مفيش حد في العيلة كلها ميعرفهاش بس يعني......
طبعا انا مش هتكلم ع الهبل اللي برطمت بيه بت سعيد وابوها كمان بس...... انت شوفت الصور بعنيك يا عارف اينعم هي مفيهاش اي شيء مخجل لا سمح الله لكن كان فيها الاهم فرحة لقا الاحب......
لقا الاحبة..... عارف يا بوي الحاجات دي انت مش محتاج تبينها جدامي دا شيء يستحيل يغفل عنه حد زيي .
طب ولزوموا ايه بجى بت عمك لا هتغلب ولا نصيبها هيوجف دي عرسانها ما بتبطلش مال وجمال وثقافة عاليه ولباقة يعني تشرف اي عيلة واي واحد يرغبها مهياش في حاجة ليك حتى مع الكلام اللي بيتجال .
زفر واضعا يديه في جيبي بنطاله يطالع الفراغ أمامه بصمت وكأنه شرد لبعض الوقت ثم ما لبث ان يعود إليه قائلا
على فكرة انا مجدر ظنك ده ومخاوفك اني اتجرح من تاني او اني مثلا اكون واخدها انتقم منها ما هي برضك بت اخوك وتعز عليك بس انا عايزك تطمن من الناحيتين لأني كبرت وهديت دلوك معدتش عارف بتاع زمان في العصبية او الڠضب.
يعني ايه برضوا مش فاهمك يا واد
تبسم متجاهلا الرد عن سؤاله ليستدير عنه متمتما
دي حاجة مينفعش فيها الشرح يا بوي اعمل حسابك بس انت بكرة
خرج من الغرفة التي يختلي بها والده من أجل العبادة ليتركه متطلعا في الفراغ للحظات حتى غمغم متسائلا بصوت واضح مع نفسه
يا ترى دماغك في ايه يا ولد ابو عارف
وفي مكان اخر
على أطراف الأرض الرطبة بجوار المصرف الزراعي
جلسا الاثنان كعادتهما كل مساء في هذه البقعة الزراعية الخالية من البشر في هذا الوقت
هيشلني يا حافظ عامل فيها عم الجمور وبيبلس اللي ع الحبل وكل دا ليه عشان يرجع المحروسة القديمة من تاني لا وماشي كدة مع نفسه وفاكر ان احنا اغبيا ومش فاهمينه
علق الاخر بضحكات متقطعة متحشرجة
يعني عايش فيها في دور الناصح عليكم مش هين ابوك يا مالك رغم ان لما تشوفه ميبانش عليه خالص.
لم يستجب لمزاحه بل بادله بنظرة قاتمة يردف
يا حافظ افهمني انا مش هاممنني ان كان يبان عليه ولا ميبانش انا دمي بيغلي عشان مش لاجى نتيجة وكل يوم يثبتلي انه ندل وممكن يبيعنا في أي وجت .
قال حافظ بخبث لم يخفيه.
بصراحة لو ابويا اروح فيه اللمان ما هو
مش بعد التعب والمرار دا كله تطلع كمان من المولد بلا حمص وياجي هو وياخد ع الجاهز دا ايه الحظ دا يا عم
زادت ملامحه اظلاما مع الظلام المحيط بهم ليردد بحريق يسري بداخله
ومين جالك اني هسكت ولا استنى لحد ما يعرف يميل راس المرة الوحدانية من تاني
طب يا عم ما تصبر شوية مش بمكن لو عرف يميل راس مرة ابوك يطولكم من الحب جانب يا عم مالك.
زجره پعنف رافضا عرضه
يعني نستني لحد ما يرميلنا الفتافيت والله ما يحصل انا الاحج باليغمة دي انا الاحج صدقي ابو سليم في انتظار اشارة بس الراجل ھيموت ويعمل التجمع اللي بيحلم بيه.
اااه
تأوه ضاغطا بأسنانه على طرف شفته بغيظ شديد يردد بتحسر
اه لو يحصل يا حافظ انا بجالي سنين متعشم وببني احلامي على بيع البيت
ده وكله بسببهم فضلوا يكبروها في مخي ودلوك عايشين حياتهم ولا اكن حصل شيء هي بالشړا اللي ما بيخلصش وهو بتخطيطه عشان يكوش ع المرة وورثها.
نفث حافظ الدخان الاخضر لسيجارته ثم سأله بريبة وكأنه يستشف ما برأسه
وبعدين ناوي على ايه
التمعت عيني مالك ليطل منها وميض خطړ رغبة عڼيفة على التواصل حتى يصل لمبتغاه وليحدث ما يحدث
مش هسكت يا حافظ عن حجي ممكن استني اشوية عشان اراجب واشوف الدنيا
متابعة القراءة