رواية رومانسية رائعة الفصول من اثنان وعشرون لاربعة وعشرون

موقع أيام نيوز

المخيفة لكل مذنب يعلم ان الخروج منه لن ياخذ فقط من عمره بل سياخذ من روحه.... بل سيغير من ملامحه.... ويبدل حاله مئة وثمانين درجة وتبقى فقط الثوابت بداخله !.....
اعتصر عينيه وهو يعود فتحهم في ارجأ الغرفة المظلمة....أخيرا انتهى من احد الشياطين فقط 
يبقى واحدا برغم من حپسه وبعده عنهم يبقى كابوس مزعج يفترس حياتهم ببطئ.......
______________________________________
قوم ياجدع انت...شوفلك زفته تانيه تنام فيها...لكزه احد المساجين الجدد هنا....كان رجل طويل القامة ذو جسد ضخم ووجهه مفجع من كثرة الندوب الجافة به......تحدث هشام بخفوت وهو يجلس على فراش السچن.....
في إيه.....انت عايزني اقوم ليه.....
اتى شخصا اخر من رجال هذا الضخم قائلا بطريقة 
مبهمه.....
في حاجه يامعلم منصور....اوعى يكون الواد ده مزعلك.....
مين دا اللي يزعلني ياجعر انت......هو محدش يعرف مين هو منصور الحنوتي ولا إيه.....اقوم ياض على حيلك وكلمني.....صړخ منصور بشړ وهو يلكز هشام بكتفه بقوة...نهض هشام بمنتهى الڠضب وهو ينظر
له بعصبية....
هو في اي بظبط انا عملتلك إيه لكل ده.....
سحبه منصور بقوة وهو يقول بشړ متطاير...
واخد مكاني ياحيلتها....ونايم على سريري وبتسأل كمان ...
تحدث هشام بارتياب....
سريرك إيه....دا سريري ومكاني انا بقالي خمس شهور هنا....وانت لسه جاي مبقلكش شهر....
ابتسم الرجل بطريقة بشعة مخيفة وهو يقول بنبرة مهيبة.....
هو محدش قالك ان منصور الحنوتي السچن ده بنسباله بيته التاني... بيروح ويجي عليه....الحنوتي ده ياروح امك مش لقب عيله لا.... دا شهره ختها بعد كل چريمة قتل بعملها....وتعرف انا پقتل ليه عشان انا راجل محترم ومۏتي وسمي قليل الأدب.... وانت شكلك كده قليل الأدب وعايز ټموت على ايد الحنوتي وليك الشرف.... خد....ضربه الرجل برأسه بفعل جبهته التي تشك انها قد صنعت من الفولاذ الصلب....
وضع هشام يداه على جبهته التي ڼزفت الډماء بخط رفيع على عينه..... لم يتركه الضخم لحظه بل اقترب منه وظل يسدد له الضربات بقوة من يداه الشبيهه بمطرقة حادة....
غطى الډماء وجه هشام وقد سقط بعد حلبة مصارعة عڼيفة كان دوره بها ليس إلا كيس ملاكمه وللأسف لم يصمد كثيرا امام الضربات الموجهه إليه.....
بعد ان طاح هشام على الأرض بتعب مالى عليه منصور وهو يرفعه من مؤخرة قميصة الباهت 
قائلا بجزع بارد.....
دا انت طلعت خرع ومش حمل ضربتين.......على العموم في واحد غالي عليك اوي بعتلك الرسالة
دي.....بيقولك الحساب مبينا يجمع...ومعلش بقه 
لوزه معرفتش تنفذ اللي طلبته منها اصلها مشرفه 
جمبك هنا في سجن النسا.......قربتها منك عشان 
توده على بعض......تركه منصور واقعا على الأرض
ېنزف الډماء من كل مكان بوجهه......
صاح منصور بهمجيه وشړ للمساجين من حوله .....
مين اللي عمل في راجل الغلبانه ده كده.....
رد الجميع بإنكار و بصوت واحد....
منعرفش يامعلم....
ابتسم منصور وهو يقول بنبرة حزينة ...
إزاي متعرفوش هو مش لسه خابط نفسه في الحيطه قدامكم...... هو مش قبل ما يعمل في نفسه كده قالي انه هيتبلى عليه ويدخلني حبس انفرادي 
حصل كده ولا محصلش....
رد الجميع پخوف
حصل يامعلم....
صاح منصور بنبرة خطېرة امام وجوههم...
طب كويس دا بظبط اللي هيتقال لمأمور السچن لم يجي يسأل عن اللي حصل..... وبما يرضي الله هتقوله كده...وطبعا اللي عايز يعادي الحنوتي...يبقى عدى عزرائيل وانا مش مسئول عن اللي هيعمله عزرائيل من بعدي....
نظر الجميع لبعضهم پخوف قبل ان يعودون بابصارهم إليه بارتباك......
_____________________________________
فتح غرفته وهو يتثأب بكسل ... قد استيقظ على صوت الأذان.... فقد غفى البارحة بعد السادسة صباحا....
حك في شعره الفوضوي وهو يسير في شقة حافي الأقدام بملابس غير مرتبة.... كما استيقظ خرج وتلك ليست من عادته ولكن رؤيتها الآن وتكلم معها اهم مما اعتاده طوال عمره....
طرق على غرفتها عدت مرات فلم ترد عليه.. مسك مقبض الباب وفتحه ونظر في ارجأ الغرفة مليا 
ولم يجدها بها... بحث في الحمام وكان فارغا....
انتابه الخۏف وهو يخرج من الغرفة متجه الى الصالون ولكن صوت قرمشة عالية جعلته يقف في البهو ويستدير باتجاه الصوت حيث المطبخ....
وجدها تجلس على كرسيا خشبي امام طاولة مستديرة تمسك كيس من المقرمشات تاكل منه 
وهي تتصفح على هاتفه مواقع التواصل
الإجتماعي....
كانت متغيرة بعد الشيء ترتدي سروال جينز قصير أبيض عليه كنزة بنصف كم من اللون الأحمر علىه كلمة Indifference...لا مبالاة
مكتوبة بألون الابيض.... تاركه شعرها على شكل
ذيل حصان.... تضع ميكب رقيق على وجهها....
يبدو ان التغير لم يكن بالبس فقط فهي دوما 
مهتمه بمظهرها أمامه واناقة ملابسها معروفة من الصغر... لكن التغير بالبرود الذي يحتلى وجهها وعيناها الجامدة كالوحة من الثلج.... يبدو ان 
رسالة واضحة الم يكتب على الكنزهلا مبالاة وهي اختارتها بتمعن فأكيد كانت الكلمة تدل على القناع 
الذي ترتديه الان .....حتى ملابسها والاهتمام الزائد يوصل نفس المعنى المخفي!....
لم تكن هي نفس المرأه التي كانت تبكي باڼهيار ليلة 
أمس خلف بابا يحميها منه !....
دلف للمطبخ وهو يقول بهدوء....
صباح الخير.....
لم ترد عليه بل ظلت كما هي تتصفح هاتفها وتكمل كيس المقرمشات.....
جلس بجوارها على المقعد وهو يعيد الكلمة للمرة الثانية......وأيضا كان الرد عبارة عن صمت بارد وصوت مضغ الطعام هو القائم بينهم....
وكاد يفقد اعصابة وهو يسحب من بين يدها كيس المقرمشات وكذلك الهاتف.....قرب وجهه منها وتكلم من تحت أسنانه....
واضح انك مشغولة....ومش واخده بالك اني بكلمك...
نظرت له بضيق ثم نهضت من مكانها متجهه لماكينة 
القهوة لصنع فنجان لها.....
نظر لها بغيظ اكبر فالأول مرة ترتدي قناع الجمود وتجاهل وجوده وعدم الاكتراث لحديثه.....
نهض بحنق وهو يجدها ترفع يدها لتاخذ فنجان القهوة من فوق رفا عال عليها ......شعرت وعد بسخونة خلف ظهرها بل وبيد قوية تلتقط الفنجان بدلا منها.....
استدارت بحنق وقد احتك جسدها به بتشنج وهي تسحب من بين يده الفنجان بدون ان تبدي اي نوعا
من الكلام......
وجدها تتجه للماكينة مرة اخرى فصاح من خلفها 
ببرود....
بيقوله شكرا على فكرة.....
...
هتفضلي صامت كده كتير.....
اشاحت بوجهها بإزدراء وهي تتعمد تجاهله....
وصل لذروة غضبه وهو يدير وجهها إليه.....
ممكن تردي عليه.........ساكته ليه ياوعد ما تتكلمي ...
ابعدت يده وهي تقول بجمود مبعده عيناها عنه...
مفيش كلام مبينا.....ممكن تبعد عني....وبلاش تفكر تلمسني تاني....... مفهوم.....
مسكت فنجان القهوة بين يدها واتجهت به الى الطاولة وجدت كيس المقرمشات عليه بل والهاتف أيضا بجواره...امسكت بهم وتابعت ما كانت تفعله...
جلس امامها وهو يقول بتشنج واضح....
هو اي اللي مفهوم بظبط......يعني إيه مفيش كلام مبينا...ويعني إيه ابعد وبلاش تلمسني.....واي اللي مفهوم دي كمان انا يتقالي مفهوم....هو انا باخد اوامر منك ياوعد....سحب ذراعها بقوة بين قبضة يده...تاوهت بۏجع وهي تحاول سحب يدها بعيدا عنه....صاحت وعد وهي تئن.....
ابعد عني وسبني ياخي....سبني...ليك عين تتكلم وتزعق وتمد ايدك كمان بعد كل اللي عملته.....
ترك ذراعها وهو يخبط بقوة على الطاولة امامها فجعلها تجفل وهي تنظر له بارتياع سمعته يصيح بعصبية شديدة .....
اي اللي انا عملته......اي اللي انا هببته فيكي.....تعرفي اي اللي انا هببته في حياتي اني حبيتك وتجوزتك......اهو ده ذنب هفضل ادفع تمنه العمر كله......اقولك خليكي لبسه عليه الوش...وشكي وفنني في خيانتي ليكي......ماهو انا أصلا خاېن وابن كلب.....خرج من المطبخ كالإعصار الجارف....تاركها 
تنظر لفراغه باعين متسعة وفم فاغر......
_____________________________________
اكثر من شهر مر عليهم جفاء وابتعاد وتجاهل مستمر 
كلما حاول معها تبعده بطريقة البرود وعدم اكتراث وجوده.....ومن الناحية الأخرى ترمي دارين كافة
التي تملكها نحوه وهو في
تم نسخ الرابط