رواية رومانسية رائعة الفصول من اثنان وعشرون لاربعة وعشرون
المحتويات
المشفى لينفث سجارته به لعلى حرقها يهون عليه رؤيتها
بهذا الشكل....
بداخل الغرفة كانت تحاول هند تهدئة وعد بكلمات رقيقة متعاطفة مع حالتها النفسية وما تعرضت له
فقد علمت جزء مما اصابها من شقيقها وهو يسرد
لها حكي الطبيبة له....
اهدي ياوعد عشان خاطري....الحمدلله ربنا نجاكي من بين اديهم....حسبي الله ونعم الوكيل.....انا مش عارفة هيستفيدو إيه لم يعمله فيكي كده.....تفتكري
هزت وعد رأسها بنفي
رفعت هند حاجبيها وهي تتابع بريبه....
لا ازاي يعني اكيد حد منهم هو اللي عملها....ماهو مش معقول يحصل كده صدفه.....صدفة اي اللي
تخليهم يطوله عليكي بشكل ده....لا الموضوع مدبر
ولازم عمرو يعمل محضر.....
على سيرته سألت بصوت نشج....
طلع برا....شكله بيشرب سجاير.....الساعتين اللي نمتي فيهم مسبكيش لحظه.....شكله خرج عشان يسبنا نتكلم براحتنا.....لو عايزاه اتصلك عليه...رفعت هند هاتفها منعتها وعد وهي تقول بوهن..
لا سبيه......يرجع براحته....
إبتسمت لها هند بحزن وهي تقول بهدوء واستفسار..
تريث وعد برهة ثم بللت شفتيه وقصت على صديقتها كل شيء معاد كشف هوية تلك المنتقبة....
فغرت هند شفتيها وهي تنظر لصديقتها پصدمة وحزن والشفقة والتعاطف تزيد بعد نسج خيالها من
ما تعرضت له وعد... مجرد نسج بسيط أوجع قلبها واوصل رجفت الخۏف لجسدها آذن ماذا عن تلك المسكينة التي تعرضت لكل هذا بمفردها بدون ان يحميها احد من بطشت الغدر التي كانت ستهلك
تكلمت هند بعد زفرت مقت من ما تسمعه لأول مره.....
الحمدلله ان ربنا خلصك من بين اديهم....بس انا اللي هيجنني ازاي هربوا..ازاي اناس سبتهم كده
يهربو من وسطهم ببساطة... وكانهم معملوش حاجه يتحسبه عليها....
طرق الباب بتلك الأوقات اعطت هند الاذن لطارق فدخل اليهم رجل وسيم ذو طول فارع وجسد صلب رفيع.... ملامح جذابه يرتدي حله رسمية سوداء ويشارك دخوله رجل سمين قليلا يرتدي زي شرطي.....
بوضوح زادت جمالها والانجذاب إليها خصوصا مع تامل الرجل لشعرها القصير البني وعينيها البنية اللامعه وملامحها الطفولية برغم من ان جسدها يمتلك قوام انثوي فاتن لكن الطفولة والشقاوة تلمع بتلك البنيتان الجميلتان.....
افندم في حاجه....سألته هند وهي تحدج به باستفهام.....
حاتم سلامه وكيل نيابة .....
رفعت هند حاجبها وهي تهز رأسها بتفهم وجمود...
ايوه يعني عايز إيه.....
لكزتها وعد برغم من تعبها الواضح وهي تهمس
لها بوهن....
هند اتكلمي عدل بلاش دبش.....
ردت هند عليها بهمس وامتعاض....
دبش ايه انتي مش شيفاه متنح إزاي...وبذات عليه هو في إيه بظبط.....هو انا وشي في حاجه غلط....
دققت وعد في ملامح هند وهي تهز راسها بنفي فقالت هند بداخلها....
امال في إيه بقه.....
رفعت عينيها عليه فوجدته يخترقها بنظراته بدرجة غريبة لم تفسرها......
تنحنح حاتم مرة اخرى وهو يقول بجدية....
مين فيكم المدام وعد ....
قالت وعد بهدوء...
انا....انا وعد....هو في حاجه.....
ارتاح بداخله قليلا وهو يلقي نظرة على هند ثم عاد اليها وهو يقول بعملية.....
في حد بلغ عن الوقعه اللي حضرتك اتعرضتي ليها....دكتوره هيام صدقي......نظرت وعد نحو هند
فقالت هند بسرعة....
دي شكلها الدكتوره اللي جبتك لحد هنا....عشان عمرو قالي ان في حد هنا شغال في المستشفى هو اللي كان حاضر الخڼاقه ونقلك على هنا لم اغمى عليكي....هزت وعد رأسها بتفهم وهي تعود لوكيل النيابة قائلة بحرج وتعب....
اقدر افيدك إزاي.....
وضع الشرطي الاخر مقعد لحاتم بجوار فراش وعد
وجلب الاخر مقعد ثاني وجلس بجوار رئيسه وهو يفتح دفتر المحاضر لتسجيل الواقعه الجنائيه...
اجابها حاتم بعملية...
تحكلنا اللي حصل بظبط ....عشان نعمل محضر ونبدأ بالاجراءات القانونيه.... والمچرم يتحاكم....
زفرت هند بضيق وهي تقول بحنق...
هو حضرتك مش شايف حالتها....اي لازمة الاجراءات القانونية والضغط على اعصابها
دلوقت...
تكلم حاتم ببرود...
تسمحيلي ارد عليكي واقولك ان انا الوحيد اللي اقرر هنا اذا كان ليها لازمه ولا لأ..... يامدام اا
تكلمت هند باندفاع حانق....
آنسه.....اسمي هند...... المهندسة هند....ابتسم لها بمراوغه وقال بلطف...
تشرفنا يابشمهندسة هند.....وجه حاتم انظاره نحو وعد وهو يقول بعملية....
انا مش هاخد من وقتك غير نص ساعة.... لازم نعمل المحضر وناخد اقوالك.....
هزت وعد رأسها وهي تسرد له كل ما حدث باستثناء
الجزء المهم والفاصل في تلك الچريمة..... لماذا لا تكشف هواية المرأه لهم لماذا تنتظر مصارحته
هو ! قبل الجميع تشعر ان الحل بين يداه بدون ان تشوه صورتها وصورته امام الملء خصوصا انها على يقين ان خلف تلك الحاډثة هشام طليقها ! وليست عمياء لانكار حقيقه ظاهره كوضوح الشمس أمامها !....
لم تتوقع ان يصل الغل والاڼتقام لهذا ألحد.... البغض والكره نحوه يتزايد والاشمئزاز الأكبر من نفسها ومن قلبها كلما تذكرت انها وهمت نفسها بحبه يوما
كالحمقاء المغيبة عن الواقع !....
مش حبه تضيفي حاجه تانيه.....اي حاجه نسيتي تقوليه.... تساعدنا نوصل للمجرمين دول....
رفعت وعد عينيها على وكيل النيابة وهي تقول بجفاء....
انا قولت كل اللي حصل معايا....واظن الباقي شغلكم.....ولا انا غلطانه.....
تنحنح حاتم بحرج وهو ينهض عن مقعده...
لا مش غلطانه يامدام هنعمل كل اللي نقدر عليه...وان شاء الله نوصلهم....وحقك يرجعلك....
نظر باتجاه هند وهو يقول بود....
فرصه سعيده يانسه هند.....قطبت هند حاجبيها وهي تنظر له بغرابة فبادلها هو النظرة بابتسامة جذابة اخجلتها لأول مرة.... فاشاحت بوجهها باضطراب من مشاعر لأول مرة تتحرك بداخلها....
بعد خروجهم واغلاق الباب قالت وعد ببساطة....شكله عينه منك.....
ارتبكت هند للحظات قبل ان ترد على وعد ناقمه بصلف....
واي يعني !......مش اول واحد...فكك منه....دا لزج وخفيف كده في نفسه مش نوعي المفضل....
امتقعت ملامح وعد معقبة باستنكار....
من امته ورجاله نوعك المفضل....
قالت هند بصوت جامد....
بظبط..... انا مبحبش جنسهم عندي عداوه معاهم.... انا لا مغفلة عشان اتجوز ولا عبيطة عشان احب... انا مش هحب ولا هتجوز غير حياتي وشغلي وحريتي.... وبس....
ابتسمت وعد بحزن برغم من وهن ملامحها....
بكره نشوف........ الحب ميتقلوش لا.....
ضحكت هند بتحدي.....
انا بقه هقوله لا... وألف لا....
....................................................................
بعد مدة دلف عمرو اليهم وهو يحمل بين يداه أكياس مليئه بالاطعمه المطهية ذو الروائح الشهية المبعثه من خلالها شعور الجوع لمن استنشقها....
اتأخرت على فكرة.....قالت هند بعتاب وهي تتجه نحوه وتاخذ منه الطعام.....سألته بفضول
اي ده.....رد وهو يتجه نحو زوجته مدعي المرح ليهون الأمر عليها قليلا ...
اكل ليكم....جهزي يلا عشان انا ھموت من الجوع....
....
وحبيبي كمان جعان مش كده.....سحبت يدها من بين يداه بحرج وهي تقول بامتناع....
مش عايز اكل ياعمرو.......كل انت وهند....
انا جايب الاكل عشانك....ومش جايب غير الحاجات اللي بتحبيه.....
امتعضت ملامح هند وهي باخر الغرفة وكانت تفتح علب الطعام فقالت باستنكار....
سمك....سمك ياعمرو وهنا.....لا انت بتهزر....
رد على شقيقته من خلف ظهرها بحزم ....
افتحي العلب وانتي سكته ياهند.....وعد مبتحبش غير الأسماك وانا جبتلها كل الانواع اللي بتحبها عشان تاكل ......ابتعدت عنه
بارتباك وهي تنظر نحو هند التي لا تزال تولي
ظهرها لهم.....
اسف ياحبيبي.......يارتني كنت أنا.... قاطعته بلهفة
بعد الشړ عليك ياعمرو متقولش كده.....امتعض وجهه بخزي من نفسه....
الشړ الحقيقي اني اشوفك قدامي بشكل ده...وبقى عاجز حتى اني اعملك حاجه حتى حقك مش عارف اجبهولك....انا هتجنن ياوعد هتجنن....اخر جملة كانت عبارة عن إنهيار أفكاره واعصابة امام ما حدث
متابعة القراءة