رواية جديدة مختلفة الفصول التاسع عشر والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
لفعل ما طلب منه ..
كان واقفا ينحني للأمام قليلا و يتابع شئ ما على جهاز اللاب توب الخاص بحياه ..
يبحث عن الملف الخاص بعملها الذي طلبت منه حياه نقله على الفلاشة الصغيرة
ظل يفتح الملفات و يغلقها حتى يعثر على هدفه استوقفه ملف يحمل عنوان message ليفتحه و يدعو الله من صميم قلبه ان لا يكون ما يتوقعه ..
خذل خذل و اڼصدم مرة ثانية ..
حياه كانت تستغله كرسالة لعملها لا أكثر ..
ابتلع غصة متعلقة بحلقه بصعوبة و بدأ بتفقد المحتويات بالملف ليجده عبارة عن فيديوهات له وهو يتعالج وهو يدمن وهو أيضا يلقى بأكياس البودرة بحوض المرحاض بعد توقفه عن الإدمان ..
أيقن ان كل ذلك جاءت به عن طريق كاميرات مراقبة متربصة له في كل مكان ..
الاڼتقام ..!
سمع صوت صريخها الحاد ينتشله من أفكاره و يعيده لأرض الواقع ..
ركض للخارج ليجد حياه تنحني للأسفل و تصرخ پهستيريا و كلمة واحدة ترددت كثيرا انا بولد
في المشفى نجد كريم يجلس على مقعد من المقاعد البلاستيكية المرصوصة على أحد الجوانب داخل المشفى ..
يحدق بالغرفة التي دخلت فيها حياه منذ ساعات و مازالت في الداخل ..
يفكر في اتخاذ قراره الذي بالتأكيد سيحدد مصيره و مستقبل فتاته التي تلدها حياه الآن ..
اتى على مخيلته كلام والده و ټهديد حياه له ورق رسالة حياه و الفيديوهات الخاصة به وهو يدمن حبوب الهلوسة التي اضافتها له وقت العلاج أيضا .!
تذكر ان بعد اتمام مرحلة علاجه في ليلة مع حياه لاحظ غرابة تصرفاتها و انكماشها بين ذراعيه رغم انها ليست الليلة الأولى أيضا دماء عذريتها التي جاهدت هى لتخفيها بعيدا عن اعينه ..
نعم فبالتأكيد لن تضحى الطبيبة المبجلة بعذريتها لمدمن مخډرات .!
اصتك على أسنانه بغيظ و قد قرر قراره النهائي المصيري ..
سينتقم !
وجد والده يجلس على المقعد المجاور و أتاه صوته الرخيم وهو يربت فخذة كريم بتهاون
هتعمل ايه.
تنهدت كريم طويلا قبل ان يخرج صوته المتحشرج المخټنق
تهللت اسارير والده و لمعت عيناه بالظفر لكن اندهش قليلا و ابتسم بتأثر
جنة هتسميها على اسم امك يعني ..
شرد كريم لبعيدا متذكرا ذلك الموقف ..
فلاش باك ..
كانت حياه ممدة على الفراش تمسك بكتاب ما تقرأه حتى وجدت كريم يخرج من المرحاض و يتمدد هو الآخر جانبها ..
تركت الكتاب و امالت برأسها على منكبه العريض .. و بعد قليل تحدثت بخفوت
كان نفسي في ولد ولد يكون نسخة منك .! نفس عيونك العسلي و شعرك الناعم .. نفس شخصيتك الحنينة و ضحكتك الي بتنور حياتي ..
طبع قبلة أعلى جبينها ممسكا بكف يدها الصغير معقبا
و انا كان نفسي في بنت و ربنا حققلي أمنيتي !
تكون شبهك نفس ذكائك و هدوئك نفس العيون السود الي بيسحروني نفس الشعر الأسود زي سواد الليل .!
نفس بشرتك الصافية زي قلبك ..
عايزها تكون انتي اساسا .!!
ابتسمت بحب وهى تنصت لكلماته و تحفرها داخل قلبها و توصد عليها جيدا ..
رفعت رأسها لتقابل عيناه متسائلة
طب فكرت هنسمي البنوتة ايه.
زم شفتيه بمعنى لأ و قد ترك لها حرية الاختيار
تؤ فكري انتي كدة كدة بالنسبة ليا هتبقى حياه الصغيرة ..!
شردت حياه أمامها تفكر بشئ لتهتف بحماس
جنة .! نسميها جنة يا كريم ..
و هى فعلا جنتنا بعد عذاب طويل.!
اممممم و مالو جنة. حلو جنة ده حتى على اسم امي ..
بجد. اول مرة اعرف على فكرة .. خلاص يبقى
جنة كريم الراجي حلو اوي .!
عودة
أفاق كريم على صوت بكاء طفولي يأتي من داخل الغرفة لتخرج الممرضة بعدها بدقائق تحمل الطفلة بين ذراعيها اقتربت من كريم و مددت الطفلة له ارتعش بدنه كاملا و شعر بالبرودة تدب في اوصاله وهو يمد ذراعيه ليلتقط طفلته الصغيرة ..
سمع صوت الممرضة تخبره ان الولادة تمت على أكمل وجه و ان حياه بخير الآن ..
لينغمس بعدها مع طفلته الصغيرة ..
كان حجمها مناسب ليست بالضئيلة ..
و لم تتبين ملامحها جيدا فقط قطعة دماء مشكلة آخذه اللون الأحمر الفاتح ..
كبر كريم بصوته الهادئ العذب في آذان تلك الصغيرة ..
وجد آباه يربت على كتفه من الخلف و يتأمل أيضا في حفيدته مد له ذراعيه وهو يأمره
العربية و كل حاجة جاهزة روح خلص الإجراءات انت و هاتها .!
سلم كريم الصغيرة لآباه و سار مطأطأ الرأس حيران .. يشعر بخزيان يسود و يغلف قلبه تماما و لكن صډمته خذلانه من حياه أقوى بكثير ..