رواية مطلوبة الفصول من الحادي عشر للسادس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

علي آلم ما ذاق مرارته يوما 
أخذها الي المنزل وخلفه سيارة ياسر ومعه قمر وذلك الطفل الصغير الذي لا يعرفون أهله 
بعد دقائق معدودة كانوا قد وصلوا الي منزل العائلة
وبعد عدة محاولات نجح في حملها 
فتأوهت بۏجع مزق قلب حديث الولادة في دنيا الحب وصعد بها لغرفتها........أسرع واضعا إياها علي الفراش بحذر إنتفض قلبه وروحه مع صړختها إثر لمس الفراش لظهرها........فتشتت وما عاد يدري ما التصرف السليم وهو ينظر الي جميلته الباكية المټألمة.....لذا ترك العنان لزمام قلبه كي يتحكم 
صعدت خلفه وداد وخيرية وبعض الخادمات وخلفهما عبير وفاطمة 
لطمت وداد علي صدرها وشهقت بفزع حين رأت هيئة مليكة بينما تسللت إبتسامة خفية لثغر عبير
هتفت خيرية تسأل في قلق 
خيرية حوصل إيه يا ولدي مليكة فيها إيه 
قص سليم عليهن ما حدث بتوتر وخوف 
تعالت شهقات الفزع وحقيقة لم يكن الخۏف والفزع وحده المسيطر بل كانت هناك بعض نظرات الفرحة 
والإنتصار.... نظرات غل و شماتة 
نظرت لزهرة نظرات قلقة آمرة 
خيرية إدلي يا زهرة بالعچل هتلاجي برطمان في أوضتي فيه دهان أخضر هاتيه 
هبطت زهرة راكضة لأسفل 
فأردفت وداد بقلق 
وداد دي محتاچة حكيم يا أمة....لازم يشوفها حكيم
إستطردت خيرية بهدوء 
خيرية الدهان دا هيريحها واصل متجلجوش 
وإنت يا سليم لما تفوج تاخدها طوالي وتروحوا الوحدة وهناكة يشوفها حكيم 
تأوهت مليكة من شدة الآلم الذي تشعر به بظهرها وبدأت تبكي 
جلس بجوارها ومد كفه نحو وجنتها ليمسدها بإبهامه بلطف وهو ينحني قليلا ليهمس برقة أمام عينيها الباكية 
سليم إهدي حالا هتبقي كويسة 
أحاطها برفق بين ذراعيه........وفجاءة صړخ بجميع الخادمات كي يستعجلن زهرة 
علي الرغم من كل ما تشعر به من آلم إلا إنها تمنت لو تلك اللحظة تدوم للآبد لو تبقي ولا تنتهي.......... لم تري سليم بهذه الحالة من قبل 
كانت تمني ألا تخرج من بين ذراعيه أبدا.......أه كم تتمني لو تظل هكذا طوال العمر 
صعدت زهرة لاهثة وناولت العلبة لخيرية 
التي ناولتها بدورها لسليم آمرة إياه أن يضعه مكان الکدمة ثم إستدارت محدثة الجميع طالبة منهم أن يخرجن ويتركوهما 
هم سليم بالإعتراض فهو لن يستطيع أن يقوم هو بوضع ذلك الدهان لها......ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة........فماذا سيقول.......أيخبرهم إنه يخشي من قلبه الأحمق .....أم 
ماذا !!!
هبطت خيرية ومعها باقي السيدات وأغلقت خلفها الغرفة 
فوقف هو مرتبكا للغاية لا يدري ماذا يجب عليه أن يفعل 
لم يعرف كيف همس بها برقة بالغة وحنان أشد 
سليم حاولي تساعديني يا مليكة......وتنامي علي وشك وأوعدك والله كل حاجة هتبقي تمام 
رأي  عينيها تتألقان بأمل خلف ستار العبرات التي غشت عينيها قبل أن تحرك أهدابها صعودا وهبوطا موازيا لحركة إماءة خفيفة برأسها كما يفعل الأطفال.......ومن قال أنها ليست طفلة.......هي لا تزال تلك الطفلة التي تركها والدها في الثامنة من عمرها......التي وأدت طفولتها عند ذلك العمر كي تجابه هذا العالم......كي تساعد والدتها وشقيقتها كيلا يتفرقا 
إنفرجت شفتيه بإبتسامه قلقة....لا يعرف حتي من أين خرجت فكل ما يعرفه أنها خرجت بأمر حاسم من قلبه......وبعد بضع محاولات حثيثة....نجحت في الإستلقاء علي بطنها 
أمسك هو بيده ذلك الدهان التي أعطته له جدته
ليمسد بها ظهر تلك المسكينة المتالمة
لكن..... كيف!!!! 
ظل لبضع ثواني ينقل بصره بين البرطمان الذي بيده وبين مهجته المسجاه علي الفراش فإختل تفكيره ولأول 
مرة.... لأول مرة سليم الغرباوي يجد نفسه غير قادرا علي إتخاذ قرار صائب 
فتصلب كالأبله لايدري ما الذي يجب عليه فعله 
أهه مكتومة صدرت منها..........جعلته يفيق من حالته الخرقاء تلك رفرف بأهدابه وزفر بهدوء وبطء وهو يفكر ويعد خطته 
إزدرد ريقه وهو يعتدل في جلسته كي يتمكن من وضع ذلك الدهان.........ولكنه فشل قبل أن يبدأ
حين داهمته حقيقة أنها ترتدي إحدي فساتينها المزركشة فهذا يعني.... هذا يعني أنه سينكشف منها أكثر مما يستطيع تحمله ......إنقعد تفكيره.......وإزدادت تأوهاتها حتي أنها إمتزجت بالبكاء 
فإزداد توتره ووقف حائرا لا يدري ماذا يفعل 
جاب ببصره بين ذلك البرطمان الممسك به وبين 
فستانها ......إنطلقت منها صړخة خافته متآلمة لتبعثر شتات روحه 
رفع فستانها في هدوء وهو يغض الطرف عما إنكشف منها بالضالين لينكشف وأخيرا ظهرها المرمري الذي غطته الكدمات الحمراء والزرقاء التي تلونت بالأخضر والأرجواني 
زفر بعمق وجلس بجوارها في هدوء........أخذ جزءا من ذلك الدهان وبدأ بتمسيده علي ظهرها بأصابع يده بخفه ورقة بالغتين تتنافيان تماما معه 
كان يسمع تأوهاتها تقل شيئا فشيئا حتي هدأت تماما فعلم أنها قد خلدت الي النوم 
وضع عليها الفراش بهدوء وهبط للأسفل كي يعرف ماذا فعلوا بذلك الطفل الصغير 
وحينما هبط للاسفل سألته خيرية بلهفة 
خيرية طمني يا ولدي كيفها مليكة دلوجت 
أردف بهدوء 
سليم نامت يا حبيبتي متقلقيش
أردفت وداد في قلق 
وداد لما تفوج ياولدي تاخدها وتروحوا للحكيم علشان نتطمنو برضوا 
أومأ برأسه في أدب ثم تطلع الي ياسر يسأل بصرامة
سليم الولد دا عرفتوا فين أهله 
إزدرد ياسر ريقه بتوتر بعدما جاب ببصره كافة ربوع الغرفة......فإستاذن من الجميع وسحب سليم للخارج 
ضيق سليم عيناه وسأل في توجس 
سليم  في إيه يا ياسر 
أردف ياسر مضطربا في قلق 
ياسر الواد دا يوبجي.... ولد عاصم الراوي 
إتسعت حدقتا سليم صدمة لما حدث وهتف بدهشة
سليم  إيه!!! 
ياسر بجمود كيف ما سمعت يا سليم
سليم بدهشة وإزاي يعني يدخل أراضينا
ياسر بحيرة مخبرش كيف يا ود عمي.... ودا اللي هيچنني دا غير إن ابوه مچاش يسال عنيه لحد دلوجت
سأل سليم في توجس
سليم طب وبعدين 
أردف ياسر في هدوء 
ياسر مخابرش... أنا أصلا ........
ولم يتما حديثهما حتي سمعا أصوات مرتفعة تأتي من الداخل 
دلفا للداخل مسرعين 
تطلع مهران پصدمة لذلك القادم نحوهم......تظهر عليه وبوضوح علامات السن 
مهران أمچد!!! 
صاحت عبير غاضبة 
عبير إيه اللي چايبك هني عاد 
صړخ شاهين بأحد الرجال الرابضون بالخارج 
شاهين كيف يا بهايم إنتو تدخلوه إكده 
تمتم الرجل بقلق 
الرجل جالنا إن حضراتكوا اللي رايدينه
هتف ياسر بهدوء 
ياسر خلاص يا عمي أنا اللي طلبت أمچد بيه 
ذهل الجميع مما تفوه به ياسر ........أولا يعلم هذا الاحمق مدي تلك المشاكل بين العائلتين 
هتف مهران بدهشة 
مهران كيف يعني يا ياسر 
تمتم سليم بصرامة 
سليم  خلاص يا عمي بعد إذنك 
أمجد بهدوء زي ما سمعت يا شاهين 
أنا چاي إهنيه علشان أخد أمانه ليا عنديكوا 
هتف به شاهين غاضبا بحنق 
شاهين أمانة كيف 
امجد حفيدي .....إهنيه عنديكوا 
سألت عبير غاضبة بدهشة 
عبير كيف يعني !!!
نظر شاهين لزوجته كيلا تتفوه بأي حرف وتصعد لغرفتها فوضعت يدها علي فمها حانقة وهي ټلعن وتسب داخلها 
رمقهم سليم بنظرة صارمة وتحدث بحدة وجمود
سليم خلاص يا چماعة كل واحد يتفضل علي اللي كان بيعمله......... أنا وياسر هنتصرف في الموضوع دا متشغلوش بالكوا بيه واصل 
وكانت تلك الكلمات هي أمر واضح وصريح من سليم ليذهب الجميع وألا يتدخل أحد بينهم وبالفعل إنصرف الجميع اثر نظرات سليم الحذرة.......أشار سليم لأمجد ناحية الحديقة 
سليم إتفضل يا أمچد بيه ....هنجعد برة 
أومأ أمجد برأسه موافقا وتقدم المسيرة جلس الرجال علي الطاولة الموجودة بالحديقة فإعتذر له سليم عما بدر من أهل المنزل 
إبتسم امجد بود وأومأ له رأسه بهدوء 
امجد مفيش حاچة يابني........هما عندهم حق 
أخذ سليم يتحدث ويقص عليه ما حدث.......وأمجد غير عابئ ألا بهذا الشبل الذي يشبه صديقه كثيرا
أااه كم إشتاق له.... فقد كانوا أكثر من الإخوة إمتلأت عين أمجد بالعبرات التي أبت أن تخرج 
دموع الفراق.......الإشتياق.... والحزن.....والألم أيضا
لاحظ ياسر شروده فسعل سعله خفيفة كي ينبهه دون
تم نسخ الرابط