رواية مطلوبة الفصول من الحادي عشر للسادس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

توجهت ناحيته وهي تحمل مراد 
تطلعت لتلك الهند بعدم إهتمام وهي تسأل سليم في هدوء 
مليكة في حاجة يا حبيبي 
دهش سليم لبضع الدقائق من تلك الكلمة التي تفوهت بها ولكنه أخذ يحمد الله في سره  علي تدخلها فأحاطها بذراعه وتابع باسما 
سليم لا يا حبيبتي مفيش حاجة 
ثم تابع مشيرا للسيدة الواقفة أمامه 
أعرفك مدام هند مرات هشام محمود واحد من اأكبر رجال الأعمال 
إلتفت إليها مليكة وإبتسمت بنزق 
مليكة أهلا وسهلا 
أشار سليم ناحيتهم باسما بفخر 
سليم مليكة مراتي ومراد ابني 
شعرت هند بمن سكب فوق رأسه دلوا من الماء 
البارد ......فصاحت بدهشة 
هند مراتك 
أومأت مليكة بعدما رفعت حاجبها بتحدي وأردفت بثقة وإبتسمت إبتسامة صفراء 
مليكة أه مراته 
شعرت هند بالحرج كثيرا فتمتمت جاهدة أن ترسم إبتسامة لبقة 
هند أهلا وسهلا يا مدام مليكة 
إتشرفت بمعرفتك 
إبتسمت مليكة بتصنع 
مليكة أنا أسعد 
معلش بقي يا مدام هند مضطرين نستأذن علشان مستعجلين 
رجعت خطوة للخلف وهي تتمتم في صدمة 
هند طبعا إتفضلوا 
سارت مليكة ساحبة خلفها سليم ليكمل ما كان يفعله ليخرجا من هذا المكان 
وبعد الانتهاء خرجا الي السيارة ووضعا فيها الأشياء المشتراه ثم إنطلقوا الي المنزل
      
في الطريق كان سليم شاردا صامتا للغاية 
أما مليكة فكانت تستشيط ڠضبا من كل تلك النساء التي يجب عليها ان تقاتلهم 
رفعت حاجبيها ومنتصف شفتيها المغلقتان وتطلعت إليه في نظرة جانبيه تنم عن الڠضب 
زفرت بعمق وهي تتسائل في خفوت 
ياتري في إيه تاني يا ابن الغرباوي 
وفجاءة سمعت سليم يتحدث بصوت أجش عميق......شعرت وكأنه يأتي من مكان بعيد مكان ملبد بالذكريات المؤلمة التي لا يريد تذكرها ومن الجلي تماما أن رؤية تلك الهند أثارت تلك الذكريات مرة أخري 
سليم هند كانت خطيبتي 
فتحت عيناها دهشة مما يقول ولكنها تابعت الحديث بهدوء 
مليكة وبعدين 
سليم راحت اإتجوزت هشام اللي كان اعز اصحابي لما عرفت أننا مش ناوي أخد فلوس من عيلتي وأبدأ لوحدي ومن ساعتها مشوفتهاش 
صمت سليم عن الحديث فلم تتفوه مليكة بحرف بل أشاحت وجهها عنه في هدوء وأخذت تطلع في الطريق ولم تعرف لما شعرت بكل تلك الغيرة وكل ذلك الألم...... لما تشعر بتلك الغصة في قلبها 
تسائلت في دهشة 
تري هل من الممكن أن يتاثر سليم الغرباوي بامراءة.....هل كان يحبها لتلك الدرجة... ولكن يبدو بأنها قد نسيت أنه لا أحد ينسى حبه الأول مطلقا.....حتى لو كان حبا طفوليا..... وحتى لو كان بسيطا مهلهلا ضعيفا..........حبا عاديا.....ولو كانت تفاصيله سطحية......ستظل تلك الرابطة ټضرب في جذورنا.....تخاطبنا وتنادينا مهما مر العمر وإبتعد....سيظل الحب الأول هو بداية تشقق زهور الحياة
         
    
                       الفصل الثالث عشر
بعد وقت قصير إنطلقا هي ومراد وسليم الي المطار........جالت ببصرها في ربوع المكان ومن ثم تمتمت تسأل في دهشة 
مليكة هو إحنا مش هنركب القطر 
ضحك سليم بخفة علي دهشتها 
سليم لا يا مليكة قطر إيه إحنا هنسافر بالطيارة 
تطلعت ناحيتة في ذعر ولكنها لم تتفوه بحرف كيلا يسخر 
منها ........ حمل مراد  الذي كان سعيدا للغاية باللعب مع والده وبفكرة الطائرة وصعدا سويا علي متنها أما مليكة فكانت جالسة ترتعد بداخلها فهي تكره الطائرات وتخاف منهم بشدة فما كان يمنع نزولها القاهرة بعد سفرها إسبانيا هو خۏفها من الطائرات......لاحظ سليم شحوبها قليلا وأيضا خۏفها البادي بسهولة علي وجهها فإبتسم بسخرية 
سليم مټخافيش أوي كدة يا مليكة مش هرميكي من الطيارة ولو إن الفكرة عجبتني جدا 
ضيقت زرقاوتيها ورسمت إبتسامة صفراء علي شفتيها 
إنفجر سليم ضاحكا ما إن شاهدها 
مليكة بتساؤل أصلا هو إحنا إزاي ينفع نسافر للصعيد بطيارة وهتنزل فين يعني مفيش شرطة مثلا هتمانع .....أو قانون كدا يعني 
إبتسم سليم وتابع بأنفة وكبرياء غلفت نبرات صوته 
سليم أكيد مش هتمنع من إني أستخدم حاجاتي دا غير إني معايا ترخيص 
هزت مليكة رأسها موافقة علي حديثه ولم تعقب 
فهو محق بالتأكيد لن يمنع من إستخدام ممتلكاته الخاصة 
بعد سويعات قليلة هبطت الطائرة في مطار الصعيد.......كانت هناك سيارة فخمة في إنتظارهم يقف خارجها شاب يبدو علي ملامحه اللطف في العقد الثالث من العمر مقرب لسليم كثيرا كما عرفت هي فيما بعد 
هبط سليم أولا فتهللت أسارير ياسر وذهب لإحتضان ابن عمه ورفيق طفولته وهو يتمتم بدفئ 
ياسر مرحب يا ولد العم إتوحشناك يا سليم كيفك وكيف أحوالك 
إبتسم سليم وتابع 
سليم وإنت كمان واحشتني يا ياسر والله أنا يا سيدي الحمد لله كويس.....إنت إيه أخبارك  و إيه اخبار عمتو وتيتا 
أردف باسما 
ياسر كلاتهم بخير يا سيدي ومتسنينك علي أحر من 
الچمر ....يلا بينا 
تمتم سليم بهدوء عائدا للطيارة 
سليم أه يلا بس أصبر 
صعد سليم درجتين من سلم الطائرة وأردف بهدوء حسدته عليه مليكة وبشدة 
سليم إنزلي يا مليكة يلا 
هبطت مليكة علي استحياء تحمل مراد النائم بين ذراعها الذي حمله منها سليم علي الفور 
فأشار ناحية ذلك الرجل القابع أمام السيارة باسما بفخر 
سليم ياسر ابن عمي يا مليكة 
فتح ياسر عيناه دهشة فهو قد ظن أنها مزحة من قبل سليم وسأل بدهشة 
ياسر دي مرتك يا سليم 
تابع سليم بفخر لم تصدقة مليكة بالمرة 
سليم أيوة هي يا ياسر مليكة مراتي ومراد ابني 
أومأ برأسه في ترحيب وتابع باسما 
ياسر كيفك يا مرت الغالي نورتي البلد ومرحب بيكي بيناتنا 
إبتسمت مليكة بخفوت و تابعت بخجل 
مليكة منورة بأهلها 
تمتم ياسر مازحا 
ياسر يلا يا سليم هم بينا لحسن لو إتاخرنا أكتر من إكده الكبيرة هتبيتنا في الزريبة 
صعدا سويا الي سيارة ياسر بينما ياسر وسليم يتحدثان ويتضاحكان 
ساروا بين الطرق الترابيه المتعرجة والأراضي الزراعيه الخلابه حتي وصلوا الي منزل كبير فخم للغاية عتيق المظهر 
وقعت عينا مليكة المضطربة علي لافتة  متوسطة الحجم من الرخام حفر عليها قصر الغرباوي 
فتح الباب إحدي الرجال كبار السن يرافقه شاب في بدايات العقد الثاني رحبا كثيرا بسليم 
دلفت السيارة الي القصر في خطا هادئة 
وبعد وقت قصير كانوا أمام البوابة الداخلية للقصر 
دلف ياسر أولا يتبعه سليم خلفهما مليكة التي تحمل مراد الناعس بين ذراعها 
رحب الجميع  بسليم بحفاوة 
فسألت عبير باسمة بعدما ضيقت عيناها توجسا 
عبير مش تعرفنا علي ضيوفك يا سليم يابني 
أردف سليم بجمود 
سليم دي مش ضيفة يا عمتو مليكة مراتي ومراد ابني 
تعالت شهقات الصدمة ......يمكننا القول والفزع أيضا.......خبطت عبير علي صدرها في صدمة وتمتمت بهستيرية 
عبير يادي الڤضيحة........مېتي حوصل إكده يا سليم 
شعرت مليكة بالألم مما تفوهت به عبير الأن 
أ حقا أصبحت ڤضيحة.... لغمضت عيناها تبتلع غصة ألم تكونت في حلقها وهي تستعد لمواجهة الأسوء 
تطلع مهران الي شقيقته محذرا متمتما في ڠضب 
مهران  إكتمي يا عبير أحسنلك عاد 
ثم نظر الي سليم يسأل في هدوء 
مهران بهدوء كيف يا ولدي 
طالع شاهين تلك الواقفة أمامهم بإزدرء شديد وتابع بتهكم 
شاهين وليه مجولتلناش عاد 
رمقه سليم بنظرة تحذيرية لم يفهمها إلا هما الأثنين 
وتابع بهدوء وثبات 
سليم أولا يا جماعة أنا متجوز مليكة بقالي خمس سنين 
يعني الموضوع لسة مش جديد ثانيا أنا وهي إتجوزنا بسرعة لأني خفت ترجع تاني إسبانيا فكان لازم أربطها جمبي  ولما كنا جايين نقولكوا إتشغلت بموضوع حازم الله يرحمه وبعد كدة هي بقت حامل وكانت ممنوعه من الحركة أصلا ولما جات الفرصة المناسبة أديني جبتها وجيت 
ساد الصمت أرجاء الغرفة الواسعه أما مليكة فقد كانت الدهشة تعلوا وجهها وبشدة علي تعابير زوجها الهادئة 
أحاطها سليم 
تم نسخ الرابط