رواية رهيبة الفصول من الثالث والثلاثون الي السابع وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
لاني اتاخرت على مراتي وابني بسببك وان شاء الله هجيلك الصبح
ادهم بامتنان
_متشكر قوي يا حازم ..سلملي على خالد ابنك كتير
حازم
_يوصل ان شاء الله ..يالا يا اكرم
وخرجا سويا ودخلت فاطمة تحمل بين يديها ماجعل ادهم يمتعض وينظر لها بتوسل وهو يكاد يبكي وهي تنظر له بصرامة بما معناه لو تقدر اعترض
ولكنها وجدت نفسها وجها لوجه مع رقية التي كانت تجلس في تلك الغرفة بالذات تسترجع ذكريات ابنائها وهم اطفال فهي غرفة العابهم وعندما صاروا شبابا جعلوها خاصة بالبلاي استيشن وعندما صاروا اطباء كانوا يدخلونها كل فترة ليسترجعوا فقط ذكرياتهم
_يا ست مها حرام عليكي جرتيني وراكي البيت كله ..ابوس ايدك هاتيه الدكتور احمد لو عرف انك اخدتيه تاني هيبهدلني
_طنط بالله عليكي متخلهاش تاخده مني ...انا عاوزاه
التفتت رقية للخادمة بجدية
_ايه اللي حصل هي اخدت ايه
الخادمة
_برطمان الشطة
فنظرت رقية لمها بتعجب فهتفت الاخيرة
_نفسي فيه الله مش كفاية انه منعني من الحاجات التانية اللي كنت عاوزاها
_اه قصدك الصابون اللي كنتي عاوزة تاكليه ولا معجون السنان
فانطلقت ضحكات رقية عالية في اللحظة التي هجمت فيها الخادمة على مها تجذب منها البرطمان قبل ان تفتحه ومها تصرخ ففتح الباب فجأة على مصراعيه ودخل ابراهيم واحمد وياسمين على الصراع الدائر هنا فاتجه احمد من فوره تجاه مها يحاول جذبها من خصرها وهي تتمسك اكثر بالبرطمان هاتفة فيه
احمد كمن يحادث طفلة
_طب سبيه وهجيبلك شيكولاته
مها
_يع لالا سيبلي الشطة او المعجون عشان خاطري نفسي ادوقهم بقى الله
ضحكت رقية وهتفت ياسمين
_هاتلها مسحوق غسيل يا احمد يمكن ترضى تسيب الشطة
مها بتفكير
فانطلقت ضحكات الجميع واحمد يهتف پقهر
_عوض عليا عوض الصابرين يارب
ونجح احمد اخيرا في جذب البرطمان منها واعطاؤه للخادمة محذرا اياها ان تطاله مها ثم الټفت لمها التي ركضت خلف رقية هاتفا بها
_اما انت بقى مش عاوزة مسحوق غسيل يا حبيبتي حااضر انا هجيبلك كلور كمان عشان تبلعي
فصړخت راكضة لخارج الغرفة وهو يركض خلفها فهتفت به رقية
_احمد متخلهاش تجري كتير خطړ عليها
وتابعت ياسمين ضاحكة
_واوعى تزحلقكك في الكلور والصابون
فخرج غاضبا وهو يتوعد لمها ان ليلتها لن تمر على خير في حين همس ابراهيم
_وحشتنا ضحكتك قوي يا رقية
فماټت ضحكتها ونظرت له بتوهان ثم تركتهم وخرجت لغرفتها فربتت ياسمين على كتف والدها هامسة
_معلش يابابا كل شيء في اوله صعب ...عشان خاطري متزعلش
فأومأ براسه موافقا ثم خرج هو الاخر في حين تذكرت ياسمين منذ قليل عندما كانت تتجه لمكتب والدها لتعرض عليه تقارير العمل اليومي وسمعت حواره مع احمد ففتحت الباب ودخلت وتحدثت معهم بطريقة يوسف التي اخبرها بها لتتبعها لتنال رضا امها واخبرتهم انها ستفلح اكيد مع مها فرقية ابدا ليست شريرة هي مجرد ام تبحث عن السعادة لابنائها ولان المستوى الاجتماعي حرمها من سعادتها زمان كانت تريد الا يتعرض ابنائها لذلك مثلها وبعد حوار طويل اعجب فيه جدا احمد وابراهيم برأي يوسف وقناعاته الشخصية التي اذابت الجليد بين ياسمين ورقية قرروا جميعا اتباع نفس الاسلوب حتى انتبهوا على الصياح فركضوا ليروا بوادر خطتهم على الطبيعة
نظر عبد العزيز الى فاطمة نظرة فهمتها جيدا وسارعت بتنفيذها فوضعت صينية الطعام الخاص بأدهم والذي امتعضت ملامحه بمجرد ان راه وادعت ان نسبة سكرها اليوم مرتفعة بما زاد من رعشة يديها ولذلك لن تستطيع مساعدة ادهم في الاكل وهنا كان كمن جاءه الڤرج فاسرع هاتفا
_شيلي الاكل يا ماما انا ايديا الاتنين مقدرش امسك بيهم المعلقة ده غير اني ماليش نفس اصلا
فاطمة
_ازاي يعني تاخد كل العلاج ده من غير اكل ده انت تقع من طولك
فاسرعت هدى تمسك بالمعلقة هاتفة
_انا هأكلك يا بابا
ولكنها لم تفلح فنزلت من السرير وهي ممتعضة فهمس لها عبد العزيز قليلا لتركض للخارج فورا
اما في الخارج كانت سلمى تسبح في عالمها الخاص ليس ذكرياتها ولكن كل افكارها تدور حول شخص واحد فقط ادهم لم استسلمت له ..لم انتفض قلبها ذعرا عندما كاد يفقد الوعي ..تنهدت بضيق وهي تهمس لنفسها هتوديني لفين يا ادهم اخرتها
ولكنها انتبهت على ربتات هدى على يدها هاتفة بها
_ماما ...بسرعة ..قومي
سلمى بعدم فهم
_اقوم فين بس فهميني في ايه
هدى بحزن
_بابا مش عارف ياكل ايديه الاتنين مجروحين وتيتة فاطمة ايدها بتترعش ..قومي يالا يا ماما
فانصاعت سلمى لرغبة هدى وهي مازالت لا تفهم ما المطلوب منها ...
وعندما دلفا سويا وجدا ادهم تحت الحاح من فاطمة يحاول امساك المعلقة والاكل بها بعذاب واضح ولكنه كل مرة يفشل ويسقط الحساء على ملابسه حتى ترك المعلقة هاتفا
_الحمد لله شبعت
فاطمة بضيق
_انت مكلتش حاجة عشان تشبع
فشعرت سلمى بالذنب لانها السبب المباشر في وضعه ذاك سواء يده المچروحة من عبد الله او يده الاخرى التي توقفت عن العمل بسبب تلك الحقنة اللعېنة التي اراد بها ان يخرجها من عقدتها المسيطرة على عقلها ولكنها احتارت كيف تساعده فرفعت نظرها لوالدها الذي هتف من فوره
_سلمى ..ساعديه يابنتي عشان خاطري
هدى
_اه يا ماما عشان خاطري انا كمان
ادهم باحرج
_مالوش لزوم يا جماعة ..انا متشكر قوي يا مدام سلمى ..انا شبعت خلاص
فاطمة
_يابني حرام عليك نفسك انت مكلتش حاجة
فترددت سلمى قليلا ولكنها حسمت امرها اخيرا وجلست بجانب فاطمة على الفراش وتناولت الصينية من فاطمة وبدأت بملء المعلقة واتجهت بها اليه وعندما حاول الاعتراض هتفت بمكر
_هدى ..بابا معدش بيحبك يا هدى عشان كدة مش راضي ياكل الاكل اللي انت جهزتيه مع تيته فاطمة
فصعدت هدى بجانبه وهي تهمس بحزن
_بابا انت معنتش بتحبني
فهتف ادهم
_لا يا هدى والله بحبك يا حبيبتي
هدى
_خلاص وافق تاكل الاكل بتاعي ..يالا عشان خاطري
فابتسم ادهم بحرج ثم رفع نظره لسلمى التي سارعت بتوجيه المعلقه له ليتلقاها شاعرا ان الفراغ هو ما يحيط بهما فلقد اختفى كل شيء من حوله والان فقط عرف ادهم لمن النبضة الزائدة لقلبه والتي لا ينبضها الا في وجودها وحدها نمرته الشرسه والتي لن يتراجع الا ان جعلها حقا نمرته الخاصة ويملك صك ملكيتها بقلبه
استمر الحال عدة دقائق حتى انتبه كلاهما فلم يكن حال سلمى باحسن منه على صوت رنين هاتف فاطمة والتي سرعان ما اجابت هاتفة بابتسامة
_السلام عليكم ازيك يا مدحت وازي نجلاء عاملين ايه يا حبيبي
مدحت
متابعة القراءة