رواية كاملة الفصول من الواحد وعشرون للخامس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

كانت تعتقد أنها سوف تبغضه فقط لأنه أبن غريمتها ولكن حدث عكس ما توقعت
تنهدت وبدأت الدموع تتحجر في عيناها متذكرة ملامح حازم التي تشبه ملامح ابنه كثيرا حملته بين ذراعيها برفق قائلة بابتسامة صغيرة مستأذنة عمها_
بعد اذنك يا عمي هاخد عمر ونمشي في الجنينة شوية أنت عارف طنط فاتن متعودة تمشيه
أومأ لها رآفت قائلا بضحكة صغيرة_
دا اللي اضمن أنه يهد حيل العيلة كلها بسبب دلعه ده
هزت قسمت رأسها بعدم رضا ثم حدثت نفسها في حقد_
ولسه ياما هنشوف على أيد فاتن وبنتها حقيقي لو اختفوا من حياتنا حاجات كتير حلوة ممكن تحصل عقربة وبنتها بومة بسببها أبني مش موجود بينا وبرضوا مش هسيبه غير لما يرجع القصر
بينما خرجت نسرين الحديقة تسير بشرود تام تشعر بأنها تمادت في حقدها و غيرتها من نورا بالأخير حازم من اختارها ويبدو أن الحياة معه قاسېة غير عادلة
انقبض قلبها وهدرت أنفاسها وهي تتخيل لو كانت بمكان ابنة عمها التي أصبحت هشة قليلة الكلام تخاف من كل شئ!! فقط مجرد التفكير بضربه لها جعلتها ترتجف ړعبا متذكرة عندما أتت نورا منذ شهور سابقة واضعة طبقات كثيرة للغاية من مستحضرات التجميل و ارتداءها للملابس ذو الأكمام الطويلة والثقيلة التي تخفي جسدها بأكمله!
الأفكار تتزاحم في عقلها دموعها تتساقط بعدم تصديق حبها له كان اعمى كانت تشك في أنه يأذيها الابتسامة المهزوزة التي كانت تراها على ثغر نورا أو نظرات حازم المحذرة المحملة بوعيد لم تكترث لها ظننا بأنها تعطي الأمور أكثر من حجمها وتتخيل أغمضت عيناها تسحق أسنانها وټلعن غبائها وقلبها الذي عشقه ولم ترى حقيقته البشعة
أنقذها القدر من الوقوع في براثن هذا المچنون بينما اعترضت هي وظلت تبكي على من لا يستحق الحياة بسبب حفنة مشاعر غبية!
تعثرت قدمها رغما عنها حتي كادت أن تسقط على وجهها بالصغير فأغمضت عيناها ولكنها لم تشعر بالألم ففتحتها على وسعها عندما طرأ على مسامعها صوت ساخر تعرفه جيدا يحيطها بذراعيه في حماية_
اسم الله عليكي على الهادي يا قطة أحسن وشك الحلو ده يتشلفط
تحركت مبتعدة عنه ثم استدارت تنظر له بشراسة قائلة بضيق_
هو أنت! دا شكله يوم باين من أوله
تقدم نحوها حتي أصبح لا يفرقهم سوا الطفل الذي تحمله ثم مد يده يمسح دموعها قائلا بعبث_
مين اللي اتجرأ وخلي عيونك العسلية الحلوة دي تنزل دموع وأنا أعمل من فخاده بطاطس محمره انتي لسه متعرفنيش انا سامر الهادي يا ماما
ضحكت رغما عنها ليكمل سامر بمرح_
أي ده انتي بتضحكي زينا كدا!
رفعت حاجبيها بتمرد واضعة يدها الأخري على خصرها قائلة بتحدي_
عندك مانع ولا إيه
رفع سامر يديه بطريقة مسرحية قائلا باستسلام_
لا طبعا انتي جميلة جدا
حك أنفه بحرج قائلا بوله_
آآآ قصدي يعني ضحكتك حلوة أوي المفروض اللي زيك تفضل مبتسمة طول الوقت
اشتعلت وجنتي نسرين بالخجل فهمست قائلة ببسمة صغيرة_
آسفة عشان طريقتي في الكلام معاك
عيناه تكاد تخرج من مكانها وهو يتابع وجنتها الدائرية ولأول مرة يتمعن في معالمها الجذابة الفتاكة وشعرها الذي انعكس عليه ضوء الشمس ليجعل خصلاتها ممزوجة باللون الأحمر ودون إرادة منه نطق لسانه بتمني وابتسم لها ابتسامته التي تذيب القلوب_
اتمني متكونيش أنتي مضايقة مني وغير كدا متعيطيش دموعك عزيزة وغالية
ابتلعت ريقها و أقام قلبهما حفلة صاخبة ليتسائل سامر_
قوليلي بقا عمك رآفت فين أصل مراد باعتني أخد ملفات مهمة وقال اجيبهم منه
غمغمت بخفوت_
أدخل جوا في أوضة الجلوس هتلاقيه
شكرها ثم ذهب بينما تابعته بعيناها حتي اختفي
خرجت نورا من المرحاض بخطوات واهنة متعبة تمسك بأطراف إسدالها الواسع الفضفاض قسمات وجهها تحولت للشحوب التام زفرت في حزن فقد مر أسبوع كامل لا ترآه فيه أبدا ! يتحجج بأنشغاله في المناقصة تلك ولا يأتي سوا عندما تنام بفعل المهدئات حتي تأخذ قسطا من الراحة فهي لو توقفت عن أخذه لن يغمض لها جفن وستظل ټعذب نفسها بالتفكير به
وضعت سجادة الصلاة أرضا وهي تأخذ أولى خطواتها كي تبدأ صلاتها لأول مره منذ زمن طويل شعرت بحاجتها بأن تكون بين يدي بارئها تشكو إليه وتبث عن مدي حزنها وتدعوه بأن يعود زوجها إليها ويسامحها
أجهشت بالبكاء وبدأت تردد سورة الفاتحة بخشوع و إذعان تام كم أحبت هذا الشعور الذي جعلها تستكين و تشعر بالطمأنينة الخالصة انتهت من صلاتها وكانت تدعو ربها بحرقه مع كل سجدة ثم آخذت المصحف الشريف وبدأت في قراءة القرآن
بعد مرور بعض الوقت بدلت ملابسها لمنامة مريحة ثم ابتلعت تلك المهدئات ثم وضعت رأسها على الوسادة حتي استسلمت لسلطان النوم
بينما في سيارة مراد نظر إلى الهاتف يتفقد كاميرات المراقبة التي وضعها في غرفتها خوفا من أن ټؤذي نفسها ليجدها قد نامت بالفعل زفر بحرقه لا يدري ايعاقبها هي أم يعذب فؤاده الذي يهيم بها عشقا أكثر من ذي قبل
أشعل محرك السيارة ثم انطلق بها بأقصي سرعته فهو يظل جالسا بها حتي يتأكد من نومه ثم يعود للمنزل
عدة دقائق وتوقف أمام القصر صعد إلى الأعلى حتي توقف أمام باب غرفتها ثم أدار مقبض الباب ببطئ شديد و سار نحوها حتي جلس بجانبها على الفراش
أبتسم بسخرية على حاله فهو طوال الأسبوع يذهب إليها خلسة كالمراهق يملى قلبه و عيناه منها بالرغم أنه يعلم بأن هذا لن يكفيه أشتاق إلي سماء عيناها الصافية حد الجنون و ابتسامتها التي تخصه وحده فقط
قرب شفتيه من شفاهها ثم سحب تلك الكرزيتان بأسنانه ليلثمها برغبة واشتياق لمدة طائلة أبعد وجهه عن وجهها وصدره يعلو و يهبط في عنفوان ليستمع إلي صوتها الناعم تهمس بإسمه أثناء نومها فهرب سريعا حتي يسيطر على ذاته وذهب غرفته
في اليوم التالي
جلس مراد على الكرسي منتظر انتهائها من الإستحمام على أحر من الجمر حان وقت المواجهة ولن يتهاون أبدا أمام تلك العينان التي تطيح بنظرة منها بأعتي الرجال سوف يعاقبها على مجرد تفكيرها بالانفصال عنه وكلماتها السامة
رصدت عيناه خروجها وهي تحيط جسدها بمنشفة وتمسك بمنشفة أخري صغيرة تجفف شعرها ليزدرد ريقه بصعوبة ثم هتف ببرود عندما أبتسمت له بسعادة_
جاي أقولك متجيش الحفلة واقعدي في البيت الحفلة للكبار يعني مفيش مكان للاطفال وبيقولوا في الأفراح بيبقي في بنات صواريخ يمكن أشوف عروسة فيه
نععععم!!
صړخ عقلها من هذا الاستهزاء الصريح وقد تبخرت الأعذار والحجج التي فكرت بها من لسانها لتصيح بحدة وغيرة_
ليه شايفني لسه في الحضانة ولا إيه! وكمان عايز تتجوز عليا!
نهض فجأة بهيبته الآخاذة التي تسلب الألباب ثم نظر لها متفحصا بمكر وتحدث بحزم_
اعتبري شايفك كدا يبقي تسمعي الكلام ونحترم نفسنا بقا عشان أنا أصلا نفسي تغلطي وآه بدور على عروسة
قال جملته الأخيرة مغادرا غرفتها لتصرخ قائلة بغيظ_
هنشوف مين الأطفال يا مراد ومش بمزاجك يا حلو أنت شخصية مستفزة
ضغطت على شفتيها بغيظ وهي تشد خصلات شعرها بقوة تشعر بغيرتها تتضخم على وقع كلماته
أرتدت ملابسها وهبطت إلي الأسفل
تم نسخ الرابط