رواية روعة الفصول من الحادي عشر للثالث عشر بقلم اميرة الحروف

موقع أيام نيوز

أكيد 
استأذن مالك و والدته بالرحيل حمل الطفل بحنو بين ذراعيه نظرت إليه ندى بدموع متلألأة بعينيها اقتربت منه طابعة قبلة رقيقة على وجنته ثم ذهبت سريعا إلى غرفتها حتى لا تفقد السيطرة على دموعها أمامهم فشعورها بابتعاد أنس عنها كأن أحدهم يسحب جزء من روحها
جلست سارة بغرفتها تكفكف دموعها لعنت قلبها الذي سمح بدخوله إليه كان يكفيها ما يحاوطها من مشاكل لتقحم نفسها بواحدة جديدة قبل أن تتخلص من سابقتها شعرت بانجذابها نحوه منذ محاولته التقرب منها حاولت التهرب منه مرارا ولكنه حاصرها بالأخير كان عليها أن تخبره بأمر زواجها حتى يبتعد لم تخبره الحقيقة كاملة فهي لم تعلم النهاية بعد
نهاية القصة التي بدأت منذ عام بتقدم أحد جيرانها لخطبتها زواج تقليدي لا يوجد به مشاعر شاب تقدم لخطبة فتاة و بالسؤال عنه تبين أنه على خلق يبدو للجميع بصورة الشاب الخلوق المكافح الذي لا ترفضه أي عروس قابلته و تجاذبا أطراف الحديث ليعجبها ثقافته و إلمامه بما يدور بالعالم من حوله أعجبها طريقته بالحديث و احترامه لوالديها وافقت على الخطبة و تطور الأمر إلى عقد قران و الحجة عشان يقدرو ياخدو على بعض براحتهم و الحقيقة لم يحاول استغلاله للتمادي بعلاقتهم لتكتشف بعدها بأنه لا يوافق على أمر إلا بمشورة والدته الأمر لم يضايقها في البداية فقد اعتبرته بارا بوالدته التي قامت بتربيته بعد ۏفاة والده منذ صغره تهاونت في أمور كثيرة تحملت معاملة حماتها الجافة لها و كلما اقترب موعد الزواج يظهر وجه آخر لشخصيته أو بالأدق لشخصية والدته التي كانت تفاجئهم بقراراتها بلاش فرح مصاريف في الفاضي 
و القرار المفاجئ كان قبل العرس بشهر عندما اكتشفا بالصدفة أن شقة الزوجية لم تكن سوى شقة مؤجرة لمدة شهر و عند المواجهة كان الرد من قبل حماتها أنا بقول يوفر مصاريف الشقة ياخدو شهر عسل براحتهم في شقة إيجار و بعدين ييجو يعيشو معايا في شقتي 
و الصامت بالمعنى الدارج إبن أمه لم يعترض بل كان على علم بالخطة من البداية و لم يضع بالحسبان أن يتلاقى حماه بحارس العقار و يعلم منه مدة إيجار الشقة القشة التي قصمت ظهر البعير ليطالب والديها بالانفصال فالزيجة بدايتها مشاكل هم في غنى عنها لكن المشاكل لم تنتهي فالزوج يرفض إتمام الطلاق بأمر من والدته التي ظلت توهمه بخضوعهم له بالنهاية اصبر بس بكره يجرو وراك و يقولو موافقين خليها جنبهم كده زي البيت الوقف لا طايلة سما ولا أرض 
حاول بعض الأقارب التدخل لحل الموضوع بشكل ودي ولكن دون فائدة و أصبحت زوجة على ورق
أعادها من شرودها نداء والدها لها ذهبت إليه لتجده يجلس برفقة والدتها و يعلو وجهه ابتسامة عريضة ابتسامة لم ترها منذ ثلاثة أشهر منذ بداية المشكلة
احتضنها والدها مربتا على ظهرها خلاص المشكلة هتتحل إن شاء الله أنا حاولت معاه بكل الطرق عشان يطلق بهدوء بس هو اللى حابب الپهدلة أنا رحت للمحامي عشان يرفع قضية طلاق أو خلع يشوف إيه اجراءتها و حكمها أسرع و يتوكل على الله اعملي حسابك ننزل بكره الشهر العقاري علشان تعملي توكيل للمحامي
احتضنتها والدتها شاعرة بالفرح لقرب تخلص ابنتها من هذه البلوة المسماة حماتها كما تطلق عليها
شعرت بالسعادة قبلت والدها الحمد لله مش عارفة أشكرك إزاي يا بابا إنك وافقت ع القضية أخيرا
نظر إليها بحنو أبوي مكنتش حابب المشاكل تكبر بس هو و أمه مش عايزين يجيبوها البر و أنا مش هفضل سايبك تحت رحمتهم
دخلت إلى غرفتها و شعور السعادة يغمرها حمدت ربها كثيرا ثم تذكرت أمجد شعرت بالحزن لو كان تأخر بتلميحاته أسبوع آخر لكان ردها سيختلف
دلفت فرح إلى غرفة أمجد جلست بجواره على الفراش ظلت صامتة لبرهة كانت تنظر إليه فقط انتظرها طويلا حتى تطلب ما تريد ولكن دون فائدة تنهد قائلا انتي جاية تتفرجي عليا يا فرح خلصي و قولي عايزة إيه 
ابتسمت له فرح بهدوء عايزة أوريو أيس كريم
لكزها بخفة في ذراعها قومي يا فرح قومي يا حبيبتي على أوضتك أنا مش فايقلك الله يبارك لك 
أتى يحيى عندما استمع إلى صوت حديثهم من خارج الغرفة وجد شقيقه عابس الوجه يتخلل الحزن ملامحه نظر لابنته ليجدها تتصنع العبوس توجه إليها إيه الجميل زعلان ليه 
تحدثت بصوت طفولي عايزة أوريو أيس كريم و أمجد مش راضي 
نظر يحيى إلى شقيقه ليجده شاردا لا يتابع حديثهم قبل ابنته قائلا طب روحي عند تيته وأنا شويه وهاجي أشتريلك اللى انتي عايزاه 
بعد خروج فرح تحدث يحيي مالك يا بني إنت حد خد منك قضية ڠصب في الشغل ولا إيه! 
لم يحصل على رد من أخيه فأكمل حديثه قائلا لا دا الموضوع شكله كبير مالك يا أمجد 
زفر أمجد بضيق مفيش يا يحيى مخڼوق شويه 
حثه يحيى على الحديث طب احكيلي
تم نسخ الرابط