رواية نوفيلا23 الفصل الثاني عشر والثالث عشر والاخير بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

ارادة مختلفة 
تبتسم علي ببشاشة وهو يربت على خد طارق بحنان 
هساعدك بس لازم أنت كمان تساعدني ...لازم تكون مقتنع وعندك ارادة 
همس طارق بإمتنان وعيون يملأها الخجل والأعجاب 
متشكر يا علي ...
شاكسة علي قائلا 
قوم بقا نشوف مكان ناكل فيه ..أنا جعان جدا أنت مش جعان ..
نظر له طارق بقوة والدموع تتوسد عينيه بداخله حړقة وندم على ما فعله بعلي من قبل ...لكن علي لطيبته وسماحة نفسة تقبل الجميع وغفر اخطائهم برضا .....
بعد مرورخمسة أشهر 
رن هاتف علي ليرفع ويجيب بسعادة 
رجب ..كيف حالك بيقولو سار عندك اولاد 
ضحك رجب قائلا 
ازيك يا بشمهندس وحشتنا مش هتيجي ..
همزات ولمزات وابتعاد مفاجئ وكتم لصوت رجب فهتف علي 
رجب روحت فين ...
همس مكتوم وصلة لم يفهم منه شيئا وكلمات متفرقة
ييجي فين....مينفعش....هتزعل ..
ضحك علي فيبدو أن رجب ورباب يتشاجران ..اخيرا جاءه صوت رجب متوشح بإرتباك 
ازيك يا بشمهندس اخبارك ايه 
الحمدلله ..
اخبار الست يمنى ..
تنهد علي بحسرة وهو يقول بلوعة وشوق 
إن شاء الله كويسة 
اكيد وفلة كمان 
صوت رجب وكلماته لها مخزى لم يفهمة وكأنه يوصل له رسالة ما ...شجار آخر بين رجب ورباب مما دعاه ايضحك ويغلق الخط ...
طرقات اجفلته ليأذن للطارق الذي لم يكن سوى طارق 
تعالى يا طارق ..
دخل طارق وأعطاه الأوراق قائلا بنشاط ودبلوماسية شديدة 
محتاجين امضتك على الورق ده ..
ابتسم علي وتناول الأوراق منه ثم طبع إمضته ...انتهى علي ملقيا رأسه للخلف فباغته طارق بسؤال 
لسه مفيش خبر ..
هز علي راسه بيأس ..فطارق أصبح سكرتيره الخاص بمرتب أضعاف ما كان يأخد ...اثبت طارق جديته ...تغيير كثيرا ...أصبح ملتزما صبورا يواظب على الصلاة وزيارة والده والدعاء له ..يراعي اختيه الصغيرتين ويلبي طلباتهم ويهتم بهم ...مقرب من علي ....بعدما توطدت علاقتهم 
تنفس طارق وهو يقول بصدق وجدية ملازمة له 
مش حابب ادخل فتفاصيل وخصوصية خط أحمر عندك 
ابتسم علي لتفهم طارق وصراحتة ثم اهداه نظره مشجعة فأكمل طارق 
يمنى بتحبك بجد....فحاسس انها مبعدتش عنك كتير ياعلي ..يمنى قريبة منك . .لانها متمتلكش الجرأة للفراق ..
ضړب علي الطاولة بصبر نافذ 
يعني راحت فين ..دورت عليها وتعبت 
نهض طارق من مقعده وهو يقول 
فكر كويس ودور تاني يمكن في مكان متتوقعهوش أو مكان هي عارفة مش هيبجي على بالك وتصدق أنها فيه... بمعنى مكان غير متوقع ...
ضوضاء وتشوش اصابه بعد خروج طارق يكرر كلمات طارق لكن فجأة اختلطت كلمات طارق بهمهمات رجب ورباب ..لينهض فجأة وهو يهذي بعدم تصديق وقد وصل عقله لإستنتاج 
فالبلد ....
جالسة أمام التلفاز القديم ترفع كوب الشاي بالخلطة السرية ..ابتسمت داخلها فهي قد عرفتها من اجندة علي التي وجدتها داخل حجرتة بالمنزل ومن يومها وهي تصنعها ...تلاشت ابتسامتها وتحول طعم الشاي للمرارة بحلقها ..شعور بالبرودة تسلل لجسدها ...وألم اجتاحها ...لقد تعودت أن ترتشفة من بين انامله وبداخل احضانه ..كطفلة لا تعرف كيف تشرب أو يخشى عليها فيتولى هو سقيها منه ومساعدتها ...
تأوهت بضعف لتمتد كفها وتمسد بروز بطنها لعلها تأخذ دفئا تحتاجه ...
لكن مالم تتوقعه هي ذراع تلتف حول كتفيها وكف تقبض على كفها الحاملة للكوب وترفعه لفمها ..
ارتعشت خوفا ...هل هى الذكرى والشوق يهذيان بها ...فيفرضا تخيلات وهمية ...لكن كيف للخيال أن يكون حقيقيا بهذا الشكل ...نفس الرائحة والدفء ...ليأتي الصوت مكملا 
بتشربي من غيري يا آمنه ..
لا لا ليس خيالا بل حقيقة ...رفعت نظراتها فاصطدمت بنظراته ..همس بشوق 
علي ...
ليبادلها الهمس بآخر حزين 
ليه يا يمنى ..
لم تدري إلا وهي تفلت كوب الشاي من كفها وتحتضنه بكل قوتها تتنفس عبقه بقوة وتشبع منه ..تتأوه بشوق وبهمس 
فجأة انسحبت يمنى وابتعدت تخفض رأسها خجلا ..فأقترب على ومد انامله رفع رأسها لتواجهه عينيه العاصفة پغضب
لسه معرفتيش علي يا يمنى ..
جاهدت الكلمات لتخرج لكن باءت محاولاتها بالفشل فأغلقت شفتيها ...هتف علي بلوم 
للدرجادي معندكيش ثقة فيا ..
همس والدموع تتجمع بعينيها 
كنت خاېفة ...
مني 
پضياع سألها وحزن يطوف بملامحه ...
عادت لتخفض رأسها فاسترسل علي 
لو كنتي تعرفي علي ..كنتي عرفتي أنه عمره ما هيحاسبك على حاجه حتى مش ملكه هو ...أنا معنديش استعداد أدفع فاتورة غيري ولا اجبرك لدفعها ...لو تعرفي علي بجد كنتي عرفتي أنه ميفرقش معاه حاجه غيرك ...
همست وهي تنظر له يملأها ناحية والدها 
دمرك وحرمك من حاجات كتير 
وأنا مسامح يا ستي ...
توسعت عيناها ونظرت له بعدم تصديق 
أنا متحرمتش زي ما أنتي فاكرة أنا كنت عايش أحسن من غيري ..راضي باكل من تعبي وبنيت نفسي ..
فعادت تهتف پغضب 
بس كان ممكن يكون عندك حاجات كتير 
ابتسم قائلا 
وأنا راضي بالي خدته ..مبسوط ومسامح...
هتفت بهياج وهي تلوح 
ليه يا علي ..متصعبهاش عليا 
اقترب أكثر ثم نظر لعينيها بقوة وهو يقول 
عمي كفر عن غلطه فيا بأنه منحني قاهرة خاصة بيا قاهرتي أنا يمنى ..ودا سبب كافي يخليني اسامحه واجبلة ثلاجة ميه كمان احطها فالشارع صدقة .
لا تدري اتبتسم على مزاحة أم تبكي
تم نسخ الرابط