رواية جديدة الفصول من الرابع عشر للسابع عشر بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

جر شكل وأنا مش هعلي صوتي تاني!
إلتفتت برأسها ناحيته وقال في ضيق وملامحها تحولت للعبوس 
_ وأنا جريت شكلك في إيه دا شغلي وعلطول بيحصل حالات طارئة معايا مش بعند معاك يعني ..
قال بصوت جهوري وظل يضرب بيده علي الطاولة 
_ انت مش شايفة الوقت ولما يجرالك حاجة هقف مبسوط وأصقفلك يعني!
قالت بصوت أعلي ولم تنتبه إلي دموعها المتساقطة في غزارة 
_ و إنت قلقان ليه وهو إنت كنت ولي أمري!
تفاجئ من ردها القاسې وقرر ألا يتحدث معها وتركها وغادر دافعا الباب في ڠضب مما أحدث جلبة عالية .. جلست علي المقعد في ضيق وهي تري أنها قد بالغت في ردها نوعا ما .. ولكن هو من تجرأ وألقي اللوم عليها ..
ذهبت إلي غرفة الطوارئ وجدته يجلس علي مقعد الإنتظار .. تحاشت النظر إليه وذهبت للغرفة ..
ما إن دلفت للغرفة وجدت جسد رجل مغطي بالملائة الزرقاء وصوت جهاز قياس نبضات القلب كان عاليا .. إقتربت ورفعت الملائة من علي وجه المړيض ..
شهقت عاليا ووضعت يدها علي فمها وتراجعت للخلف ولم تنتبه إلي عربة أدوات الجراحة فتعركلت بها وسقطت العربة وسقط كل ما بها علي الأرض وزعت أنظارها ما بين العربة والمړيض ..
ثم خرجت سريعا ونبضات قلبها تتزايد في عڼف وشعرت بأن أناملها قد شلت عن الحركة ..
فزع بيجاد من مظهرها المړتعب تقدم ناحيتها متناسيا غضبه وقال لها في تعجب 
_ إيه يا أيلين مالك
نظرت له ووضعت يدها في يده وقالت بصوت مرتجف وجسدها ظل ينتفض في مكانه 
_ اااا .. المړيض .. المړيض!!
قال لهل بيجاد في عدم فهم وأدخلها بأحضانه وحاول تهدأتها 
_ ششششش اهدي اهدي .. المړيض ماله!
قالت وهي تحاول إلتقاط أنفاسها 
_ ط... طليقي!
صف قاسم سيارته بجانب المقاپر وترجل من السيارة وذهب وأنزل سارة في حنان بالغ ..
أمسك يديها وكأنه يستمد منها قوتها وإتجها ناحية المقاپر ..
وجدت باب أسود حديدي كبير مغلق وإشرأبت بعنقها حتي تري ما بداخله وجدت مكان في غاية الجمال زهور بكل مكان وبكل الألوان كأنها حديقة بستان وليس مقاپر ... جاء بعض الهواء النقي وتلاطم بوجهها ولا تعرف لماذا شعرت بالأمان وأن هناك شعور يدغدغ أوصالها ..
فتح الباب وأدخلها معه وكل ثانية ينظر لها في حب صادق ومشاعر ولهانة والغريب أنها بادلته نفس النظرات وشعرت بأنها فعلا تحبه وتأكدت من مشاعرها حاليا..
وقفا أمام قپرين مزينان بالورود وشعرت بنسمات رقيقة تداعب أنفها ..
جلس قاسم علي الأرض بجانب القپرين وفعلت سارة مثله وجلست جانبه وإنتظرت حتي يتحدث ..
تنهد قاسم في حرارة وقال في هدوء 
_ لما ببقي تعبان فرحان زهقان أو حتي زعلان باجي هنا .. إنت مش عارفة المكان دا بالنسبالي إيه .. أنا حياتي كلها هنا .
نظر لها بأعين دافئة ولكن مليئة بالحزن الدفين والتي إستشعرتها من صدره الذي يتعالي ويهبط وكأنه يقاوم البكاء..
أكمل وهو ينظر لخضراوتيها 
_ من سنة و شهور ويومين .. زي إنهاردة كان في عيل صغير متعلق بمامته وباباه جدا كل مشوار بيعمله معاهم أي حاجة بتحصل بيسد فيها كان عايز يروح حديقة الحيوان وأهله لو كان بيطلب النجوم اللي في السما .. كانوا هيعملوا المستحيل عشان يجيبوهاله .. وفعلا راحوا وكانوا مبسوطين جدا بس وهما راجعين كل الفرحة اللي فرحوها إتقلبت حزن عاش الولد فيه لحد ما بقي راجل كبير وبيجيب لقمة عيشه.
إبتلع غصة عالقة في حلقه وعبث بشعره حتي لا يبكي ويتماسك أمامها 
_ عربية نقل كبيرة كان بيسوقها واحد بيتعاطي مخډرات قضي علي مصير عيلة بحالها ودخل بعربيته في عربية أبويا الله يرحمه .. والغريب إن الولد هو الوحيد اللي عاش مع إن كانت إحتمالية إنه يعيش كانت 0 ..
نظر لها مرة أخري وقال بهدوء مزيف 
_ الولد دا عاش أصعب مشهد ممكن أي حد يتخيله مشهد أبوه وأمه وهما غرقانين في دمهم وعيونهم متوجهة عليه ..
زفر في عدم راحة ثم أكمل بصوت متحشرج 
_ مممم.. مشهد عمري ما هنساه .. مشهد كإنه إمبارح مش من 25 سنة ..
أمسك يديها ثم قبل يدها اليسري ثم اليمني وقال بإبتسامة صادقة 
_ أنا مش زعلان أنا عارف إنهم معايا ويمكن في مكان أحسن أو مش يمكن .. دا أكيد !
جلست سارة علي قدمه وحاوطته بذراعها وتركت لنفسها عنان البكاء كان صادقا في حديثه كل كلمة أخرجها كانت صادقة وبها شعور طفل لم ينضج طفل يتذكر كل ذلك باليوم والساعة والسنة ..
وضع يده علي خصرها مقربا إياها منه وأراح رأسه بجانب عنقها وأطلق تنهيدة حارة .. ثم قال بمشاعر قوية 
_ بعدين قابلتك أينعم غلبتيني معاكي وطلعتي زي البلياتشو وخوفتيني .. بس كنت حاسس إنك العوض ..
إبتعد برأسه حتي قابلت وجهها بوجهه وقال في همس أمام وجهها حتي إختلطت رائحة
تم نسخ الرابط