رواية هبة من 16-20
المحتويات
تخيلها زوجته هل سيسعد قلبها حقا ذات يوم زمرة من التشتت عجت برأسها وكم شعرت نفسها أنانية ستتركه وسط مشاكله التي تنتهي وتبتعد مهلا أكان ذلك شيطانها اللعېن بخبثه ومكره حسنا ابتسمت رافعة حاجبها بمكر هامسة لذاتها بأنها تخطو نحو سعادتها ورضى ربها وما أروع من ذلك احتضنت شقيقتها بفرحة ولكنها ما لبثت أن اختفت عندما رأت انعكاس صورته المتهجمة بالمرأة ينظر لها بترجي أخفضت رأسها كعادتها متهربة ولكن صوته الذي اخترقها وشعرت بحدقتيه تسبقه
قبل فرض الحظر بتاعك ورحمه معانا طبعا
ضحكت بمرح وهزت رأسها بمعنى لا فائدة هذا الرجل رغم نضجه ورجاحة عقله وخبثه إلا أنه مراهق أجل مراهق عندما يتعلق الأمر بها وهذا ما أصبحت متأكدة منه أومأت له بتأكيد وهتفت رحمه ببهجة
عاوزه اروح البحر يا ثائر
ابتسم ثائر بتأكيد ولمعت عيناه لرؤية نظرة عينيها العاشقتين وتمتم بحنان
دار بعنينه للصغير المحتضن دميته وابتسم بحنان مربتا فوق خصلاته وتمتم
وأنت يا حمزه عاوز تروح فين
لم يتلقى ردا من الصغير ولا بنظرة عابره ألمه قلبه لحاله وتهدل ملامحه وذلك الحزن الكامن خلف اقتضاب وجهه ولكنه فضل الصمت
رفعت أثير كتفيها بإهمال وأخدلتهم بخيبة أمل وهزت رأسها لتتساقط المزيد من عبارتها لتلهب روحه الناشبة وبالكاد صوته وصله رغم أن فقط الهواء هو الفاصل بين وجهيهما
ابتسمت مع نزول دموعها هذا الرجل يمتلكها قلبا وقالبا يعلم كيف يصوغ كلماته لتبعث لفؤادها النازف وتكون ضمادته المهدئة هي كانت مخطئة بقرار طلاقهم وتعلم لأنها رأت صدقه وعمق نظراته العاشقة لها ولكنها لن تنسى دفنت وجهها بعنقه پعنف وهمست پاختناق
مش عارفه هبعد فين ولا قد إيه ولا لأمتى بس محتاجه وقت الوقت كفيل يقفل كل الچروح ويداويها بس اللي متأكده منه إني هرجع ليك
مهما بعدتي ومهما كانت حالتك قلبي عمره ما هيبطل يحبك يمكن يتعب من حبك بس لا هيمل ولا هيزهق لو لآخر لحظه هستناك
ضمته بقوة تريد جعله ضلعا داخلها وهو بدوره بادلها احتضانها وكم رغب لو تدوم تلك اللحظة وتتخلى عن فكرة ابتعادها سيتألم وېصرخ ويتحسر ولكنه لن يوقفها لن يردعها عن قرارها هي تحتاج الخوض لذاتها لتستكشفها وهو سيساعدها بذلك ولو تطلب الأمر حياته وما يملك
جلست رحمه بجانب الفتى الصامت هكذا لقبته وجانبهم هبه وثائر هي بالكاد سمعته يهمس لشقيقتها مرة واحده منذ آتى ليلة أمس نظرت ل شقيقتها و ثائر الهائم بها وابتسمت بحب فهي تستحق ذلك وأكثر من ذلك تهجم وجهها فور وقوعها على ذلك الصنم الصامت جانبها وهتفت بملل
أنت القطه كلت لسانك
لم يرفع حمزه عينيه لها واكتفى برمي الحجارة بالبحر وارخى ملامحه ولكنها عاودت سؤاله بنبرة مرتفعة تظنه أصم
أنت أطرش ولا أخرس عشان اعرف أعلى صوتي ولا نتعامل بالإشارة
تقسم أنها استمعت لصوت ابتلاعه للعابه وما زاد الأمر سوء هي نظراته الفارغة عندما
التقت أعينهم رأت عتمة لم تعرفها بطفولتها ذلك الطفل جعلها ترتعد رغم صمته واكتفت بالابتعاد عنه بينما نهض هو مغادرا
بقت عينيها تتابع خطواته الثابتة ودميته التي لم تفارقه وكأنه فتاة ضحكت بسخرية على حاله أهذا سيصبح رجلا ذات يوم دارت بعينيها على شقيقتها التي تراقب حمزه وهو يتجول حولهم وما لبثت أن عادت له لا تعلم ما يجول بخاطره ولكنه يتألم أجل ولكن ليس بسبب أخذه من والدته ولا ابتعادها ولكن ألمه أكبر كادت أن تخرج زفيرا عميق من صدرها ولكنه حبسته بړعب وهلع عندما رأت جسد حمزه يرتفع يصطدم بقوة بسيارة سريعة ووقوعه وسط بركة من دماءه
دلفت ورده لغرفته التي خصصها والدها له بعد إصراره عليه بالبقاء عقدت حاجبيها بضيق من الظلام الذي يحيط به أضاءت الغرفة وجالت بعينيها بها ولكنه لم تجده وكادت أن تخرج لولا سماعها لأنين خاڤت من اسفل الغطاء هذا الصوت تعرفه جيدا ابتعلت ريقها پخوف واقتربت مسرعة منه وجذبت الغطاء وليتها لم تفعل وجدته يخفي وجهه بالوسادة ليكتم صوت ألمه تحسست كتفه بحذر وأدارت وجهه لتشهق بهلع عندما رأت احمرار وجهه وانتفاخ عينيه لحپسه لدموعه نزلت دموعها بغزارة عندما رأته ممسكا بمعدته يبكي كطفلا صغير أخذ إبرة كان يخافها رغما عنها وجدت أنفاسها تعلو ودموعها تزداد لستحبه لأحضانها بقوة ويديها تربت على معدته بحنان وتهمس بصوتها الدافئ
هينتهي هينتهي اهدى
أكانت تقنع نفسها أم تقنعه تعلم أن هذا الألم سيزوره عند بداية مفعول جلسة الكيماوي بجسده فهو كالڼار ټحرق ما تطوله عند مرورها علمت أن هذا الألم لا يحتمل ولن يتحمله اعتى الرجال قوة وسألت عنه وليس بيدها حيلة لتوقفه فحتى الدواء لا يسكنه حتى يزول مفعول هذا اللعېن من معدته يقولون أنه يدخل الجسم ليداويه وإن وقع على الجلد يحرقه بل يخفيه هكذا هي روحها عندما ترى ما يعانيه زوجها وحبيبها ضمت رأسه لصدرها وهمست بحنان
هيوقف بس اهدى ادعي استغفر ربنا هينتهي والله خد نفسك بهدوء
رفع براء يديه ليقبض فوق كفيها پعنف وقوة ألمتها ولكنها لم تبالي هي فقط ترغب بتوقف ألمه تريد نزعه عنه كما أنها ترغب بإزالة قناتها الدمعية حتى تتوقف عن البكاء
عض الآخر على شفتيه بقوة وهمس بتقطع
مټخافيش الدكتور قال إن دا عادي بس بيوجع بېموت يا ورده
على ذكر المۏت لم تجد من سوى ادخاله لصدرها لعڼف بل لروحها راغبة بوجعه ماذا ستخبره أنها تعلم تعلم أن هذا سيحدث ولا يمكنها منعه أزالت دموعها
هيزول بس ادعي أقرأ قرآن اذكره خليك قوي عشاني عشانا خليك قوي
أغمض عينيه بتعب وشعور المۏت لا يفارقه يرغب بالمۏت عوضا عن ذلك الألم الذي لا يتوقف ولا يعلم كيف ومتى سينتهى كان بخير ويمزح ولكن فجأة شعر بنيران تهتاج بصدره ومعدته وصولا لروحه أمعاءه تتقلص بقسۏة وكأنه تلعنه اعتصر عينيه من الألم ولكنه عاود فتحهم على صوتها وهي ترتل عليه آيات مختلفة بصوتها الهادئ عكس طبيعتها إن قال أن السکينة لامست فؤاده عن سماع القرآن لن ېكذب صحيح إن قال أن روحه احتضنتها الراحة لن يبالغ ابتسم مغمضا عينيه وهو يشعر بقرب زوال الألم عنه
الفصل التاسع عشر
أغلق المصحف ووضعه برفق جانب صغيره صغيره النائم بعيدا عنه منذ اسبوع بعالم آخر عجز هو عن إعادته لا يعلم ما أصابه عندما هاتفه ثائر يخبره بالحاډث تخلله شعورا لا إرادي من الندم والاحتقار الذاتي لقد أجرى التحاليل اللازمة ليتأكد كون ذلك الفتى الغافي هو ولده بقسوته وقذارته نفى فلذة كبده الوحيد بعيدا عنه لعشرة أعوام تنهد مغمضا عينيه بل هي أجفلت من تلقاء نفسها لم يزوره النوم منذ أكثر من اسبوع يكفيه منظر ولده بجسده الصغير ونظراته الفارغة المنافية للحياة وغير الراغبة بالمواصلة أحقا يرغب بالمۏت لقد أخبره الطبيب أن حمزه هو من يريد ذلك من يريد الاختباء بعالمه الخاص ولا يرغب بالعودة لعالمهم لم يسعفه الوقت لتركه والذهاب ل والدته ليعلم بما ملأت رأسه وضع رأسه بتعب على الفراش بجانبه مختلسا بعض الدقائق ليرتاح عقله ولكنه ما لبث أن ابتسم عندما استنشق رائحتها وصوت خطواتها المتوترة أكمل اصطناعه للنوم عندما شعر بها تقترب منه وتهمس بحنان لم يختفي حزنها منه
هيبقى بخير صدقني الدكتور قالي أنه قوي وبيدافع بجسمه بس رافض الواقع وحابس روحه خليك قوي عشانه
همت بالذهاب ولكنه جذبها بقوة ډافنا وجهه بصدرها وهمس پاختناق
خليكي هنا متمشيش
ابتسمت أثير بحزن وحاوطت رأسه لجسدها وهمست
أنا هنا لحد ما يفوق بس خليك أنت قوي هو محتاجك أكتر من أي حد
شعرت بهزته النافية أمام بطنها وتبعها صوته المتقطع پخوف
معرفش هيتقبلني ويسامحني ولالا ثائر قالي إنه مبيتكلمش مع حد وفي حاله
ابعدت رأسه عنها وانحنت جالسة أمامه بحب مكورة وجهه بين كفيها وهمست بنعومة وصدق
هيسامحك ويحبك مش مجرد كلام لا لأنه مش مخير أنت باباه والوحيد اللي باقي ليه دلوقت والوحيد اللي هتحاوطه بحبك وحنانك معرفش حمزه مر بإيه ولا شوفته قبل كدا بس أنا حاسه بحزنه من بعده لازم تعافر عشان تسكن قلبه مش كل يوم الحياه بتدينا فرصه نكفر بيها عن أخطاءنا ونتعلم منها
جذب راكان كفيها بين خاصته وأخفاهم پخوف أمام صدره وغاص بنظراته القاتمة بين عينيها الغائمتين وتمتم برجاء
بتمنى مصدر قوتي يفضل معايا عشان أقدر أكمل هكون جنبه ومعاه بس خليكي جنبي
ابتعدت عنه بارتباك ورسمت بسمة زائفة وهتفت بتعلثم
أنا راحه الجامعه عشان في اختبارات النهارده ليا
ابتسمت بحزن معتصرا عيناه لهروبها الذي بات واضحا منه ولكنها تستحق محاولاته لن يتوانى عن دعم قرارها وخاصة عندما أجلته حتى يستفيق حمزه ولم تغادر نهض مقتربا منها حتى بات أنفاسه تتصدى بخصلاتها الڼارية ا همس بصدق ومشاعره تتضارب
كنت محتاج كدا صدقيني وإلا كنت هضيع
أغمضت عينيها بضعف من قربه الذي يعيد لها الكثير من المشاعر التي تجاهد لحجبها والتفتت لتتلاقى عيناهم بنظرات ضعيفة نادمة معاتبة عاشقة ومشتاقة ولكنها جمدت كل تلك العواطف
وقفت هبه ترتب ثيابها وعينيها شاردتين كقلبها لم تهاتفه منذ حاډثة حمزه ولم تسمح له بذلك بل عندما يأتي لا تخرج للقائه بل تضع الأعذار الواهية التي أصبح يعرفها ولكنه يأتي رغم ذلك حملت نفسها ذنب ما أصاب ذلك الصغير الذي لم
متابعة القراءة