رواية هبة من 16-20

موقع أيام نيوز

ومالو يا قلبي حبيبي أشطر كتكوت يا ناس
رمقها بنظرة ممېتة جعلته تطعمه دافعة الطعام عنوة من بين شفتيه كاتمة ضحكاتها على منظره الغاضب وعقدة حاجبيه التي لن تنفك 
انتهت أثير من اختبارها ونهضت مغادرة ولكن أوقفها صوت فتاة ما تهتف بسخرية
وقبلت على نفسها تكون زوجه تانيه 
تجاهلت الحديث ولكن نظرات الجميع التي انصبت عليها عندما دلفت مي بوجهها التي لم تستطع أدوات التجميل إخفاء كدماته ووقفت بمنتصف الطلاب بالمحاضرة هاتفة بخبث
لازم كلنا نروح لدكتور راكان المستشفى عشان ابنه عمل حاډثه وفي غيبوبه بقاله فتره ومهما كان هو طول عمره كويس وجدع معانا لازم نقف جنبه ولا إيه يا شباب 
استمعت أثير لهمهمات الجميع ونظراتهم التي انصبت عليها وخرج صوت إحداهم
ابنه ازاي وهو متجوز مكملش شهر يا مي ولا الدكتور كان مدورها 
رأت نظرات السخرية باعين الجميع والشماتة الظاهرة من قلوبهم تكاد تندلع لها ولكنها ألجمت ذاتها وتحكمت بڠضبها وهمت بالخروج إلا أن كلمات إحدى الفتيات المرافقة ل مي جعلتها تتصنم بمكانها
لا الدكتور كان متجوز وعنده ولد من مراته الأولى واتجوز تاني عشان يسلى وقته  
انساقت خلف ڠضبها وچرح كرامتها الذي فتح عليها نيران من چحيم روحها الممزقة وحملت ذاتها خارجة ولكن تلك الأفعى اقتربت منها على غفلة وهمست بنشوة وانتصار
كدا نبقى متعادلين
بصعوبة تحكمت بدموعها وسرت لعقلها ليشكل لها أفظع اللقطات التي ترغب بفعلها بتلك الماثلة أمامها ولكنها تصنعت الهدوء رفعت رأسها مبتسمة وحركت شفتيها وباغتتها بصڤعة قوية أدرات وجهها بعيدا لم تختفي بسمة أثير على العكس اتسعت بسمتها عندما خيم الصمت بالغرفة وناظرهم الجميع بتقرب وكأنهم ينتظرون نهاية لمشهد حابس للأنفاس هو بالطبع كذلك وخاصة عندما رفعت مي رأسها ورسم الڠضب هالة على وجهها أسفل أصابع أثير وتحكم حقدها منها وانقضت على الأخرى تحاول جذب خصلاتها ولكن أثير لم تترك لها فرصة ونابت عنها قابضة على شعرها حتى شعرت بجذوره بين يديها وهتفت من بين أسنانها ببرود
شكلك بتحبي العڼف يا ميوش وبصراحه أنا بمر بأزمه نفسيه مخلياني عاوزه اطلع عقدي على أي كلبه بشوفها قدامي
شددت من قبضتها وسط صړاخ الأخرى وتأوهاتها ولم تكتفي أثير بذلك بل قبضت على فكها پعنف حتى استمعت لصوت صرير أسنانها وهمست بهدوء
خافي مني لأن لما حد بيجي عليا جامد أو على حاجه تخصني بحرقه 
دفعتها عنها باشمئزاز وتناولت حقيبتها مغادرة بشموخ وسط هدوء زملائها الذين لم يحاولوا ولو بالصوت الدفاع عن تلك الأفعى السامة التي تحاول جاهدا لإذلالها  
بنهاية اليوم وقفت ورده بدلال على أنغام الموسيقى جانبها وتغسل الأطباق بمرح مرددة كلمات الأغاني غافلة عن المتربص لحركاتها بحب يود التهامها بأي لحظة 

ولن يتردد اقترب منها حتى بات خلفها مباشرة ولكنها شعرت به وتناولت وانتظرت اقترابه منها وما إن كان يحتضنها حتى باغتته بنظرة مشاكسة واضعة على عنقه ودفعته على الجدار محاصرة جسده مردفة بملل
أنت مبتتعبش يا بني 
لم يصدم بالمرة هو فقط تفاجأ وتمتم بإصرار
لا وحني عليا بقا عاوز ادخل دنيا
لكزته بحدة بمعدته وهتفت پغضب مصطنع
قولنا لا لما تخف وبطل قلة أدب بقا
والله أنت ما شوفتي قلة الأدب ومعنديش مانع أوريهالك عملي وهنا 
أنت معمولك عمل في المطبخ قولي
متتكسفش 
طب بوسه بس 
بصعوبة ابتعدت عنه ورفعت سبابتها بوجهه وهتفت بحزم
ولا في أحلامك حتى
أومأ لها بصمت حتى ظنت أنه سيخرج وسبقته ولكنها ارتابت من هدوؤه ونظرت خلفها لترى وميض المكر الذي باتت تعرفه عنه فأسرعت تركض بأنحاء الشقة بمرح بينما هو تمتم بتوعد
وأنا هستنى أحلامي أنا الليلة دي يا قاټل يا مقتول
لا تعرف كم ظلت غافية جانبه منذ أتت وقصت عليه كل ما حدث لها وبكت كثيرا عندما تذكرت نظرات اللؤم والانتصار والحقد بأعين زملائها ولا تعرف كيف ستذهب للجامعة مجددا بعد ما حدث معها نهضت تبحث عن هاتفها حتى ترى الساعة نظرت بجانب حمزه لتجد راكان النائم بسلام ولكن لم يخفى عليها التعب البادي على ملامحه وخطوط الهالات التي حفرت أسفل عيناه وشحوبه الدائم وقلة نومه فهو بالكاد ينام ساعة أو أقل صباحا ويسرق بعض الدقائق نهارا تنهدت بشوق مقتربة منه وچثت على قدميها أمامه متحسسة ملامحه التي عشقتها بروحها وهمست بلوم
عاوزه أسامحك ونرجع وتحضني وتطمني بس مش قادرة عاوزه أكون جنبك وأضمك بس مش عارفه بحاول أكون كويسه عشان ارجع ليك مش هخليك تشوف أثير الضعيفه اللي الكل بيتنمر عليها تاني اعتبرها كانت طفره في حياتك واتمحت وأنا نفسي مش عاوزه افتكرها عاوزه أكون معاك بقوتي واتخلى عنها بين ضلوعك بس بإرادتي مش تكون مسلوبه مني حبك تاعبني ومحاصر قلبي ومخليه رافض أي نجاه غير طريق عيونك عمري ما كنت متخيله إني هحب بالطريقة دي اللي تخليني أموت بعيد عنك وعاجزه إني أقرب منك وأنا عارفه إنك سبيل راحتي هسامحك وهنسى بس امتى مش عارفه يمكن شهر او اتنين أو أكتر أو حتى سنه بس حبي ليك مع كل يوم بيتضاعف في قلبي وبكل كياني بقولك هرجع ونكون سوا أنا وأنت وحمزه 
أزالت الدموع العاقلة بجفونها وابتسمت بعشق ولكنها تعرف نومه الخفيف من أقل حركة يصحو نهضت مقتربة من حمزه ولكن أصابعه التي احتضنت كفها جعلتها تتنهد بتعب كانت تعلم أنه سيستيقظ ولكن ليس الآن الټفت له لتقابل حزن عيناه وإشارات روحه التي تستغيث بها استندت هي برأسها على كتفه مغمضة عينيها مجبرة عقلها على الإذهان لنسيان كل ذكره أليمة تسببها هو ومفرشة بساط الدلال للحظاتهم الفريدة التي كانت تبتسم بها من كل قلبها معه وبسببه وله أما هو شابك يديه معا كقيد ملغم حول ظهرها يستحل ردعه تنفس أنفاسها بعمق متخذا كل الوقت في العالم لفعل ذلك مقدما لوجدانه الإشارة الخضراء لينعم بقربها ولو بلحظة وحيدة فقط ذهب تعبه إرهاقه حزنه ألمه وجعه والأهم خوفه في تلك الدقائق التي جمعتهم رافضين الابتعاد رغم الحواجز القائمة بينهم فهل بذلك محت آثار الندبات والكلمات أبذلك رضخت لحبها وانصاعت لخفقان فؤادها

تم نسخ الرابط