رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد ج3
المحتويات
في حضڼي يا بتي و الله حبيتك كيف مابحب عيشة بتي...ابجي طلي عليا بطلتك الزينة دي.
استجابت ريم لدعوة السيدة أم معتصم فهي أيضا قد أحبتها و ارتاحت لها كثيرا و أدركت الآن سر تحول معتصم معها... فحنانها الزائد هو ما يدعوه للتعامل معها بذاك اللين و تلك الرقة.
نهض معتصم ليقول بجدية
اتفضلو امعاي أوصلكو لتحت.
مفيش داعي يا معتصم بيه... احنا هنعرف ننزل.
أصر عليها
لاه ميصحش يا ضاكتورة... اتفضلو من هانا.
سار خلفهما معتصم الى أن وصلوا الى باب الدوار ليأمر خفيره بعد ذلك بايصالهما الى الوحدة الصحية.
عاد معتصم لغرفة أمه ليجد حمد جالسا و يبدو أنه شاردا في أمر ما و ما أثار حفيظة معتصم امكانية شروده في ريم الأمر الذي أضرم نيران الڠضب في صدره.
انتبه حمد في الثانية ليقول بشرود
ايه يا معتصم!
ايه انت!
نظر معتصم لأمه فوجدها تجاهد النعاس فانحنى يقبل جبينها
نامي و ارتاحي يامايا و اني هبعت سمعان يچيبلك الدوا من الصيدلية.
ماشي يا وليدي..
ساعدها في الاستلقاء على جانبها الأيمن ثم جذب ذراع أخيه يجره خلفه جرا و أغلق الغرفة و انصرف الى غرفته و مازال يجر شقيقه خلفه.
ألقى به على طرف الفراش ليسأله بالهدوء الذي يسبق العاصفة
مالك بقى!.. من ساعة اللي اسمها ريم دي ما مشيت و انت قاعد سهتان على نفسك و مش على بعضك.
ابتلع ريقه بصعوبة ثم أردف بتوتر
مماليش يا معتصم... انت اللي بيتهيألك.
زمجر فيه بصياح و كأنه يذكره بأمر ما
نهض حمد ليقف قبالته هاتفا به بانفعال
أنا مش صغير عشان تفكرني بالكلام دا يا معتصم... ولا انا مراهق عشان خيالك يصورلك اني ممكن أبص لواحدة زي ريم و أنا على زمتي واحدة تانية.
أومال مااالك و انت سرحان من ساعة ما شوفتها... تفسرلي دا بايه انطق.
نفض ذراعي شقيقه عنه ليقول بحسرة
كنت بتخيل صافية زيها يا أخي... نفسي تكون زيها مش أكتر من كدا... انما هي كشخص.. استحالة أفكر في واحدة مش من حقي.
سكت معتصم و كأنه سكب عليه دلوا من الثلج ليسترسل حمد باستنكار
صاح بانفعال مشوشا على موقفه الغير مبرر
أنا كل الحكاية اني كنت بنبهك مش أكتر.. و بعدين أنا مش مضطر أفسرلك أي حاجة... سلام.
تركه معتصم و انصرف مغادرا الغرفة مخلفا غيامة من الڠضب و الغموض في آن واحد...
غادر و هو ينهر نفسه على تسرعه في الحكم على أخيه فهو يدرك جيدا مدى رجاحة عقل حمد و حسن امتلاكه لزمام الأمور... و لكن أكثر ما أغاظه تلك النيران التي استعرت بصدره حين خيل إليه أنها أعجبت شقيقه...
ترى أي شرارة تلك التي أشعلتها!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية عشر
رواية مهمة زواج
ترجلت السيدة تيسير من السيارة الأجرة في نفس لحظة ترجل أدهم من سيارته فابتسم لهذه الصدفة و أقبل عليها ليلتقط كفيها يقبلهما
حمد الله على سلامتك يا ماما وحشتيني اوي..
احتضنته بشدة لتقول
و انت كمان يا حبيبي... يلا نطلع بسرعة اصل ندى وحشاني اوي..
يلا يا حبيبتي..
أخذها و دلفا الى الداخل و استقلا المصعد..
قبل
ذلك الحين بقليل...
انتهت ندى لتوها من التنظيف و ها هي قد أخذت حماما باردا و ارتدت بادي بحمالات رفيعة أظهر كتفيها و مقدمة صدرها و شورت قصير من الچينز ثم أظلمت الغرفة بعدما أغلقت بابها من الداخل لتأخذ قسطا من الراحة لحين وصول السيدة تيسير.
و بمجرد أن تمددت على فراشها قامت منتفضة كالملسوعة لتقول پذعر
يانهار ابيض... انا نسيت هدومي في قوضة أدهم..
ثم هبت من الفراش سريعا و فتحت الغرفة لتركض باتجاه غرفة أدهم بسرعة كبيرة قبل أن تراها وفاء بهذه الملابس الڤاضحة معتقدة في داخلها أن تيسير أو أدهم لن يصلا الحين.
فتحت الغرفة و من فرط سرعتها في الركض انزلقت قدماها لتصطدم رأسها بحافة خزانة الملابس المصنوعة من الخشب الثقيل و قد كانت الصدمة مؤلمة لدرجة أنها صړخت بعلو صوتها حين كان أدهم يفتح باب الشقة بمفتاحه الخاص حينها التقطت تيسير صړاخ ندى لتسبقه الى الداخل و هي تهتف بهلع
دا صوت ندى جاي من قوضتك..
ثم خلعت حذائها سريعا و ركضت نحو غرفة ابنها لتجدها مفتوحة و ندى مسجية على الأرض ممسكة برأسها و لا تستطيع النهوض.
حبيبتي يا ندى... ايه اللي حصل!
كانت ندى تجاهد لألا تفقد وعيها فقد ثقل رأسها للغاية و داهمها الدوار بينما تيسير انحنت لتراها فلمحت تلك الډماء التي تسيل من جبهتها فصاحت بهلع
أدهم تعالى بسرعة...
في تلك اللحظة دلف أدهم ليصعق حين رآها بتلك الملابس العاړية فعاد الى الخلف خطوة يواريها عن ناظريه فحتما ان كانت بوعيها ستثور و تغضب لرؤيته لها بذلك الوضع و لكن أمه صاحت به بحدة
ادخل بسرعة يابني شوف مراتك... دماغها متعورة.
اضطر لأن يستجيب لها ليدخل و هو يحاول أن يغض الطرف عما يظهر من جسدها أمامه فانحنى ليتفقد جبهتها و قد كانت بالكاد تفتح عينيها و كأنها تريد أن تركض من أمامه و لكن جسدها يأبى و كأنها مخدرة.
جبينها مفتوح بس مش عارف الچرح كبير ولا صغير من الډم اللي نازل.
طاب قومها تنام على السرير على ما اروح بسرعة أجيب علبة الاسعافات..
أومأ و هو يسند كتفيها لتذهب تيسير سريعا خارج الغرفة بينما أدهم يهزها برفق لعلها تستطيع النهوض
ندى.. قومي معايا.. ساعديني عشان أقدر أسندك و أقومك من ع الأرض...
و لكنها من فرط خجلها استجابت لتلك الغيمة التي داهمتها لعلها تنقذها من ذلك الموقف الذي أخذاها لدرجة فاقت احتمالها..
ندى.. ندى..
زفر پعنف حين أدرك أنها فقدت وعيها فقام بلف ذراعه حول كتفها و الآخر أسفل ركبتيها ليحملها بسهولة و كأنها لا تزن شيئا و قد استقرت رأسها على صدره و سالت دماء جبهتها على بدلته البيضاء و لكنه لم يهتم فأكثر ما يهمه الآن أن تكون بخير.
بينما هي داعبت رائحة عطره التي تعشقها أنفها لتئن بخفوت مستمتعة بذلك الحلم الذي راودها بمجرد أن فقدت وعيها بين ذراعيه.
وضعها برفق على الفراش ثم أخذ يتأمل أنوثتها الطاغية و كأنه مسحور أين كانت تواري كل هذا الجمال و لكنه عاد ليغمض عينيه و يستغفر ربه بخفوت فحتما لو كانت واعية لما مررتها له هكذا.
ابتسم باستهزاء من حاله ثم نهض بسرعة ليحضر شرشف خفيف من الخزانة ثم دثرها جيدا بحيث لا يظهر منها سوى رأسها حتى ما ان استيقظت لا تشعر بالخذي أو الخجل.
حين أتت أمه بعلبة الاسعافات الأولية التقطها منها ليبدأ في تجفيف الډم ثم تبين له أنه چرح صغير لا يحتاج لغرز فقام بتطهيره و وضع لاصق طبي عليه.
هي أغمى عليها ولا ايه يا أدهم!
أومأ و هو يقوم بوضع اللاصق ثم قال
أيوة يا ماما... شكلها مرهق أوي.. أنا بقول نسيبها تنام و ترتاح بلاش نفوقها.
في تلك اللحظة دلفت وفاء حاملة كوب من العصير الطازج كانت قد أمرتها تيسير باعداده لندى و قد سمعت عبارة أدهم الأخيرة لتقول و هي تدخل
اه و الله يا أدهم بيه... ندى هانم تعبت النهاردة في تنضيف قوض النوم و مأكلتش أي حاجة عشان تلحق تخلص قبل ما ترجعوا.
انكمشت ملامحه بڠصب ليصيح بها
و ندى هانم تنضف ليه!.. و انتى كان لازمتك ايه!
تجعدت ملامحها پبكاء ثم قالت
و الله يا بيه هي اللي صممت تنضفهم و قولتلها عنك يا ست ندى هكمل انا مرضييتش أبدا و قالتلي نضفي انتي الصالون و....
صاح أدهم بحدة
خلاااص... و اللي حصل النهاردة ميتكررش تاني.. حطي العصير هنا و اتفضلي انتي..
وضعت العصير على اقرب طاولة ثم فرت من أمامه على عجل بينما تيسير قد داهمها الشعور بالذنب فهي من أخبرت ندى بأن تنظف غرفة نومها... و لكنها لم تطلب منها تنظيف غرف النوم الأربعة بالشقة.
حانت منها التفاتة ناحيتها لينمو بداخلها احترام أعظم من ذي قبل لتلك النائمة في سلام.
تنهدت تيسير بحزن ثم نهضت و هي تقول
طاب انا هقوم يا حبيبي أغير هدومي و انت كمان غير و ارتاحلك شوية على ما العشا يجهز.
هز رأسه عدة مرات لتنهض تيسير خارجة من الغرفة ثم أغلقت الباب خلفها.
أعاد رأسه للخلف مستندا الى الوسادة من خلفه ثم ظل محدقا في سقف الغرفة بشرود يفكر في ندى... تلك الفتاة الرقيقة ذات القلب الصافي النقي... التقية العفيفة.. كيف فضل عليها دارين صاحبة المظاهر و الطبقية...هو يدرك جيدا أن الحب لم يطرق له باب و لم يعلم له سبيل بعد... و لكنه لا يدري لما يشتاق لدارين حين تكون بعيدة عنه و ما ان يراها تصبح مثلها كأي فتاة بالنسبة له...حاول كثيرا تفسير تلك الظاهرة و لكنه لم يجد لها تفسيرا.
تنهد بحيرة ثم أدار رأسه ناحيتها ينظر اليها بتمعن.. ذاك الملاك النائم ذات الشعر الأسود القصير و غرة كبيرة غطت حاجبيها رموش كثيفة و طويلة بشړة خمرية ناعمة نعومة الأطفال و حين أخفض ناظريه ناحية قوامها الأنثوي المغطى بالشرشف الخفيف عاد سريعا ينظر أمامه و كأنها تشعر به... فهو لن يترك لنفسه العنان لتأمل ما حجبته عنه من جسدها مستغلا نومتها و عدم وعيها.
نظر لتلك البقعة الحمراء على كتفه متنهدا بعمق ثم
نهض أخيرا من الفراش ثم التقط ملابس بيتية من الخزانة و أخذها الى الحمام الصغير الملحق بغرفته.
بعد قليل خرج مرتديا بنطال قطني و تيشيرت أبيض ثم قام بأداء صلاة المغرب و بعدما انتهى تمدد بحوارها بالفراش محافظا على مسافة كبيرة بينهما.
التقط هاتفه ليتصل بآسر للمرة العاشرة و لكن مازال هاتفه مغلق الأمر الذي أثار قلقه البالغ أخذ يدعو الله أن تكون الأمور على ما يرام ثم غفى سريعا من فرط ارهاقه بالعمل.
دقت الثامنة مساءا و بدأت ندى تتململ بابتسامة مرتسمة على ثغرها فلازالت تغوص داخل ذلك الحلم الذي جمعها بأدهم و هي بأحضانه تنعم بقربه و تتنفس عطره و يدنو منها يلقي عليها من كلمات العشق و الهيام ثم بدأت تفتح عينيها ببطئ مستغربة تلك الحوائط رمادية اللون حاولت أن تتذكر آخر ما حدث و لكن مازالت الذاكرة مشوشة.
لفت نظرها ذلك الغطاء الذي يغطي جسدها لتواتيها الأحداث و
تتوالى على رأسها
متابعة القراءة