رواية خالد من 21-26

موقع أيام نيوز

مؤيد وهو يقول له بحزم
خالد..عايزك فى كلمتين قبل ما تسافر.
نظر خالد إلى ملامح مؤيد المتوترة قبل أن يهز رأسه موافقا بهدوء..مشيرا له بأن يتقدمه..ليتقدمه مؤيد بينما ألقى خالد نظرة أخيرة بإتجاه جورية التى حانت منها إلتفاتة إليه لتتلاقى عيناها مع عينيه ليبتسم لها فبادلته إبتسامته بإبتسامتها الرقيقة والتى سارعت من نبضاته قبل أن تعود بناظريها إلى ليلة التى قالت لها شيئا ما..ليتنهد خالد قبل أن يتبع مؤيد......بهدوء.
قالت لها ليلة بإبتسامة ماكرة
نظرات وإبتسامات ..هو فيه إيه بالظبط
أشاحت جورية بعينيها عن عيون خالد وهي تنظر إليها قائلة
هيكون فيه إيه يعنىبقينا ياستى أصحاب ..فيها حاجة دى
قالت ليلة بإستنكار
أصحاب..يادى الخيبة القوية..يعنى إنتى عايزة تفهمينى إن خالد معتبرك صديقة وإنتى حولتى مشاعرك من منطقة الحب لمنطقة الصداقة فجأة كدة
قالت جورية بهدوء
ماهو لازم أعمل كدة..مش ممكن يكون بينى وبين خالد أكتر من الصداقة.
قالت ليلة بحزم
قصدك مش ممكن يكون بينك وبين خالد صداقة ..الصداقة ممكن تتحول لحب لكن الحب مستحيل يتحول لصداقة..متخدعيش نفسك..مشاعركم ظاهرة فى عيونكم..وحبكم واضح انه قدر..زي حبى وحب فراس..مهما هربنا منه لاقيناه فى وشنا..قالوها فى الأمثال القدر والمكتوب مفيش منه هروب.
قال فراس وقد إقترب منهم فى تلك اللحظة بإبتسامة
سامع إسمى..جايبين فى سيرتى ليه
إبتسمت كل من ليلة وجورية لتقول ليلة بمزاح
مجبناش سيرتك ولا حاجة..انت اللى بتتلكك.
نظر إليها فراس وهو يرفع أحد حاجبيه بإستنكار
بتلككطيب ياليلة..تقومى بس بالسلامة وأنا هوريكى مين فينا اللى بيتلكك.
إتسعت إبتسامة ليلة قائلة
لأ وعلى إيهأنا ياسيدى اللى بتلكك..أنا مش أدك على
فكرة..وإنت هتستقوى علية.
أمسك يدها يرفعها إلى شفتيه يقبلها بحنان قائلا
لو إستقويت على الدنيا بحالها..مش ممكن أستقوى على أميرتى.
تاهت بين ثنايا نظراته العاشقة ونبراته الحانية وقبلته التى سارعت من دقات قلبها..لتقول بحب
ربنا يخليك لية يافراس وميحرمنيش منك.
إبتسمت جورية وهي تطالع هذان العاشقان لتدرك أن النهاية السعيدة لا تقتصر على الروايات أو الخيال فحسب بل قد نجدها فى الحقيقة.. فقد تحمل الحياة نهاية سعيدة لقصص العشق ..والدليل على ذلك..هي قصة فراس وليلة والتى قد تحولها جورية يوما إلى رواية بعنوان.....حدث بالفعل.
حانت لحظات الوداع الأخيرة..مع النداء على ركاب الطائرة المسافرة إلى باريس..ليقول خالد لمؤيد
وصل جورية لبيتها يامؤيد..وإطمن إنها طلعت البيت قبل ما تمشى.
نظر الجميع إلى بعضهم البعض بنظرات ذات مغزي فى ماعدا تلك التى إستشاطت ڠضبا وهي ترى ترحيب مؤيد الحار بهذا الطلب..وهو يقول
أكيد طبعا.
بينما اعترضت جورية قائلة بإضطراب
مالوش لزوم أنا هاخد تاكسى...
قاطعها مؤيد قائلا بلهجة قاطعة النبرات
مينفعش طبعا..أنا مصر يآنسة جورية.
لتنظر جورية بتردد إلى خالد الذى اومأ لها برأسه بهدوء..يخفى غيرة حاړقة فرغم أن إيصال مؤيد لجورية إقتراحه هو.. إلا أن تباسط مؤيد معها ونطقه بإسمها فى أريحية..أشعل فى قلبه النيران..تشاركه نيرانه لين..التى رغم إدراكها بقصة الحب التى تجمع أخيها مع تلك الجورية..إلا أن إصرار مؤيد على إيصالها للمنزل أثار حنقها....وغيرتها.
قالت جورية موجهة حديثها إلى ليلة
ترجعيلنا بالسلامة بإذن الله ياليلة.
إبتسمت ليلة إبتسامة باهتة فهي تخشى تلك السفرية التى قد تمنحها أملا للحياة أو توأد هذا الأمل وتقتل فى جوفها الأنفاس..بينما قالت جورية لفراس
خد بالك منها يافراس.
نظر فراس إلى ليلة التى بادلته نظراته قائلا بحنان
ليلة فى عينية.
ليوكزه خالد فى كتفه قائلا
طب يلا ياعم الحنين..الطيارة هتفوتنا..
إبتسم الجميع ليتجه العروسين إلى الطائرة ..بينما تبعتهما لين بعد أن ألقت نظرة طويلة على مؤيد الذى بادلها إياها فى صمت ..ليكون خالد آخر المغادرين..قبل مغادرته ظهر تردده وكان من الواضح أنه يريد أن يقول شيئا لجورية التى تعلقت عيناها بعينيه ليتنحنح مؤيد قائلا
إحمم..هستناكى برة فى العربية.
نظرت جورية إليه تومئ برأسها بهدوء ليغادر مؤيد قبل أن تعود بنظراتها إلى خالد الذى قال بنبرات حانية
خدى بالك من نفسك ياجورى..
أومأت برأسها فى صمت فلم تجد لديها قدرة على الكلام..تشعر بأنها تودعه للمرة الثانية..تخشى ان يكون وداعه لها كسابقه..بلا أمل فى اللقاء..ليقول بتردد
لو تسمحيلى أبقى أكلمك وأطمن عليكى
قالت جورية بضعف
خالد أنا....
قاطعها قائلا
من فضلك مترفضيش.
نظرت إليه فى حيرة إمتزجت بالخجل ..ليستطرد قائلا
ياريت..متحرمنيش من إنى أسمع صوتك..فيه كلام جوايا نفسى أقولهولك ..بس مع الأسف..الوقت مش مناسب..بس أوعدك لما أرجع هنقعد ونتكلم..لازم نحط النقط على الحروف.
ظلت تنظر إليه فى حيرة لا تدرى كيف تتصرف..تتمزق بين رغبتان..إحداهما قطع كل أمل قد يكون لديها ولديه عن مستقبل لعلاقتهما..وبين أن تترك الباب مواربا..وهنا لن تستطيع التراجع بل تثق بأنها ستستسلم وترفع رايتها البيضاء مع أول كلمات عشقه...لتنتصر رغبة القلب على كلام العقل فى تلك اللحظة خاصة وأنها تشتاق له منذ الآن..لتومئ برأسها إيجابا فى هدوء..فإبتسم بإرتياح..ثم قال
أشوف وشك بخير..
إبتسمت له ليلتفت مغادرا ثم توقف بغتة وهي تنادى بإسمه ليلتفت ناظرا إليها..فقالت بنبرات رغما عنها حملت عشقها له
لا إله إلا الله.
عقد حاجبيه وذكرى أخرى تطل أمامه حية وهو يراها تقول له نفس الكلمات..لتنفرج عقدة حاجبيه وهو يردد كما ردد فى تلك الذكرى وبنفس التعبير قائلا
محمد رسول الله..هتوحشينى ياجورى..بس هرجعلك بسرعة وده وعد منى.
إتسعت عيناها بقوة ليبتسم قبل أن يلتفت مغادرا بسرعة وهو يقول بصوت هامس
تناسخ أرواح أو قدر..أو حتى
أحلام..خلاص ياجورى خلصت الحكاية..وجورية بقت لخالد وخالد بقى لجورية.
بينما تابعته جورية بعينيها قبل أن تتنهد وتلتفت مغادرة بدورها..وهي تشعر أنها قاب قوسين أو أدنى من الإستسلام كلية للماضى ونفض فكرة النسيان.......للأبد.
كانت شاهيناز تغفو على مقود سيارتها حين أيقظها بقوة صوت زمور سيارة..لتعتدل وهي تنظر حولها بحنق..تدرك أنها قد نامت وهي تنتظر وصول مؤيد للمنزل..نظرت بسرعة إلى مكان سيارة مؤيد فلم تجدها..ليزداد حنقها وهي تدرك أنه لم يعد بعد..إذا فلقد قام بالمبيت لدى تلك الفتاة التى قضي معها الليلة..اللعڼة عليه..ستريها وتريه ڠضب المرأة حين ېخونها من تحب..أدارت محرك سيارتها..وكادت أن تذهب إلى المنزل حين رأت سيارة مؤيد تعبر بجوارها لتقف فى مكانها بهدوء قبل أن يترجل منها كل من مؤيد ونبيل..لتوقف المحرك وهي تهبط من السيارة بعصبية وتتجه إلى مؤيد الذى ما إن رآها حتى إتسعت عيناه فى دهشة قائلا
شاهيناز.
تجاهلت نظرات نبيل الساخرة..وهي تقول بحنق
أيوة شاهيناز ..شاهيناز اللى فضلت مستنياك طول الليل فى عربيتها..كنت فين يامؤيدأكيد كنت بتتسرمح مع البيه.
إنتفخت أوداج نبيل ڠضبا وتقدم تجاهها خطوة ليوقفه مؤيد بيده وقد تجمدت ملامح مؤيد لتصبح ببرودة الثلج مما أصاب شاهيناز بالقلق والتوتر..خاصة مع تلك النبرات الصارمة والتى قال بها مؤيد كلماته موجها حديثه لنبيل قائلا
إطلع فوق يانبيل.
نظر إليه نبيل فإستطرد مؤيد قائلا
حالا.
أخذ نبيل نفسا عميقا قبل أن يبتعد مغادرا بينما أمسك مؤيد ذراع شاهيناز فى قسۏة وهو يبتعد بها متوجها إلى سيارتها قائلا فى صرامة
مش أنا اللى تيجى واحدة تفتكر نفسها ملكتنى..تسألنى رايح فين وجاي منين..لأ وتهزأ صاحبى أدامى كمان..لولا العشرة اللى بينا أنا كان بقالى تصرف تانى معاكى..إتفضلى إركبى عربيتك دلوقتى ومشوفش وشك تانى..مفهوم
توقفت شاهيناز وهي تقول له متوسلة
إستنى بس يامؤيد..أنا آسفة.. والله العظيم آسفة..غيرتى عليك عميتنى..معرفتش أنا بعمل إيه ولا بتكلم إزاي..سامحنى من فضلك ..وأوعدك مكررهاش مرة تانية..بس ما تبعدش عنى تانى..أنا ما صدقت لقيتك.
رمقها ببرود..لترفع يده إليها تقبلها قائلة
أبوس إيدك...
نفض يده فقالت والدموع فى عينيها
خلاص يامؤيد ..ميبقاش قلبك قاسى كدة.
زفر مؤيد قائلا
خلاص ياشاهيناز ..خلصنا..وعموما وعشان بس تعرفى إنى أحسن منك وإنك ظالمانى.. هقولك أنا كنت فين.
ليأخذ نفسا عميقا قبل أن يقول
أنا ونبيل كنا فى إسكندرية بنشوف مكان هناك نبتدى فيه مشروع صغير كدة..وجينا عشان نجيب شوية أوراق وفلوس عشان نظبط الأمور هناك..يعنى هنرتاح شوية وهنرجع تانى.
عقدت حاجبيها قائلة
وليه إسكندريةما القاهرة كويسة.
قال مؤيد ببرود
عايز أبعد عن كل ذكرياتى المرة اللى هنا..وبعدين مش هتطلقى من خالد ..إيه المشكلة بقىماإنتى ساعتها هتكونى حرة وتقدرى تيجى معايا..
نظرت إليه فى حيرة قائلة
طيب وهتقعد أد إيه
قال بغموض
مش عارف هنقعد أد إيه بالظبط..أسبوع ..عشر أيام..على حسب ما نخلص..عموما إحنا هنبقى على إتصال وأول ما أرجع ..هتصل بيكى عشان نتقابل علطول.
قالت شاهيناز بإحباط
مكنتش حابة تبعد عنى المدة دى كلها..
لتنظر إلى عينيه قائلة بحب
هتوحشنى يامؤيد..لو بإيدى كنت سافرت معاك..بس مش هقدر أسيب ريم لوحدها..والكل مشغول بموضوع ليلة..واحتمال يفضلوا فى المستشفى كتير.
إبتسم مؤيد بسخرية داخل نفسه فهي لا تعلم بعد أنه تم عقد قران ليلة بالأمس وأنها سافرت مع زوجها وأخواتها لفرنسا من أجل العلاج..ولكن ملامحه ظلت ثابتة لا تعكس شيئا وهو يقول
صحيح ليلة أخبارها إيه
هزت شاهيناز كتفيها بلا مبالاة قائلة
معرفش عنها حاجة..إتخانقت مع خالد ومشيت ومن ساعتها مكلمتوش ولا هو كلمنى.
أومأ برأسه بهدوء ثم قال
طيب روحى بسرعة قبل ما حد ياخد باله من غيابك.
أومأت برأسها إيجابا قبل أن تقول
تمام وإنت متنساش تكلمنى قبل ما تسافر ..وملكش دعوة بالبنات
فى إسكندرية يامؤيد.
رمقها بحدة ..لتستطرد قائلة بسرعة
خلاص خلاص..ميبقاش خلقك ضيق..أنا ماشية..سلام.
قال بهدوء
سلام.
ولجت شاهيناز إلى سيارتها وأدارت محركها لتذهب بها يتابعها مؤيد بعينيه تقسو ملامحه.. ليستمع إلى صوت صديقه يقول من خلفه
بنى آدمة حقېرة ومستفزة..أنا مش عارف مستحملها إزاي بس
قال مؤيد بقسۏة
مضطر يانبيل..مضطر..بس هانت..كلها عشر أيام وهتاخد جزائها وساعتها هخلص منها..للأبد.
الفصل السادس والعشرون
كيف أماثلك عشقا وقد أصبحت أنت فى العشق أسطورة
كيف أمنحك حنانا يماثل حنانا به أصبحت مغمورة
كيف أمنحك ما منحتنى وانا بكرمك مازلت مبهورة
فقط أتباهى بك بين النساء وبعشقك أصبحت مغرورة 
ولكننى أعشقك حد الجنون وفى سمائك أحلق مسرورة
حقا صار عشقنا قصة يتحدثون عنها وكلماتها فى القلوب مسطورة 

إقتربت جورية من سرير خالتها بهدوء لتجلس بقربها للحظات بصمت قبل أن تقول بحزن
أنا عارفة إنك صاحية وحاسة بيكى وباللى جواكى بس الحل مش فى الوحدة والبكا صدقينى هتتعبى أكتر إنتى ناسية إنى مريت باللى إنتى مريتى بيه قبل كدة وملقتش دوا لچرحى وحزنى غير فى الكتابة والرسم 
إلتفتت إليها جليلة بعيون منتفخة من أثر البكاء وإعتدلت جالسة تستند إلى وسادتها قائلة فى حزن
بس أنا لا بعرف أكتب ياجورى ولا بعرف أرسم 
إبتسمت جورية قائلة بحنان وهي تمسك بيديها
بس عندك إيدين تتلف فى حرير تعمل من بذرة صغيرة شجرة قومى إزرعى عندك البلكونة بتاعتنا أهى خليهالنا مشتل خرجى طاقتك السلبية فيها وإنسى الألم والحزن اللى ممكن يقضوا عليكى خلينا نفكر إن بكرة أحلى لإننا لو مفكرناش بالشكل ده ھنموت ياخالتى 
نظرت إليها جليلة تتأملها قائلة بإبتسامة باهتة ممتزجة بالحزن
إنتى إمتى كبرتى بالشكل ده ياجورى
إبتسمت جورى قائلة
من يوم ماعرفت إن الچرح بيعلم بس مابيقتلش بيقوى مبيضعفش من يوم ماعرفت إن حتى لو نهاية قصة الحب مش سعيدة المهم إننا عشنا الإحساس وبس فيه ناس بتقضى طول عمرها تتمنى تعيش الحب ولو للحظة وإحنا عشناه سنين ولا إيه ياخالتى
إبتسمت جليلة تلك المرة إبتسامة واضحة وهي تقول
معاكى حق ياقلب خالتك معاكى حق 
إبتسمت جورى قائلة
طب
تم نسخ الرابط