رواية خالد من 21-26
المحتويات
بها عزيز قائلا
متدخليش ياجليلة..الكلام بينى وبين حفيدتى..أنا سكت عليكى كتير..لازم تعرفى إن إنتى مش أكتر من أخت مراتى الصغيرة واللى كانت عايشة معانا أيام الله يرحمها ماكانت عايشة..ولما ماټت صعبتى علية ومرضيتش تعيشى لوحدك وخصوصا إنك لا إتجوزتى ولا خلفتى ولا ليكى حد غيرها.
تراجعت جليلة خطوة للوراء فى صدمة..بينما أغمضت جورية عيناها پألم ثم فتحتهما على مصراعيهما..تنظر إلى ملامح خالتها الشاحبة فى شفقة وقلق..ثم تنظر إلى جدها بلوم وعتاب ليتحاشى نظراتها وهو يشيح بوجهه..قالت جورية بحزن
نظرت إليها جليلة وقد خلت ملامحها من أي تعبير..قائلة بهدوء
أنا جاية معاكى يابنتى ..إستنينى ثوانى.
لتغادر جليلة بخطوات تبدو هادئة ولكن إرتعاشة جسدها كان دليل واضح على بكاءها..ظهر الألم على وجه عزيز وهو يتابعها بعينيه..لتقول له جورية بحزن
ليه كدة بس ياجدى..حرام عليك..خالتى جليلة متستاهلش منك كدة.
إنتى السبب ياجورى..إنتى السبب..أنا بحذرك لآخر مرة ..لو مشيتى انتى وهي..مترجعوش هنا تانى.
جاءه صوتها من خلفه يقول ببرود
متقلقش..أنا عن نفسى مش راجعة هنا تانى..
لتمشى جليلة بإتجاه باب المنزل بخطوات حازمة..نظرت جورية إلى جدها بخيبة أمل ظهرت على ملامحها قبل أن تتبع خالتها بخطوات منكسرة.....
كانت لين تقف مع سها بعد أن بدلا لليلة ثيابها بفستان رقيق .. جلست ليلة على السرير بخجل..تبدو السعادة على ملامحها..بينما يقف فراس إلى جانب خالد يتحدثان بهدوء..ليطرق الباب ويدخل مؤيد بإبتسامة هادئة.. توقفت دقات قلب لين وهي تتطلع إليه..تجرى عيونها على ملامحه الوسيمة..بينما تجاهلها هو تماما وهو يخاطب خالد قائلا
إبتسم خالد وهو يتقدم منه يرحب به قائلا
طبعا إتفضل يامؤيد.
قال مؤيد
معايا الشاهد التانى.
إتسعت إبتسامة خالد وهو يقول
خليه يتفضل طبعا.
دخل نبيل لتنظر إليه سها فى دهشة..وقعت عيناه عليها فى الوقت ذاته ..ليظهر الڠضب للحظة فى عيينه..ثم يتلاشى وهو يسلم على خالد..لتدرك سها أنه غاضب منها..وأن تلك الليلة لن تنتهى على خير أبدا.
كدة كله تمام وتقدر تبدأ ياسيدنا الشيخ.
قال فراس بغموض
لأ لسة..ناقصنا حد.
نظر إليه خالد عاقدا حاجبيه وهو يقول
مين اللى ناقصنا
نظر فراس إلى ليلة التى تعلقت عيناها بعينيه..ليبتسم قائلا
حد مكنش ينفع ميكونش موجود النهاردة..وفى اللحظة دى بالذات..حد كان السبب فى تعارفنا أنا وليلة..حد أول ما عرف صمم ييجى عشان يبارك لليلة ويهنينى..حد كان لازم يكون شاهد على إتحادنا..وفرحتنا مكنتش بجد هتكمل من غيره..
ومين هو الشخص ده وهو فين طيب
إتسعت إبتسامة فراس وهو ينظر إلى نقطة خلف خالد قائلا بغموض
قصدك ..مين هي
كاد خالد ان يتحدث ولكنه تجمد تماما..حين إستمع إلى صوتها من خلفه..و الذى يعزف على أوتار قلبه.. تقول برقة
مساء الخير على الجميع.
إلتفت خالد ببطئ يطالعها بعينيه لتلتقى عيناها بعينيه فى تلك اللحظة ويدق القلبان......بقوة.
................................
تفاعل حلو بقى
الفصل الرابع والعشرون
تداخلت ملامحنا..تشابهت حتى أيقن الجميع أننا واحد
فانا فى سكونك متعبدة.. وأنت فى محرابى عابد
أشعر بقلبك فى خافقى ..وخافقى لك يامولاي عائد
أنت تكملنى حقا ...........وقلبى بوجودك لله حامد
إنتهى عقد القران فتوجه الجميع لتهنئة العروسين..وسط جو من السعادة رغم توتر الجو..فالكل سعيد حقا من أجل ليلة التى تخطت ذلك الخبر الصاډم بمرضها ومعرفتها بأنها ستمر بكل مايمر به المصاپون به ولكن وجود فراس بجوارها هون الأمر عليها كثيرا ..وهي الآن تعيش فرحتها رغم كل شئ..أما عن الحاضرين..فقد كانوا يعانون توترا ملحوظا..فكل منهم يحمل فى قلبه تجاه نصفه الآخر شئ ما..ڠضبا..شوقا..عتابا ..لوما.....وعشقا.
والأدهى من ذلك أنهم لا يستطيعون أن يعبروا عن دواخل قلوبهم فى هذا الوقت..فقط يؤجلونها للوقت المناسب...
كانت هناك تلك التى لم تتحمل تجاهله لها كلية ..تخشى أن ټخونها دموعها وتتساقط لتعكر تلك السعادة التى تغمر العروسين..وتفسد بالذات فرحة أختها..لتستأذن من أخيها فى الخروج من الحجرة..معللة خروجها بأنها ستذهب إلى الكافيتريا لشرب فنجال من القهوة..رافضة عرضه بإحضاره من أجلها..ليومئ لها أخيها برأسه موافقا مخبرا إياها أن لا تتأخر..لتتسلل بهدوء يتابعها مؤيد بعينيه..يشعر بالتردد قليلا فى إتباعها..ثم فى النهاية يحسم رأيه ويقرر إتباعها..وليكن ما يكن..ليتسلل بدوره وراءها..ولكن كان هناك من لاحظ خروجه خلف أخته..ليبتسم بهدوء..قبل أن يعود بعينيه إلى تلك الرقيقة الجميلة المبتسمة برقة وهي تستمع لفراس..يدرك أن حضورها أسعد ليلة..فوجه أخته الشاحب قد أشرقت ملامحه..
ليعقد حاجبيه قليلا وهو يتأمل جورية..فخلف إبتسامتها قبع حزن فى عينيها..لا يدركه سوى قلب أحبها بصدق.....
قالت سها بتوتر
خلاص بقى يانبيل..ما قلتلك أنا آسفة.. والله ياسيدى آسفة.
إلتفت إليها نبيل عاقدا حاجبيه پغضب قائلا
آسفة على إيه ولا إيه..آسفة إنك مقلتليش إنك نازلة أساسا..ولا آسفة إنك نزلتى فى الوقت ده لوحدك..أنا مش عارف إزاي آنكل فوزى سمحلك أصلا تنزلى فى الميعاد ده..هو مش أب برده وبيخاف على بنته..ولا إيه
نظرت إليه قائلة بحزن
لأ مش أب..على الأقل مش بابايا أنا.
نظر إليها فى صدمة لتطرق برأسها قائلة بحزن
آنكل فوزى يبقى جوز ماما..إتجوزته من عشر سنين بعد ما والدى ماټ..هو راجل طيب وبصراحة مشفتش منه حاجة وحشة..بس فى نفس الوقت مشفتش منه إهتمام الأب ولا شفت الإهتمام ده حتى من ماما..مشفتش منها خوف الأم على بنتها ولا نصايحها ليها..إتعودت من صغرى إن صوتى من دماغى..قراراتى باخدها لوحدى وإعتمادى كله على نفسى..متعودتش أقول لحد أنا رايحة فين وجاية منين..حتى الضوابط والحدود اللى فى حياتى أنا اللى حطيتها لنفسى..أنا آسفة لإنك إرتبطت بواحدة تقريبا من غير أهل ويمكن تتعب معاها عشان تتعود على طبعك وقواعدك..
لتصمت لثانية قبل أن ترفع رأسها وتواجه عيناه بحزن ظهر فى عينيها قائلة بمرارة
لو حابب منكملش..أنا.....
وضع أصابعه على شفتيها قائلا
مفيش حاجة هنا إسمها لو..ملكيش أهل..هكون أنا أهلك وكل ما ليكى واللى إتحرمتى منه هعوضهولك وأكتر..أما طبعى وقواعدى فأنا مليش قواعد..أنا بس بحبك وبخاف عليكى..مش همنعك تعملى اللى انتى عايزاه مادام مش هيضرك ومادام هكون معاكى خطوة بخطوة..وعايزك تكونى متأكدة إن محدش بيختار قدره ..وإنتى قدرى ياسها..أحلى وأجمل قدر.
أغروقت عيناها بالدموع وسقطت على وجنتيها..تنظر إليه بعشق ملك عليها جوارحها..تمنى لو ضمھا إلى صدره وإحتوى دموعها تلك ومشاعرها التى غمرتها وغمرته معها..ولكنه مسح دموعها بيده بحنان..لا يعكس تلك القوة التى يقاوم بها نفسه..كي لا يغمرها بين ذراعيه..فلم يصبح من حقه بعد فعل ذلك..ليقول بشوق
تكلمى مامتك تاخد ميعاد من آنكل فوزى وياريت يكون فى أقرب وقت..وتعرفيهم إنى هكتب الكتاب..ولما نجمع مؤيد ولين مع بعض..هعمل الفرح علطول..مفهوم
إبتسمت من وسط
دموعها وهي تومئ برأسها بسعادة ليبتسم بدوره..وهو ينظر إليها...بعشق .
كانت لين تجلس فى كافيتريا المستشفى..على طاولتها..مطرقة الرأس..يتابعها مؤيد من بعيد..يطمأن فقط عليها..كاد أن يعود أدراجه وهو يتأكد من أنها بخير رغم أنها لم تلمس فنجال قهوتها الذى طلبته..حين رآها تمد يدها ترجع خصلاتها التى توارى وجهها عنه خلف أذنها اليسرى..ليقف متجمدا وهو يرى تلك الدموع المتساقطة من عينيها..دمعة تلو الأخرى..بشكل مزق نياط قلبه..أدرك أنه لابد وأن يتدخل..فإقترب منها بسرعة وتوقف أمامها تماما وهو يقول بصوت حاول أن يجعله باردا قدر الإمكان
قهوتك بردت على فكرة.
لاحظ تجمدها الذى دام لثوان قبل أن تمد يدها تمسح دموعها من على وجهها..ثم ترفع وجهها إليه قائلة بهدوء خلب لبه رغما عنه
بحبها باردة.
إبتسم بسخرية وهو يجلس على هذا الكرسي أمامها قائلا
اللى أعرفه إنك كنتى بتشربيها سخنة.
نظرت إليه قائلة بهدوء
كنت بشربها سخنة عشان إنت بتشربها كدة..زي ما كنت بقرا روايات الړعب رغم خوفى منها عشان إنت بتحبها ..لكن الحقيقة إن أنا مبحبهاش وبفضل عليها البوليسية .
إنتابته دهشة عميقة بوجدانه ولكنها لم تظهر على وجهه وهو يدرك أنها كانت تفعل فقط ما يعجبه..ترى هل أحبته بصدق ذات يوم
نفض أفكاره وهو يتساءل قائلا
طب وسيناترا
تراجعت للخلف تستند بظهرها إلى المقعد قائلة
لأ..سيناترا ده بقى كان بجد مطربى المفضل. إنه كمان طلع مطربك المفضل..كانت صدفة مش أكتر.
مال يشبك أصابع كفيه أمامه وهو ينظر إليها قائلا
مبقاش خلاص.
عقدت حاجبيها قائلة
يعنى إيه
تراجع ليستند إلى مقعده بدوره قائلا بلا مبالاة
يعنى أي حاجة كانت بتجمعنى بيكى كرهتها..ومبقتش تمثلى أي شئ..سيناترا..القهوة..منظر الغروب..أفلام الړعب..حتى الجري الصبح..بطلته وبقيت بجرى بالليل.
تأملته بقلب تمزقت دقاته ألما..ولكنها تمالكت نفسها لتنظر إلى عيونه قائلة بثبات
قطع الصور اللى بتجمعنا كمان..وإكره كل حاجة بتفكرك بية..حتى إسمى حرم تقوله على شفايفك..وكل ما تمر ذكرى جمعتنا فى خيالك غمض عنيك وإطردها..بس برده مش هتنسانى ..هفضل جوة قلبك..بجرى فى دمك..حروفى هتفضل بين أنفاسك..وكل ما هتحاول تنسانى هتفتكرنى أكتر..لو أنا كنت قدرت أنساك وأنا مفكراك خاېن ..يبقى هتقدر إنت تنسانى يامؤيد..ومن دلوقتى بقولك..إنك مش هتقدر.
لتنهض..تحمل فنجال قهوتها تشربه مرة واحدة..ثم تتركه على الطاولة وتلتفت مغادرة المكان بكبرياء حمل إعجابا إلى عينيه..ليبتسم بهدوء قائلا
مميزة..مختلفة..وتستاهلى الحب اللى حبيتهولك.
ليطرق رأسه قائلا بنبرة حزينة بعض الشئ
بس الحب مش كل حاجة..الأهم من الحب ..الثقة..والثقة دى ضاعت مابينا خلاص يالين.
ليرفع رأسه مجددا بإتجاه طيفها المغادر وهو يقول
ومعتقدش ممكن ترجع تانى.
وقفت شاهيناز أمام باب منزل مؤيد ترن جرس الباب دون جدوى..فلا أحد يجيب..لتقول بعصبية
روحت فين بس يامؤيدأنا متأخرتش أوى يعنى..
لتعقد حاجبيها مستطردة
أوعى تكون نزلت..بجد هزعل منك..وأنا زعلى وحش.
لتمد يدها فى حقيبتها تبحث عن هاتفها..حتى وجدته لتتصل بمؤيد..إستمعت إلى تلك الرسالة لتقول فى حنق
تليفونك كمان مقفول.
لتنظر إلى الهاتف قائلة بوعيد
طب أنا هستناك فى العربية يامؤيد..وأبقى ألاقيك راجع ومعاك واحدة..ساعتها هقلب الدنيا على دماغك..وهعرفك مين هي شاهيناز حسان.
لتعيد هاتفها إلى حقيبتها وهي تتجه إلى المصعد لتستعد لقضاء ليلة طويلة فى سيارتها إنتظارا لمؤيد الذى ما إن غادرته حتى نفذ تهديده لها وذهب ليقضى الليلة مع إحداهن..فهي إن قبلت بتصرفاته تلك فى الماضى فلن تقبل بها بعد أن إعترفت له بمشاعرها وأصبح لها..قلبا وقرييا سيصبح لها بكل مافيه.
قالت جورية بإبتسامة
أنا مضطرة أمشى ياليلة.
قال خالد بلهفة
وتمشى ليه بس
ليتبادل كل من ليلة وفراس النظرات..بينما قالت جورية بإرتباك
الوقت إتأخر وبتهيألى المفروض أسيب ليلة ترتاح.. وهجيلكم بكرة المطار فى الميعاد.
قالت ليلة بإبتسامة
أنا مرتاحة وانتوا جنبى..والطيارة أدامها ٤ ساعات..مش مستاهلة تروحى المعادى وتيجى تانى..مش هتلحقى تقعدى
فى بيتك أصلا.
إبتسم خالد فى نفسه فقد قالت ليلة ما يود أن يقوله كلية..ووفرت عليه الإحراج..ليعقد حاجبيه وهو يستمع إلى كلمات جورية التالية وهي تقول
الحقيقة أنا كنت بس عايزة أطمن على خالتى جليلة عشان سايباها لوحدها.
عقد فراس حاجبيه قائلا
متابعة القراءة