رواية خالد من 21-26
المحتويات
عايزاه فعلا ينسانى ويكمل حياته مع عيلته بس إن ده فعلا اللى قرر يعمله و إنى أحس إنى ولا حاجة بالنسبة له وجعنى وجعنى أوى ياخالتى
ربتت جليلة على يدها قائلة بحنان
ومين قالك إنه فعلا مبيحبكيشخالد بيحبك زي ما حبك فهد
نظرت إليها جورية بحيرة لتستطرد جليلة قائلة
أنا أكتر واحدة بتحس باللى بيحبوا لإنى بحب ياجورى وأظن إنى عرفت إنك بتحبى فهد من غير ما تقوليلى وقلتلك على مشاعر فهد ليكى من قبل ما تحسيها والنهاردة أنا شفت الحب فى عيونه ليكى شفت لهفته وخوفه عليكى ساعة ما أغمى عليكى وكأننا بنرجع فى الزمن ٣ سنين لورا بيتكرر المشهد من جديد ولإن جدك حس بمشاعره وخاف منها خاف خالد يعلقك بيه من جديد وتفترقوا مرة تانية وعشان كدة إتصرف بالشكل ده
أنا مش معاه طبعا فى اللى عمله بس عارفة ومتأكدة إن اللى عمله حب وخوف عليكى
أغمضت جورية عيونها قائلة پألم
الاتنين بيحبونى واحد سابنى والتانى بيلومنى ويزعقلى وأنا فى النص تعبانة تعبانة ومش
مرتاحة ومش عارفة هكمل حياتى إزاي بالشكل ده
قالت جليلة بشفقة
إرمى حمولك على ربنا قادر يريح قلبك ياجوري
ونعم بالله
قالت جليلة فى حنان
حاولى تنامى ياحبيبتى وبكرة هيكون أحلى بإذن الله
أومأت جورية برأسها قبل أن تضجع بجانبها واضعة رأسها على وسادتها ومغمضة عينيها لتنهض جليلة تميل مقبلة رأسها بحنان ثم تدثرها بالغطاء جيدا قبل أن تغادر الحجرة بهدوء وتغلق الباب خلفها لتجد عزيز يقف خارج الحجرة ينظر إليها فى قلق قائلا
قالت جليلة بهدوء
نامت خلاص
ثم نظرت إليه فى عتاب ظهر فى نبرات صوتها وهي تقول
بس لما إنت قلقان عليها أوى كدة ياعزيز كنت بتضايقها ليه بكلامك
قال عزيز بحزن
خاېف عليها ياجليلة مش عايزها تمشى ورا قلبها وفى الآخر يضيعها زي ما ضيع مامتها قبل كدة
قال جليلة
لا جورية تبقى سهيلة يا عزيز ولا خالد زي فريد
بس نفس الحكاية بتتكرر أدامى نفس القصة ونفس الأحداث وخاېف تنتهى بنفس المصير
قالت جليلة
وتفتكر باللى إنت عملته نهيت الحكاية انت بس أجلت أحداثها الحكاية واضحة زي الشمس قدر ونصيب مش هنقدر نتدخل فيه ولا نمنعه
قست عينا عزيز وهو يقول بصرامة
لأ همنعه صدقينى همنعه ما أنا مش هقف أتفرج عليها وهي بتضيع منى زي ما ضاعت سهيلة قبلها المرة دى هقف قصاد القدر وهتحداه كمان
أستغفر الله العظيم مفيش فايدة عزيز هيفضل عزيز ومش هيتغير فوقى بقى ياجليلة وإقضى على الأمل اللى جواكى إعترفى إنك خسرتى فى رهانك مع نفسك على إنك ممكن تغيريه إعترفى إن مش بس جورى النهاردة اللى خسړت حبها إنتى كمان خسرتى الأمل لأول مرة تحسيها وللأسف مش هتكون آخر مرة
ليلة أختى أنا عندها کانسر طب إزاي
جلس فراس بجانبه قائلا بحزن
لما أغمى عليها النهاردة وجبتها على المستشفى طلبت من الدكتور يعملها كل التحاليل والأشعة الل ممكن تطمنى عليها ونتيجة التحاليل طلعت وساعتها الدكتور صدمنى بالخبر من وقتها وأنا مش عارف أعمل إيه عايز أجرى عليها وآخدها فى حضنى وأطمنها إنى معاها وجنبها وفى نفس الوقت مش قادر أواجهها بحالتها ولا أقولها عن مرضها خبر زي ده محتاج أقرب حد ليها يقولهولها ملقتش أدامى غيرك إنت وبس اللى ممكن تكلمها
نظر خالد إلى وجه فراس وهو يقول پضياع
أقولها إيه بس أقولها إنها مريضة بأبشع مرض ممكن يصيب إنسان أقولها إنها هتعانى من آلام تفوق إحتمال البشر أقولها إنها ممكن ټموت وتروح مننا فى عز شبابها إزاي بس عايزنى أصدمها بالكلام ده
ربت فراس على يد خالد قائلا
عشان ليلة مبتحبش فى الدنيا أدك عشان إنت سندها وأقرب حد ليها عشان ليلة مش هتتقبل الخبر ده غير منك إنت إنت وبس ياخالد
نظر خالد إلى عيون فراس ليومئ له فراس برأسه مؤكدا وهو يقول مستطردا
لو ضعفنا هتحس بضعفنا وساعتها هتضعف هي كمان ليلة محتاجانا جنبها نقويها على مرضها ونعديها من محنتها وبعدين فيه حاجة إسمها علاج ليلة فى المرحلة الأولى من المړض وبإذن الله بعد العلاج تبقى كويسة ولو فيه علاج برة هنسفرها ولآخر نفس فينا مش هنستسلم
كانت كلمات فراس داعم كبير لخالد أخرجته من حالة الصدمة التى إعترته ومنحته القوة لينظر إلى فراس بإمتنان قائلا
معاك حق طول
ما فية نفس مش هستسلم هعرضها على أكبر دكاترة جوة وبرة وهتخرج ليلة من محنتها أقوى إن شاء الله
قال فراس بتأكيد
بإذن الله ياخالد بإذن الله
تنهد خالد قائلا
أنا لازم أدخلها وأقولها على الخبر ده
قال فراس
أنا جاي معاك
هز خالد رأسه نفيا قائلا
مش هينفع لازم أكون لوحدى معاها
أومأ فراس برأسه متفهما ليعقد خالد حاجبيه قائلا
بس لازم الأول أعمل مكالمة لسمير وأبلغه بالخبر ده
عقد فراس حاجبيه قائلا پصدمة
سمير سمير تانى ياخالد إنت إمتى هتفهم إن ليلة مش ممكن تكون لحد غيرى إمتى هتفهم إنى من اللحظة دى إعتبرتها مراتى ومحدش ممكن يكون جنبها فى محنتها غيرى أنا وإنت ولين وبس
لتقسو عيناه وهو يستطرد قائلا
بص ياخالد أنا مستحيل هخلى سمير ده يقرب منها أو يكلمها ولو فيها حياتى مفهوم ياخ
قال خالد فى غموض
متقلقش لو طلع اللى بفكر فيه صح فكل اللى بتقوله هيحصل يافراس وده وعد منى ليك
نظر إليه فراس عاقدا حاجبيه فى حيرة ليربت خالد على كتفه مطمئنا ليشعر فراس بالراحة لحركته تلك مؤقتا
إرتمت ليلة فى حضڼ أخيها تسيل دموعها على وجنتيها بصمت ليربت خالد على ظهرها قائلا بحنان
عيطى ياليلة وخرجى كل اللى فى قلبك بس أنا مش عايزك تخافى أو تقلقى أنا هعرضك على أكبر الدكاترة برة مصر وبإذن الله هتبقى كويسة وربنا هينجيكى من المړض ده وإحنا كلنا معاكى وجنبك ياحبيبتى
قالت ليلة من وسط دموعها
أنا مش خاېفة من المړض ياخالد ولا خاېفة من المۏت نفسه
أبعدها عن محيط ذراعيه يمسك وجهها وهو يقول بلهفة إمتزجت بالحزن وهو يرى وجهها الملئ بالعبرات
بعيد الشړ عنك ياليلة
نظرت إلى عيونه قائلة
صدقنى ياخالد أنا مش خاېفة على نفسى أنا خاېفة عليكم إنتوا خاېفة حياتكم من بعدى يملاها السواد والحزن أنا مش عايزاكم تزعلوا لما أموت عايزاكم تفتكرونى بإبتسامة وتكونوا متأكدين إنى بقيت فى مكان أحسن
أغشيت عينا خالد بالدموع وهو يضمها مجددا قائلا بحزم
مش هتموتى ياليلة هتتعالجى وهترجعى أحسن من الأول مرضك لسة فى المرحلة الأولى بإذن الله وبعملية بسيطة هنقضى عليه وهتخفى أنا عايز بس إيمانك بربنا ميضعفش هو قادر ينجيكى من اللى إنتى فيه
أغمضت عيناها وهي تقول
ونعم بالله
لتفتح عيناها بقوة على صوته الذى يزيد من خفقاتها وهو يقول بمرح جاء باهت النبرات يبرز حزنه رغما عنه الذى إستشعرته ليلة فى صوته
ما تبعد عنها شوية ياعم خالد أنا بغير على فكرة
إبتعدت ليلة عن حضڼ خالد تطالعه بعينيها الدامعتين ليطالعها هو بعينين عاشقتين لينقل خالد نظراته بينهما يبتسم بإرتياح فى داخله وهو يقول بهدوء
تغير متغيرش مش شغلى ليلة هتفضل أختى وهيفضل حضنى مكانها اللى بترتاح فيه
أبعد فراس ناظريه عنها بصعوبة وهو ينظر إلى خالد قائلا بمرح
طيب بالراحة كدة متزقش
قال خالد
ماشى ياخفيف
رن هاتف خالد لينظر إلى شاشة هاتفه وتلتمع عيناه ليقول لفراس بهدوء
إستنانى هنا على ماأروح أجيب حاجة نشربها أنا جاي من سفر وريقى ناشف
نظر فراس إلى عيون ليلة التى لم تبعدها عنه قائلا
لأ براحتك خد وقتك
قال خالد بإستنكار
نعم
قال فراس بإرتباك وهو ينظر إليه
قصدى يعنى متتأخرش
رمقه خالد بنظرة ذات مغزي قائلا
آااه بحسب
ثم وجه كلماته إلى ليلة الصامتة قائلا
لو ضايقك رنى علية هاجى وأعلقهولك
أومأت ليلة برأسها فى هدوء ليخرج خالد من الحجرة بخطوات واسعة لتنظر ليلة إلى عيون فراس الذى نظر إليها
بدوره بحب لتقول ليلة بصوت حزين
فراس أنا
قاطعها قائلا بهدوء وهو يجلس إلى جوارها
آسف مش هينفع
نظرت إليه بحيرة قائلة
هو إيه ده اللى مش هينفع
إبتسم وهو يمسك يدها قائلا بحب تنطق به نظراته
هتقوليلى سيبنى وإنسانى وأنا مبقتش أنفعك ودور على واحدة تانية والكلام الفارغ اللى كل مرة بتقوليهولى ده وأنا بقولك آسف مش هينفع
أطرقت ليلة برأسها قائلة بحزن
بس المرة دى غير كل مرة
مد يده يرفع ذقنها إليه لتواجهه عيناها الدامعتان ليقول هو بثبات
بالظبط المرة دى غير كل مرة المرة دى معايا موافقة شبه مبدأية على إرتباطنا من أخوكى
قالت بحزن
عشان عرف بمرضى وأكيد مش حابب يزعلنى
إبتسم وهو ينظر إلى عيونها بعشق قائلا
وليه متقوليش إنه أخيرا حس إنى بحبك بجد ومستعد أتحدى الدنيا كلها عشان تكونى لية لو حتى هتحدى نفسك اللى بتحاول دلوقتى تبعدك عنى بأوهام ملهاش أي لازمة فريحى نفسك من كل الأفكار والكلام اللى هتقوليهولى لإنى بقولهالك من دلوقتى ياليلة أنا مش هبعد عنك أبدا ومش هسيبك وهفضل معاكى لحد آخر يوم فى عمرى مرضك مش آخر الدنيا لأ دى عقبة بس فى طريقك ومعايا هنتحداها ونعديها وعلى فكرة أنا مش هستنى لغاية ما تعملى العملية وتبقى كويسة عشان نتجوز لأ أنا هسافر معاكى بصفتى جوزك يعنى هنتجوز حالا ولما تقومى بالسلامة هعملك أحلى فرح يليق بأجمل ليلة فى حياتى
أغشيت عيون ليلة بالدموع وكادت أن تقول شيئا ولكن فراس أسرع ووضع يده على فاهها قائلا
وحياة أغلى حاجة عندك توافقى ياليلة وحياة خالد اللى أول ما هيرجع هكلمه فى موضوع كتب كتابنا قولى أيوة عشان خاطرى ياليلة وافقى على جوازنا وأنا أوعدك إنك عمرك ما هتندمى على القرار ده
نظرت ليلة إلى عيونه التى ترجوها ان لا تخيب رجاءه لتومئ برأسها موافقة وعيونها تبتسم فى سعادة ليبتسم فراس بدوره وهو ينزل يده يمسك كفيها بين يديه يرفعهما ويقربهما من فمه يطبع عليهما قبلة عشق أطاحت بكيان ليلة التى وإن كانت أحبته قبل اليوم فمنذ لحظات ذابت به عشقا
ليغلق خالد الباب على هذين العاشقين يتنهد بإرتياح بعد أن كان سيدخل الحجرة منذ قليل فإستوقفته كلمات فراس التى أكدت له أن العشق هو أساس كل العلاقات الناجحة وأن العقل من الممكن أن يخطئ ولكن قرارات القلب دائما هي الأصوب فقد إختار خالد سمير بعقله ليتزوج ليلة بينما إختارت ليلة فراس بقلبها فتخلى عنها سمير الآن فى هذا الإتصال الهاتفي والذى أخبره فيه خالد بحقيقة مرض أخته ليعتذر سمير عن الحضور بل عن الخطبة بأكملها بينما تمسك بها فراس فى محنتها تلك ومنحها القوة لتبدأ رحلة علاجها هكذا أدرك اليوم الفرق بين العقل والقلب ليفوز القلب وبجدارة
الفصل الثالث والعشرون
دموع تتحجر فى عيون
متابعة القراءة