رواية فاطمة الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

ادارجها لتغادر مكتبه ولكن
وقعت عيناها على جسده الملقى اعلى الاريكه دون حراك لتسرع اليه تنادي باسمه بقلق 
رامي ... رامي مالك فوق ايه اللى عمل فيك كده 
ظلت تربت على وجنته برقه وهو ساكن لم يصدر منه سوا مجرد انفاس لاهثه 
نهضت من جانبه لتحضر كوب من الماء لتنثره اعلى وجهه وبالفعل وجدت ضالتها لتلتقط الكوب وتركض اليه تنثر بعضه اعلى كفها وتنثره بوجهه وهى مازالت تتفوه باسمه بقلق 
ليفتح عيناه بتعب ويحاول الاعتدال 
لتتنهد روعه بارتياح الحمدلله انك فوقت تحب اتصل بالدكتور
هز راسه نافيا لا أنا كويس نظر حوله ليتذكر ما حدث ثم نظر إليها بتسال
ايه اللى حصل
وقفت تنظر له أنا كنت جايا اعتذر يعنى عن كلامي ولاقيتك زى ماانت كده حاولت افوقها وبس 
نهض من مكانه ليهندم ملابسه دون ان ينظر إليها شكرا أنا كويس الحمدلله تقدري تتفضلي تكملي شغلك وماتشغليش بالك 
لتغادر الغرفه بقلق لا تعلم لماذا تشعر بهذا القلق اتجاهه 
اما عنه فبعدما أغلق ازرار قميصه لم يطيق الجلوس بمكتبه ترك الشركه باكملها وعندما استقل بسيارته لا يعلم الى اين هو ذاهب 
كان ېختلس النظر إليها عبر المرآه ولكن يبدو بانها منشغله عنه فقد كانت تنظر لتلك الحقيبه المجاوره لها باستمرار ولا يعلم لماذا كل هذا الاهتمام بحقيبتها الا ان فجاه جحظت عيناه پصدمه عندما وجدها تضع يدها داخل الحقيبه لتخرج الكائن الصغير الذي اهداها اياه وهى السلحفاة التى اطلقت عليها اسم سيلينا لترتسم ابتسامته بسعاده وهو يراها تهتم بتلك الهديه خاصته بعنايه ولن تتركها وهذا ما جعله يشعر بالامل وتيقن بانها سوف تكن له نفس المشاعر وان هذا الاسبوع سوف يجعلها تصرخ بحبه هو الاخر ..
عندما كانت تداعب سيليا وتحملها بين كفيها صدح رنين هاتفها لتخرجه من جيب كنزتها البنيه وتنظر الى شاشته لتعقد حاجبيها وتجيب على المتصل 
الو 
لياتيها صوت رامي المجهد على الطرف الآخر 
ايوه يا ايسل أنا مخڼوق اوى وتعبان ومحتاج حد اتكلم معاه وماعنديش غيرك 
شعرت بتعبه ليتسلل القلق الى قلبها وتتحدث بلهفه 
رامي مالك في ايه انت تعبان طب حاسس بايه 
ليزفر عاصي بضيق وينظر إليها بعينان تشتعل بالغيره وهو يرا لهفتها ومدا قلقها على هذا الكائن المتطفل .
تنهد رامي بضيق انتي فين وأنا اجيلك
ارتسم الحزن على صفيحه وجهها أنا بره القاهره فى شغل وهفضل اسبوع فى المكان ده لو تعبان اتصل باسر او روحله المستشفي عشان خاطري رامي روح قابل اسر وطمني عليك 
زفر بضيق مخڼوق ومش حد هيفهمني غيرك هحاول استني لم ترجعي بالسلامه 
لتجيبه بقلق ايه سبب الخنقه أنا سمعاك 
حلم صعب اوى صحيت منه مش قادر اخد نفسي حاسس ان مخڼوق متكتف فى بنتين صغيرين بيغرقو يا ايسل وپيصرخو عايزني أنا اللى اساعدهم وأنا بعيد عنهم اوى ومش قادر اقرب أكيد الحلم ده له معني بس مين البنتين دول اول مره اشوفهم .
صمتت قليلا تستمع اليه باهتمام الى ان جال بخاطرها شيء فاسرعت لتخبره اياه ولكن فجاه فرغت بطاريه هاتفها لتنظر له بضيق ثم دسته داخل كنزتها ثانيا .
ليصف السائق السياره جانبا وينظر لهم 
فى استراحه هنا لو حابين تنزلو تشربو حاجه 
ترجل عاصي من السياره ودار حولها ثم فتح الباب المجاور لايسل ويطلب منها النزول 
اتفضلي انزلي نشرب حاجه لسه قدامنا الطريق طويل 
ترجلت بهدوء وهى تحمل سيليا ليمد يده لها يريد التقاط سيليا من يدها اعطتها له وسارت جانبه 
دلفوا لداخل الكافيه وهم يتبادلون النظرات بينهم 
اشار عاصي بيده الى الطاوله الشاغره اتفضلي هنا 
جلست ليجلس بالمقعد المقابل لها ويضع السلحفاة اعلى الطاوله ويصوب انظاره يخترق فيروزيتها ويهمس بصوت خاڤت 
أنا عايزك تقطعي علاقتي برامي ده نهائي 
نظرت له پصدمه مش من حقك 
بادلها بنظرات تحدي لا هو ده حقي ...
الفصل الرابع والثلاثون 
طال النظرات بينهم فى صمت ولكن قراء ما تبوح به فيروزيتها البريئه التى اسرته بنظراتها الساحره غمرته السعاده بسبب تلك النظره المحببه لقلبه .
توردت وجنتيها خجلا وقبل ان تبعد مقلتيها من حصار عيناه سبقها عاصي واحتضن وجنتيها بين راحه يديه 
وهمس امام عيناها 
ماتخبيش عيونك عني خلاص عينيكي قالتها بس أنا طماع وعايز اسمعها من بين شفايفك .
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تهمس بصوتها الرقيق موافقه
نهض من مكانه وهو محتضن وجنتها بين يديه ونظر لها بحب طيب اټجنن واحضنك ولا أعمل ايه دلوقتي على احلي موافقه سمعتها 
ابتعدت عنه بخجل وفرت من امامه ركضا الى غرفتها لتعلو أصوات ضحكته الرنانه بسبب هروبها المتوقع منه بسبب خجلها الزائد ..
فاق من ضحكته على اتصال هاتفه ليلتقطه بسعادة عندما وجد المتصل والده يريد ان يخبره بفرحته بانه حصل أخيرا على موافقه محبوبته بالارتباط به ولكن تفاجئ بمفاجاه اكبر تنتظره ..
عاد اسر من عمله ليجد والده بانتظاره يرد التحدث معه بأمر زواجه من اجين بعدما استمع اسر لوالده بانصات اقترب منه بابتسامته الهادئه ينحنى امام اقدام والده
يلتقط يده يقبلها 
حبيبي حضرتك مش محتاج موافقتي او موافقه ايسل بقرار مهم فى حياتك سعادتك هى سعادتنا وانا وايسل نفسنا نطمن عليك وبجد ده القرار المناسب فى الوقت المناسب
تحدث هاشم بابتسامته الحانيه 
يعني مش زعلان ان عايز اتجوز وانا فى السن ده 
ضيق اسر ما بين حاجبيه بضيق 
سن ايه ده
بس يا بابا حضرتك لسه فى عزك خمسين سنه مش عجوز يعني ده انت كلك شباب يا حبيبي 
ربت على كتفه بس صحتي بقت فى اخر ايامي 
عانقه اسر بقوه ماتجبش سيره المۏت ربنا يبارك فى عمرك يا حبيبي وتجوز احفادك بابا أنا بجد محتاجك اوى مش هتحمل احسرك بعد ما ربنا جمعني بيك تاني 
شدد هاشم فى احتضان ابنه وانسابت دموعه تاثرا بكلماته وربنا يعلم وجودك جنبي فى الوقت ده بالذات فرق معايا كتير يا حبيبي ربنا يخليك ليا ويحميك انت واختك ويسعدكم فى حياتكم يا رب 
ابتعد عنه اسر وهو يغمز له بمشاكسه قولي بقى كلمت العروسه ولا تحب أنا اللى اطلبهالك بنفسي أنا ما عنديش خطوبه والكلام ده احنا نسترك بدري بدري عشان نحافظ على اخلاقك ههه
ضحك هاشم بقوه على مشاكسات اسر وضمھ لصدره بحنان وهويقبل راسه 
ايه رايك تعملها دلوقتي نكلم المأذون أصل أنا خاېف لحضرتك تغير رايك بصراحه هههه
ايه اللى بتقوله ده يا اسر ازاى يعني دلوقتي واختك مش موجوده لم ترجع واطمن عليها وكمان اجين من حقها تاخد وقت يعني ولا ايه
اللى تشوفه طبعا يا حبيبي بس سبلي أنا بقى ابلغ ايسل دي مش هتصدق بس طبعا هتفرح جدا لم تعرف .
نهض اسر ليودع والدها والتوجه الى غرفته ليخبر شقيقته بقرار والده بهذه الزيجه التى يتمناها كل منهما ..
اما هاشم فقبل ان يخلد لنوم تفاجى باتصال شقيقه يخبره بانه قادم الى منزله لكي يتحدث معه بأمر هام بسبب زواج ماجد ...
داخل فيلا دكتور راؤوف الشاذلي ..
كان جالس بالصالون الخاص بمنزلهم وحيدا ينتظر خروج والده حياه التى يحاول زوجها اقناعها بسبب زفاف إبنته المفاجئ بعدما انهى اتصاله مع ابنه الذي سعد به عاصي عندما علم بزفاف شقيقته بهذه السرعه يعلم بان الحب يصنع المعجزات وهو الان عاشق ولهان ويعلم ما يمر به العشاق واخبر والده بانه سوف يكون بالزفاف فلا داعي لتأجيل الزيجه ريثما يعود هو يريد اسعاد شقيقته ..
بقى أمر اقناع زوجته بزيجه ابنتها ولكن الاخيره ليست متقبله بهذا الجنون ..
وقفت حياه بين والدها ووالدتها تقترب منها تحاول استعطافها 
ماما حبيبتي وافقي بقى عشان خاطري دي حياتي أنا وهكون سعيده بحياتي مع ماجد مش يفرق بقى الفرح من بكره او بعد شهرين المهم اننا مع بعض 
صړخت زينه بوجهها بانفعال أقول ايه للناس لقرايبنا واصحابنا فرح بنتي بكره فجاه كده يابنتي دي الناس هتتكلم وماهتصدق حوار تمسك فيه هيفكروانكم استغفر الله العظيم يارب غلطتو مع بعض ومستعجلين بقى عشان تصلحو غلطتكم ليه يا بنتي كده بس ليه تجيبي الكلام لنفسك 
أنا مالي بالناس وبعدين احنا الفرح اصلا هيكون فى دهب والعيلتين بس اللى هتكون موجوده ولو حد سألك عن ليه الجواز بسرعه قوليله ولا بسرعه ولا حاجه احنا كنا محددين من وقت الخطوبه وده ميعاده ايه المشكله يعني وبعدين ماحدش ليه عندي حاجه عشان خاطر حياه حبيبتك يا زوزو تخرجي ترحبي بماجد وتباركيله بنفسك عشان خاطري عشان خاطري يا زوزو 
نظرت الى زوجها لتجد يهز راسه بتأيد لحديث إبنته ويبتسم لها بحب
عاصي كمان موافق وهيكون موجود معانا بكره وربنا يسعدهم يا حبيبتي احنا مش محتاجين حاجه من الدنيا غير سعادتهم 
تنهدت بقوه امري لله مادام كلكم مواففين على الجنان ده هتيجي عليه موافقه أنا كمان 
ارتمت حياه باحضان والدتها ايوه كده يا زوزو يا عسل أنتي 
انسابت دموعها هتوحشيني اوى يا يويو مش عارفه هتحمل ازاى غيابك عني مش قادره اصدق ان بكره خلاص هيكون ليكي بيتك وحياتك البعيده عننا 
هو أنا ههاجر يا ماما ماتخفيش هطب عليكي كل شويا عشان اعرف سر طبخاتك وحراكاتك هو أنا ليه غيرك يا قمر انت 
ثم أكملت حديثها بمشاكسه 
يلا بقى عشان ماجد زمانه زهق من طول الانتظار وممكن يهرب وأنا ماصدقت لاقيت عريس لقطه فى الزمن العجيب ده 
نظرت لزوجها شوف البنت مستعجله ازاى 
حاوط كتفها بحب سبيهم يا ام عاصي على راحتهم ربنا يسعدهم يا حبيبتي بينا بقى نقابل ماجد ونشوف ورانا ايه نعمله
غفلت الصغيره بجانبه ليحملها برفق ويصعد بها الى حيث غرفتها وضعها بفراشها ودثرها جيدا بالغطاء ثم قبل وجنتها وابتعد عنها لينظر للفراش الآخر ليجد نهال غافله هى الأخرى اقترب منها بتحسس جبهتها برفق ليبتسم بحنان بعدما علم بخفض حرارتها .
ادار وجهه ليبتعد عن الغرفه ليتفاجئ بوجود والدته امامه تقترب منه وعلى ثغرها ابتسامتها الحانيه لتقف فى مواجهته 
انت كبرت
اوى كده وبقيت مسئول امته 
ليضحك رامي برقه ويحاوط كتف والدته ليهمس باذنها تعالى نتكلم بعيد عن البنات عشان ماتقلقش منامهم 
غادر الغرفه برفقه والدته لينظر الى والدته ويرفع احدى حاجبيه ويطبع قبله اعلى وجنتها 
ابنك كبر من زمان بس انتي مش واخده بالك يا لولو 
مدام كبرت بقى يبقى تتجوز وافرح بيك واشوف احفادي يملو عليه البيت يا رامي باباك طول اليوم مشغول بالوزاره وانت انشغلت بشغلك تعرف ان البنات ملو علينا البيت 
مدام البنات ملو عليكى البيت ياقمر انت ليه بقى عايزه تدبسيني فى حوار الجواز ده 
لا مش هتنازل عن امنيتي فكر فى الموضوع عشان خاطري وأنا من بكره اشوفلك العروسه اللى تليق بيك 
ضحك بقوه وهو يبتعد عن والدته ويدلف لداخل غرفته 
عنك انتي يا لولو سبيلي أنا الاختيار ده 
ارسل إليها غمزه بعينيه قبل ان يغلق الباب خلفه بس اوعدك هتفرحي
تم نسخ الرابط