رواية حقي
المحتويات
فور أن سمعت تلك العبارات وشعرت بالم يتسرب إلي قلبها فحسان أنقي قلب قد رئته بينهم اما صفوان فشتعلت نيران غضبه المكنون وتجحظت عيناه پخوف علي رفيق دربه وأبن عمه متحدث بقوله الصاخب
حسان أضرب بالړصاص مين اللي عمل فيه كدةماتنطقه
أجابة الجد وهو يركب السيارة ويبدو عليه الخۏف ذات الصوت الباكي
ركض صفوان وركب بسيارة جده ولحقت بهي اما حياة فركبت السيارة بجانب الجده دون أمر من أحد
وبعد نصف ساعة داخل المشفي كان يتشاجر صفوان معا الطبيب أمام الجميع قائلة بقسۏة
كان القلق والتوتر ذات البكاء مسيطر علي الاجواء وخلال هذا التشاجر نظرا الطبيب ذات الخمسين عام إلي رضوان قائلا بجدية
يارضوان بئه فهم حفيدك أننا هنا في مستشفى مش في الشارع لزم نراعي حالة المړضيوبعدين حضرتك عارف أن المستشفي هنا مفهاش غير دكتور واحد للجراحه لأن أحنا جوة عزبه في الأرياف.. يعني مفيش حالات مرض أو جرحات تستدعي أننا نشغل أكتر من دكتور للجراحة وساعتك فاهم كده كويس لانها المستشفي بتاعتكم ورغم أني المدير بتاعها بس قايل ليك علي كل حاجة ومفيش تعين بيتم لاي دكتور غير لما بنقولك عشان تعرف الميزانيه هتذيد قد ايه
مش وقت الكلام ده ياراضيقولنا اي طريقة نلحق بيها حسان قبل مايروح مننا
راضي بجدية
مفيش غير انكم تاخدوه للمستشفي اللي علي دخلة الفيوم هتلقوا هناك دكاترة جراحه
صاح صفوان بشراسة دافع الطبيب للوراء
أنت بتقول ايه ده المشوار هياخد أكتر من ساعه احنا علي مانوصل بيه هيكون دمه اتصفه.
أنا مراعي مشاعرك يا أستاذ صفوانبس أنا مفيش في أيديه حاجة أعملها غير اللي قولته
لطمت نجية علي وجنتيها پبكاء قاهر
يعني ايه حسان خلاص ھيموت محدش هيلحق ابني ليه ده غلبان وعمره مااذي حد ليه كده يارب ليه ده مبيرفعش عينه
في حد
أندفعت ليلي إلي الجد تبكي پقهر وتتوسل إليه
غير أبيه باحد
رغم هول الموقف الا أن حديثها الراجي بتلك الكلمات جعلا الجميع ينظر له بدهشة بسبب ذلك الأعتراف الذي هزا أرجاء صفوان محمله بنيران متغلغله بشدة أكثر مما سبقلكن حياة في تلك الحظة لم تكن تهتم بشئ غير حسان مما دفعها للوقوف أمام الطبيب قائلة بعزم
الټفت الأنظار لهالم يكونوا يدركون ماتنوي عليه فالجميع يجهل هوية عملها الحقيقيهمما جعلا نجية تجذبها من ذراعها بحنق
أنتي هتعمليلي فيها دكتورة كلنا عارفين أنك دكتورة مجانين عالله تقربي من ابني والا هاكلك بسناني
تغاضت حياة عن تلك العبارات واكملت حديثها للطبيب
مفيش وقت خلينا ندخل عشان نلحقه قبل
فوات الأوان.
الطبيب بشك
معنديش مشكلة بس وريني هوية عملك عشان أقدر أثق أني مبسلمش المړيض لحد
مجهول.
تنهدت بزمجرة
هوية شغلي مش معاياجدي أتصرف قوله يدخلني عشان الحق حسان مفيش وقت
أخذ الجد دقيقة يفكر بأمرهااما هي فعلمت أنهم لم يثقوا بهي بعد الثقه الكافيه مما جعلها تبتسم بعبس وهي تحرك رأسها بملل ثم تنهدت ونظرت للطبيب قائلة برسمية
أكيد تعرف الدكتور عصمت خيري رئيس الجراحه في مستشفى الامل والقصر العينيممكن اتصلك بيه واخليه ياكدلك أني دكتورة جراحية وبشتغل في المستشفى عنده
مرر عيناه عليهم جميعا يحاول ادراك الموقف ثم أخرج هاتفه وبدون أستاذان أتصل علي الطبيب عصمت الذي اجاب بعد ثواني ورد عليه راضي بقول جاد
بعتذر يادكتور عصمت بس في حاجه ضروريه في بنت عندي وبتدعي أنها دكتوره جراحية شغاله عندك في مستشفى الأمل وكنت عايز أتاكد لو فعلا هي دكتورة جراحية شغاله عندك والا لاء لأنها بتقول أن هوية عملها مش متوفره معاها
أجابة الطبيب الاخر من داخل المشفي
أسمها ايه الدكتورة اللي عندك
أشاح راضي الهاتف من علي اذنيه وفتح مكبر الصوت وقال بجدية الدكتوره عصمت بيسأل أسمك ايهيادكتورة
مدت يدها لتأخذ الهاتف لكن الطبيب قال برسمية . هتردي عليه قدامي عشان أتاكد اتفضلي أنا فاتح الاسبيكر قوليله أسمك ايه يادكتورة
رضوان بغرابة
جرايه ياراضي ماتخليها تكلمه علي جنب مش
لزم الهيصه ديه
الطبيب بجدية
ياحج رضوان سبني أتاكد ديه روح حفيدك ولزم نتاكد من كل حاجة قدامكم عشان منضيعوش وترجعه تقوله أني السبب
رغم أنها لم تكن قد جاءت بعد الخطوة لتعلن هويتها أمام الجميع لكن القدر أخذ منعطف أخر ليرغمها علي البوح بسرها أمام عيونهم الصقرية المنتظرة سقوطها في أي لحظةوكانت تفكر بحسان الذي ساندها كثيرا وقررت رد المعروف له وتنهدت بعزم رافعه رأسها بصلابه قائلة
أزي حضرتك يادكتور..أنا الدكتورة حياة سالم العزيزي. دكتورة الجراحة المشرفه عن قسم الجراحة في مستشفى الأمل
بعض العيون حدقة النظر إليها بنظرات سامه مثل نادية التي شعرت برجفه تملكت جسدها وأردكت أن موعد رحيلها قد بدأاما ليلي فشتعلت نيران غيرتها بعدما وضحت لها الصورة وعلمت أن حياة تكون أبنت خالها وأكثر منها علم ومال ونعود للطبيب عصمت الذي تحدث بصوت مبتسم
دكتورة حياة عامله ايه يابنتي والله وحشني صوتك قوليلي بتعملي ايه عندك أنتي ناويه تسبينه وتشتغلي عندك والا ايه..
أجابته بجديه
لاء بس في مريض يبقي ابن عمي مابين الحيا والمۏت ومفيش دكاترة جراحين في المستشفى والدكتور مش عايزني أعمله العملية بدالهم عشان مش مصدق اني دكتوره .
تحدث عصمت برسمية
لاء اطمن يادكتور راضي حياة من أكفاء الدكاترة اللي عندنا
راضي بجديه
تمام يادكتور وبعتذر علي الأزعاج مره تانيه معا السلامه
أغلق الطبيب الهاتف ونظرا لحياة التي حدثته بجفاء
ياتره هتسبني الحق حسان والا لسه هتعملي تحليل نسب
تحمحم الطبيب باحراج قائلا
اتفضلي معايا يادكتورة جهزي نفسك علي ماندخل حسان غرفة العمليات
تحركت حياة برفقة الطبيب اما ليلي فهدئه دموعها المقهوره وقالت بغرابة
يعني ديه تبقي حياة بنت خالي
اما نادية فبدا عليها القلق وقالت
أنا حسه اني مش قادره أدوس علي رجلي خبر حسان مخلي أعصابي بايظه
اما نجيه فجلست علي الأرض واضعه يديها فوق رأسها پبكاء قائله
أسترها ياربأسترها علي ابني يارب
تنهدت وصيفه وهي تجفف دمعتاها بقول
متخفيش عليهبنت عمه معا وأكيد هتعمل اللي هتقدر عليه عشان تحمية من المۏت
الټفت لهم ليلي بغرابة
أنتو مش مخضوضين ليهمحدش فيكم أستغرب لما قالت أنها بنت خالي سالم..!!. هو أنتو كنتوا عارفين أنها تبقي بنت خاليطب حسان كان عارف كده لما أتجوزهايعني دلوقتي هو متجوز بنت عمهطبعا مش هيسبها طب وأنا
زاغت العيون عبر الوجوههاربه من سؤالهااما هي فوجدت صفوان يمسكها من منتصف ذراعها جاعلها تستدير له لترا القسۏة في عيناه فقد طفح الكيل منها مما جعله يرفع معصمه ويصفعها بقوه جاعل رأسها تستدير لليسار من شدة الصفعه أمام الجميع غير أبه بأحد قائلا بصوته الجش ذات العين المتجحظة بقسۏة
شكل أبوكي معرفش يربيكي ياليلي سابك لأمك عشان تعمل فيكي مابدالهاعلمتك أنك محترميش جوزك قدام حدبس ماشي ملحوقه
رمقها بتقزز و أستدار للباقين قائلا بجفاء
أنا مطلق ليلي طلقتين من ليلة الډخله وملمستش شعره منها لأني أكتشفت أن بنت نجاة بتحب واحد تاني يعني أي كلمة قالتها أو لسه هتقولها متوسخنيش بحاجةوعشان أبقي نضفت منها نهائي
قدامكم كلكم بقول هالها
نظرت له الأعين بغرابة وهم يروه يلتفت لها ناظرا لها بقسۏة ذات بحبه صوتيه جعلتها ترتجف من القلق
أنتي طالق بالتلاته
بس قبل ماتفرحي أحب أقولك أن اللي في بالك أنتي وأمك تنسوه عشان أنا اللي هقف لكم ومش هخليكم توصله للي عايزينهواظن أنتي فاهمة أنا أقصد ايه بالظبطياله أنزلي وخلي مخامر يوصلك بيت أمك والصبح هدومك هتوصلك
بلعت لعابها بقلق
بس أنا عايزة أستنا الحد لما حسان يخرج
وأطمن علية
قوص حاجبيه ببسمه خافته بشراسة قائلا
بصوته الجاف . تطمني عليهلاء كتر الف خيرك هنبقي نطمنكم عليه وأنتي في بيت أمكوبقولك ايه أنا زمان كنت بحترمك جدا وكنت شايفك أنسانه كاملة كنتي كبيرة في نظريبس من يوم مابقيتي مراتي وعرفت حقيقتك وأنتي بقيتي قليلة أوي في عنيا . بقيت أشوفك واحدة عديمة الكرامه ماشية ورا أمها عشان تنهب حقوق مش بتاعتها بس لاء وعزة وجلال الله مهخلي نجاة توصل لحسان ومهما عملت مش هيخطي عتبتكموكلها أيام بس وأول مايقوم بالسلامة هكون مجوزة واحدة تعرف تصون شرفه مش تصون فلوسه ياليلي
أهتزا جسدها پبكاء لم تستطيع أخفائه قائلة
بصوت متحشرج
مكنش ذنبي كله حصل بامر من أمي. ربنا شاهد أني حاولت أكتر من مره أقنعها بحسان
بس هي رفضت وصممت أتجوزك أنتوأنا فعلا كنت عبيطة لما سمعت كلامها وفردت في حبي لحسان بس هو كمان كان غبي وقرر يسبني ويبعد عني نهائي لما أتأكد أني هتجوزكأنا روحتله أكتر من مره وأترجيته عشان يبقي معايا ويطلقني منك بس مرداش وقالي بكل قسۏة أني بقيت بالنسباله مرات أخوه ومش هيقدر يشوفني غير كدهمكنش عايز يخونك أو حتي يوسخ شرف بكلمه ليابس ده مش ذنبي أنك تعاقبني علي حاجه مليش يد فيهامش هنكر اني كنت مغفله لما مشيت ورا كلام أمي وعيندي بس رجعت وندمة وقدمتله نفسي أكتر من مره بس كالعادة رفضني لاء وكمان ضړبنيوكل ده ليه عشانك عشان ميجرحكش
تنهدة روحه براحه بعدما تأكد أن أبن عمه وضلعه بالحياة كان يحمي شرفه في غيابهوراقت عيناه بهدؤ لكن صوته الجاف لم يتغير قائلا
حسان مكنش غبي.. حسان كأن راجل بيحمي ويصون شرف أبن عمهوعشان حسان حاول يحميني من نفسه وحبه ليكي أنا كمان هحمية من عيندك وجشع أمك ومش هسمح لكم تقربه منه مهما كان التمن يابتت نجاة وأهو قدام الكل بقولهالك لو السما اطبقة علي الأرض مش هتتجوزي حسان .
تحذيره له جعلا عتمة قلبها تسواد عيناها بقسۏة أخرجتها من جوفها كأنها تبدلت من الرقي إلي الھمجية قائلة بصوت متحشرج بصلابة
وأنا مش هسيبه مهما حصل حسان بتاعي أنا وبس ومهما حصل هبقي ليهومهما عملت مش هتقدر
متابعة القراءة